Sunday, September 30, 2007

مقاله الكاتب / علاء الأسوانى الشهرية فى جريدة العربى بتاريخ 30 سبتمبر 2007

/ علاء الأسوانى عن الحملة الشرسة على حرية الصحافة


قضية مصر


 


 

فى الثمانينات , أثناء دراستى فى الولايات المتحدة أعلنت وسائل الإعلام فجأة أن الرئيس الأمريكى رونالد ريجان قد أصيب بمغص شديد ولم يلبث الفحص الطبى أن كشف عن إصابته بورم خبيث فى الأمعاء مما إستلزم إجراء جراحة عاجلة ..

وأثناء ذلك أصدر البيت الأبيض عدة بيانات شرح فيها حاله الرئيس بالتفصيل . نوع الورم الذى ازيل من الأمعاء وحجمه ومدى خطورته وإحتمال إنتشار السرطان فى الجسم الخ ....

بل أن الجراح الذى أزال الورم من أمعاء ريجان أجرى عدة لقاءات فى التليفزيون أجاب فيها بوضوح عن كل ما يخطر على بال الناس من أسئلة عن حالة الرئيس وكان السؤال الذى يتكرر دائما : هل تسمح حالة الرئيس بعد الجراحة بإتخاذ القرارات السليمة ؟؟؟

وكان رأى الجراح ان الرئيس لن يستعيد قدراته الذهنية تماما قبل شهر كامل من العملية لأن الأدوية التى يتناولها قد تؤثر على تركيزه ..

هذه الشفافية الكاملة فى التعامل مع صحة رئيس الدولة ليست قاصرة على الولايات المتحدة بل هى من سمات الدول الديمقراطية جميعا . لأن صحة رئيس الدولة لا تخص أسرته فقط وإنما تخص ملايين المواطنين الذين تتأثر حياتهم بقرارات الرئيس .

هذه الفكرة الديمقراطية البديهية لا توجد لدينا فى مصر . فنحن فى الواقع لا نعرف شيئا عن صحة الرئيس مبارك لأن النظام يتعامل مع المصريين ليس بإعتبارهم مواطنين وإنما رعايا وعبيدا لا يحق لهم ان يعرفوا شيئا عن صحة سيدهم الرئيس . واليوم يواجه واحد من ابرز الصحفيين فى مصر وأكثرهم وطنية وموهبة ,

إبراهيم عيسى عقوبة الحبس بتهمة ترديد الشائعات عن مرض الرئيس مبارك .. والحق أننى لم استطع فهم هذه التهمة .. ان الشائعات ترددت بقوة عن مرض الرئيس لأن أجهزة الدولة لم تعتد إعلان الحقيقة .

ثم ما العيب فى ان يمرض الرئيس مبارك ..؟ هل المطلوب ان نتعامل مع الرئيس مبارك وكأن ذاته مقدسة منزهة عن المرض والضعف ..؟

ألم يمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أشرف الخلق أجمعين ؟! . ما جريمة إبراهيم عيسى التى يواجه الحبس بسببها ..؟ ان جريمة إبراهيم عيسى الحقيقية ليست الكتابة عن مرض الرئيس ..

لكن جريمته التى لا تغتفر لدى النظام انه جعل من جريدة الدستور منبرا لمحاربة الظلم والإستبداد وكشف الفساد ورفض التوريث . جريمة إبراهيم عيسى أنه انحاز للحق والعدل ..

 
 

2

 
 

( اليوم , ها نحن نرى رئيس بلادنا المغرور , وهو بالمناسبة يتصف بغباء منقطع النظير , يشترك مع قادته العسكريين الجبناء فى أرسال أولادنا إلى الموت .)

الجملة السابقة وردت فى مقال شهير نشرته الصحافة الأمريكية على نطاق واسع عن الرئيس جورج بوش .

كاتبة المقال اسمها سيندى شيهان . CINDY SHEEHAN

وهى من أبرز الناشطين ضد حرب العراق والشتائم التى استعملتها الكاتبة فى وصف رئيس الدولة مسألة شائعه جدا ليس فقط فى الصحافة الأمريكية وإنما فى كل الديمقراطيات الغربية .

فالكتاب هناك يصلون فى إنتقاد الرؤساء الى حد مقذع فلا يلاحقهم أحد ولا يحبسهم أحد .. والمفارقه أن القانون هناك يسمح بتوجيه مثل هذه الألفاظ فى الصحافه إلى أكبر مسؤل فى الدولة .. لكنه فى نفس الوقت لا يتسامح اطلاقا فى الإعتداء على سمعة الأفراد العاديين . فلو انك وصفت جارك او زميلك فى العمل بالغباء على الملأ لإستطاع ان يلاحقك قضائيا .. لكنك اذا كتبت تصف رئيس الدولة بالغباء فأن القانون لن يدينك أبدا ..

ذلك ان القانون فى الدول الديمقراطية بقدر تشدده فى حماية سمعة الأفراد العاديين , يسمح بأقصى درجات النقد للمسؤل .. والفكرة هنا ان من ينتقد مسؤلا عاما . لا يكون دافعه شخصيا وانما غرضه حماية المصلحة العامة ..

من هنا يوفر النظام الديمقراطى الحماية الكاملة لكل من ينتقد المسؤلين مهما تجاوز فى نقده .

والمسؤلون فى الدول الديمقراطية قد تعودوا على قسوة النقد وهم يعتبرون ذلك جزءا من اعباء المنصب العام

يحكى ان الرئيس الامريكى ترومان جاءه ذات يوم . أحد وزرائه يشكو من قسوة الهجوم عليه فى الصحف الأمريكية فاستمع اليه ترومان بهدوء ثم ابتسم وقال : اذا قررت ان تعمل خبازا فلا يحق لك ان تشكو من حرارة الفرن ..

وفى فرنسا جريدة أسبوعية شهيرة تصدر كل أربعاء منذ عام 1915 اسمها البطة المقيدة . LE CANARD ENCHAINE تخصصت فى السخرية من كبار المسؤلين فى الدولة الفرنسية .

وكثيرا ما يتم تصوير رئيس الوزراء او رئيس الجمهورية على هيئة حيوان او أمرأة فى رسوم الكاريكاتير التى تنشرها وقد كان الجنرال ديجول يضيق ذرعا بسخرية هذه المجلة لدرجة انه لم يكن يحتمل قراءتها فكان كل اربعاء يسأل مساعديه : ماذا كتبت البطة اللعينة عنى هذا الصباح ...؟

وهو برغم كونه رئيسا للجمهورية الفرنسيه وبرغم كراهيته لما يكتب عنه فى تلك المجلة لم يفكر يوما فى تعطيلها او مقاضاة كتابها .. ولو انه فكر لما استطاع لأن حرية التعبير فى فرنسا من مكتسبات الأمة الراسخة لا يستطيع أحد ان ينال منها . كل هذه الأمثلة تؤكد حقيقة واحدة : ان ما يسمى بإهانة رموز الدولة تهمة وهمية لا وجود لها فى النظام الديمقراطى , فلا يوجد فى الديمقراطية رموز للدولة وانما يوجد مسؤلون انتخبهم الشعب لخدمته ومن حقه ان ينتقدهم ويعزلهم عن طريق الإنتخابات الحرة .

ان تعبيرات ( اهانة رموز الدولة ) و ( تكدير السلم الإجتماعى ) و ( الحض على إزدراء النظام ) و( إثارة البلبلة ) الى آخر هذه التهم السخيفة هى من مخترعات الأنظمة الإستبدادية للتخلص من المعارضين وتكميم الأفواه حتى يفعل الحاكم المستبد ما يريده فى الوطن والناس فلا يجرؤ أحد على مساءلته ...

 
 

3

 
 

المنافقون , الطبالون والزمارون , من كتبة الحكومة يمنون على الشعب المصرى بما يسمونه ( حرية التعبير فى عصر مبارك ) والحق ان هذه الحرية لم توجد قط ... لأن حريه التعبير الحقيقية وسيلة للتغيير وليست وسيلة للتنفيس .

حرية التعبير الحقيقية تبدأ بالكتابة وتنتهى بتأكيد سلطة الشعب والقانون . فى البلاد الديمقراطية اذا كتبت مقالا تتهم فيه مسئولا بتجاوزات فلابد عندئذ من محاسبة هذا المسؤل حتى تتم تبرئته او إدانته وعزله وعقابه .

هذه حريه التعبير الحقيقية .

اما ما يحدث فى مصر فيندرج تحت حرية الكلام وليس حريه التعبير .

فأنت تكتب وتكتب فلا يهتم النظام اطلاقا بما تكتبه بل على العكس . كلما ذاد الغضب والشبهات على مسئول ما إزداد تمسك النظام به ..

لقد كانت المعادلة السياسية فى مصر : أكتب ما تشاء والنظام يفعل ما يشاء ..

لكن النظام المستبد لم يعد يحتمل حتى هذا الهامش من حرية الكلام .

واليوم يقف زملاء وأصدقاء من افضل الكتاب الوطنيين فى مصر .. امام المحاكم ..

يواجهون عقوبة الحبس .. ليس لأنهم عذبوا الأبرياء حتى الموت وليس لأنهم تسببوا فى قتل ألاف المصريين بواسطة عبارات الموت والمبيدات المسرطنة ... وليس لأنهم تقاضوا العمولات بالملايين من مال المصريين الفقراء .. لكن النظام سيلقى بهم فى السجون لأنهم احبوا بلادهم ودافعوا عن حق المصريين فى حياة إنسانية كريمة ..

ان النظام يريد إرهاب أصحاب الرأى واسكاتهم حتى يتم توريث الوطن من الأب إلى الأبن فلا يجرؤ احد على الإعتراض والا كان السجن مصيره ...

إبراهيم عيسى وعبد الحليم قنديل ووائل الإبراشى وعادل حمودة وانور الهوارى ومحمود غلاب وامير سالم .

لا أستطيع ان اتخيل ان هؤلاء الرجال ستقيد أيديهم بالكلابشات وسيقفون خلف القضبان فى محكمة الإستئناف

وكأنهم قتلة او لصوص بينما ينعم ممدوح إسماعيل وغيره من الذين اجرموا فى حق المصريين بالحياة الرغدة الآمنة ..

ان الحكم بالحبس على اصحاب الرأى ليس قضيه مهنية تخص الصحفيين وحدهم , كما يسعى اذناب النظام إلى تصويرها . فهؤلاء الشرفاء لن يحبسوا من اجل مخالفات إدارية بل هم يدفعون ثمن مبادئهم وآرائهم .

انهم يواجهون الحبس لأنهم أحبوا مصر ودافعوا عنها بأقلامهم .. لقد حلموا بالحرية والكرامة لكل المصريين .

واجبنا اليوم . جميعا . ان نقف مع هؤلاء الشرفاء .. ان ندافع عنهم كما دافعوا عنا .. ان قضيتهم تخص مصر كلها .. مصر لن تنساهم ولن تتخلى عنهم ... مصر كلها ستقف معهم وستقول كلمتها ..

وستكون كلمتها صفعة على وجه الظلم والإستبداد الجاثم على أنفسنا ...

 
 

رئيس التحرير el gomhouria

الدولة لاتخضع لتهديد أو وعيد

الحكومة لم تلجأ للتفاوض المباشر ..ولم تستجب لمطالب غير شرعية
اللجنة النقابية "القديمة" صاحبة الفضل .. والاتحاد العام ساندها
مفاجأة .. المعتصمون طلبوا حضور مندوبي "البديل" و"الدستور" و"المصري اليوم"!!
العمال طلبوا العمل أمس ..والدولة أصرت علي الاثنين
المصانع بها 25 ألفا .. والأغلبية رفضت مايحدث

انتهي إضراب عمال المحلة أمس وعرف المعتصمون والمضربون أن الدولة والحكومة لا يمكن أن ترضخ لتهديد أو وعيد.
صرح مصدر مسئول ل "الجمهورية" بأن الحكومة لم تستجب لمطالب غير شرعية من 11 مطلباً تقدم بها العمال المضربون.. فلم يتم صرف ال 350 يوماً ولم يتم ربط بدل طبيعة العمل بالأجر الأساسي ولم تتم الموافقة علي الوجبات الغذائية أو زجاجة اللبن أو عزل رئيس مجلس إدارة الشركة أو احتساب أيام الاضراب من صندوق الطواريء وغير ذلك مما كانوا يلوحون به.
أضاف المصدر أن التفاوض الذي قاده مندوبون عن الشركة القابضة مع رئيس اتحاد العمال أفهموا العمال أن أي مطالب لهم يتم بحثها في الجمعية العمومية للشركة وفي الموعد المحدد لانعقادها. ورفض وفد التفاوض التبكير بعقد الجمعية العمومية لأي سبب من الأسباب.. وأوضح المصدر أن تحرك الشركة القابضة مع الاتحاد العام للعمال أعطي نوعاً من التقدير والاحترام لجدية المفاوضات مع التأكيد علي أن الشركة خسرت 20 مليون جنيه ولا يمكن تعويض هذه الخسارة حتي لو استمر العمل 24 ساعة.
أكد المصدر أن الحكومة تفهمت المرونة التي يطلبها العمال في صرف الدفعات المستحقة لهم. وأنها ستنهي صرفها قبل نهاية العام الميلادي الحالي منوهاً إلي أن التسوية الكاملة ستكون بعد الجمعية العمومية.. أشار إلي أن الدولة أنفقت علي شركة المحلة مليارا و200 مليون جنيه وهو مبلغ يكفي لإقامة منطقة صناعية كاملة. بل ان الدولة أنفقت أقل من هذا المبلغ علي التنمية الصناعية للصعيد بأكمله.. وتساءل المصدر عن السبب الذي جعل اللجنة النقابية عاجزة عن تهدئة الأمور مؤكداً أن عملها الأساسي ليس تنظيم رحلات حج وعمرة ومصايف.. امتدح اللجنة النقابية "القديمة" التي سقطت في الانتخابات. وأشار إلي أن رجالها هم الذين نجحوا في إنهاء الاعتصام.
أوضح أن غالبية عمال الشركة "25 ألفا" لم يوافقوا علي الاعتصام وطلبوا العودة للعمل أمس السبت. لكن الدولة أصرت علي موقفها باستئناف العمل غداً في الموعد الذي حددته من قبل لأسباب أمنية وإدارية.. وأشار إلي أنه من المؤسف أن تنفق الدولة كل هذه الأموال لتطوير الشركة وإصلاح هياكلها المالية ورفع قدرتها التنافسية وتحديث الماكينات ثم يقابل هذا بالجحود.
علمت "الجمهورية" أن المضربين طلبوا حضور مندوبين عن صحف "البديل" و"الدستور" و"المصري اليوم" الأمر الذي يعطي انطباعاً خاطئاً عن دور الصحافة. فمهمتها الرئيسية هي نقل الأخبار والموضوعية وليس تأويل الأحداث والمشاركة فيها والالتزام بوجهة نظر واحدة وتغلب التوجه السياسي علي الصالح العام

Thursday, September 27, 2007

Wednesday, September 26, 2007

El game3aat el khassa

elالدكتور محمد أبو الغار:
* مناهج الجامعات الخاصة "فارغة" و"نظرية" لتتماشي مع رغبات طلابها
* خريجو الجامعات الخاصة بلا تأهيل حقيقي
* وزارة التعليم العالي تراقبها «علي الورق».. وفشلت في وضع حد أدني للقبول بها!
ابتسام تعلب
ظل للدكتور محمد أبو الغار الطبيب والعالم المعروف والأستاذ بكلية طب القاهرة ومؤسس حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات رأيه الواضح والرافض لوجود الجامعات الخاصة في مصر...

> ما هو تقييمك للتجربة بعد مرور خمسة عشر عاما علي وجودها؟
>> أولا : أنا واثق أن الجامعات الخاصة في مصر يتم استخدامها من باب أنها مشروع استثماري لا هدف له سوي الربح المادي وهي لدينا تختلف كثيرا عن الجامعات الخاصة في كل دول العالم، لأنها في الخارج تسمي بالجامعات الأهلية .. يساهم فيها رجال الأعمال بتبرعات لا ينتظرون مكسبا من ورائها، والطلبة يدفعون لها مصاريف قد تكون قليلة أو كثيرة .. لا يهم، لأن الهدف الاساسي منها ليس الربح، وجميع إيراداتها تذهب علي تطويرها وزيادة جودتها من خلال تدريب الأساتذة والتزويد بالأجهزة العلمية وغيره من الوسائل التي تحتاجها لتطوير إمكانياتها سواء البشرية أو المادية من أجهزة ومعامل.
> هذا عن تحقيق الربح، ماذا عن المنظومة التعليمية؟
>> الفكرة واحدة، فلأنها مجرد جامعات للربح فقط تلجأ لتسيير أمورها بسلق المناهج وإنجاح الطلبة وإعطائهم ما يحتاجونه من مناهج وتدريب وغيره بشكل نظري عام، حتي لو كانوا في كليات مثل الطب والصيدلة والهندسة التي تحتاج إلي التدريب العملي أكثر من المناهج النظرية، وهو ما يخالف أهم شروط إنشاء الجامعات المحترمة التي تهتم بالدراسات العليا والأبحاث العلمية كي تخرج كوادر خاصة بها وتروج لأبحاثها العلمية وتساعد المتميزين من الطلبة البارزين بها، ما حدث أن كل الجامعات الخاصة في مصر ليس لديها أي مشاركة بحثية، فهي لا تهتم بعمل دراسات عليا، ولا في نيتها إقامة أبحاث. ببساطة لان الدراسات العليا مكلفة ولا تدر أي مكاسب إلي جانب أن مؤهلاتها العلمية غير موجودة أصلا لعمل دراسات علمية وأبحاث وغيره.
> إذن من أين جاءت بكل هذا النجاح؟
>> هذه الجامعات أخذت أكثر من حقها وشجعها الإعلام الحكومي وأعطاها بريقا وأعلي من قيمتها، وذلك في مقابل مادي طبعا وفي الخلفية تشجيع من الحكومة للتخلص من عبء الطلبة الذين لم يحصلوا علي درجات عليا ويريدون دخول كليات قمة. وأعطتهم هذه الجامعات فرصة الحصول علي شهادات طب وهندسة بأقل مجهود، فالمهم لديها هو المقابل المادي، وقدمت لهم منهجا علميا فارغا من اي قيمة تعليمية لدرجة أنها تغير في المناهج وتسهلها كي تتماشي مع مستويات الطلبة لديها.
ومن وجهة نظري الجامعة الأهلية الوحيدة الناجحة في مصر هي الجامعة الأمريكية لأنها تقدم تعليما خاصا راقيا ومتطورا له مصاريفه العالية لكنه يخرج عقولا متميزة أو يعطيها تعليما جادا.
> بماذا تفسر نزوح الأساتذة بشكل كبير للجامعات الخاصة؟
>> لديهم عذرهم، فرواتبهم قليلة لا تناسب احتياجاتهم وظروف مجتمعهم وبدلا من أن يسافر الدكتور إلي الدول العربية أو الأجنبية جاءته الأموال دون تحمل أعباء السفر والاغتراب، وأصبحت أمامه الفرصة ليتقاضي أعلي الرواتب بأقل مجهود، وهو ما استغلته هذه الجامعات. فالتدريج أصبح الأستاذ الجامعي يفضل العمل في هذه الجامعات علي حساب الجامعة الحكومية التي ينتمي لها في الأساس.
> برأيك لماذا لا توجد دراسات عليا وأبحاث علمية في هذه الجامعات؟
>> السبب واضح جدا فالأبحاث والدراسات العلمية تحتاج إلي قدر مالي كبير ولا تعود بأي ربح، وهذه الجامعات لا تريد أن تنفق مليما واحدا لا يعود عليها بفائدة لذا فضلت أن ترسل من يرغب في عمل دراسات وأبحاث إلي الكليات الحكومية، واعتقد أن هذه الجامعات بعد عشرين عاما ستظل كما هي ولن تنفق في سبيل إنشاء معامل وشراء أجهزة أو حتي تدريب أساتذة لأن هدفها الأساسي هو الربح .
> أين دور وزارة التعليم العالي في الرقابة عليها؟
>> المادة قادرة علي التحكم في اي شيء في مصر والمفترض أن كل جامعة خاصة بها مستشار للوزير يحرر تقارير ويتابع الأداء بها وما إلي ذلك، لكن كل هذا يتم علي الورق والموجود فعلا أمر مختلف .. لأنه لا يوجد من يقدر علي مواجهة رأس المال. أبرز دليل علي انعدام دور وزارة التعليم العالي كرقابة معدوم تماما فشلها في الرقابة علي أعداد المقبولين أو وضع الحد الأدني للمجموع للالتحاق بهذه الكليات وساوت بين الحاصل علي 60 % والحاصل علي 90 %.
> ماهو تأثير الجامعات الخاصة علي التعليم العالي في مصر؟
>> الجامعات الخاصة لديها 3 % فقط من طلبة مصر وبالتالي تأثيرها ليس قويا بشكل عام، فتأثيرها الاساسي أنها ُتخرج طبيبا أو مهندسا أو صيدليا لا يمتلك مؤهلات علمية أو عقلية كي يعمل بها في المستقبل. أكرر.. هي مشروع استثماري وليس علمياً وبالتالي لا يهمها العلم ولا الارتقاء بمستوي الطلاب ولا إعطاؤهم ولو قدر قليل مما يأخذه أقرانهم في الجامعات الحكومية لان كل هذا يتكلف ما لا يريدون إنفاقه وهدفهم النهائي إعطاء الشهادات التي يريدها من يملك ما يشتريها بها

Tuesday, September 25, 2007

فتوى صحراوية اخرى

فتوى مصرية: زواج المسلسلات يقع شرعاً والممثلات يجمعن بين الأزواج

جدّد عدد من علماء الأزهر، عبر الصحف والمواقع الإلكترونية، رفض مشاهد الزواج والطلاق في المسلسلات التلفزيونية التي تنتجها الشركات المصرية، بحجة أن هذا الزواج يقع شرعا، وبذلك فإن الممثلة المتزوجة حقيقة، وتعقد قرانها تمثيلاً، تكون قد تزوجت مرتين

وكانت فتوى شاعت في مصر قبل سنوات تحرّم عقد القران في الأعمال التلفزيونية، لكنها اختفت ثم عادت لتظهر بقوة خلال رمضان الحالي، خاصة وأن أغلب المسلسلات لا تخلو من حالة زواج واحدة على الأقل

انيس منصور مواقف

فجأة انظر إلي عيني أي شخص‏,‏ فسوف تجد حزنا عميقا‏,‏ فإذا صارحته بذلك‏,‏ فسوف تجد في عينه قسوة وعنفا‏..‏ صدقني‏..‏ انني أجرب هذه اللعبة كثيرا‏.‏

وقد أدهشني ذلك أول الأمر‏,‏ ولكنني اعتدت متابعة هذه القسوة في عيون الناس‏,‏ حتي الأطفال الصغار الذين لم يتعلموا الكذب والغش والطمع والحسد والشعور بنهاية العالم‏,‏ فيهم هذه القسوة‏..‏ إنها الشعور الاحتياطي الجاهز الذي يمكن استدعاؤه في أي وقت‏!‏

أما أن هناك قرفا قوميا فطبيعي‏,‏ فالحياة قاسية والناس يدوس بعضهم البعض‏,‏ فلديهم شعور بالخيبة‏,‏ لأنهم لم يحصلوا علي كل الذي يريدون‏,‏ وليس كل مايجدون يعجبهم‏,‏ ولا كل ما يعجبهم يريحهم‏,‏ ولا كل مايريحهم هو بالضبط مايريدون‏.‏
فالقاعدة التي يتبعها الناس هي‏:‏ إذا لم تجد ماتحبه‏,‏ فلابد أن تحب ماتجده‏.‏

مثلا‏:‏ ما الذي يجعل أي أحد من الناس إذا رآك تفجر بالسعادة‏,‏ لاشيء طبعا‏,‏ لا أنت هكذا تبعث علي السعادة‏,‏ ولا أنت مصدر الخير في هذه الدنيا‏.‏

أما القسوة فهي حصيلة كل هذه الأفعال وردود الأفعال التي يرغمك الناس عليها‏,‏ وترغمهم أيضا‏,‏ فكل واحد عنده إحساس بأنك تهدده‏..‏ بأنك خطر عليه‏..‏ بأنك برغم مايبدو عليك‏,‏ شخص آخر‏,‏ فإذا أعطيت لك الفرصة فأنت حيوان مفترس‏..‏ فكل الناس في حالة تربص‏,‏ فإذا أتيحت لهم الفرصة خطفوا اللقمة من يدك والمقعد من تحتك‏,‏ ولا لوم عليهم‏,‏ فأنت كذلك‏!!‏

هناك مثل أوروبي يقول‏:‏ اهرش الألماني يظهر لك التيو توني‏..‏ اهرش الروسي يظهر لك التتاري‏..‏ أي‏:‏ اهرش الإنسان يظهر لك الحيوان‏!‏

فجرب مرة أخري وسوف تجد مايجعلك تندم علي حسن ظنك بالناس‏,‏ وسوء ظنك بالحيوان‏..‏ جرب بسرعة لكي تندم علي مهل‏

Monday, September 24, 2007

شكراً يا وطن سعيد سالم

مذكرات مواطن لا منتم

للمرة المليون أحاول الانتماء فأفشل، رغم ذلك فقد عقدت العزم علي ألا أيأس أبداً. أما الآن ولحين إشعار آخر فإنه يمكن تصنيفي كمواطن لا منتم، الانتماء عندي هو وثيقة مقدسة يتبادلها الوطن والمواطن بعد التوقيع عليها من الطرفين بالموافقة.. بمعني أنه لكي أنتمي إلي وطني فإنه يجب علي وطني أن ينتمي إلي والعكس صحيح.. المشكلة أنه منذ أكثر من خمسين عاما قيل لي: «أيها المواطن المصري لا شأن لك بشيء نحن ندبر لك السكن والطعام والشراب والكساء والتعليم والعمل ونقص عليك أحسن القصص ولك أن تقبلها أو ترفضها فأنت حر، لكن إياك أن تخرج هذا الرفض من قفصك الصدري حتي لا تواجه ما يزعجك ويؤذيك ولا تقدر عليه أبدا، أما من حيث التسلية فسوف نمطرك بمباريات كرة القدم ونغرقك في مسلسلات التليفزيون والأفلام الأمريكية، وحذار من التدخل فيما قد تتصور أنه يعنيك».

ثم يتضح في النهاية أنه لا طعام ولا سكن ولا علاج ولا تعليم ولا عمل ولا يحزنون، ورغم ذلك فقد التزمت الصمت كشأن غيري من المواطنين، وكانت النتيجة أن أذهب إلي مصلحة حكومية فأجد إضرابا سلبيا عن العمل لا تفضه -وقتيا- لا الرشوة أعبر الطريق فلا أجد أحدا يحترم قانون المرور، أتساءل عن مسئولية الوطن تجاه حمايتي من جشع التجار الجنوني فلا أجد إجابة، أبحث عن سكن يليق بآدميتي ودخلي فلا أجد إلا ناطحات التمليك أمرض فلا أجد سريرا في مستشفي وإن وجدته لا أجد الدواء ولا حتي القطن والشاش، أما إذا اضطررت إلي مستشفي خاص فلن أستطيع تجاوز صالة استقباله المكيفة من شدة الرعب، طابع التأمين الصحي رفعوا قيمته فجأة من خمسة وعشرين قرشاً إلي مائة قرش أعتقد أنها المرة الأولي في تاريخ البشرية التي يرفع فيها سعر سلعة عشرين ضعفا مرة واحدة، ألغوا أدوية الأمراض المزمنة من التأمين تمهيداً لخصخصته رغم اعتراض المواطنين ورغم أنفهم سبق أن استولوا علي أموال التأمينات الاجتماعية وأعطوها لوزارة المالية.. من لا يملك أعطي من لا يستحق.
أبحث عن وظيفة فيسبقني إليها صاحب الواسطة أفكر في شراء كتاب فأكتشف أن ثمنه يعادل أجر يوم كامل من راتبي الشهري، أدخل السينما فيروعني الانحطاط الأخلاقي الذي انحدر إليه الشباب، وابحث عن الممثل النيابي لدائرتي البرلمانية فلا أجد أحداً يعرفه أو سمع عنه أو رآه.. إذن فقد أصبحت الرسالة الموجهة الآن إلي الشعب تحمل المعني الآتي:
«أيها المواطن المصري لا شأن لك بشيء نحن فشلنا في أن نوفر لك الطعام أو العمل أو السكن أو التعليم أو العلاج أو أي شيء آخر، ومع ذلك فمازلنا نقص عليك أحسن القصص ولك أن تصدقها أو لا تصدقها فالباب يفوت جملا بأكمله، ولك أيضاً أن تتكلم وتصرخ وتكتب في أي جريدة ما تشاء فلن نعبأ بك علي الإطلاق، واحذر أن تسيء الظن بحكوماتك القوية المتعاقبة التي تفننت في رفع ضغط دمك وسد شرايينك وتسميم كليتيك، واياك أن تقارن انتماءك بانتماء المواطن السويدي أو الأمريكي وإلا انفلت منك جهازك العصبي ودخلت في متاهة الأمراض النفسية والعصبية أجارك الله.. حاول أن ترفه عن نفسك بالاستماع إلي أغاني الانتماء الجميلة مثل أغنية يا حبيبتي يا مصر، أو المصريين أهمه، أو حب الوطن فرض علي أفديه بروحي وعنيه، وأعلم أن تلحين وغناء هذه الأغاني قد كلف الفنانين إقامة طويلة بفنادق الخمسة نجوم ليحرقوا أعصابهم -يا ولداه- من أجل راحة أعصابك».
عظيم جدا.. وصلتني الرسالة كشأن غيري من المواطنين، ولكن لأنها وثيقة تعاقد موقعة من طرف واحد فإنها تعتبر باطلة قانونا، بحيث يصبح الانتماء هنا شبيها بحب أفلاطوني من طرف واحد.. وإلي من لم أستطع أن أصل بقولي إلي فهمه حتي الآن أسوق إليه مثلا بسيطاً.. فالرجل حين يتزوج لابد أن يرتبط بامرأة يحبها وتحبه ينتمي إليها وتنتمي إليه، ومن معاشرتهما المشروعة تتولد ثمرة لهذا الانتماء المتبادل، تنتمي إليهما معا وكذلك حين ينتمي الوطن إلي المواطن والمواطن إلي الوطن، تكون الثمرة الطبيعية لهذا الانتماء هي الحياة السعيدة للمواطن والتقدم والازدهار لوطنه، والخير يعم علي الجميع.
وكما أنني لم أستطع الانتماء لوطني فإنني لم أستطع أن أتزوج حتي الآن رغم تجاوزي الخمسين، إنني محروم من الحياة في تبات ونبات ومن خلفة الصبيان والبنات.. شكراً يا وطن.
سعيد سالم

Saturday, September 22, 2007

يا حمير يا بقر جتكوا وكسة

بعض التعليقات من العربية على خناقة هابلة حصلت بين مسلمين و
مسيحيين بسبب مزة
موضوع اهبل بس بصوا التخلف?

3 - النخوه طلعت
ابونجد22/09/2007 م، 04:56 مساءً (السعودية) 01:56 مساءً (جرينتش)
ويبدو أن الشاب الأول طلب من الثاني إيضاحات بعد أن شاهده يدخل منزلا بصحبة فتاة مسلمة. "بارك الله في يمينك"

- الحل في الفرقه
قبطي22/09/2007 م، 04:57 مساءً (السعودية) 01:57 مساءً (جرينتش)
نطالب بالانفصال

- الجزية
مسلم من المعرب22/09/2007 م، 05:07 مساءً (السعودية) 02:07 مساءً (جرينتش)
هؤلاء المتطرفين من المسحيين سرطان ينخر في جسم الامة الاسلامية

- هل مسموح للشاب المسلم اصطحاب المسيحية وبنفس الوقت ممنوع على الشاب المسيحي اصطحاب المسلمة !؟
العراقي المثقف22/09/2007 م، 05:09 مساءً (السعودية) 02:09 مساءً (جرينتش)
تخلف ونفاق وكراهية وتهميش . . . فهل مسموح للشاب المسلم اصطحاب فتاه مسيحية وبنفس الوقت ممنوع على الشاب المسيحي اصطحاب فتاه مسلمة !!!!!؟ ولماذا يسمحوا للمسلم الزواج من مسيحية وممنوع على المسيحي الزواج من المسلمة ؟

- الشعب المصري شعب عنصري
بائع الحلوى والورد22/09/2007 م، 05:09 مساءً (السعودية) 02:09 مساءً (جرينتش)
الشعب المصري شعب عنصري ويأتي منه رائحة البصل...اللهم انصر النوبيين على الشعب العنصري الوغد...

- مسلم
مسلم22/09/2007 م، 05:13 مساءً (السعودية) 02:13 مساءً (جرينتش)
أطردو المسيحيون من مصر فهم سبب البلاء أطردوهم الي موطنهم الأصلي أرض كنعان

- تصحيح
خالد السكندري22/09/2007 م، 05:21 مساءً (السعودية) 02:21 مساءً (جرينتش)
المثلثون يمثلون 4 % فقط من سكان مصر

5 - هذا اللي ناقص
سعودي وافتخر22/09/2007 م، 05:23 مساءً (السعودية) 02:23 مساءً (جرينتش)
المشكله ان المسلمين مالهم كلمه بالدول الغربية ومضطهدين لكن غير المسلمين عندنا يسوون المصايب لا وبعد تلقى كل المساجين من المسلمين

7 - سعودي وافتخر
القحطاني22/09/2007 م، 05:27 مساءً (السعودية) 02:27 مساءً (جرينتش)
هذه هي مصر تخلف بتخلف بتخلف ... قال ام الدنيا ....والله ام التخلف

- على الجالية المسيحية في مصر أن تحترم قانون وعادات دولة مسلمة خاصة في هذا الشهر المبارك
تونسي بولحية إتحاد دول المغرب العربي U.M.A22/09/2007 م، 05:28 مساءً (السعودية) 02:28 مساءً (جرينتش)
أللـه يحفظ مصر المذكورة في القرآن من كل شر...عيب عليكم.أن يحدث هذا في دولة مسلمة 97% ويجب على الجالية المسيحية في مصر أن تحترم قانون وعادات دولة مسلمة فاحمدوا الـله أنكم لم تضطهدوا من قبل الشعب والحكومة...لأن هذا ليس في مصلحتكم أين يهود تونس ؟ إندثروا وكل يهود المغرب العربي رحلوا وتشتتوا في أوروبا وأمريكا...وبقية العالم لأن من كان في نعمة ولم يشكر يخرج منها ولم يشعر....والمسيحيين، الذين يشكلون ما بين 3%إلى 3,5% يالعربية من السكان البالغ عددهم 76 مليون نسمة.سأعطيكم الدليل على نسبة النصارى في العالم العربي بلبنان 3,78 % بالعراق 2,5 %بالأردن 2,12% بسوريا2,14 % وأتحدى كل من يعارض هذه النسب الصادرة من مصدر وثيق.وشكر

المسيحيون هم سبب كل القلاقل في مصر
مسلم مصري22/09/2007 م، 05:29 مساءً (السعودية) 02:29 مساءً (جرينتش)
المسيحيون المصريون هم سبب كل البلاء الذي يحدث في مصر يكنون الكراهية لكل الشعب المصري وكل الفتن تخرج منهم … في تصورهم المريض بأنهم يوما ما يريدون حكم مصر … ومن ثم التحكم في المسلمين …حقيقة أري أنهم تعدو الحدود بمسافات كبيرة ويجب إيقافهم نعم اليوم وليس غدا هم يعتقدون أن أمريكا تحميهم وأمريكا لا تحمي غير مصالحها كما أن هناك حملات تبشير مستميتة وكثيرة والمعلن عنها قليل جدا من جانب هؤلا الأقباط الذين لا دين لهم دينهم هو الحقد والمرض فيا أبنا مصر تصدوا للهجمة التبشيرية ولكل من تسول له نفسه بالعبث في أمنكم ومن هنا أحي ذلك الشاب المصري الغيور الذي أستوقف القبطي الكنعاني وستوضح عن الفتاه التي كانت بصحبته نعم لا تتركوهم يعبثون مع المسلمون كونوه كا الشوكة في حلوقهم حتى يغادرون مصر بلا رجعه وأتمنى من الله عز وجل أن ينزل عليهم غضبة وسخطه ومرضه هؤلا الكفرة أحفاد الخنزير

الي مسلم رقم 10
الفحام22/09/2007 م، 05:33 مساءً (السعودية) 02:33 مساءً (جرينتش)
الوطن لأصلي للأقباط هو مصر.أما موطنك أنت وأصلك فهو مشكوك فيه.أذا لم ترض العيش معنا بسلام .فأهلك في الجزيره العربيه يتظرونك بفارغ الصبر لتعود من حيث اتيت.هذا أذا كانوا مازالوا راغبين في رؤياك..تأدب

الي مسلم مصري
بشاره22/09/2007 م، 05:38 مساءً (السعودية) 02:38 مساءً (جرينتش)
كونك مصري هذا مشكوك فيه والأفضل أن تكون مسلم بدوي.الأقباط هم زينه مصر وعلامه علي ماتبقي فيها من تحضر.أمثالك انت ويسف محاكم الملقب بالبدري هم اساس كل حقد وكراهيه في مصر.ارجع الي القاعده حيث لك هناك مأوي.أنت تقتات من المعونه الأمريكيه.لاتزن علي خراب عشك

begad

غزو بريطانيا العظمي

٢٢/٩/٢٠٠٧

تشكيل من ستة أطباء وفني مختبر، دبروا لتفجيرات شديدة في لندن وجلاسكو، تعلموا لسنوات طويلة، انتهوا إلي أن الحياة لا قيمة لها، علي الرغم من دراستهم، غادروا بلادهم لطلب العلم الحديث - هكذا بدوا - حقيقة سفرهم كشفت العكس، إنهم يخططون للتدمير، للقتل، فتحت لهم الأبواب، دخلوا بنية الغدر، انكشفوا، فشلوا، أهو عقاب من الله؟ هل فيه الدرس والعظة؟ أم أن «الجايات أكتر من الريحات»؟

المجتمعات العربية والإسلامية تعيش انفصاماً في شخصيتها، ما عالجه علم ولا داواه، انفصام بين الواقع والمعتقدات الدينية والمذهبية والعادات والتقاليد والأعراف، الحياة اليومية تشي بمظاهر توحي بالتدين وبممارسات تناقضه، غش في المعاملات، كذب في الحديث لا نظافة ولا إيمان، كراهية وبغضاء، تداو بالأعشاب والخزعبلات، تمييز وعنصرية، لاختلاف الدين واللغة والجنس واللون والطبقة والطائفة.

الكل سواءً في معتقداتهم وممارساتهم وردود أفعالهم، المتعلم والجاهل، الشهادة للارتقاء في السلم الاجتماعي، ليس إلا ليست لتنمية المدارك ولا للارتقاء بالثقافة، لا غرابة إذن إذا خالف المتعلم قواعد المرور، إذا قتل باسم الشرف، إذا ارتكب جريمة ثأر، إذا فجر نفسه وغيره، إذا بني علي أرض زراعية، إذا أتلف ممتلكات الدولة، إذا تهرب من سداد التزاماته، إذا منع زوجته من العمل، إذا ميز أبناءه الذكور، إذا قصر في تعليم بناته.

الأغلال العقائدية والاجتماعية أقوي من التعليم، في مجتمعات قبلية جامدة، المدنية سطحية في المدن الرئيسية، الابتعاد عنها رجوع صريح للوراء، لروح القبيلة والعشيرة، الوجه القبلي والصحراء الغربية وسيناء تناقض تماماً ظاهر القاهرة والإسكندرية، لا أثر فيها لحياة حديثة متفتحة مقبلة، فجة فظة، لا تتجمل، سائر الدول العربية والإسلامية ليست بأفضل حالاً. لا غرابة إذن إذا تشكلت كتيبة للتدمير في بريطانيا وفي غيرها، لا اعتبار لكونهم أطباء متعلمين، التعليم لم ولن يثقفهم، لم يسم بهم، أغلالهم أقوي وأغلظ، مجتمعاتهم قشرية، لا يفصلها عن البداوة إلا شعرة، غطاء هش مما يبدو حضارة، ليست بالطرق المسطحة ولا المباني التي تبدو براقة، إنها في ثقافة غائبة ضائعة، في القابلية للتأقلم، في الانفتاح وتقبل الغير.

التغيير بعيد، لن يقترب إلا بكارثة، هكذا أثبت التاريخ.

أ.د. حسام محمود أحمد فهمي

Thursday, September 20, 2007

شورت وفانلة

وأضاف المصدر أن المتهم أثناء وجوده في قسم شرطة محرم بك، أحدث حالة هياج وتدخل أحد ضباط القسم في محاولة لتهدئته، وأن أحد الموجودين بقسم الشرطة قام بتصويره، مؤكداً أن المواطن دخل القسم مرتدياً «شورت
وفانلة».. ومن المتوقع أن يصدر تقرير الطب الشرعي خلال ساعات

Sunday, September 16, 2007

شكر واجب

عموما شكري لأي حد بيتابعني واجب
و ساعات الواحد بيقول كلام مش ظريف
بس من غير زعل و اي قارئ حقه عليا
بس فيه مواقف ساعات بتنقط و يالا كل سنة و انتوا طيبين

Thursday, September 13, 2007

يا لهووووووووووي

التدهور المهني وأسبابه

بقلم د.كمال مغيث ١٣/٩/٢٠٠٧

عندما دخل السلطان سليم الأول مصر بعد هزيمة المماليك في معركة الريدانية سنة ١٥١٧، هاله ما شاهد في القاهرة من آيات الفن والجمال والتمكن في مختلف المهن والصناعات، ولذلك طلب من قواده السطو علي ما يقرب من ثلاثة آلاف من مهرة الفنانين والصناع لاصطحابهم معه إلي الاستانة ـ القسطنطينية التي كانت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية قبل أن يستولي عليها محمد الفاتح ١٤٥٣.

وهكذا اصطحب معه مهرة المعلمين والاسطوات: كتاباً وخطاطين ورسامين ونقاشين ومذهبين ووراقين ومعماريين وبنائين ونجارين وصاغة للذهب والفضة ونحاسين ومرخمين وزجاجين ونساجين وغيرهم من رؤوس كل صنعة وفن.

ولا شك أن مهارتنا كمصريين إرث قديم منذ العصور الفرعونية تشهد علي ذلك عشرات المنتجات من الآثار في عشرات متاحف العالم.

فما الذي حدث لنا ولماذا تدهورت قدراتنا المهنية والفنية، بحيث أصبحنا في كثير من الحالات أضحوكة ومثلا للتندر بين من علمناهم كيف يكتبون ويقرأون منذ عقود من الزمان.

من كان يصدق مثلا أننا لا نستطيع أن نتأكد من أن الحاصل علي الشهادة الإعدادية أو علي دبلوم التجارة والصناعة في بلادنا يجيد مجرد القراءة والكتابة.

ومن كان يصدق أن يكون أستاذ الجامعة من المتعصبين والمتطرفين ومحدودي الثقافة والفكر والأفق والمعادين للفنون والحضارة والتقدم، ومن يحتك بالعديد من كليات الجامعة سيجد أساتذة لا يفهمون في تخصصاتهم ومهنهم ولا يعنيهم منها سوي شكليات الإدارة والتدريس والإشراف ولا يهتمون سوي ببيع الكتب والمذكرات، وربما الامتحانات وجمع ما تدره عليهم من أموال، فيما اصطلح علي تسميته بـ « لم الغلة».

ومن كان يصدق أن يتولي رئاسة تحرير بعض الصحف، ويجلس علي نفس المقعد الذي جلس عليه محمد حسين هيكل وطه حسين والتابعي وأحمد بهاء الدين وحسنين هيكل من لم يسعدنا الحظ بمطالعة مقال لهم قبل أن يعين رئيسا للتحرير، وأصبحنا نجد صحفيين يخطئون في الإملاء ولا يعرفون كيف يبدأون جملة صحيحة وكيف ينهونها، وانظر مثلا إلي ما تنشره صفحات الحوادث في الصحف عن جرائم الأطباء وأخطائهم الفادحة.

وإذا استقللت تاكسي للذهاب إلي عملك ستجد سائقه، وقد غضب وكشر إذا ركبت في المقعد الخلفي أو إذا لفت نظره إلي عدم نظافة المقعد أو إلي اعتراضك علي سماع ما يذيعه كاسيت السيارة من مواعظ جاهلة أو موسيقي صاخبة، وهذا كله يعني أن سائق السيارة لا يعرف مهنته ولا يميز مقتضياتها.

وفي مجال الفن ستجد مطربات كان الأحري بهن أن يعملن راقصات، وراقصات كان الأحري بهن أن يعملن بائعات هوي وممثلين ثقلاء الدم عديمي الموهبة دفعهم إلي الشاشة قدر كبير من الوقاحة وانعدام المعايير، مما سنشير إليه لاحقا، ومطربين لا يملكون من حلاوة الصوت أو الثقافة والموهبة أي قدر ويفخرون بأنهم كانوا إلي عهد قريب مجرد عجلاتية ومكوجية وسباكين.

وقل مثل ذلك في مختلف المهن والفنون والتخصصات عملية وفنية كانت أو نظرية وثقافية، وأنا أظن أن هناك أسباباً عديدة لذلك التهور المهني ومنها حركة الجيش المباركة في يوليو ١٩٥٢، والتي راحت تكافئ أنصارها في تعيينهم في وظائف ومناصب لم يعدوا لها من الأساس، وهكذا تولي ضابط وزارة التعليم وآخر وزارة الإعلام وثالث وزارة الثقافة، وغير ذلك من وظائف إدارية وفنية.

غزو الفكر والثقافة الوهابية سواء تم ذلك عن طريق الإعلام والوعاظ أو عن طريق العائدين من العاملين في بلاد النفط، حيث تروج تلك الثقافة لمفهوم الرزق والريع كمصدر للكسب في بلاد تعيش علي ما تخرجه الأرض من نفط، بدلا من مفهوم العمل والجهد والصنعة الذي عشنا عليه في بلادنا لآلاف السنين.

الفقر والبطالة: فطالما أن هناك بطالة وهناك فقر، فما الذي يمنع أن يعمل خريجو كليات الزراعة والتجارة نقاشين ومبلطي قيشاني وما الذي يمنع أن يعمل حملة دبلوم الصنايع معلمين للغة الإنجليزية، وأن يعمل المحامون في شركات السياحة وفي الفنادق، فليس المهم أن يكون هناك عمل يناسب ما يحمله الإنسان من شهادات وما أعد له من مهارات إذ إن المهم فقط أن يكون هناك عمل يقي الإنسان الحاجة وذل السؤال.

سياسة التعيين بالقوي العاملة: ولا شك أن تلك السياسة كان لها ما يبررها عندما كان هناك خطة قومية توازن بين ما هو متاح من ميادين للعمل وما يمكن إعداده من خريجين، ولكن بعد اختفاء التخطيط القومي أصبح التعيين بالقوي العاملة نوعاً من تقديم المعونة لمن ينتظرون العمل من الفقراء بصرف النظر عن مناسبة المهن للخريج أيضا.

أما آخر تلك الأسباب فهو التوريث: إذ أصبح الكثيرون من العاملين والمتنفذين والأساتذة يرون في مناصبهم ومراكزهم إقطاعا يعملون علي توريثه لأبنائهم هكذا أصبح أولاد الصحفيين يعملون بالصحافة، وربما في نفس الصفحات وأصبح أولاد الفنانين فنانين، حتي إذا كانوا عديمي الموهبة، وكذلك أولاد الضباط والقضاة وغيرهم وتذخر كذلك صفحات الصحف بالكثير من الأعاجيب من الجرائم في سبيل توريث المهن والوظائف، أما آثار ذلك علي مستقبلنا فهو ما يحتاج إلي نقاش اجتماعي واسع


Ah ya 3araaab ya zebalaa

زنوج العرب

 
بقلم  سيد علي    ١٣/٩/٢٠٠٧

في أربعينيات القرن الماضي، وقف إسماعيل صدقي باشا معترضاً علي المشروع الذي قدمته حكومته الوفد، باعتماد الإعانة السنوية لبعثة التعليم المصرية بالكويت، قائلاً: «إن الفلاح المصري الذي سيدفع هذه الإعانة، لا يعرف أين تقع الكويت»، ويومها كان أكثر من ٧٠% من المصريين من الفلاحين، ومع هذا أقر مجلس النواب الميزانية بأغلبية ساحقة.

في هذه الفترة كانت مصر تمنح الطالب العربي أسبقية في الالتحاق بالجامعة، بإضافة ١٠% لمجموعه، فيصبح من حق الطالب الليبي أو الكويتي دخول كلية الطب بـ٦٠%، بينما لا يقبل المصري الحاصل علي ٦٩%، وبعد الاحتلال الإيطالي لليبيا، هاجر مائة ألف ليبي لمصر. وقتها كان الفلاحون يقتسمون مع المهاجرين أرضهم، وكانت عدة بيوتات مصرية ترعي شؤون اللاجئين الليبيين في مصر طوال السنوات التي انقضت بين الاحتلال الإيطالي، وظهور البترول، وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الاجتماعية تصرف رواتب لعدد من الليبيين، منهم الملك إدريس، الذي استمر يقبض راتبه إلي ما بعد عودته بسنوات، لولا أن تنبهت الثورة، فأوقفت صرفه، وخلال ذلك ظل عدد السودانيين في مصر أكبر من عدد المصريين في السودان.

وفي هذه الفترة أيضاً، كان حلم الطالب العربي هو الدراسة في القاهرة، ونسبة هائلة من الوزراء العرب تخرجوا في القاهرة، وعاشوا في حواريها، دون أن يشعروا بغربة، وكانت مصر هي الملجأ الطبيعي للحركات الوطنية العربية. كان الكلام المصري هو أحلي حكي، والنقود في المشرق اسمها المصاري، لأن المصريين يأتون بها.

كانت أكبر مؤسستين صحفيتين في مصر يمتلكهما ويحررهما الشوام، وأحلي شاعر بالعامية المصرية تونسياً، وأشهر كباريه تديره لبنانية، وصناعة النسيج يسيطر عليها الشوام: سباهي والشوربجي واللوزي. كان الأديب العربي هو ما تنشر له مطابع مصر. السينما تألق فيها الشوام: النابلسي وفريد الأطرش وأخته وبشارة واكيم، بل إن شيخ الأزهر كان تونسياً، الشيخ الخضر حسيني، وكان اللبنانيون أعضاء في مجلس الشيوخ ومستشارين في القصر ووزراء،

بل إن زعماء لبنان المسيحيين عدد كبير منهم ولد في مصر وعاش فيها سنوات طفولته، ولم يكن المصريون يميزون السوداني بينهم، فكان منهم اللواء النجومي ومحمد حسني في القصر الملكي، إلي الكسار أشهر ممثل كوميدي.. هذه الفترة قال فيها الشاعر الليبي: «عليك يا مصر بعد الله نعتمد»، وعندما طرحت قضية الوحدة العربية كانت مصر أقل المتحدثين عنها، وأكثر العاملين لها، وعندما تطور التعليم في البلدان العربية، كانت مصر هي الأساس في تصدير الكتاب والمعلم، وقبل صدور أي قرار - غير قابل للتنفيذ -

من الجامعة العربية بتوحيد المناهج التعليمية، كان الكتاب المدرسي المصري هو وحده الكتاب العربي، الذي يدرس في المدارس العربية، حينما أتيحت فرصة للتدريس بالعربية، وحينما تمكنت الحركة الوطنية من تحرير برامجها التعليمية، كانت امتحانات الشهادات العامة توضع في مصر، وتصحح في مصر، وهكذا كانت مصر تمارس العروبة والوحدة بالفطرة، بلا ضجة، ولا شعارات، ولا منّ. كانت مصر تمارس هذه العروبة بالكتاب والمعلم والأغنية والفيلم.. فماذا حدث حتي يقف المصري اليوم مهزوماً مطروداً من أشقائه، وكأنه زنجي الولايات العربية المتحدة.. حتي بات هناك ضيق في النفوس جعل البعض يكفر بالعرب والعروبة،

 حتي إن سفيهاً قدر سعر المصري بثمن غسالة كورية الصنع. وقد آن الآوان لوضع النقاط فوق الحروف بالمنطق، فحين يسافر المصري فهو يذهب فترة ليعود، وليس ليستوطن، ثم إن المصريين لا يعملون في التجارة أو يشتغلون لحسابهم، وهم في كل البلدان التي يعملون فيها يصرفون ثلاثة أرباع ما يتقاضونه داخل هذه البلدان، أي أنهم يذهبون لخدمة تلك البلدان.. وهي حالة نموذجية للعمالة، تتطلع لها أي دولة في العالم، إذ تحصل علي العمل والخبرة، ولا تخسر شيئاً من عملتها تقريباً.

ولأن كرامة مصر وكبرياءها لا يسمحان لها بالمنّ والمعايرة، فإن ما صرفته خلال نصف قرن علي الحروب والعروبة، كان كافياً لتصبح كل قرية أجمل من كل المدن الأسمنتية علي ضفاف المحيط والخليج.. أو هكذا أظن.

3alam zebala ??????

المسموح والممنوع في أرض مصر

 
بقلم  د.عمرو الشوبكى    ١٣/٩/٢٠٠٧

اختلت المعايير التي علي ضوئها نري الخطأ والصواب، والمسموح والممنوع، وتحولت بعض الجرائم إلي أمور عادية، وصار هناك كثير من الأمور العادية جرائم، وانقلب سلم القيم رأسا علي عقب، وأصبحنا نتعايش مع مشاهد شديدة الخطورة والبؤس، باعتبارها مسائل عادية لا تثير أي إحساس بالرفض أو المقاومة.

وربما كانت الشائعة التي ترددت مؤخرا عن تدهور صحة الرئيس، تعكس هذه الطريقة «المقلوبة» في التعامل مع كثير من الأمور في مصر، فالشائعة كما هو معروف ترددت في الشارع بقوة، ثم تلقفتها مواقع الإنترنت، قبل أن تشير إليها أي صحيفة ومنها -بالطبع- الدستور، وكان من الطبيعي أن يثير الانتشار الهائل لهذه الشائعة قلقا داخل النظام، ويطرح تساؤلات حول أسباب انتشارها والإصرار عليها بهذه الطريقة، لا أن تتحول إلي قضية أمنية يستدعي علي إثرها رئيس تحرير الدستور للتحقيق أمام النيابة ثم يحول بعدها للمحاكمة، لأنه نقل أخبارا شائعة صمت الآذان علي مدار أسبوعين كاملين.

والمؤكد أننا صرنا نشهد حوادث يومية أقرب للكوارث، دون أن تثير قلق المسؤولين، فهل كان يمكن لأحد فينا أن يتوقع أن يصل غضب بعض المصريين علي بلدهم إلي ذهابهم حتي الحدود الإسرائيلية ليعلنوا رغبتهم في اللجوء لآخر دولة احتلال عنصري في العالم؟ لقد اعتبرته الحكومة أمرا عاديا، أما الأمر الذي أقلقها وصبت جام غضبها عليه، فهو تظاهر هؤلاء ضد أجهزة الأمن، أو حديثهم مع منظمات المجتمع المدني عن التعذيب المشين الذي تعرضوا له، والطريقة الأمنية القاسية في التعامل مع ملف حساس، يحتاج إلي أسلوب مختلف في التعامل مع سكان المناطق الحدودية بكل ما تمثله من خصوصية ثقافية واجتماعية، وإلي رؤية سياسية لكيفية التواصل معهم، حتي تمحو أثر هذا اليوم الذي أعلن فيه مواطنون مصريون عن رغبتهم في اللجوء السياسي لبلد احتل أرضهم، بدلا من البقاء في أحضان الوطن.

المؤكد أن الأخطر في هذا المشهد أن النظام تعامل معه بتبلد شديد، واعتبره أمرا مسموحا لا بأس منه، وربما اعتبر أنه لا مانع من التخلص من أي عدد من السكان حتي لو ذهبوا إلي إسرائيل، أو ماتوا في حادث العبارة أو سقطوا في حوادث الطرق أو القطارات.. كل هذا مسموح، ولكن أن يشتكوا ويئنوا في ندوة أو مع منظمة حقوق إنسان أو في حزب سياسي، فكل هذا من الممنوعات المجرمة.

هل يعقل أن يستمر تعامل النظام بهذا الحياد مع جرائم التعذيب التي يتعرض لها مواطنون أبرياء، ويصب جام غضبه علي منظمات حقوق الإنسان العربية والعالمية إذا تحدثت عن هذه الجرائم، وتخرج اتهامات العمالة للخارج، وشعارات رفض التدخل في الشؤون الداخلية، كبديل عن المحاسبة الصارمة لمرتكبي هذه الحوادث، لتصبح الجريمة أمرا مقبولا، وفضحها هو الأمر المستهجن؟!

صار قبول التدخل في شؤوننا الداخلية أمرا طبيعيا ومقبولا في سياستنا الخارجية، بل كثير من سياساتنا الداخلية، إلا ما يتعلق بالإصلاح والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان هنا فقط تخرج شعارات السيادة الوطنية، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية.

علينا أن نعرف أننا في هذا العصر أصبحنا نعيش مرحلة، انتقل فيها التعذيب من أعضاء التنظيمات السياسية- كما حدث مع بعض الشيوعيين والإخوان في عهد عبد الناصر، أو مع كثير من العناصر الجهادية في عهد مبارك- إلي تعذيب يمس «المواطن الصالح» الذي ليست له علاقة بالسياسة ولا تنظيمات المعارضة، وربما يحب الرئيس ونجله ومعهما حزب الحكومة، ومع ذلك لم يسلم من التعذيب والقهر اللذين وصلا إلي حد إلقاء أحد المواطنين الشرفاء من شرفته بالعمرانية الشهر الماضي، وغيرها من عشرات الحوادث التي شهدتها ربوع مصر مع مواطنين «يسيرون جنب الحائط»، ومع ذلك لم يسلموا من بطش الحكومة، وأجهزتها الأمنية.

وصار من المسموح أيضا مشاهدة رجال دين يفتون بفتاوي تكرس التخلف والطائفية، ولم يهتموا بتثقيف أنفسهم في قضية معاصرة واحدة، خاصة أنهم لا يكتفون بالفتوي في الدين، إنما انتقلوا للحديث في أمور السياسة، من العولمة إلي الديمقراطية، ومن الصراع العربي- الإسرائيلي إلي الحرب الأمريكية علي الإرهاب، وأفتوا بفتاوي ما أنزل الله بها من سلطان، خربت عقول الكثيرين بسبب أفكار شديدة الجهل قبل أن تكون شديدة التخلف، ومع ذلك سمح لهم بأن يصولوا ويجولوا في كل مكان، من القنوات التليفزيونية الرسمية، إلي صحف الحكومة «القومية».

وتبدو مفارقة أن ينال الشيخ يوسف القرضاوي كل هذا الاهتمام والاحترام الرسمي والشعبي في معظم بلدان العالم العربي، في الوقت الذي تم فيه منعه من التليفزيون الرسمي المصري، لصالح شيوخ الجهالة، في مفارقة تبدو صارخة لنظام يدعي أنه مدني ويقول أحيانا إنه عقلاني، ويمارس المنع الصارم لأي حديث في الدين ــ مهما كانت استنارته وعقلانيته ــ يتوازي مع حديث في السياسة عن الإصلاح والديمقراطية وحرية تكوين الأحزاب، لأن المسموح أن نتحدث في كل شيء مهما كان تخلفه ومهما كان غثا، بشرط ألا يتحدث أحد في السياسة، ولا يبدي أي نية لأن ينافس علي السلطة، ولو من بعيد جدا، حتي لا يسقط في «الكبائر» التي لا تغتفر.

لقد أدي هذا المناخ بكثيرين، إلي أن ينتفضوا ويثوروا ضد رأي الوزير فاروق حسني في حجاب الفتيات، وقاد نواب الحزب الوطني هذه الحملة في مجلس الشعب، دفاعا عن مشروعهم في التدين الشكلي، وتحالف معهم نواب الإخوان، وخرجت مظاهرات الطالبات في الجامعات المصرية تندد بما قاله الوزير، ولم يتحرك أحد من هؤلاء حين شهد وسط القاهرة حالة التحرش الجنسي الجماعي التي تعرضت لها فتيات يرتدين في معظمهن الحجاب، واعتبرت طالبات الجامعة هذا الأمر عاديا، في حين أن هذا التصريح الشارد للوزير قلب الدنيا ولم يقعدها.

إن من يشاهد مصر الآن، علي مستوي الوعي والثقافة والجدية، سيكتشف أننا دخلنا فيما يشبه الغيبوبة، واقتربنا من حالة فقدان الوعي وغياب العقل، لأننا تركنا مستباحين لكل من هب ودب، يفتي جهلا ويلقن تخلفا، حتي أصبحنا غير قادرين علي التوافق علي فكرة أو قضية واحدة، تنقلنا للأمام، حتي لو كانت نظافة حي، وصار المسموح هو كل شيء، والممنوع هو شيء واحد ... الاقتراب أو التفكير في الواقع أو الكارثة السياسية

Monday, September 10, 2007

hahahaha

أشعة الموت والعصف الذهني

 
بقلم  مدحت بشاى    ١٠/٩/٢٠٠٧

تقفز إلي ذهني هذه الأيام حكاية تنتمي طرافتها إلي نوعية الكوميديا السوداء كان قد قصها الكاتب الكبير مصطفي أمين وضمنها كتاباته، الحكاية بدأت بدعوة تلقاها من إحدي الهيئات في دولة عربية في الستينيات من القرن الماضي لحضور تجربة مهمة رأت تلك الهيئة أنها تريد أن يكون كتاب ومفكرو الأمة العربية هم أول الشهود علي نجاح إنجاز علمي وتاريخي للهيئة.

 وعند الوصول وارتداء المعاطف البيضاء لدخول ذلك الصرح البحثي الرائد جاء أستاذ بكلية العلوم متحدثًا عبر مكبر صوت في أجواء شديدة الخصوصية والجدية التي تناسب الحدث وروعته، أعلن العبقري أن التجربة ستبدأ وأنهم وضعوا فأر تجارب في قفص علي بُعد عشرة كيلومترات من موقع تواجدهم وأنه سيبدأ في تلك اللحظة التاريخية توجيه سلاح سري رهيب اسمه «أشعة الموت» نحو الفأر المسكين ليلقي حتفه فور وصول الأشعة، وأعلن بكل ثقة العلماء وشموخهم أن تلك الأشعة تفتك بكل ما تصادفها حتي البشر إلا من ارتدي ثوبًا أبيض وهذا سبب ارتدائنا المعاطف البيضاء..

 وفي مشهد سينمائي دراماتيكي بدأت ماكينات ضخمة تزأر بصوت كالرعد لمدة خمس دقائق ثم توقفت لتبدأ رحلة شهود التجربة إلي ذلك الفأر المسكين للتأكد من مصرع الفأر.. وكانت المفاجأة أن وجدنا الفأر يتقافز مرحًا وسعادة في قفصه.. وظل الأستاذ العبقري يكرر التجربة مع تقريب المسافة بين الفأر وتلك الآلات العبقرية حتي وصل حد أن جاءوا بالقفص وألصقوه بالآلة الجبارة لكن الفأر اللعين كان يزداد فرحًا وانتعاشًا في قلة ذوق متناهية..

 ويقول كاتبنا الكبير إن هذا الاكتشاف الفضيحة تكلف ٦٣ ألف جنيه «ولنا أن نتصور قيمة هذا الرقم في الستينيات».. وأن نصابًا استغل سذاجة وعبط بعض المسؤولين عن هذه الهيئة وأوهمهم أن هذا السلاح ممكن أن يبيد إسرائيل!! وينهي الحكاية كاتبنا الكبير مداعبًا القراء أنه نسي أن يقول إن الفأر لم يكن يرتدي معطفًا أبيض!!

والحقيقة أنه ورغم مرور أكثر من نصف قرن علي حدوث تلك الوقائع ذات الدلالات المؤلمة فإن واقع البحث العلمي في مصر والعالم العربي في المراكز البحثية والجامعات يشهد أمثلة كثيرة تقترب، بل تفوق مثل تلك الحكايات.. بداية من وحدات ذات طابع خاص في الجامعات بات بعضها مجرد سبوبة للاسترزاق.. إلي مراكز بحثية كبري يتم الإعلان فيها عن اكتشافات علمية في مجالات مختلفة خاصة في المجالات الصحية والدوائية ثم يعقبها تصريحات رسمية حكومية تنفي صحة وجود اكتشافات علي هذا النحو.

 فإذا ما أضيف إلي ذلك انتشار السرقات العلمية والمؤلفات المنسوخة من علي مواقع الإنترنت والدرجات العلمية المزورة أو التي يتم الحصول عليها بمقابل في جامعات في الخارج، وأيضًا تعيين أهل الثقة بعيدًا عن الاحتفاء بالكفاءات وتبني أصحاب الجهود العلمية الخلاقة والمبدعين.. وصولاً لاكتشاف أن هناك حسابات لا نعلمها بعيدًا عن الشفافية وسنينها يتم بمقتضاها وضع أبحاث مهمة علي الأرفف أو في مخازن الهيئات قد يكون «لتسقيعها» حتي يأتي زمن يظهر فيه باحث نصاب ينسبها إلي نفسه، أو بسبب أن البحث يمكن أن يشكل مخاطر علي مصالح تجارية للبعض.

