كان نفسي!! |
كان نفسي أطلع حاجة تانية.. أريح دماغي من «صداع» المشاكل والهموم.. وأبيع القارئ وأشتري «رضا النظام».. كان نفسي أطلع بتاع الحكومة والنظام والأمن.. أتربي من أولي جامعة علي كتابة التقارير الأمنية عن زملائي.. أتدرج في الرتبة من «متعاون» مع أمن الدولة إلي «متفرغ» لخدمة «أمن الدولة».. إلي «محترف» تجسس لـ«أمن الدولة».. إلي رتبة غير رسمية في «أمن الدولة». كان نفسي أبقي «مفتح» وعارف مصلحتي.. كان زماني حاجة كبيرة جداً في صحافة الحكومة.. أسافر في معية السيد الوزير.. أهرول خلفه في المطارات، وأنا أحمل حقيبة سيادته.. أنتفض غضباً وأرفع «المطواة»، إذا عكر أحدهم مزاج سيادته.. ترتفع حرارتي حين يعطس.. وأصاب بالتهاب رئوي حاد، إذا سعل أو «شِرِق».. وأخلع ملابسي وأقف في ميدان عام، مهاجماً كل من يدوس لسيادته علي طرف. كان نفسي أطلع سجادة يدوس عليها مسؤول كبير.. أو أعمل إيدي طفاية لسجاير سيادته.. كان نفسي الرضا يزيد ويزيد، فأصبح «حذاءً» في قدمه وليس سجادة.. ثم يزيد الرضا فأصبح «نفس دخان» يخرج من فمه الكريم. كان نفسي أعيش في جيب النظام الحاكم.. أتمرمغ في نعيمه وخيره.. كان زماني «متختخ» مش مسلوع.. كان زمان عندي «لُغد كبير».. أمشي منتفخاً بين الناس، رغم الذل والمهانة التي ألقاها في المكاتب المغلقة.. كان نفسي أطلع «مذيع بارز» مثلاً.. أقف لألقي علي المشاهدين الرؤي والأفكار «المجعلصة».. بينما أتلقي التعليمات والأوامر من «ولي نعمتي»، الذي يضعني في خانة «الأدوات القذرة» لإدارة اللعبة. كان نفسي أطلع «منافق» وعيني جامدة «يندب فيها ألف رصاصة».. كان نفسي ربنا يديني «جلد تخين»، لا يشعر بوخز الضمير، حين أبيع ٧٦ مليون مصري، من أجل إرضاء شخص واحد.. أو من أجل منصب و«شوية فلوس كتيرة».. كان نفسي ربنا يديني «جوز عيون» تري احتقار الناس إعجاباً وإشادة، وتحيل «البصقات» إلي قبلات، وتنظر لكل الرجال المحترمين باعتبارهم «أعداء الوطن»، الذين يريدون له الخراب والدمار. كان نفسي أرجع لأبنائي في المساء بفيض من الفخر والاعتزاز، لأن السيد الرئيس وضع يده علي كتفي.. أو عرفني بالاسم.. أو حتي نظر إلي الاتجاه، الذي أقف فيه، انتظاراً لنظرة رضا، أو حتي نظرة محايدة.. كان نفسي ربنا يديني «برايفت نامبر» يتلقي اتصالاً من سكرتارية الوزير، يحمل عبارة فيها موسيقي الدنيا كلها «الباشا راضي عليك.. الباشا مبسوط منك».. حتي لو انتهت المكالمة بإغلاق الهاتف سريعاً. كان نفسي أركب مرسيدس من «فلوس الحكومة».. فأحلي ما في مصر أن تركب «فلوس الحكومة».. ثم يمتلئ حسابك في البنك بفلوس الحكومة.. تسافر بـ«فلوس الحكومة».. تشتري وتأكل وتشرب بـ«فلوس الحكومة».. كان نفسي أعيش «سفلأة» علي «قفا الحكومة».. وفي المقابل سوف أفعل ما تريده الحكومة، حتي لو طلبت مني أن أولي وجهي نحو مجلس الوزراء صباحاً.. ونحو «أمن الدولة» مساءً.. وأن أسبح بحمد «الرئاسة» آناء الليل وأطراف النهار. كان نفسي أطلع «سافل» بالفطرة.. خاين لأهلي وناسي.. أري الفساد طهارة وشرفاً.. وأنظر للقمع باعتباره منتهي الحرية.. وأدعو لسحل كل من ينطق بكلمة. .. باختصار.. كان نفسي أطلع «خدام للنظام الحاكم».. وحين يرحل «النظام» أصب غضبي عليه.. وأبدأ مرحلة جديدة مع «نظام جديد».. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه! |
Wednesday, July 11, 2007
المصري اليوم برضه
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment