Tuesday, July 31, 2007

إلعب

في عدد الثلاثاء من الدستور كتب إبراهيم عيسى حول عناد الرئيس مبارك ...الذي يرى أن أحدا لا يقدر أن يلوي ذراع سيادته وبهذا تتفاقم المشاكل : (بما أن الجميع يعتقد راسخا أن حكومة جمال مبارك بقيادة أحمد نظيف هي أفشل حكومة في عصر مبارك ، وتفوقت على حكومة المبتسم دائما عاطف عبيد في الفشل، لكن حكومة عبيد شهادة لله تفوقت عليها في الفساد.. وبما أن الرأي العام "اتخنق" من هذه الوجوه التي ابتلاه بها الرئيس مبارك مستجيبا لرغبات ابنه جمال ، وبما أن الغرق والحريق والعطش والحوادث والموت ارتبطت ارتباطا وثيقا بهذه الحكومة التي اختارها ورعاها ودعمها جمال مبارك ، في واحد من أكبر الدلائل على أنه ح يودى البلد في ستين داهية لو تسلمها إرثا عن والده ، وبما أن الجميع
بدا منتظرا بل ومتلهفا إلى أن يغور هؤلاء الفشلة من مقاعد الحكم ، وإذا كان الرئيس مبارك قضاء وقدرا على هذا البلد ، فالحكاية مش ناقصة بقى حكومة كمان تفتخر بفشلها وتعتز جدا بانفصالها عن الواقع وبجهلها العميق بالسياسة .. شلة جمال مبارك باتت مكروهة كلية من الشعب المصري، وجمال مبارك فقد ورقة التوت التى كان يتستر بها على تطلعاته وطموحاته في التسلق إلى حكم مصر حين انكشف منهجه في حكم البلد بشلة من رجال الأعمال والمليونيرات الذين لا يفهمون في السياسة وليس
لهم في الثقافة ولا علاقة لهم بالشعب المصري، فهم باشاوات وسوبر باشاوات تربوا ونشأوا وكبروا في كنف القصور والثراء الفاحش والانعزال عن هموم وآلام الناس ، فكانوا خير صديق لجمال مبارك يفهمونه ويترابطون معا في طبقة الثروة والثراء، لكنهم أثبتوا أنه لا يمكن لشلة من الأصدقاء المليونيرات أن يشغلوا وقت فراغهم بحكم مصر ومساعدة ومساندة صديقهم في وراثة عرش أبيه ، بدلا من أن يصيفوا معا في
أسبانيا أو أن يستمتعوا بالشمس والبحر واليود على سطح يخوتهم في الجونة .. وبما أن قطاعات واسعة من الشعب المصري تطلب التغيير، فإنني أؤكد لكم أنه لن يحدث تغيير..
ليه ؟ ( أقولك ليه ).. لأن الرئيس مبارك على مدى ستة وعشرين عاما من حكمه اثبت :
1- أنه رئيس يعاند شعبه ، ويرفض الاستجابة للرأي العام تحت زعم أنه ما يحبش حد يلوى ذراعه حتى لو كان هذا الحد هو الشعب (شعب أيه دا راخر).
2- أنه رئيس بطيء القرارات ، وكثيرة هي جدا الخسائر التي سقط فيها الوطن نتيجة بطء اتخاذ القرار والوله الرئاسي بتجميد المواقف وتثبيت الأمور تحت زعم أن هذا هو الاستقرار، فنجح الاستقرار الفاشل في أن يدفن مصر في قبر الفساد والفشل نتيجة أن مبارك لا يريد تغيير الحكومات ، أو بمعنى أدق لا يريد التغيير أساسا.
3- أنه رئيس يحب أن يفاجئ الناس بقراراته ، فتأتي متأخرة وغير متوقعة ، وبعد يأس الناس منها، فتكون النتيجة أنها تأتي بعد فوات الأوان وبشكل باهت ، ولا تستجيب لرغبة شعبية ولا تبعث على أمل جماهيري.
4 - أنه رئيس لا يريد ان يتصادم أو يصدم نجله لأسباب مفهومة ، ومن هنا فهو لا يستطيع رمي أصدقاء نجله ببساطة في سلة مهملات الحكم إلا بعد أن يتأكد من أن خلفاءهم من حلفاء ابنه ويرضى عنهم النجل . . وهذا كأي قرار عائلي محل أخذ ورد وتفاهمات ووجبات عشاء ومآدب غداء، فقد اختلطت شئون الحكم بشئون العائلة حتى بات يصعب عليك أن تفهم الفارق .. هذا إن وجدت الفرق ! عناد الرئيس هو أول أسباب تأكيدي أنه لا تغيير قادما أو قريبا، أما شكل التغيير وحجمه فهو كلام مسل جدا لكنه لا يودى ولا يجيب ، فالجميع من نفس الكوتشينة ، وأوراق الكوتشينة لا تحمل أي مفاجآت حين توزعها .. المفاجأة فقط تظهر حين تلعب بها
!)

1 comment:

محمد مارو said...

الله تحليلك جميل اوى و بخصوص اول نقطه بتاع العناد انا كنت كتبت مقال عنها بعنوان تعالوا نقول للحكومه مره نعم مش لاء شرفنى و شوفه
محمد مارو