Monday, July 16, 2007

رشوة

ادفع رشوتين تاخد ٣ خدمات.. ليه تدفع أكتر لما ممكن ترشي أقل!

١٦/٧/٢٠٠٧

«وكيل وزارة يحصل علي رشوة أربعمائة جنيه من موظف في وزارته مقابل نقله إلي مكان آخر في الوزارة».. كان ذلك هو الخبر وهو ليس جديداً أو غريباً، فقد اعتدنا -بكل أسف- علي قراءة نفس العنوان، ربما يومياً، ٣ مرات قبل الطبع وبعده، طبع الجريدة وليس الطبع الذي يغلب التطبع.

لا جديد إذن تحت شمس الفساد أو قمر الإفساد.. لكن الغريب هنا هو ذلك الرقم الهزيل.. أربعمائة جنيه فقط.. ثمن حذاء شبابي متوسط.. بما يوحي بجو من التواضع أو ربما كان الوكيل من النوع الحنون الذي يراعي البعد الاجتماعي.. بعيد عنك، ومن ثم قدم سيادته تسهيلات وتخفيضات أو خصومات (بلغة السوق Discount) حاجة كده من نوعية: «تقدم برشوتين تاخد مقابل الثالثة مجاناً».. و«ليه تدفع أكتر لما ممكن ترشي أقل».

الغريب كمان -ياسادة- نوع الوزارة، فهي ليست وزارة الميسر والمشرب (بافتراض وجود حاجة كده).. وإنما وهنا الحبكة أو الـClimax (بلغة الدراما).. الوزارة هي الأوقاف.. وهي التي ارتبطت في أذهان العامة - والعوام وعموم الناس وعمت صباحاً ياعم الحاج... إلي آخره.. ارتبطت بالوقار والجبة والقفطان.. والأستاذ الشيخ مولانا.. وبركاتك ياسيدنا، مع السبحة والتمتمة ثم الصمت والهمهمة، وإيدك أبوسها.

أما الأستاذ السيد الراشي (هذه صفة وليست اسماً) فهو -واحبس أنفاسك- إمام مسجد!! يعني راجل حياته وعمله المسجد، والمفترض أنه يعرف الفرق بين الحرام والحلال فكلاهما «بيّن» مش كده ياأستاذنا؟ يعني الرجل «يؤم» الناس فجراً وعشاءً.. ويحفظ ما تيسر من آيات الذكر الحكيم.. ويحث الناس ضمناً علي السلوك القويم والفضيلة والأمانة، والخلق الحسن، ومع هذا.. يتلاعب!!

ومن يدري ربما بمرور الوقت والترقيات يصبح الإمام الراشي وكيلاً للوزارة ويكون قد اكتسب ما يكفي من خبرة تدفعه لرفع سقف المعلوم، وتمويه المجهول وهلم فساداً.. ثم.. المكان ياسادة هو سيناء.. تلك الأرض المقدسة، والتي ربما يتندر البعض قائلاً: هي معبر برضه.. لكن مع عبور مختلف.. وبدلاً من رسالات السماء أو بطولات البشر تحول الأمر إلي عبور عابر عبر الجيوب.

مصطفي الخولي

No comments: