مستجير.. الأديب والشاعر يرحل عن محراب العلم في الثانية والسبعين كتب محمد عبدالخالق مساهل
انتقل إلي رحمة الله تعالي الدكتور والعالم الشامل أحمد مستجير أمس، عن عمر يناهز «٧٢ عاماً»، إثر إنسداد في شرايين المخ.
داهمت الحالة المرضية الدكتور مستجير أثناء رحلته السنوية إلي النمسا، التي اعتاد العودة منها في منتصف أغسطس أو بداية سبتمبر.. وجري نقله إلي المستشفي بطائرة هليكوبتر، وأجريت له جراحتان علي مدار الأسبوعين الماضيين، ولكنه لم يستجب للعلاج، وظل في حالة الغيبوبة، بينما حاول الأطباء تنويمه حتي لا يشعر بالألم.
ويرافق ابنه طارق ـ الذي ذهب إليه قادما من جنوب أفريقياـ جثمان أبيه ويسعي إلي إنهاء الإجراءات لنقله إلي مصر، فيما سافرت أخته الدكتورة عايدة مستجير علي متن الطائرة التي أقلعت في الساعة الرابعة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة علي أخيها.
أحمد مستجير مصطفي، ولد عام ١٩٣٤ في الصلاحات دكرنس بمحافظة الدقهلية، وحصل علي بكالوريوس زراعة في جامعة القاهرة عام ١٩٥٤، وماجستير تربية الدواجن ١٩٥٨، ودبلوم وراثة الحيوان في جامعة أدنبرة ١٩٦١، ودكتوراه في وراثة العشائر في جامعة أدنبرة ١٩٦٣.
تدرج مستجير في وظائف هيئة التدريس بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، ثم عمل عميداً لكلية الزراعة في الفترة ما بين ٨٦ و١٩٩٥.
اهتم مستجير بكتب البيولوجيا منذ أن كان في المرحلة الثانوية، لأنه أحب مدرسها خليل أفندي الذي تخرج في كلية الزراعة، ومن ثم حذا مستجير حذوه وكان مفتوناً بأستاذه عبدالحليم الطوبجي المتخصص في علم الوراثة، وتوطدت العلاقة قوية بينهما، ويذكر عنه أن الطوبجي عندما كان يريد كتابة مذكرة للطلاب، ولم يكن وقته يسمح، كان يسند لمستجير كتابة المذكرة.
كان عاشقاً لبلده الذي نشأ فيه، قائلاً: أنحاز إلي الأرض الريفية، لأني ابنها، وربما كان تفوقي في كلية «الفلاحين» بسبب عشقي للزراعة واللون الأخضر، والريف هو عشقي الأبدي ومنبع الرومانسية المتأججة بداخلي.
وما يذكر عنه في ذلك أنه عمل مهندساً زراعياً لمدة ٥٥ يوماً فقط، تركت هذه الأيام أثراً كبيراً في حبه للأرض، وقد لفت نظره ذات مرة طفل صغير يجني القطن. واقتحمت موهبة مستجير الفذة في الشعر والأدب معاقل الأدباء والشعراء، واحتل بينهم مكاناً مرموقاً، ومن أبرز جهوده الأدبية ما كتبه في عروض الشعر، حيث وضع نظرية علمية رياضية لدراسة عروض الشعر العربي وإيقاعاته الموسيقية، أودعها في كتابه «مدخل رياضي إلي عروض الشعر العربي»، قدم فيها رؤية مختلفة في موسيقي الشعر، خرج بها عن الطريقة التقليدية التي تعتمد علي التفعيلات، التي تقوم علي الذوق.
No comments:
Post a Comment