هناك فرق بين جمهورية الموز وجمهورية البطيخ ، جمهوريات الموز فى امريكا اللاتينية ، اما بلاد البطيخ فهى تنقسم الى جمهوريات وممالك وتقع كلها فى منطقة الشرق الأوسط ، يطلق عليها البعض اسم العالم العربى ، جمهوريات الموز تنتخب رؤساءها اما جمهورية البطيخ فيمكنها ان تتحول من جمهورية الى ملكية أو العكس ، بل من الممكن تحويل الجمهورية الى سلطانية ، ميزة اخرى من ميزات جمهورية البطيخ ان الدستور ، بطيخه ، مثله مثل المواطنين ، الدستورمملوك بالكامل لصاحب الجمهورية ، يمكنه العمل به او تعطيلة – الدستور وليس الرعية - تغييرة او تعديلة ، تقصيرة او تطويلة ، يمكنة تفصيل اى مادة دستورية تمنحة مايشاء من سلطات هو وزوجته واولادة ، وتعتبر جمهورية مصر العربية المشهوره باسم ياحبيبتى يامصر يامصر ، واحدة من أكبر جمهوريات البطيخ فى العالم ، شعب من البطيخ وحكام من البطيخ فى الستينات خيرت الشعوب الغربية بين الحضارة وبين الحرية فاختارت الحرية وثارت من اجلها واعتبرتها الشرط الاساسى للتحضر والتقدم والانجاز ، كانت حقبة الستينات حقبة الثائرين من اجل الحرية اما فى جمهورية البطيخ وفى بداية القرن الواحد والعشرين فإن الشعب المصرى يخير بين صاحب الفخامه وبين ابنه ، بين رفض الظلم او الاذعان التاريخى له ، بين العيش بكرامة وبين أكل العيش والسلام ، ولان الثقافة السائدة فى اغلب جمهوريات البطيخ هى ثقافة الخضوع والخنوع والقهر ، فقد عزف رعايا الجمهورية عن الذهاب الى الانتخابات ، تركوها لرجال الاعمال وزبانية الفساد وعائلات الريف المصرى ، وسواء حكم الرئيس ام كتب البلد فى الشهر العقارى باسم ابنه فسوف تظل مصر كما هى ، واحدة من اكبر جمهوريات البطيخ فى العالم ، نظام همجى وحشى بدائى النزعة ، تتأسس شرعيته الوحيدة على الاستبداد والغباء والعنف والبطش والبلطجة والارهاب لقد اصبح المصريون فى ظل هذا النظام شحاذون ، مذلون ، مهانون ، مخصيون ، فاسدون ، ان افساد الناس بالرشوة فى مواسم الانتخابات هو اشراك علنى فى الجريمة ، جريمة نهب الوطن ان البلطجة هى القانون السائد بل هى المصدر الاساسى لشرعية الحكم وهى التى تحمى نظاما متاكلا منهارا بلغ احط مراحلة على الاطلاق ، لن تستعيد البلاد مانهب منها طوال الربع قرنا الماضى ، ولن تكون هناك فى القريب العاجل فرصة عمل مناسبة او مجزية لملايين العاطلين ، او لقمة عيش كريمه ، او مأوى ، او سرير للعلاج او حتى للنوم العادى ، لن تكون فى القريب العاجل وفى ظل شرعية البلطجة والفساد مدرسة حديثة تصلح لتعليم الاطفال ، بل ستسفر الايام القادمة عن مخاض مؤلم ينتظر هذا الوطن يهدف الى التأسيس لشرعية العنف والبلطجة ، ان العنف والاستبداد والبلطجة والتنكيل بالمعارضين هو منهج الفترة القادمة فى مصر وهو بكل تأكيد نوع من الضعف العقلى والبلاهة والتردى والانحطاط ، ان انهيارا مفزعا يلوح من بعيد ..
No comments:
Post a Comment