الموت فى مصر نقدا ، والعيشه بالتقسيط ، اذا لم تكن غنيا لتدفع فواتير علاجك فى الخارج ، فأنت مقضى عليك لامحالة ، تدخل الى اى مستشفى بعينين سليمتين تخرج منها اعمى او بعين واحده ، لك اذنين تسمع بهما اغنيات المطرب شعبان عبد الحميد ، تخرج اصما لاتسمع حتى عمرو موسى ، تكون متأكدا لحظة دخولك ان لك كليتيتن تكتشف وانت خارج – ان خرجت - انهم خطفوا احدى كليتيك ، وسرقوا قطعة من كبدك ، وحوالى طبق من نخاع عظامك ، ولو كان لك قلب عند دخولك المستشفى مثل بعض الناس ، سيتم استبدالة بفرخه مجمده من النوع المحلى وليس المستورد من البرازيل ، الشئ الوحيد الذى ربما سيتركونه لك هو المراره ، تماما كما يفعل الحزب الوطنى ، لى تجارب يشيب لها رأس الاقرع مع المستشفيات ، تدخل الى المستشفى فى مصر كائنا تخرج منها كائن اخر ، اعرف زميلا لى دخل الى احدى المستشفيات الخاصة انسانا عاديا جدا وخرج منها صرصارا ، لدرجة اننى لم استطع التعرف عليه الا بعد ان نادى على باسمى الثلاثى ، المستشفيات فى مصر مقبرة جماعية ، عالم كامل من التوحش والبدائية والطمع والجهل وانعدام الانسانية ، والاخطر من ذلك ان المستشفيات اصبحت اقذر من الحوارى ، واكثر تلوثا من مياة المجارى التى تتبختر الان فى كل شوارع القاهرة ، كل من يرافق مريضا الى اى مستشفى سيخرج مصابا بعدوى ، او سيمتنع عن الكلام دون سبب واضح لمدة شهر كامل ، استقبال اى مستشفى فى مصر لايختلف كثيرا عن الاستقبال فى اى قسم للشرطه ، تخرج من المستشفى – ان حدث - كأنك خارج للتو من المعتقل ، مذهول ، مجروح ، مصاب ، مهان ، مدمر ، تدخل المستشفى عاقلا او هكذا تعتقد فتخرج منها – ان حدث - اهطلا ، اهبلا ، تلطم على وجهك ، وتصرخ : يطلع يطلع حسنى مبارك ، كانت مصر حتى بداية التسعينات ملاذا للمرضى من كافة انحاء العالم العربى ، اصبحت الان مقبرة للمرضى والاصحاء على السواء ، تشعر وانت تتعامل مع الطبيب انه سوف يلكمك فى انفك ، سيبصق فى وجهك اذا لم تدفع له مايطلبه ، بعض الاطباء فى مصر على درجة من الجشع والنهم والطمع تذكرك بالكواسر والكائنات المفترسه التى كانت تعيش قبل الطوفان ، وحشية ليس لها مثيل ، ناهيك عن الجهل وانعدام الخبره والعلم والمعرفه ، ورغم انهم لايقدمون لك مقابلا لما تدفعه ، الا ان خلاصك منهم يعتبر نعمة من الله ، يكتب الله لك عمرا جديدا حين تخرج من بين ايديهم على الاقل كما دخلت اليهم فى المرة الاولى
Wednesday, July 11, 2007
من مدونة محمد حلمى هلال تانى
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
1 comment:
كاتب جميل وشخص محترم فعلا
Post a Comment