Tuesday, January 16, 2007

المحذر العام

كان الله فى عون الرئيس مبارك فالرجل لا يألو جهدا فى التحذير من مغبة التصرفات غير المسئولة فى العالم، لكن هذه التحذيرات لا تلقى آذانا صاغية من قبل من يتلقون التحذير، هؤلاء الحمقى. وكم يتمنى المواطن المصرى أن يركز الرئيس تحذيراته، فى الشئون الداخلية، وأن تمتد هذه التحذيرات إلى الحزب الوطنى، والفساد الحاكم، والتلاعب غير الدستورى فى الدستور. ولا نعرف لماذا لم يحذر الرئيس من إلغاء الإشراف القضائى، والاعتداء على حريات المواطنين بزراعة قانون للإرهاب. لا نعرف إن كان لإرهاب المواطن أم لمواجهة الإرهاب المعروف. المهم كم كنا نتمنى أن تصل تحذيرات السيد الرئيس لمستحقيها، الذين هم أولى بالشفعة، وبالإصلاح والديمقراطية، حتى لا نكون مثل القرع نحذر لبره، ونحتاج إلى تحذيرات للداخل. فقد كشف الرئيس فى تصريحاته لوكالة أنباء الشرق الأوسط أنه كان بعث برسالة عاجلة إلى الرئيس الأمريكى جورج بوش يوم وقفة عيد الأضحى، أبلغه فيها أن إعدام صدام حسين خلال عيد الأضحى سيكون له تداعيات خطيرة على العراق والمنطقة. ويبدو أن بوش لم يستمع للتحذير، وتم إعدام صدام. ونظن أن تحذيرات الرئيس لو كانت أخذت مأخذ الجد لأصبح العالم مختلفا يعيش فى تبات ونبات. وربما أنجب مزيدا من بوش وكونداليزا. تحذيرات الرئيس مبارك الأخيرة عن التداعيات، لم تكن الأولى، لكنها تذكرنا بالعديد من التحذيرات التى أطلقها المحذر العام للعالم، منذ سنوات، فقد أعلن طوال سنوات أنه حذر صدام من احتلال الكويت، ولكنه لم يستمع، كما حذر بوش من غزو العراق ولم يسمع، وفى كل هجوم أو عدوان إسرائيلى على الفلسطينيين نكتشف أن الرئيس أطلق تحذيرا لم يستمع إليه أحد، فقد حذر شارون ونيتانياهو وباراك، ومازال يحذر ويحذر، وبسبب تجاهل التحذيرات فإن العالم وقع فى كل هذه اللخبطة. لكن مع متابعة تحذيرات الرئيس لدول العالم العربى منها والعالمى، فإننا نجدها جميعا تحذيرات للتصدير وليست للاستهلاك المحلى، ولا نلمح أى تحذير له إلى الفاسدين فى الحزب الوطنى مثلا، أو تحذير بتعديل حقيقى للدستور بدلا من التعديلات الهيكلية، ولا تحذير من مغبة الفشل الحكومة ورفع الأسعار، والواضح أن تحذيرات السيد الرئيس مبارك، تتجه للخارج ولا تتطرق للداخل، وفى الغالب تصدر بعد فوات الأوان، أو بعد اتخاذ القرارات، ونتمنى أن يصدر الرئيس تحذيراته من مغبة وخطر الحزب الوطنى على الصحة العامة والخاصة للمواطنين

No comments: