Tuesday, July 31, 2007

إلعب

في عدد الثلاثاء من الدستور كتب إبراهيم عيسى حول عناد الرئيس مبارك ...الذي يرى أن أحدا لا يقدر أن يلوي ذراع سيادته وبهذا تتفاقم المشاكل : (بما أن الجميع يعتقد راسخا أن حكومة جمال مبارك بقيادة أحمد نظيف هي أفشل حكومة في عصر مبارك ، وتفوقت على حكومة المبتسم دائما عاطف عبيد في الفشل، لكن حكومة عبيد شهادة لله تفوقت عليها في الفساد.. وبما أن الرأي العام "اتخنق" من هذه الوجوه التي ابتلاه بها الرئيس مبارك مستجيبا لرغبات ابنه جمال ، وبما أن الغرق والحريق والعطش والحوادث والموت ارتبطت ارتباطا وثيقا بهذه الحكومة التي اختارها ورعاها ودعمها جمال مبارك ، في واحد من أكبر الدلائل على أنه ح يودى البلد في ستين داهية لو تسلمها إرثا عن والده ، وبما أن الجميع
بدا منتظرا بل ومتلهفا إلى أن يغور هؤلاء الفشلة من مقاعد الحكم ، وإذا كان الرئيس مبارك قضاء وقدرا على هذا البلد ، فالحكاية مش ناقصة بقى حكومة كمان تفتخر بفشلها وتعتز جدا بانفصالها عن الواقع وبجهلها العميق بالسياسة .. شلة جمال مبارك باتت مكروهة كلية من الشعب المصري، وجمال مبارك فقد ورقة التوت التى كان يتستر بها على تطلعاته وطموحاته في التسلق إلى حكم مصر حين انكشف منهجه في حكم البلد بشلة من رجال الأعمال والمليونيرات الذين لا يفهمون في السياسة وليس
لهم في الثقافة ولا علاقة لهم بالشعب المصري، فهم باشاوات وسوبر باشاوات تربوا ونشأوا وكبروا في كنف القصور والثراء الفاحش والانعزال عن هموم وآلام الناس ، فكانوا خير صديق لجمال مبارك يفهمونه ويترابطون معا في طبقة الثروة والثراء، لكنهم أثبتوا أنه لا يمكن لشلة من الأصدقاء المليونيرات أن يشغلوا وقت فراغهم بحكم مصر ومساعدة ومساندة صديقهم في وراثة عرش أبيه ، بدلا من أن يصيفوا معا في
أسبانيا أو أن يستمتعوا بالشمس والبحر واليود على سطح يخوتهم في الجونة .. وبما أن قطاعات واسعة من الشعب المصري تطلب التغيير، فإنني أؤكد لكم أنه لن يحدث تغيير..
ليه ؟ ( أقولك ليه ).. لأن الرئيس مبارك على مدى ستة وعشرين عاما من حكمه اثبت :
1- أنه رئيس يعاند شعبه ، ويرفض الاستجابة للرأي العام تحت زعم أنه ما يحبش حد يلوى ذراعه حتى لو كان هذا الحد هو الشعب (شعب أيه دا راخر).
2- أنه رئيس بطيء القرارات ، وكثيرة هي جدا الخسائر التي سقط فيها الوطن نتيجة بطء اتخاذ القرار والوله الرئاسي بتجميد المواقف وتثبيت الأمور تحت زعم أن هذا هو الاستقرار، فنجح الاستقرار الفاشل في أن يدفن مصر في قبر الفساد والفشل نتيجة أن مبارك لا يريد تغيير الحكومات ، أو بمعنى أدق لا يريد التغيير أساسا.
3- أنه رئيس يحب أن يفاجئ الناس بقراراته ، فتأتي متأخرة وغير متوقعة ، وبعد يأس الناس منها، فتكون النتيجة أنها تأتي بعد فوات الأوان وبشكل باهت ، ولا تستجيب لرغبة شعبية ولا تبعث على أمل جماهيري.
4 - أنه رئيس لا يريد ان يتصادم أو يصدم نجله لأسباب مفهومة ، ومن هنا فهو لا يستطيع رمي أصدقاء نجله ببساطة في سلة مهملات الحكم إلا بعد أن يتأكد من أن خلفاءهم من حلفاء ابنه ويرضى عنهم النجل . . وهذا كأي قرار عائلي محل أخذ ورد وتفاهمات ووجبات عشاء ومآدب غداء، فقد اختلطت شئون الحكم بشئون العائلة حتى بات يصعب عليك أن تفهم الفارق .. هذا إن وجدت الفرق ! عناد الرئيس هو أول أسباب تأكيدي أنه لا تغيير قادما أو قريبا، أما شكل التغيير وحجمه فهو كلام مسل جدا لكنه لا يودى ولا يجيب ، فالجميع من نفس الكوتشينة ، وأوراق الكوتشينة لا تحمل أي مفاجآت حين توزعها .. المفاجأة فقط تظهر حين تلعب بها
!)

الحزن الوثني البيروقراطي

الحزن الوثني
هبش جديد و رجوع للماضي البعيد
الآن نرجوكم اتفرجوا بس ممنوع الضحك
لقطته من عيل عنده تخلف بيؤمن بالحزن الوثني البيروقراطي

اعلان جامد جامد

البواسير

عبقريات جديدة


أدعوكم لزيارة هذه التدوينة الرائعة
الخرز
و مقال منها عشان نفتح نفسكوا






"يوجد بالمكتبة كوتشينة إسلامية"
(محل خردوات، السيدة زينب)

"خادم لغة أهل الجنة"
(إعلان مدرس خصوصي في اللغة العربية، العمرانية)

"ما خطرتش على بالك يوم تفطر عندي؟"
(عربية فول، العمرانية)

"أقبل، لا تخف، فأنت آمن"
(عربية فول، الجيزة)

"الكتاب المدرسي ثروة فحافظ عليه بالتجليد. تجليد الكتاب بجنيه"
(مطبعة، إمبابة)

"النظرة سهم مسموم من سهام إبليس"
"حجابك نجاتك"
"صلّ قبل أن يصلى عليك"

"أقم صلاتك تنعم بحياتك"
(ملصقات، مترو الأنفاق وفي أنحاء القاهرة الكبرى)

"كل كبدة باطمئنان واقرأ الفاتحة للسلطان"
(مطعم، بولاق أبو العلا)

"كل كبدة زين واقرا الفاتحة ف الحسين"
(عربية كبدة، إمبابة)

"أقوى أفلام العنف والإثارة"
(سينما الفانتازيو، ميدان الجيزة)

"نعم لتعديل المادة 76، نعم للديمقراطية، نعم للحرية، الكل سيقول غدا "نعم"، من أجل مستقبل أطفالنا [عند المرور أمام تويوتا نصف نقل احتشدت فيها أسرة كبيرة بأطفال قذرين هزيلين]
، لا للمتآمرين على مستقبل هذا البلد، حي شمال الجيزة يقول نعم لمبارك، نعم من أجل الأمن والاستقرار، من أجل العزة، نحن بلد حرة، مضى زمن البوليس السياسي، أخي المواطن، لا للسلبية [أمام قهوة بلدي يرتادها الصنايعية والعاطلون والعربجية لمشاهدة مباريات الكرة المحلية والمصارعة الحرة الأجنبية والأفلام المصرية والفيديو كليبات العربية]

، فلنتوجه غدا لصناديق الاقتراع لنقول كلمتنا، مع تحيات حي شمال الجيزة

، لا للمتآمرين، نعم من أجل رزقنا [أمام محلي سيراميك كبيرين يتحرك أمامهما العمال]

، نريد أكل عيشنا، نريد أن نأكل عيش، نريد أن نسترزق، أخي المواطن."

(ميكروفون بسيارة مينيبص، أرض عزيز عزت، إمبابة، مساء الثلاثاء 24 مايو 2005)

"70 مليون مصري يقولون نعم لمبارك"
(يفط في أماكن عديدة بوسط البلد مايو 2005، توقيع لواء دكتور نبيل لوقا بباوي – الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية يونيو 2005)

"غالبية المصريين يقولون نعم لمبارك"
(لافتات بنفس التوقيع بعد رفع اللافتات السابقة)

"إلى الأخت المحجبة البريونية"
(إعلانات شارع عن محلات ملابس بريوني للمحجبات)

"راجي عفو الخلاق…الأسطى حسنين الحلاق"

"مسجد…رجاء ممنوع التبول"
(جدار مسجد، بين السرايات)

"لا للصحراء"
(سور مدرسة إعدادية بشارع الهرم)

"وسقاهم ربهم شرابا طهورا"
(محلات عصير قصب، في أنحاء الجمهورية)

"وماء كان مزاجه زنجبيلا"
(سبل ومزاير، أسوان)

"هنيئا للشاربين"
(مزاير، أسوان)

"ولحم طير مما يشتهون"
(محلات ذبح وتنظيف طيور، في أنحاء الجمهورية)

"وكان أبوهما رجلا صالحا"
(محل ساندوتشات، الألفي، وسط البلد)

"كلوا من طيبات ما رزقناكم"
(عربيات ساندوتشات ومطاعم، في أنحاء الجمهورية)

"إن ينصركم الله فلا غالب لكم"
"إنما النصر من عند الله"
(لافتات دعاية انتخابية لمجلس الشعب في مواسم مختلفة ولمرشحين مختلفين، في أنحاء الجمهورية)

"واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد"
(عربية سرفيس، بندر قنا)

"بسم الله الرحمن الرحيم…المرشح [فلان الفلاني] رمز الطبق، وقال الله في كتابه العزيز ’ولتركبن طبق عن طبق‘"
(القناة الثامنة، تغطية لبرامج مرشحي مجلس الشعب، 2000)

"التكافل الاجتماعي هو الإسلام الحق لحل مشكلة البطالة…إلخ"
(شعار مرشح التكافل الاجتماعي د. محمود شلتوت على لافتته الدعائية المرفوعة فوق مقر الحزب، الدقي)

التدوينة مهداة إلى الروائي صنع الله إبراهيم صاحب ذات، والدكتور سيد عويس صاحب هتاف الصامتين، وإلى أعضاء منتدى محمد منير على دوت نت ودوت إكس پي تي ودوت فورمر المشاركين في موضوع "المواعظ والاعتبار" وعلى رأسهم فاتح الموضوع العضو أ ناجي

Monday, July 30, 2007

الحرباء احمد مطر

مولانا الطاعن فى الجبن
عاد ليفتى
هتك نساء الارض حلال
الا الاربع مما ياتى:
امى..اختى...امراتى...بنتى
كل الارهاب ( مقاومة)
الا ان قاد الى موتى!
نسف بيوت الناس(جهاد)
ان لم ينسف معها بيتى!
التقوى عندى تتلوى
مابين البلوى والبلوى
حسب البخت
ان نزلت تلك على غيرى
خنقت صمتى
واذا تلك دنت من ظهرى
زرعت اعصارا فى صوتى
وعلى مهوى تلك التقوى
ابصق يوم الجمعة فتوى
فاذا مست نعل الاقوى
الحسها فى يوم السبت!
الوسطيةfifty ......fifty
اعمال الاجرام حرام
وحلال
فى نفس الوقت
هى كفر ان نزلت فوقى
وهدى ان مرت من تحتى

........
هو قد افتى...
وانا افتى...
العلة فى سوق البذرة
العلة ليست فى النبت..
والقبح باخيلة الناحت
ليس القبح بطين النحت
والقاتل من يضع الفتوى
بالقتل...
وليس المستفتى...
وعليه سنغدو انعاما
بين سواطير الاحكام
وبين بساطير الحكام
وسيكفر حتى الاسلام
ان لم يلجم هذا المفتى

البرنجان من مدونة يا أخي ...

قناة الفاس اطلع من الأزمة يا محتاس





Wednesday, July 25, 2007

مصيبة جديدة أنعدام الإحساس

شهامة المصريين داسها القطار ودفنتها العبارة وانضمت لتاريخ أجدادهم الفراعنة

٢٥/٧/٢٠٠٧

يوم عادي كبقية الأيام.. ذات الأحداث التي تملأ ساعات الزمن هي نفسها.. السيارات تسير علي طريق مصر ـ الإسكندرية الصحراوي، وكنت عائدًا ليلتها من طنطا إلي القاهرة أقود سيارتي، علي جانب الطريق لمحت كومة لم أتيقن ماهيتها لكن ككثير من السيارات تجنبتها. وعندما تخطيتها، اكتشفت أنها جسم إنسان كامل ملقي بعرض الحارة اليسري من الطريق وهالني ما رأيت، ترددت كثيرًا قبل أن أفتح باب سيارتي وأهرع إليه..

 
 

فلا توجد سيارة واحدة توقفت أو إنسان اقترب منه.. ربما تكون المسألة حادثة قتل أو مزحة من النوع الثقيل كنوع برامج الكاميرا الخفية! استجمعت ما تبقي من الشجاعة أو من بذور الشهامة، وترجلت وأنا أطلب رقم الطوارئ الذي يوصل إلي رقم النجدة ١١٢ فإذا به مشغول.. ساعتها دارت الأفكار في رأسي هل النجدة هي الأخري مشتركة في البرنامج؟ أم أن كل من علي الطريق يبلغون عن الحادث فانشغل تليفون النجدة؟ من رحمة ربنا أن توقفت سيارتان حين نزلت..

وجرينا ثلاثتنا لنستبين حقيقة الأمر الذي وجدناه علي أسوأ حال... فالرجل في عمر الثلاثينيات أو بالأصح كان في عمر الثلاثينيات لأنه كان قد فارق الحياة فاكتفينا بتحذير السيارات بالابتعاد عن جانب الطريق (وحينها أقسم لي أحد الذين كانوا معي أنه شاهد السيارات تمر من فوق رقبة المرحوم دون أن تهدئ من سرعتها أو تتفاداه.

وصلت سيارة الإسعاف فأكد لنا المسعف وهو السائق نفسه عدم وجود طبيب أو شخص آخر معه أن الرجل قد توفي بالفعل.

إن السلبية مثلت لنا كمصريين المشكلة الأكبر في حياتنا لسنوات طويلة سميناها أحيانًا صبرًا وأحيانًا رضا لكنها أبدًا لم تطل مساعدة المحتاج خاصة إذا ما كان هذا المحتاج إنسانًا لا حول له ولا قوة.

والشهامة المصرية التي طالما تحدثوا عنها كأهم ميزة في الإنسان المصري وجدعنة ولاد البلد أو حتي ولاد الذوات، يبدو أنها أصبحت تاريخًا وقصصًا تروي كما نتحدث عن الفراعنة الذين بنوا الأهرامات منذ خمسة آلاف سنة؟! فهل استطاعت الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية التي نعيش فيها أن تمحو أجمل ما فينا أو علي الأقل ما تبقي من أهم المبادئ والقيم؟

محمد ترك

Tuesday, July 24, 2007

مناظرة رئاسية

من نفس الفيلم الرائع ظاظا
مواجهة بين رئيس عجوز ضيع البلد و شاب غلبان يريد ان يصنع شيئا
ياريت تكتب رايك اية!
بعد ما تشوف الحتة دي

سيادة الريس

من فيلم ظاظا
ظاظا راجل غلبان لما فرضوا ليه يترشح للرئاسة كان مرعوب
لان اللي قبله اتقتلوا
و لما شاف رئيس الجمهورية في اول مناظرة ما كانش مصدق نفسه
اتفضل بص

لية كدة

من فيلم واحد من الناس

ولا حتي 200 مليار يا واد يا حمار

اضغط علي الصورة لتكبيرها يا هندزة
هي الناس دي متخلفة و لا عايشين
في الواق الواق
حاجة زفت

Thursday, July 19, 2007

> > اختبـــــار الغبـــــــاء


> > انتبه وركز معايا


> > هذا إختبار صغير و بسيط جدا


> > فيه أربعة أسئلة سهلة


> > لتقرير مستوى فكرك


> > وغبائك


> > الاختبار للجنسين ذكور واناث


> > أجوبتك يجب أن تكون تلقائية وفورية


> > بدون تفكير أو إهدار الوقت


> > ولا غشّ


> > جـــــــــــاهز ؟؟


> > انطــلق




> > السؤال الاول


> > انت الآن مشارك في سباق جري وأجتزت العدّاء الثاني


> > في أي ترتيب أنت الآن؟









> > الجواب

> > إذا أجبت بأنّك الآن في المركز الاول ...... تبقى غبي

> > لانك اجتزت العداء الثاني واخذت مكانه

> > لذا أنت الآن في المركز الثاني

> > معلش حاول تانى فى السؤال الثاني







> > السؤال الثاني


> > اذا اجتزت العداء الاخير ! في اي موقع انت ؟

> > بسرعه جاوب ما تفكرش

> > اذا جاوبت الثاني من الاخير تبقى برضه ...... غبي



> > فكر فيها شوية


> > اممم





> > كيف اجتزت الاخير وانت الاخير اصلا ؟

> > لانك آخر واحد وما وراكش حد



> > معليش معليش حاول تانى




> > السؤال دة بقى عملية حسابيه بسيطة جداً بس ما تحاولش تستعمل لا قلم ولا ورقه ولا أله حاسبه



> > قلنا الغش ممنوع






> > السؤال الثالث


> > خذ 1000 نقطة واجمع عليها 40 نقطة واجمع عليها 1000 نقطة

> > واجمع عليهم 30 نقطه و 1000 نقطة و 20 نقطة

> > واجمع بعد 1000 نقطة و10 نقط


> > المجموع كام بسرعة ؟؟؟


> > اكيد جوابك 5000


> > غلــــــــــط





> > امممم شكلك غبي بقوة










> > لان الجواب الصحيح 4100



> > جرب مرة ثانيه باستعمال آاله حاسبه وتأكد


> > باين عليك اليوم دة مش يومك


> > إنت لسة ما فطرتش ؟؟





> > آخر محاوله وآخر سؤال



> > السؤال الرابع



> > أبو مارى عنده خمس بنات


> > 1. تشاتشا

> > 2. تشيتش

> > 3. تشيتشي

> > 4. تشيتشا

> > 5. ؟ ؟ ؟ ؟


> > فكر بسرعة .... البنت الخامسة إسمها إيه ؟؟

> > اكيد قلت تشوتشو؟





> > لالالالالالالالالا


> > غلط > > قلنا لك الراجل إسمه أبو مارى


> > يبقى البنت الخامسة إسمها مـــارى


> > راجع أجوبتك واتمنى أن تكون فى يوم من الأيام ذكى


> > مع تحياتى لكم بتحسين مستوى ذكاءكم
















م ن ق و ل

Monday, July 16, 2007

علاء الأسواني في شيكاغو

 تقول زينب :ـ مصر في أسوأ أحوالها يا صلاح.

فيسألها: كيف تحولت بهذه الطريقة؟
فتجيبه تلك الإجابة العميقة الرائعة في وصف أحوال المصريين الآن:
المصريون يئسوا من العدل في هذه الدنيا، فصاروا ينتظرونه في الحياة الأخري، ما ينتشر في مصر الآن ليس تديناً حقيقياً وإنما هو اكتئاب نفسي جماعي مصحوب بأعراض دينية.
وأنا إذ أضم صوتي إلي صوت المبدع علاء الأسواني لا أجد خيراً من وصف أحوال مصر هذه الأيام من هذه العبارات، الشعب المصري يعيش في حالة اكتئاب نفسي جماعي مصحوب بأعراض دينية، حقاً هذا عمل رائع بكل المعايير.

د.يحيى الجمل    ١٦/٧/٢٠٠٧

رشوة

ادفع رشوتين تاخد ٣ خدمات.. ليه تدفع أكتر لما ممكن ترشي أقل!

١٦/٧/٢٠٠٧

«وكيل وزارة يحصل علي رشوة أربعمائة جنيه من موظف في وزارته مقابل نقله إلي مكان آخر في الوزارة».. كان ذلك هو الخبر وهو ليس جديداً أو غريباً، فقد اعتدنا -بكل أسف- علي قراءة نفس العنوان، ربما يومياً، ٣ مرات قبل الطبع وبعده، طبع الجريدة وليس الطبع الذي يغلب التطبع.

لا جديد إذن تحت شمس الفساد أو قمر الإفساد.. لكن الغريب هنا هو ذلك الرقم الهزيل.. أربعمائة جنيه فقط.. ثمن حذاء شبابي متوسط.. بما يوحي بجو من التواضع أو ربما كان الوكيل من النوع الحنون الذي يراعي البعد الاجتماعي.. بعيد عنك، ومن ثم قدم سيادته تسهيلات وتخفيضات أو خصومات (بلغة السوق Discount) حاجة كده من نوعية: «تقدم برشوتين تاخد مقابل الثالثة مجاناً».. و«ليه تدفع أكتر لما ممكن ترشي أقل».

الغريب كمان -ياسادة- نوع الوزارة، فهي ليست وزارة الميسر والمشرب (بافتراض وجود حاجة كده).. وإنما وهنا الحبكة أو الـClimax (بلغة الدراما).. الوزارة هي الأوقاف.. وهي التي ارتبطت في أذهان العامة - والعوام وعموم الناس وعمت صباحاً ياعم الحاج... إلي آخره.. ارتبطت بالوقار والجبة والقفطان.. والأستاذ الشيخ مولانا.. وبركاتك ياسيدنا، مع السبحة والتمتمة ثم الصمت والهمهمة، وإيدك أبوسها.

أما الأستاذ السيد الراشي (هذه صفة وليست اسماً) فهو -واحبس أنفاسك- إمام مسجد!! يعني راجل حياته وعمله المسجد، والمفترض أنه يعرف الفرق بين الحرام والحلال فكلاهما «بيّن» مش كده ياأستاذنا؟ يعني الرجل «يؤم» الناس فجراً وعشاءً.. ويحفظ ما تيسر من آيات الذكر الحكيم.. ويحث الناس ضمناً علي السلوك القويم والفضيلة والأمانة، والخلق الحسن، ومع هذا.. يتلاعب!!

ومن يدري ربما بمرور الوقت والترقيات يصبح الإمام الراشي وكيلاً للوزارة ويكون قد اكتسب ما يكفي من خبرة تدفعه لرفع سقف المعلوم، وتمويه المجهول وهلم فساداً.. ثم.. المكان ياسادة هو سيناء.. تلك الأرض المقدسة، والتي ربما يتندر البعض قائلاً: هي معبر برضه.. لكن مع عبور مختلف.. وبدلاً من رسالات السماء أو بطولات البشر تحول الأمر إلي عبور عابر عبر الجيوب.

مصطفي الخولي

اغتصاب طفلة

المجرم اللي اغتصب
الطفلة دي لسة حر تخيلوا

Sunday, July 15, 2007

خضة جامدة جدا

اللون المحمحي

فى الممنوع

 
بقلم  مجدى مهنا    ١٥/٧/٢٠٠٧

أول مرة أسمع فيها كلمة «محمحي» من الفنانة التشكيلية السعودية شاليمار الشربتلي.. وهي كلمة مكونة من خمسة حروف «الميم والحاء.. ثم الميم والحاء.. وأخيرا الياء» وهي صفة تطلق علي أحد الألوان التي لا تستطيع أن تحدد ملامحه بدقة.. أو كما تقول شاليمار هو اللون «المترب» أو «الترابي» غير الواضح مثل قطعة القماش التي تتداخل ألوان الأصفر والكاكي والبني والبرتقالي فيها، هي عبارة عن خليط من كل هذه الألوان.. وهذا الخليط أو العك يسمي «المحمحي».. أي اللون عديم الشخصية.

ذكرتني هذه الكلمة بأشياء كثيرة نعيشها في الواقع.. فالعلم المصري مثلا ذو الألوان الثلاثة الواضحة.. الأحمر والأبيض والأسود، لم يعد كذلك، إنما أصبح لونه «محمحي».. أي أصبح بلا شخصية وبلا تأثير في الواقع، وسياسات بلادي الخارجية هي أقرب إلي اللون المحمحي.. التي لا تعرف لها لونا أو طعما أو رائحة.. فنحن مع السلام، لكن أين السلام؟.

عندما زأر وزير خارجية مصر أحمد أبوالغيط ـ من زئير الأسد ـ وأعلن تحذيره للأمريكيين: إذا لم تتوقفوا عن ممارسة ضغوطكم علينا، فإن الشعب المصري سوف يغضب.. وهو عندما يغضب يتحول إلي وحش كاسر!.

يا حفيظ.. يا مغيث! هكذا قالت كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية، عندما استمعت إلي تحذير أبوالغيط! بماذا تسمي ذلك؟ أليس هو «المحمحي» بعينه!.

الشخصية المصرية تحولت علي أيدي حكومات الحزب الوطني، وما قبل الوطني، إلي اللون المحمحي.. فلا تعرف متي تثور لكرامتها؟ ومتي تغضب؟ ومتي يتحول هذا الغضب المكتوم في الصدور إلي فعل إيجابي؟

أما سياساتنا الداخلية فهي «محمحي» خالص! وتتولي أمانة السياسات بالحزب الوطني تحديد درجة المحمحي لها.. بحيث لا تعرف في النهاية، إلي أين تسير بنا؟ وما هي البوصلة التي ستهدينا إلي نهاية الطريق؟

حياتنا السياسية تحولت هي الأخري إلي اللون المحمحي.. فلا تستطيع التفرقة بين موقع الحزب المعارض من الحزب المؤيد.. فاختلط الحابل بالنابل، والأبيض بالأسود.. والثروة بالسلطة.. وأحمد عز بأمانة التنظيم في الحزب الحاكم.. واللون الكاكي باللون الأصفر!

مصر تحولت في العقدين الأخيرين إلي دولة محمحية.. وهذا سيسهل علي المؤرخين التعرض لهذه الحقبة من تاريخ مصر دون صعوبة في تحديد الفترة الزمنية لها، ولن يجد قارئ التاريخ صعوبة هو الآخر في معرفة تاريخ الدولة «المحمحية»، الممتد من عام ١٩٨١ وحتي عام ٢٠١١، وهي من أطول الفترات في تاريخ مصر، التي يتولاها حاكم واحد.

 وهكذا نتعرف علي تاريخ بلادنا من الحقب التي مرت بها، كالدولة الأيوبية والفاطمية والمملوكية والعثمانية والإخشيدية والطولونية.. واليوم نحن نعيش عصر الدولة «المحمحية»، يعني إيه «محمحية»؟! يعني حاجة كده بلا شخصية وبلا ملامح، ووجودها مثل عدمه، وسيعتبرونها من أسوأ فترات التاريخ التي مر بها الشعب المصري

الفنXبص وطل>>> تفانين>>> كلام




اضغط على الصورة لتكبيرها لتتمكن من القراءة
الفنXبص وطل>>> تفانين>>> كلام

Friday, July 13, 2007

الكوسة في التليفزيون

اية رايكو في المذيع المجرم دة
و النبي حد يقولي دة عدى ابتدائية
ازاي

Thursday, July 12, 2007

رأي الشعب التايه في التعديلات الدستورية

المسكنات يا رجالة

المسكنات القاتلة

 
بقلم  د.عمرو الشوبكى    ١٢/٧/٢٠٠٧

لم تعرف مصر عهدا امتلك مهارة تسكين الأزمات وترحيل المشكلات، مثلما جري في العصر الحالي، فعلي مدار أكثر من ربع قرن امتلك الحكم مهارات نادرة في تمييع كل شيء وفي عدم حسم أي أمر، ورحل ببراعة نادرة مشكلات متراكمة، حتي تفاقمت وصارت مستعصية علي الحل، وتحولت أخطاؤه إلي خطايا حين تجاهل مشكلات الحاضر، لتخصم من رصيد المستقبل.

وعلينا أن نقر منذ البداية ببراعته في تسكين أحوال البلاد والعباد، بصورة جعلت نظاما محدود الكفاءة منعدم الخيال يستمر كل هذه الفترة بدون أن يتعرض لتحديات حقيقية من داخله أو خارجه، ونجح عبر هذه المسكنات أن يصمد أكثر من ربع قرن، ولكن علي ما يبدو أنه لن يستطيع الفكاك من خطر النهاية، وسيعلن قريبا عن فشل سياسة «المسكنات هي الحل».

والحقيقة أن الحكم اعتمد في استمراره علي لا مشروع ولا نظام، بحيث إنه لم يخلق بناء سياسياً متماسكاً يدفع الآخرين إلي مواجهته أو الاتفاق معه وفق معايير واضحة، ولكنه رتب لمشروع وحيد هو مشروع التوريث يجري في الظلام، ولم يعرف النور معتمدا علي سياسة التمويه والخداع، وروج للرأي العام علي اعتبار أنه لا يوجد مشروع للتوريث، مستخدما نفس الطريقة التي تقوم علي عدم المواجهة والحسم، متصورا أن التقدم الذي حققه ببطء علي أرض الواقع يمكن أن يصل إلي الهدف المنشود وهو السلطة.

وقد حقق هذا المشروع تقدما وراء الكواليس، ولكن بثمن باهظ قام علي دفع المجتمع المصري «بهدوء» نحو الجمود والعجز عن الفعل والحركة والانشغال في المعارك الصغيرة، وترك المجال الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، بدون أي محاسبة ولحالة فوضي عشوائية لا يحكمها أي رقيب، واستخدمت سياسة المسكنات في التعامل مع ملفات ساخنة، كالقضاة والطلاب وأساتذة الجامعات والأطباء والصحفيين وموظفي الدولة، وحققت قدراً من النجاح، ولكنها تعثرت في حل مشكلات العمال، وستتعثر أكثر لأنها مشكلات تطلب ثمنا حقيقيا لا يقدر النظام علي دفعه ولا تقدر سياسة المسكنات علي حله.

و«بهت» هذا الوضع الساكن علي كل الكيانات السياسية والنقابية ومؤسسات الدولة، فالجميع في حالة صراع داخلي، لأنه لا يوجد خصم خارجي واضح المعالم ولا أمل في التغيير، إنما حالة من السيولة جعلت كل المبادرات المنظمة في موقع الدفاع بما فيها جماعة الإخوان المسلمين، وتحولت الأحزاب إلي كيانات فارغة، وصار النظام يمتلك حصانة داخلية بفضل الواقع السياسي الذي خلقه، ونجح في أن يحول كل كيان منظم إلي كيان مترهل، ومنشغل بمشاكله الداخلية وعاجز عن الفعل.

 وبالتالي نجح عبر سياسة المسكنات في أن يكون في منأي عن أي تهديد من هذه الكيانات، ولكنه أصبح يعاني من خطر التحلل والانهيار من الداخل، بحكم قوانين الطبيعة والبيولوجيا قبل أن تكون قوانين علم الاجتماع، لأنه نظام لا يمتلك أي ديناميكية داخلية، وهو يركض في مكانه، ويصرخ أحيانا ويطنطن بشعارات وطنية أحياناً أخري، ولكنه عمليا ثابت في نفس مكانه لا يتحرك.

فلا مانع أن يتصارع المواطنون حتي الموت في الانتخابات أو في الطرقات وفي الأزقة، وليست هناك مشكلة كبيرة في أن يموت الناس من العطش في كفر الشيخ، أو يصابوا بكل الأمراض المزمنة، وأن يتركوا في عرض البحر يغرقون ضحايا للإهمال والفساد، وأن تختفي السياسة، وتتفكك دولة القانون وتنهار المؤسسات، فالنظام لن يحاسب موظفاً أخطأ، لأنه لا يحاسب مسؤواًل أجرم، ويمكنه أن يحاسب الاثنين في حال إذا ما أراد أن يقدم كبش فداء، أو رسالة سياسة.

لقد عاشت مصر عهدا مديدا عرف كل أشكال المسكنات الطبية المعروفة وغير المعروفة، حتي في الحالات التي كانت تطلب بتراً أو عمليات جراحية، استخدمت فيها أيضا سياسة المسكنات حتي تدهور الحال إلي ما وصلنا إليه.

فالتعامل بالمسكنات لم يكن فقط سياسة إنما كان ثقافة شاملة امتدت لكل المجالات، فلم تعرف مصر إصلاحا جذريا لمؤسسة واحدة، وتركت كل شيء رهنا بسياسة «المسكنات القاتلة»، فهل يعقل أن يستمر نظام التعليم أسير هذه السياسة ونتاجها، بعد أن بات طاردا لكل العقول النابهة في هذا البلد، هل من المنطقي أن نتعامل مع أزمة المرور بهذه الطريقة حتي سيأتي اليوم وتتوقف حركة السير في القاهرة تماما، بفضل الغزو العشوائي للميكروباص، وانطلاق الناس في نهر الشارع بعد أن هدمت الدولة الأرصفة، وألغت أماكن عبور المشاة الآمنة في طرق ممتدة لعشرات الكيلومترات، لصالح الطرف الأقوي أي أصحاب السيارات.

الحقيقة أن عصر «المسكنات هي الحل» لم يقتصر فقط علي المجال السياسي، إنما امتد لكل مجالات الحياة، وإذا كانت السياسة هي مربط الفرس والتي من خلالها يتفرع ما يعرف بالسياسات العامة التفصيلية والمعاشة، فإن سياسة إدارة الدولة المصرية بطريقة المسكنات جعلت هناك إحساسا عاما وغير مسبوق بأن النظام ليس له صاحب، وأن معظم من في النظام يؤيدون الحكم في العلن وينتقدونه في السر، لأنه بلا ملامح سياسية واضحة ولا يتحرك إلا في اللحظة الأخيرة حين تتحول المشكلة إلي مصيبة، أما ما دون ذلك فهو يستعمل قفاز التسكين الناعم في مظهره الخارجي، فتتعقد المشكلة وتتفاقم، حتي تصبح معضلة وأزمة مستعصية علي الحل.

ولم تمنع هذه البلادة من أن يتحرك الحكم بجدية وإصرار في مجال واحد فقط، هو ترتيب البيت الداخلي من أجل تمرير مشروع التوريث، وهنا استفاد من مناخ المسكنات، ومن انقسام المعارضة، وعجز الكيانات السياسية المنظمة علي الفعل والمبادرة، ولكن هذا المناخ سيكون في الحقيقة العقبة الرئيسية أمام نجاح هذا المشروع، لأنه خلق حالة من السيولة والميوعة جعلت المؤيدين لهذا المشروع منقسمين بين أقلية لا تتعدي أصابع اليد مؤمنة به ومؤيدة له في العلن والسر، أما غالبية «المؤيدين»، فهم يؤيدونه باعتباره المشروع الذي يحكم الآن، الذي مازال في السلطة، ولا يبدو أنه توجد معارضة حقيقية له، وهم علي استعداد للتخلي عنه عند أول منعطف أو تحد أو ثمن يضطرون إلي دفعه.

إن نجاح الحكم في نزع نفس المقاومة والرفض السلمي المنظم من الشارع المصري، وإنهاء دور الكيانات السياسية المنظمة، أدي أيضا إلي أن يحمل الحكم نفس تلك الحالة من غياب المناعة الداخلية والقدرة علي الصمود، والهشاشة والضعف، متصورا أن تلك الحالة المتبلدة ضحية سياسة المسكنات، يمكنها أن تقبل عملية جراحية كبيرة من نوع «انقلاب التوريث»، وهو أمر لن ينجح لأنه يتطلب نمطا من المؤيدين له في الحكم، يختلف عن هؤلاء الذين ترعرعوا في عصر المسكنات، ولأن مقاومته ستأتي من خارج هذا الجسد المرئي والظاهر، سواء كان في الحكم أو المعارضة وقتلته سياسة المسكنات

الطوفان<سيفون زمااااان>

الطوفان

 
بقلم  خيري رمضان    ١٢/٧/٢٠٠٧

أعرف جيدا أن الشباب المصري غاضب محتقن، يائس، لكني لم أتخيل أبدا أنه وصل إلي هذا الحد من الغليان والتمرد والرفض، ليس فقط للنظام أو الحزب الوطني، أو الحكومات المتعاقبة، أو الأحزاب جميعها والحركات والإخوان المسلمين، وإنما وصلت الكراهية والهجوم علي اسم مصر، في خلط شديد بين الوطن الأرض والسماء، الهوية والانتماء، وبين عدد من البشر يحكمون ويتحكمون، ومهما طال بقاؤهم يذهبون إلي حيث يذهب الجميع، ويبقي الوطن شامخا مستحقا محبة أكبر ودفاعا وتضحية أكثر.

ما إن نشرت في مقالي السابق رسالة الشاب الغاضب «مصر ومصر» حتي انهمرت علي «بريدي الإلكتروني» وعلي هاتفي رسائل تفور ثورة وغضبا، من شباب من الجنسين، كلها تتحدث فيما نعرفه ونراه ونلمسه، محبطين لأنهم لا يجدون عملا، ولا يتزوجون، ويرون الفساد والإهمال في كل مكان، لا وظيفة دون محسوبية، لا شقة دون رشوة.

يسمعون كلاما مثل الأغاني عن المستقبل الزاهر، وعن إنجازات الحزب الوطني لا تنتهي ولا تتوقف، يرون مصر تباع شبرا شبرا لمستثمرين عرب وأجانب، يرون المليارات في الصحف تصب في جيوب الحكومة، ثم يجدون أنفسهم عطشي بلا مياه، مهانين في وسائل مواصلات غير آدمية، يرون الانكسار والذل في عيون آبائهم تكشف عجزهم وضعفا عن تلبية أبسط حقوقهم الآدمية.

الشباب يئس من الحزب الوطني وحكوماته، ويئس من جدوي الأحزاب الهامشية التي أدمنت الكلام والانسحاب، ولن يذهبوا إلي «الإخوان المسلمين»، بعدما اكتشفوا أنهم يشاركون في لعبة سياسية هزيلة، الهدف منها تحقيق أكبر قدر من المكاسب والحفاظ علي الوجود من أجل أهداف سياسية مغلفة بشعارات دينية.

الشباب في فورة غضبه ـ وأعرف جيدا أنها مشاعر غير حقيقية وانفعالية ـ يعربون عن استعدادهم للتعاون مع إسرائيل حتي يهربوا مما هم فيه، أو للتعبير عن غضبهم من وطنهم الذي خذلهم.

يرون أن موتهم في عرض البحر وهم يحاولون الهروب من مصر، أو يقعون أسري في أيدي عصابات التهريب، فالموت مع الحلم، أفضل من الموت مع اليأس.

لا تلوموا هؤلاء الشباب، فهم معذورون، يحتاجون إلي عقول واعية، إلي قلوب محبة، لا إلي لصوص ومدعين وخطباء، يحتاجون إلي من يقول لهم متي وأين سيجدون وظيفة بعد دراسة ١٦ عاما؟ ومتي سيتزوجون ويمارسون حياتهم الطبيعية؟ لن يقتنعوا أبدا أن المستقبل سيكون أجمل عام ٢٠٥٠.

الشباب في مصر، فقد ثقته في كل من وما حوله، ويحتاج إلي وجوه جديدة ولغة جديدة، لا تعرف النفاق أو الخداع، ولا تطالبهم بالتغني بحب مصر، فالجائع والخائف لا يعرف إلا البكاء، والبكاء طال حتي جفت الدموع، والخطر الحقيقي علي هذا الوطن يبدأ حيث تنتهي الدموع، وتقسو القلوب.

فيا خوفي من يوم يفاجأ به السادة المسؤولون، قاطنو القصور علي حدود القاهرة، بعيدا عن العشوائيات، مالكو فيلات مارينا والساحل الشمالي والمقطم، بهؤلاء الشباب داخل بيوتهم.. هل يلتفت أولو الألباب ـ إذا وجدوا ـ قبل الطوفان

الجركن يا جدعان

الجركن

 
بقلم  محمد صلاح    ١٢/٧/٢٠٠٧

يجد المواطن المصري نفسه دائما مضطرا للتعامل مع أشياء لم يكن يتوقع أن تكون وحدها سببا في نجاته أو ستصبح وسيلته للعيش حتي في أضيق حدوده. نحن نعيش الآن عصر «الجركن» الذي صار فجأة من ضرورات الحياة، ومهما جدا بقدر أهمية الماء والهواء والغذاء.

موسم «الجراكن» بدأ في البلاد من شرقها إلي غربها، ورفع كل مواطن «جركنه» عاليا محتجا تارة معبرا عن سخطه وغضبه وفقره، أو مهللا سعيدا حامدا ربه شاكرا حكومته لأنه وجد ماء يملأ به «جركنه» ليشرب ويطبخ ويستحم تارة أخري. هكذا هرع الناس لشراء الجراكن وتخزينها بعدما نفعت «الجراكن» البيضاء في الأيام السوداء، وبعدما أبدي المفرطون في «جراكنهم» أشد الندم.

نعم صار «الجركن» من ضرورات الحياة ولوازمها، ولم نكن ندري أو نتوقع أو نتخيل أن الأمر سيكون كذلك، تماما كما حدث من قبل مع أشياء أخري كنا لا نعتقد مدي أهميتها، ألم يعد ضروريا لكل من يركب عبارة أن يحتاط لنفسه ويرتدي سترة نجاة؟ ويفكر بعضنا حين يركب قطارا أن يرتدي ملابس لاعبي الرجبي الأمريكي ذات الدروع والخوذات علها تنجيه أخطاء السيمافورات وذوبان القضبان والفلنكات و«هلكان» العربات والجرارات؟ كم واحدا منا بعد حريق مسرح بني سويف فكر قبل أن يدخل مسرحا آخر أن يشتري مع بطاقة الدخول ملابس رجال المطافئ، ربما تقيه حريقا قد يندلع يزيد ناره نارا غلق أبواب المسرح بمفتاح يضعه البواب في جيبه ويغيب؟

ألم يدرس البعض فكرة كتابة وصيته قبل أن يستقل سيارته ويذهب إلي عمله عن طريق محور ٢٦ يوليو أو الطريق الدائري، فربما تسحقه تريلا عابرة أو يطيح به مطب طبيعي أو صناعي؟ هل نسينا كيف اندفع الناس لشراء أحزمة الأمان حين عدل قانون المرور وفرض علي قائدي السيارات تحزيم أنفسهم، فأثري بعض تجار كماليات السيارات، في حين بقي المتحزمون قابعين في سياراتهم القابعة بدورها في طرق معطلة، وشوارع مغلقة، وإشارات مرور مصابة بعمي ألوان، لا فرق لديها بين أحمر وأخضر؟

أخيراً تحققت العدالة الاجتماعية لا فرق الآن بين غني وفقير، بين برلس وتجمع خامس، بين سوهاج أو مدينة نصر. فالكل في «الچركن» سواء. في زمن القرية الذكية صار توفير چركن لكل مواطن أمراً حتمياً يملأه مياهاً عجزت تلك البنية الأساسية المهولة، التي ظل يسمع عنها لسنوات أن توفرها له. بعض أهالينا صاروا يبحثون عن «الچركن»، كما يلهثون وراء رغيف خبز صالح للاستهلاك الآدمي.

 أما رجال الأعمال ففتحت أمامهم أبواب رزق من وسع. فصناعة «الچراكن» ستزدهر بعدما تأكد أن محطات المياه تأخذ وقتاً طويلاً، حتي تكرر المياه وتعقمها وتخلطها بالكلور، وبعد أن ثبت أن المواسير لا تمد إلا بعد أمد طويل، لتحمل المياه من النيل إلي المحطات، ومن المحطات إلي البيوت، بكل ما يسبح فيها من طحالب وفيروسات وعكارة، وإذا احتكم الأمر سيصبح «الچركن» ضمن جهاز العروسين، وستطرح منه أشكال وأنواع ستيل ومودرن بعضها بفتحات ضيقة، تملأ من الحنفيات العامة، وأخري ذات فتحات واسعة بوسع الطلمبات الحبشية.

لا تستبعدوا أن تسود في المرحلة المقبلة ثقافة «الچركن»، وأن تنظم معارض لـ«الچركن» ومسابقات لأفضل چركن، وسيخرج علينا مطرب شعبي يغنينا «الچركن الچركن»، وستتلوي راقصة في فيديو كليب أمام وخلف وتحت وفوق «چركن» يخطف الأبصار، ويذهب العقل من فرط جماله ودقة صنعته، وسيتصارع مرشحو الانتخابات المقبلة علي رمز «الچركن»، ليضمن المرشح حب الناس، وتقديرهم واحترامهم، وبالتالي أصواتهم، ولأن وعد الحر دين عليه، فإن نواب المستقبل سيتعظون من أخطاء نواب الحاضر والماضي، الذين تعهدوا للناس بتوفير المياه، وعجزوا عن الوفاء بعهودهم، ولذلك فإن وعود المرشحين ستركز علي توفير «الچركن» للمواطنين مدعومة أو بالتقسيط المريح جداً، وستنشئ الجامعات الخاصة أقساماً لتدريس صناعة «الچركن» وصيانتها وطرق ملئها وحملها وتفريغها.

لن يتحدث المسؤولون مستقبلاً عن بنية أساسية، وإنما عن «چراكن» أساسية، ولن يطالب الناس بإصلاح سياسي أو تعديل دستوري أو مزيد من الحريات، أو حتي بطاقة تموين، وسيكون أقصي طموح كل مواطن فقط: «چركن ميلامين جامد ومتين».

Wednesday, July 11, 2007

شعر حلو بس مش عارف صاحبه لسه

ياشعبي حبيبي ياروحي يابيبي ياحاطك في جيبي يابن الحلال

ياشعبي ياشاطر ياجابر خواطر ياساكن مقابر وصابر وعال

ياواكل سمومك يابايع هدومك ياحامل همومك وشايل جبال

ياشعبي اللي نايم وسارح وهايم وفي الفقر عايم وحاله ده حال

احبك محشش مفرفش مطنش ودايخ مدروخ واخر انسطال

احبك مكبر دماغك مخدر ممشي امورك كده باتكال

واحب اللي ينصب واحب اللي يكدب واحب اللي ينهب ويسرق تلال

واحب اللي شايف وعارف وخايف وبالع لسانه وكاتم ماقال

واحب اللي قافل عيونه المغفل واحب البهايم واحب البغال

واحب اللي راضي واحب اللي فاضي واحب اللي عايز يربي العيال

واحب اللي يائس واحب اللي بائس واحب اللي محبط وشايف محال

واحبك تسافر وتبعد تهاجر وتبعت فلوسك دولار او ريال

واحبك تطبل تهلل تهبل عشان ماطش كوره وفيلم ومقال

واحبك تأيد تعضض تمجد توافق تنافق وتلحس نعال

تحضر نشادر تجمع كوادر تلمع تقمع تظبط مجال

لكن لو تفكر تخطط تقرر تشغلي مخك وتفتح جدال

وتبدأ تشاكل وتعمل مشاكل وتنكش مسائل وتسأل سؤال

وعايز تنور وعايز تطور وتعمللي روحك مفرد رجال

ساعتها حجيبك لايمكن اسيبك وراح تبقى عبره وتصبح مثال

حبهدل جنابك واذل اللي جابك وحيكون عذابك ده فوق الاحتمال

وامرمط سعادتك واهزأ سيادتك واخلي كرامتك في حالة هزال

وتلبس قضيه وتصبح رزيه وباقي حياتك تعيش في انعزال

حتقبل ححبك حترفض حلبك حتطلع حتنزل حجيبلك جماااال

المصري اليوم برضه

كان نفسي!!

بقلم مجدى الجلاد ١١/٧/٢٠٠٧

كان نفسي أطلع حاجة تانية.. أريح دماغي من «صداع» المشاكل والهموم.. وأبيع القارئ وأشتري «رضا النظام».. كان نفسي أطلع بتاع الحكومة والنظام والأمن.. أتربي من أولي جامعة علي كتابة التقارير الأمنية عن زملائي.. أتدرج في الرتبة من «متعاون» مع أمن الدولة إلي «متفرغ» لخدمة «أمن الدولة».. إلي «محترف» تجسس لـ«أمن الدولة».. إلي رتبة غير رسمية في «أمن الدولة».

كان نفسي أبقي «مفتح» وعارف مصلحتي.. كان زماني حاجة كبيرة جداً في صحافة الحكومة.. أسافر في معية السيد الوزير.. أهرول خلفه في المطارات، وأنا أحمل حقيبة سيادته.. أنتفض غضباً وأرفع «المطواة»، إذا عكر أحدهم مزاج سيادته.. ترتفع حرارتي حين يعطس.. وأصاب بالتهاب رئوي حاد، إذا سعل أو «شِرِق».. وأخلع ملابسي وأقف في ميدان عام، مهاجماً كل من يدوس لسيادته علي طرف.

كان نفسي أطلع سجادة يدوس عليها مسؤول كبير.. أو أعمل إيدي طفاية لسجاير سيادته.. كان نفسي الرضا يزيد ويزيد، فأصبح «حذاءً» في قدمه وليس سجادة.. ثم يزيد الرضا فأصبح «نفس دخان» يخرج من فمه الكريم.

كان نفسي أعيش في جيب النظام الحاكم.. أتمرمغ في نعيمه وخيره.. كان زماني «متختخ» مش مسلوع.. كان زمان عندي «لُغد كبير».. أمشي منتفخاً بين الناس، رغم الذل والمهانة التي ألقاها في المكاتب المغلقة.. كان نفسي أطلع «مذيع بارز» مثلاً.. أقف لألقي علي المشاهدين الرؤي والأفكار «المجعلصة».. بينما أتلقي التعليمات والأوامر من «ولي نعمتي»، الذي يضعني في خانة «الأدوات القذرة» لإدارة اللعبة.

كان نفسي أطلع «منافق» وعيني جامدة «يندب فيها ألف رصاصة».. كان نفسي ربنا يديني «جلد تخين»، لا يشعر بوخز الضمير، حين أبيع ٧٦ مليون مصري، من أجل إرضاء شخص واحد.. أو من أجل منصب و«شوية فلوس كتيرة».. كان نفسي ربنا يديني «جوز عيون» تري احتقار الناس إعجاباً وإشادة، وتحيل «البصقات» إلي قبلات، وتنظر لكل الرجال المحترمين باعتبارهم «أعداء الوطن»، الذين يريدون له الخراب والدمار.

كان نفسي أرجع لأبنائي في المساء بفيض من الفخر والاعتزاز، لأن السيد الرئيس وضع يده علي كتفي.. أو عرفني بالاسم.. أو حتي نظر إلي الاتجاه، الذي أقف فيه، انتظاراً لنظرة رضا، أو حتي نظرة محايدة.. كان نفسي ربنا يديني «برايفت نامبر» يتلقي اتصالاً من سكرتارية الوزير، يحمل عبارة فيها موسيقي الدنيا كلها «الباشا راضي عليك.. الباشا مبسوط منك».. حتي لو انتهت المكالمة بإغلاق الهاتف سريعاً.

كان نفسي أركب مرسيدس من «فلوس الحكومة».. فأحلي ما في مصر أن تركب «فلوس الحكومة».. ثم يمتلئ حسابك في البنك بفلوس الحكومة.. تسافر بـ«فلوس الحكومة».. تشتري وتأكل وتشرب بـ«فلوس الحكومة».. كان نفسي أعيش «سفلأة» علي «قفا الحكومة».. وفي المقابل سوف أفعل ما تريده الحكومة، حتي لو طلبت مني أن أولي وجهي نحو مجلس الوزراء صباحاً.. ونحو «أمن الدولة» مساءً.. وأن أسبح بحمد «الرئاسة» آناء الليل وأطراف النهار.

كان نفسي أطلع «سافل» بالفطرة.. خاين لأهلي وناسي.. أري الفساد طهارة وشرفاً.. وأنظر للقمع باعتباره منتهي الحرية.. وأدعو لسحل كل من ينطق بكلمة.

.. باختصار.. كان نفسي أطلع «خدام للنظام الحاكم».. وحين يرحل «النظام» أصب غضبي عليه.. وأبدأ مرحلة جديدة مع «نظام جديد».. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه!

من المصريون

ومن عدد السبت لجريدة الدستور اليومية نقرأ لبلال فضل حول التناقض الصارخ واللاإنساني بين شرم الشيخ الرئاسية .. وكفر الشيخ التي تموت عطشا.. هي قصة مصر .. بين قلة لديها كل شيء .. وأغلبية مطحونة لا تجد حتى ماء للشرب .. نقرأ : (فى مصر اليوم شيخان ، تتجلى فى صورتيهما الواقع الملتبس الذي تعيشه مصر. شيخ شرم البلاد والعباد بتخبطه وعشوائية سياساته التي يتبع فيها منهج عبد الحليم حافظ ه جئت لا اعلم من أين ولكني أتيت .. ولماذا لست أدرى.. لست أدرى». وشيخ كفر من الفقر والقهر والغلب من حياته التي تسير طبقا لمنهج فيروز "عشرون عاما وأنا احترف الحزن والانتظار.. انتظر الآتي ولا يأتي".شرر الشيخ البلاد باسطوانات الاستقرار والبنية الأساسية والإصلاح التدريجي والريادة والدور المحوري والتوازن الخارجي، اسطوانات ظلت دائرة كما يدور كأس الموت على العباد، حتى كفر الشيخ الذي رأى ركودا لا استقرارا ولم يفهم لماذا لا يكون الإصلاح شاملا كالفساد ولم يشهد ريادة إلا فى التخلف والقمع والفرص الضائعة ولم يعش الدور المحوري إلا فى طوابير العيش بعد أن عز الغموس ولوينشغل بالتوازن الخارجي كثيرا بسبب دوار رأسه من الاختلال الداخلي.شرم الشيخ وكفر الشيخ . انحاز نظام مبارك للأولى فثارت عليه الثانية لم تكن تلك مصادفة بقدر ما كانت رسالة تبعث عن قارئ حصيف يعي ويدرك . منذ أسابيع قالها الرئيس وهو يرفض مشروع الجسر الحيوي بين مصر والسعودية إنه لن يسمح لأحد بأن يعبث بشرم الشيخ ، تصريح ربما لم يسمعه الذين ثاروا فى كفر الشيخ ، ربما لأنهم ناموا قبل نشرة تسعة لأن أجسادهم كانت منهكة من البعث عن المياه طيلة اليوم ، ربما فضلوا أن يبحثوا فى الوصلة عن ماتش أو تمثيلية أو كليب عاري لكي يبلوا ريقهم الذي نشفه الفقر الجديد، وربما فضلوا أن يكتفوا بمشاهدة قناة «الناس » دون غيرها لأن باقي القنوات قد تستثير شهواتهم فتدفعهم إلى حميم البحث عن ماء الحموم ، وربما شاهدوا
التصريح عمدا أو صدفة فأجج فيهم السخط على ذلك الانحياز السافر إلى شرم الشيخ ، فقضوا ليلهم يسألون عن الذي يجعل العبث بشرم الشيخ حراما ويجعل العبث بكفر الشيخ جائزا أن لم يكن مستحبا .دعك من كل هذه "الربماهات" فالمؤكد الذي نعلمه جميعا هو أن سيدنا أبو ذر الغفاري ظهر أخيرا فى كفر الشيخ . عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه ، وأهل البرلس فى كفر الشيخ لم يجدوا ماء يومهم ولا أسبوعهم ولا شهورهم فخرجوا على الطريق الساحلي شاهرين جرادلهم العطشى ومراكبهم المرهقة وفقرهم المدقع فى وجوههم الشاحبة وأجسادهم المنهكة من فرط الإنجازات . هل هي مصادفة أن يحدث ذلك فى محافظة يحكمها رئيس مباحث امن الدولة السابق الذي رأى فيما فعله الناس إساءة لسمعة المحافظة لكنه لم ير فى سفهم التراب وتمنيهم الحموم إساءة لكرامة الإنسان . هل هي مصادفة أن يسوق القدر إلى موقع ثورة العطاشى مطرب الرئيس المفضل محمد ثروت دون غيره ، هي رسائل القدر لا ريب ولكن من يقرأ. تتابع التفاصيل المتاحة عن الخروج الكبير في كفر الشيخ وتسأل نفسك هل يصح أن يفرح المرء بخروج كهذا ؟ تكون كاذبا لو قلت نعم على إطلاقها، من بالله عليكم يفرح أنه يعيش فى غابة ؟ لكن هل العيب على من قرر يأخذ حقوقه غلابا، أم على من منع نيل المطالب وقبله منع التمني؟.)
ـ ومن نفس عدد الدستور نقرأ لفهمي هويدي في سياق مشابه.. هو أن الوجود الرئاسي في مكان يمثل كارثة من زاوية ما.. لا نحتاج لتفسير أكثر من ذلك .. فعند فهمي هويدي الشرح الوافي ونقرأ : (لا أستبعد الخبر الذي نشر عن صدور قرار من الأمن بإخلاء 460 شقة
بمحاذاة الشاطئ فى برج العرب ومنع إشغالها ، لأنها قريبة من استراحة الرئيس التي يقضى فيها بضعة أسابيع فقط كل عام . فقد اعتدنا هذا الإسراف الشديد فى الاحتياطيات الأمنية ، الذي عادة ما يصيب القاهرة بالارتباك والشلل كلما ذهب الرئيس مبارك أو أحد أفراد أسرته إلى أي مكان بالمدينة ، لكن هذه الواقعة بالذات ذكرتني بقصة حدثت أثناء زيارة المستشار الألماني الأسبق «هيلموت كول » لمصر فى منتصف التسعينيات – ذلك أن الرجل أبدى رغبة فى زيارة أسوان يبدو أنها لم تكن مدرجة فى البرنامج ، فتم ترتيب الأمر على وجه السرعة ، واستقر الرأي على حجز طابقين له وللوفد المرافق له فى فندق "كتراكت" الشهير هناك ، وإزاء ذلك اضطرت غدارة الفندق إلى إخلاء الطابقين والاعتذار للسياح الذين كانوا يشغلون حجراتهما، بعدما تم حجز غرف بديلة لهم فى فنادق أخرى، وشاءت المقادير أن يكون بين أولئك السياح سيدة ألمانية تكدرت حين طلب منها الفندق إخلاء
غرفتها، ألا أنه لم يكن أمامها سوى أن تمتثل للقرار، وفى أثناء خروجها مع غيرها من السياح من الفندق ، كان موكب المستشار الألماني قد وصل ، فانتظرته حتى ترجل ، وخاطبته قائلة : إنه تسبب فى إزعاجها وإفساد رحلتها لأنهم بسببه اضطروها إلى ترك غرفتها ومغادرة الفندق الذي اعتادت أن تقيم فيه كل شتاء، وبسبب ذلك فإنها لن تعطيه صوتها فى الانتخابات الألمانية المقبلة ، أنصت إليها "هيلموت كول" حتى روت له قصتها ، وبعد أن تفكر لحظة ، استدعى احد مرافقيه وطلب منه أن يبلغ إدارة الفندق بأن السيدة ستنضم إلى الوفد الألماني الزائر، وأنها ستعود إلى ذات الغرفة التي كانت تشغلها فى ذات الطابق الذي خصص للوفد الرسمي.مازلت أذكر هذه القصة ، التي عبرت عن مدى حساسية المستشار الألماني وحرصه على ألا يخسر صوت مواطنة ألمانية أو يفسد عليها سياحتها، ولا أظن أن السيد كول اصطنع هذا الموقف لإبهار السائحين الآخرين الذين وقفوا مدهوشين وصفقوا طويلا للرجل ، كما أنني لا أظن أنه أراد أن تصل الرسالة إلى الصحافة الألمانية لكي تشيد بتسامح السيد المستشار وسعة صدره ولمسته الإنسانية التي تمثلت فى حنوه على أبناء شعبه ، إلى غير ذلك من الأصداء التي قد تخطر على بالنا ويطنطن بها إعلامنا نحن الذين يصعب علينا تصديق الحقيقة فى الأمر، وهي أن الرجل تصرف على ذلك النحو لأنه يعلم أن الشعب الألماني هو الذي اختاره ، وان شرعيته الحقيقية مستمدة من رضاء الشعب عنه ، وهذه السيدة واحدة من أبناء ذلك الشعب الذي يتعين عليه أن يسعى باستمرار لكسب تأييده ورضاه . )

ابراهيم اصلان الاهرام

جارنا الأسطي محمود رجل عجوز جدا‏.‏ وهو يعيش مع زوجته البدينة‏,‏ التي تتحرك بصعوبة‏,‏ وتصغره قليلا‏.‏

الأسطي محمود إذن رجل ضامر الوجه ونحيل‏,‏ وفي كلوة يده اليمني ورم جانبي بارز‏,‏ ويقول إن تحته شظية صغيرة موجودة من حرب فلسطين‏,‏ وهو يلمع حذاءه جيدا ويرتدي القميص المكوي والبنطلون‏.‏ وعندما يعود من الخارج يفرد البنطلون وينظفه بالفرشاة وهو واقف بالفانلة واللباس ويعلقه علي الشماعة ويضعه داخل الدولاب‏,‏ وزمان كنت أجلس معه في ركن الصالة أمام الطاولة وهو يصمم موديلا لحذاء رجالي أو حريمي أو صندلا للأطفال علي فرخ من الجلد المدبوغ ويقصه‏,‏ ثم يأتي بلوح رقيق من الزنك ويضع عليه هذه التصاميم الجلدية في مقاساتها المختلفة‏,‏ ويقص الصاج بالمقص الحديدي القاتم إلي قطع تمثل وجه الحذاء وكعبه وجوانبه‏,‏ ويذهب بمجموعة المقاسات تلك إلي الورش التي كانت تتعامل معه‏.‏

في ذلك الوقت كنت صغيرا وكان هو شابا وزوجته جميلة وبيضاء ولا تجلس مع الضيوف في الصالة‏,‏ ولكنها تعبر من الحجرة الداخلية إلي المطبخ‏,‏ وهو توقف عن هذا العمل منذ سنوات طويلة بسبب شيوع الأحذية الجاهزة وعدم حاجة أصحاب الورش إلي تصميماته‏,‏ وعندما أزوره الآن بعدما خلت مقدمة رأسه من الشعر وانحني وصار وحيدا‏,‏ أري في ركن الصالة التي كنا نجلس فيها لفة متربة من الجلد مازالت باقية‏,‏ وكذلك الطاولة التي كان يعمل عليها خالية من أي شيء إلا المقص الحديدي الأسود والمسطرة المعدنية‏,‏ لأنه يرفض استخدامها في غرض أو آخر‏.‏

وهو لم ينس عمله القديم‏,‏ لأنه كثيرا ما كان يتطلع إلي قدمي ونحن نجلس معا ويطلب مني أن أخلع فردة الحذاء‏..‏ كان يقلب فيها جيدا ويعطيني إياها‏..‏ أحيانا يشير بإصبعه ويقول لو أن هذه المقدمة كانت أعرض أو أن هذه الفتحة كانت أطول لأصبح مريحا أكثر‏..‏ وفي بعض الأحيان كان يهز رأسه‏,‏ بعد التأمل‏,‏ وتدمع عيناه ولا يعلق بشيء‏,‏ وأحيانا كنت أراه وقد فك ريش المروحة ذات القاعدة وجلس علي الكنبة شبه عار وهو ينظفها من التراب ويمسحها بفانلة قديمة منزوعة الأكمام ويخبرني أنها مروحة أصيلة لأنها تلم الغبار الذي في الحجرة وتنقي الهواء‏,‏ لذلك يقوم بتنظيفها كل شهر أو ستة أشهر‏,‏ وأنا من ناحيتي لم أكن أخبره أن كل المراوح تلم التراب في ريشها ليس بقصد تنقية الهواء ولكنها تفعل ذلك وحدها وبشكل طبيعي جدا‏.‏

وهو رجل صموت وطيب رغم جهامته‏,‏ ويدخن المعسل‏,‏ يشعل الفحم في الموقد الصغير ويضعه علي درجة السلم عند الممر بين شقته وشقتنا‏,‏ وبعد أن تستوي النار يأخذها ويدخل‏,‏ يعد الشيشة ويرفعها عاليا بيده اليمني ويمسك خرطومها باليد الأخري ويعبر الصالة وهو ينقل قدميه بحذر حتي يدخل المرحاض يقضي حاجته وهو يدخن‏..‏ وعندما كانت الحكومة تغير الساعة في التوقيت الصيفي والشتوي‏,‏ لم يكن يغير ساعته‏,‏ ويقول إن هذا موضوع يخص الحكومة ولا يخصه في شيء‏..‏ وهو يعيش الآن علي المبلغ الزهيد الذي تصرفه له النقابة وعلي المعونة الشهرية التي يقدمها له ابنه الكبير‏.‏

وفي أيام الوفرة كان قد أصر علي تعليم أبنائه تعليما عاليا‏..‏ البنت متزوجة من ممدوح المحامي الأحول ولديها أبناء‏,‏ والولد الكبير مهندس ناجح وبدين قليلا وفي عينيه الواسعتين حزن عميق‏,‏ وعندما تنكسر نظارة الأسطي الطبية‏,‏ وهو كان يكسرها كل شهرين أو ثلاثة‏,‏ كان يذهب لزيارته ويجلس يشرب الشاي ثم يتناول نظارة هذا الابن الطبية من المكان الذي يجدها فيه ويرتديها ويترك المكسورة مكانها‏..‏ وعندما يقول الولد‏:‏

ــ بابا لازم تعمل كشف‏,‏ لأن النظارات دي لها مقاسات‏.‏

كان يضبطها علي وجهه وينظر إلي التليفزيون في الناحية الأخري من الصالة ويحرك رأسه من أعلي إلي أسفل ويأخذها وينصرف‏

المصري اليوم هاهاهاها

ما أشد فرحة الإنسان حين يلتقي علي غير توقع بصديق قديم فرقته عنه الأيام. هذا ما أحسست به حين لمحت وجهه وسط الزحام في أحد المولات الشهيرة بالقاهرة..هو هو، لم تتغيرملامحه و كأنما سنوات طويلة لم تنقض منذ افترقنا بعد التخرج من مدرسة غمرة الإعدادية. ارتفع صوتي بالنداء: حامد، التفت نحوي و أدهشني أنه تعرف علي فوراً.

جلسنا نحتسي القهوة و تبادلنا الذكريات.. الذكريات الجميلة المحفورة في ذاكرة كل منا عن تلك الأيام تجعل صورة الرفاق حاضرة بكل الحب و المودة، و عندما استعدت مع صديقي حامد أيام زمان حضرت أمامي و معها مشاعري عن تلك الفترة فأحسست بشعور غامر بالحب نحو هذا الصديق الذي لم أره منذ ثلاثين عاماً أو يزيد.

طالت جلستي مع صديقي حامد، و لما استأذنت في الانصراف بسبب موعد مع العمال الذين سألتقيهم للاتفاق علي القيام بأعمال التشطيب لشقتي الجديدة، عرض بأريحية ليست غريبة عليه أن يأتي معي نظراً لخبرته العريضة في هذه الأشياء. سألته عن سر هذه الخبرة فأخبرني أنه بعد تخرجه من كلية الهندسة لم يرتح للعمل في الحكومة فأنشأ شركة مقاولات تتولي أعمالاً في طول البلاد و عرضها. ذهب معي للقاء الصنايعية و فوجئت به يخبرهم بأنني قررت أن أرجئ أعمال التشطيب في الوقت الحالي و يصرفهم بمنتهي الهدوء. برر لي الأمر بأنه أدرك أنني لا أملك أي خبرة أو دراية بهذه الأمور و بالتالي من السهل علي هؤلاء العمال أن يمنحوني أردأ شغل بأغلي الأسعار.

قلت له و أنا في منتهي السعادة أن كل تجاربي من هذا النوع كانت شديدة المرارة حيث أنني لا أطيق المناقشات و الجدال مع الحرفيين، و دائماً ما يغلبونني لدي أي تعامل معهم. بشرني بأنه سيحضر عماله ابتداء من الأسبوع القادم، وأنه سيقوم بالإشراف عليهم بنفسه.

في اليوم التالي كان يجلس معي علي الغداء ببيتي بعد أن عرفته علي أسرتي و حكيت لأولادي عن صديقي الخجول الذي كان يجلس بجانبي في الفصل و كيف كان هدوؤه و أدبه يجلبان علي المتاعب حيث كان المدرسون يعدّونني وقحاً بالنظر إلي دماثته ورقة حاشيته. و كان في وجوده معنا بالبيت فرصة لأن يقوم كل فرد من أفراد الأسرة بأخذ رأيه في الأشياء التي يتمناها في غرفته كنوع الديكور و شكل الشبابيك و لون الدهان.

و الحق أن أفكاره و اقتراحاته كانت تدهشنا، و من الواضح أن سنوات خبرته في المقاولات كانت مثمرة. في المساء ذهبنا إلي السينما وعرجنا في طريق عودتنا علي فيلته بمدينة نصر حيث كان يجري بها بعض التجديدات، و لهذا فقد أرسل أفراد أسرته إلي الاسكندرية لحين انتهاء العمل في البيت. و قد أحسست بعميق الامتنان لهذا الصديق الوفي عندما أخبرني أنه سيوقف العمل في فيلته حتي يتفرغ العمال تماماً لتشطيب شقتي، و حاولت أن أثنيه ، غير أنه أصر علي الرفض.

تلقيت مكالمة منه عصر اليوم التالي و طلب مني الذهاب إلي شقتي للاطمئنان علي سير العمل بها. و قد أخذتني الدهشة حيث وجدت العمال يعملون بكل همة في السباكة و الكهرباء و المحارة و النجارة، و زادت دهشتي لأنني لم أدفع لصديقي أي مبالغ ليبدأ بها العمل..يا سبحان الله علي هذه الدنيا العجيبة التي ساقت لي هذا الصديق في هذا الوقت بالذات ليعيد لي ثقتي بالحياة بعد أن اهتزت بشدة من كثرة صدمات التعامل مع الناس.

اتصلت به و قابلته في المساء و أبديت له سعادتي بكرمه الزائد و طلبت معرفة التكلفة حيث أننا لم نتحدث في هذا الأمر من قبل. قال لي إن تشطيب الشقق لا يدخل ضمن عمله و أنه يقوم بهذا الأمر إكراماً لخاطري و طلب مني اعتبار الأمر برمته هدية منه إلي صديق عزيز. لم أقبل موضوع الهدية و شكرته، فقال إنه سيأخذ فقط أجرة العمال و ثمن المواد و قدّرها في حدود عشرين ألف جنيه. دفعت له المبلغ و أنا أعلم أن التكلفة لولاه كانت ستتضاعف.

بعد عدة أيام طلبته فكان تليفونه خارج الخدمة و استمر هكذا طوال اليوم، قلقت عليه فذهبت للشقة لأسأل العمال عنه فلم أجد أحداً ووجدت الشقة خاوية علي عروشها و العمل الذي كان قد بدأ توقف. ذهبت إلي فيلته فاكتشفت أنها لا تخصه و أن كل ما حكاه لي بشأنها كان غير حقيقي. عندما فشلت في العثور عليه أبلغت البوليس فعرفت أن صديقي القديم ليس مهندساً و لا يعمل بالمقاولات و أنه مسجل نصب و سجله متخم بالقضايا.

و الآن هل يصدقني أحد لو قلت له أن فجيعتي فيه هي أشد من فجيعتي في الفلوس بكثير؟ و قد كنت أتمني أن تضيع الفلوس و يظل هو حلماً جميلاً أقبل علي مبعوثاً من الزمن الجميل!

من مدونة محمد حلمى هلال تانى

الموت فى مصر نقدا ، والعيشه بالتقسيط ، اذا لم تكن غنيا لتدفع فواتير علاجك فى الخارج ، فأنت مقضى عليك لامحالة ، تدخل الى اى مستشفى بعينين سليمتين تخرج منها اعمى او بعين واحده ، لك اذنين تسمع بهما اغنيات المطرب شعبان عبد الحميد ، تخرج اصما لاتسمع حتى عمرو موسى ، تكون متأكدا لحظة دخولك ان لك كليتيتن تكتشف وانت خارج – ان خرجت - انهم خطفوا احدى كليتيك ، وسرقوا قطعة من كبدك ، وحوالى طبق من نخاع عظامك ، ولو كان لك قلب عند دخولك المستشفى مثل بعض الناس ، سيتم استبدالة بفرخه مجمده من النوع المحلى وليس المستورد من البرازيل ، الشئ الوحيد الذى ربما سيتركونه لك هو المراره ، تماما كما يفعل الحزب الوطنى ، لى تجارب يشيب لها رأس الاقرع مع المستشفيات ، تدخل الى المستشفى فى مصر كائنا تخرج منها كائن اخر ، اعرف زميلا لى دخل الى احدى المستشفيات الخاصة انسانا عاديا جدا وخرج منها صرصارا ، لدرجة اننى لم استطع التعرف عليه الا بعد ان نادى على باسمى الثلاثى ، المستشفيات فى مصر مقبرة جماعية ، عالم كامل من التوحش والبدائية والطمع والجهل وانعدام الانسانية ، والاخطر من ذلك ان المستشفيات اصبحت اقذر من الحوارى ، واكثر تلوثا من مياة المجارى التى تتبختر الان فى كل شوارع القاهرة ، كل من يرافق مريضا الى اى مستشفى سيخرج مصابا بعدوى ، او سيمتنع عن الكلام دون سبب واضح لمدة شهر كامل ، استقبال اى مستشفى فى مصر لايختلف كثيرا عن الاستقبال فى اى قسم للشرطه ، تخرج من المستشفى – ان حدث - كأنك خارج للتو من المعتقل ، مذهول ، مجروح ، مصاب ، مهان ، مدمر ، تدخل المستشفى عاقلا او هكذا تعتقد فتخرج منها – ان حدث - اهطلا ، اهبلا ، تلطم على وجهك ، وتصرخ : يطلع يطلع حسنى مبارك ، كانت مصر حتى بداية التسعينات ملاذا للمرضى من كافة انحاء العالم العربى ، اصبحت الان مقبرة للمرضى والاصحاء على السواء ، تشعر وانت تتعامل مع الطبيب انه سوف يلكمك فى انفك ، سيبصق فى وجهك اذا لم تدفع له مايطلبه ، بعض الاطباء فى مصر على درجة من الجشع والنهم والطمع تذكرك بالكواسر والكائنات المفترسه التى كانت تعيش قبل الطوفان ، وحشية ليس لها مثيل ، ناهيك عن الجهل وانعدام الخبره والعلم والمعرفه ، ورغم انهم لايقدمون لك مقابلا لما تدفعه ، الا ان خلاصك منهم يعتبر نعمة من الله ، يكتب الله لك عمرا جديدا حين تخرج من بين ايديهم على الاقل كما دخلت اليهم فى المرة الاولى

Monday, July 09, 2007

المصري اليوم

مقتطفات من صحف ٢٠٣٠.. طبعاً الحالة كرب والوضع طين

٥/٧/٢٠٠٧

.. أخبار فنية:

يقام اليوم بدار الأوبرا المصرية حفل تحييه كوكب الشرق ٢ «روبي» وموسيقار الأجيال ٢ «سعد الصغير»، أعرب القمتان عن أسفهما لانحدار الوسط الفني وظهور كليبات غاية في السفه والانحطاط، وضعف فرص الموهوبين من أمثالهما لالتزامهما بالفن الراقي، يذكر أن سعد سيطربنا برائعتيه الجديدتين «بحبك يا بغل» و«بحبك يا عجل» في إطار استكمال سلسلة أغانيه المتعلقة بحب الحيوانات، والتي بدأها قبل أكثر من ٢٠ عاماً برائعته «بحبك يا حمار» وتتغني روبي بخالدتها «طب ليه بيداري كده» لترضي عشاقها من الجيل القديم.

..بورصة الأفلام:

تصدر فيلم «ديل الكلب» قائمة الإيرادات لأفلام هذا الموسم برصيد «٣٥١٢٣٥٤٨» جنيها، وهو الجزء الأخير من سلسلة أفلام «راس الكلب» و«وسط الكلب» وجميعها من بطولة النجم «سامح الجرو» والنجمة «سيدة هوهو»، تلاه فيلم «بيت الراحة» برصيد «٣١٥٠٠٣٤٥» جنيها بنجاح أقل كثيرا من جزئه الأول «بيت الأدب» بطولة النجم «سيد النتن» والنجمة «روايح».

وفي المركز الثالث فيلم «مراحيض عمومية» برصيد «٢٦٣٣٠٥٢٠» جنيها، وذلك لتشابهه الشديد في الشكل والمضمون والريحة مع الفيلم السابق مما سبب إحباطاً شديداً لنجمه «عبده تواليت» الذي «عاني» كثيرا «ليخرج» هذا الفيلم للنور، وفي المركز الرابع فيلم «العربجي» برصيد «٢٠٨٢٠٣٢٥» بطولة الوجه الجديد «محسن كارو» والنجمة «سنية رفسه»، و«يتذيل» القائمة فيلم «المصري» برصيد «١٥» جنيها فقط وقد تم رفعه من جميع دور العرض.

.. أخبار سياسية:

ـ يجري الآن في مجلس الشعب مناقشة التعديلات الخاصة بالمادتين ٧٦، ٧٧ وبقية أخواتها من المواد، تعد هذه هي المحاولة الخامسة والعشرين لتعديل نفس المواد بعد فشل جميع المحاولات السابقة للتأييف «عفوا للتعديل» علي مدار الخمسة وعشرين عاما المنصرمة.

ـ اعتقال ٥٠٠ نفر بتهمة الانتماء للجماعة «اللي بالي بالكم» أنا مش باهزر ده بقي اسمها بدل المحظورة.

ـ الحكومة تؤكد: لا زيادة في الأسعار.. ومسؤول كبير لصحيفتنا «ورحمة أمي مفيش زيادة».

ـ ارتفاع أسعار السلع الأساسية بنسبة تتراوح بين ٢٠ و٢٥%.

.. أخبار رياضية:

الأهلي يتوج بطلا للدوري والكأس وبطولة أفريقيا وبطولة العالم للأندية ويلعب باسم مصر في كأس العالم، وبيع نادي الزمالك بالمزاد العلني إذا لم يستجب أولاده ويتولوا إنقاذه.

مهندس: أحمد عبدالغني

محمد حلمي هلال

هناك فرق بين جمهورية الموز وجمهورية البطيخ ، جمهوريات الموز فى امريكا اللاتينية ، اما بلاد البطيخ فهى تنقسم الى جمهوريات وممالك وتقع كلها فى منطقة الشرق الأوسط ، يطلق عليها البعض اسم العالم العربى ، جمهوريات الموز تنتخب رؤساءها اما جمهورية البطيخ فيمكنها ان تتحول من جمهورية الى ملكية أو العكس ، بل من الممكن تحويل الجمهورية الى سلطانية ، ميزة اخرى من ميزات جمهورية البطيخ ان الدستور ، بطيخه ، مثله مثل المواطنين ، الدستورمملوك بالكامل لصاحب الجمهورية ، يمكنه العمل به او تعطيلة – الدستور وليس الرعية - تغييرة او تعديلة ، تقصيرة او تطويلة ، يمكنة تفصيل اى مادة دستورية تمنحة مايشاء من سلطات هو وزوجته واولادة ، وتعتبر جمهورية مصر العربية المشهوره باسم ياحبيبتى يامصر يامصر ، واحدة من أكبر جمهوريات البطيخ فى العالم ، شعب من البطيخ وحكام من البطيخ فى الستينات خيرت الشعوب الغربية بين الحضارة وبين الحرية فاختارت الحرية وثارت من اجلها واعتبرتها الشرط الاساسى للتحضر والتقدم والانجاز ، كانت حقبة الستينات حقبة الثائرين من اجل الحرية اما فى جمهورية البطيخ وفى بداية القرن الواحد والعشرين فإن الشعب المصرى يخير بين صاحب الفخامه وبين ابنه ، بين رفض الظلم او الاذعان التاريخى له ، بين العيش بكرامة وبين أكل العيش والسلام ، ولان الثقافة السائدة فى اغلب جمهوريات البطيخ هى ثقافة الخضوع والخنوع والقهر ، فقد عزف رعايا الجمهورية عن الذهاب الى الانتخابات ، تركوها لرجال الاعمال وزبانية الفساد وعائلات الريف المصرى ، وسواء حكم الرئيس ام كتب البلد فى الشهر العقارى باسم ابنه فسوف تظل مصر كما هى ، واحدة من اكبر جمهوريات البطيخ فى العالم ، نظام همجى وحشى بدائى النزعة ، تتأسس شرعيته الوحيدة على الاستبداد والغباء والعنف والبطش والبلطجة والارهاب لقد اصبح المصريون فى ظل هذا النظام شحاذون ، مذلون ، مهانون ، مخصيون ، فاسدون ، ان افساد الناس بالرشوة فى مواسم الانتخابات هو اشراك علنى فى الجريمة ، جريمة نهب الوطن ان البلطجة هى القانون السائد بل هى المصدر الاساسى لشرعية الحكم وهى التى تحمى نظاما متاكلا منهارا بلغ احط مراحلة على الاطلاق ، لن تستعيد البلاد مانهب منها طوال الربع قرنا الماضى ، ولن تكون هناك فى القريب العاجل فرصة عمل مناسبة او مجزية لملايين العاطلين ، او لقمة عيش كريمه ، او مأوى ، او سرير للعلاج او حتى للنوم العادى ، لن تكون فى القريب العاجل وفى ظل شرعية البلطجة والفساد مدرسة حديثة تصلح لتعليم الاطفال ، بل ستسفر الايام القادمة عن مخاض مؤلم ينتظر هذا الوطن يهدف الى التأسيس لشرعية العنف والبلطجة ، ان العنف والاستبداد والبلطجة والتنكيل بالمعارضين هو منهج الفترة القادمة فى مصر وهو بكل تأكيد نوع من الضعف العقلى والبلاهة والتردى والانحطاط ، ان انهيارا مفزعا يلوح من بعيد ..