إنها صرخة يطلقها كل شرفاء الأمة مفادها أن تحقيق التقدم يبدأ من المعمل وإعمال التفكير العلمي وابتعاث المبدعين، وبعيداً عن أشعة الموت إياها التي ترتد إلينا لتنعش فئران التجارب لنصير وطنا للدجالين وأصحاب فتاوي الجهل وعتامات زمن البداوة وطب وأعشاب المشعوذين عبر فضائيات مجرمة.

الأمر في الحقيقة بات خطيراً ولا يوجد في الأفق ما يطمئن سواء في حالة ضم البحث العلمي إلي وزارة التعليم العالي أو تخصيص وزارة للبحث العلمي. المشاكل هي هي ومعروفة بداية من افتقار إلي مصادر التمويل وعدم التواصل مع أكبر المراكز البحثية في العالم وغياب مناخ وقاعدة علمية يمكن أن تخدم هذه الملايين من شعبنا المسكين، ولأنه وكما يقول المثل الشعبي «هم يبكي وهم يضحك» فقد أضحكني وأبكاني أن يعلن مسؤول جامعي كبير أن جامعته تحشد كل طاقاتها في إطار من الفكر الجمعي والعصف الذهني «كلام كبير قوي»، وظننت أن الحديث بشأن عمل علمي وتعليمي ضخم واتضح أن هذا الفكر، وذلك العصف بمناسبة الاستعداد لإقامة احتفالية جامعية!!

Thursday, September 06, 2007

eslaaah

الإصلاح من داخل النظام: أي شروط

 
بقلم  د.عمرو الشوبكى    ٦/٩/٢٠٠٧

اعتادت مصر منذ تأسيس محمد علي الدولة المصرية الحديثة في ١٨٠٥ أن تجري إصلاحاتها الكبري من أعلي، وأن يكون قدرها في يد حاكم «صالح» يضيف إليها ولا يخصم، أو آخر «طالح» ينتقص منها ولا يضيف.

وعرفت مصر أيضا علي مدار هذين القرنين، آلاف المناضلين السياسيين الذين حاولوا أن يغيروا هذه النظم ولم ينجحوا، وحلموا بوطن تعم فيه الحرية والعدالة ولم يجدوه، وظلت آلية التغيير يحتكرها النظام من داخله، سواء في ظل العصر الملكي أو الجمهوري.

والمؤكد أن قصر فترة بقاء الرئيس عبدالناصر في الحكم ـ ١٦ عاما ـ والرئيس السادات ـ ١١ عاما ـ قد أدت إلي أن يكون تقيمهما علي ضوء أفعال قاموا بها وسياسات أخطأوا أو أصابوا فيها، وانتقد المواطنون عبدالناصر والسادات علي أفعال قاموا بها، وغاب عن المفردات اللغوية لتلك الفترة أي حديث عن الجمود والتكلس والتبلد الذي عرفناه في العهد الحالي.

فقد أدار مصر بطريقة المتجر الصغير أو المعسكر النائي، غير المطلوب منه أن يصنع سياسة ويتخيل مستقبلاً ويضع استراتيجية، إنما المطلوب فقط الحفاظ علي المظهر فيفتح المتجر في موعده، ويبقي العاملين فيه عدداً أكبر من ساعات العمل المحددة، ويصبح معيار العمل هو القدرة علي «التنقل» من مكان إلي آخر حتي لو كان بلا مردود ولا رؤية.

في ظل هذه الأجواء صار «كود» الإصلاح في هذه اللحظة، هو كسر معادلة الركود المهيمنة علي العقول والقلوب معا، والمفارقة الحقيقية أنه في داخل الدولة وفي قلب النظام أفراد كثيرون إصلاحيون، يرغبون في بناء دولة مؤسسات، ونظام سياسي كفء وديمقراطية سياسية حتي لو كان لها حدود، ولكن نفهمها، ونعرف قواعدها وحدودها، ولكن جري وضعهم جميعا داخل إطار نظام ليس فقط غير إصلاحي، إنما امتلك آلية مدهشة في تحويل كل هذه الأفكار والنوايا الإصلاحية لآلاف الناس الذين انضموا إليه أو إلي حزبه الحاكم، إلي مجرد شكليات، وقضايا مظهرية، لم تساهم في تقدم البلاد خطوة واحدة إلي الأمام.

وهنا تبدو كارثة الوضع الحالي في أننا أصبحنا أمام سياق داخلي لا يسمح بإحداث أي تراكم في اتجاه الإصلاح، نظرا لسيطرة معادلتين لم نرهما في تاريخ مصر المعاصر، هما معادلة الركود والجمود الحاكمة منذ ربع قرن، ومعادلة التوريث المتطلعة في الظلام لانتزاع السلطة، وبالتالي أصيب العديد من الإصلاحيين بصدمة كبيرة حين دخلوا إلي الحزب الوطني وتفاعلوا مع مؤتمره الذي عقد في ٢٠٠٢ ،

وسرعان ما اكتشفوا أنه لا توجد أي نية للإصلاح، وأن ما يجري هو مجرد رطانة سياسية ودردشة دعائية حول الإصلاح، فخرج منهم من خرج، واستمر من استمر مكتفيا بنقد الأوضاع القائمة في الغرف المغلقة، وأحيانا همسا أو تلميحا.

والمؤكد أنه لولا هذا الارتباط المؤكد بين «حديث الإصلاح» والتوريث، لكان هناك أمل في أن تظهر اتجاهات جديدة من داخل النظام تضغط من أجل الإصلاح، لأنها لن تكون أسيرة مشروع يرتب في الظلام يقوم به حفنه من رجال المال والسياسيين الهواة، مارسوا أكبر استهانة بالشعب المصري منذ عقود طويلة، وجندوا كل إمكاناتهم المالية والأمنية ليس من أجل الإصلاح أو تحسين الأداء العام، أو حتي وقف التدهور ـ لأنها كلها مسائل تعود بالنفع علي المواطنين الذين خرجوا منذ البداية من حسابات هذه المجموعة ـ إنما في اكتناز مزيد من الأموال، و شراء مزيد من ضعاف النفوس والعقول، وترتيب تحالفات وراء الكواليس من أجل الانقضاض علي السلطة خلسة وفي غفلة من الجميع.

ولذا لم يكن عجيبا أن يحمل ـ ولو تلميحا ـ أمين التنظيم السابق في الحزب الوطني وأحد رموز ما سمي بـ «الحرس القديم» في أكبر صحفنا القومية، علي هؤلاء «الذين استفادوا من أمن واستقرار النظام، وامتلأت خزائنهم بالأموال وتضخمت حساباتهم في بنوك الخارج»، مسؤولية ترديد إشاعة مرض الرئيس، وهي نفس التوصيفات التي تستخدمها المعارضة من داخل النظام وخارجه، ضد مجموعه التوريث، في تحول خطير ينذر بمرحلة جديدة من الصراع بين مجموعة الجمود «الأرحم» كثيرا، و فرقة التوريث.

وفي الحقيقة من المهم العمل علي إيجاد طريق ثالث إصلاحي ينقذ البلاد من الحالة التي وصلتها، ولن يكون ـ للأسف ـ من بين المعارضة المصرية، فلا إصلاحيي حزب الوفد قادرون علي إيجاده، ولا حزب التجمع دون انقسام وفي ظل قيادة جديدة متوافق عليها قادر حتي علي إلهام الناس به، ولا الإخوان ولا حزب الإخوان يمكن أن يصنعوا هذا البديل، بل ربما غير مسموح أيضا أن يفكروا فيه، ولا القضاة وأساتذة الجماعات الإصلاحيون، ولا جورج إسحاق و«رفاقة» داخل حركة كفاية قادرون علي إيجاد هذا الطريق.

إن الإصلاح إذا جاء في هذا التوقيت سيكون من داخل النظام، ولكن بشرط أن يكون خارج معادلة الجمود والتوريث، التي ستحول قريبا ما وصفاً بالاستقرار إلي فوضي، والنظام إلي جذر مملوكية متحاربة علنا بالصوت أو بالعنف، وأن ما تبقي من مؤسسات الدولة ومن مرافق عامة سينهار وسيتحلل، لأنه لا توجد قدرة قبل النية علي إصلاح أي شيء.

والحقيقة أن الجرأة التي انتزعها المجتمع المصري في نقد حكامه ورؤسائه الصغار في كل مؤسسة، بفضل حركات الاحتجاج الجديدة، انتقلت إلي داخل النظام وأصبحت هناك رموز كثيرة وقيادات أكثر ترغب في إصلاح النظام لا هدمه، وهناك الآلاف من الشرفاء والأكفاء في مئات من مؤسسات الدولة يتحسرون كل يوم علي ما آل عليه وضع أجهزتهم ومرافقهم العامة ومؤسساتهم السيادية من تدهور، وحتي من اضطروا للفساد اكتشفوا أن هناك تقسيماً طبقياً للفساد، وأنهم مهما حاولوا أن يفسدوا فهم لن يستطيعوا أن يحصلوا علي الكثير من الكعكة المقسمة بين «الجمود والتوريث».

 صحيح أن النظام خلق في هذه المؤسسات قيادات وأجيالاً وسيطة علي شاكلته تميزت بالجهل النادر والفساد كلما أمكن، إلا أنها فشلت في الحفاظ علي الحد الأدني من أداء هذه المؤسسات في ظل عالم يتقدم كل يوم آلاف الخطوات، وهم سعداء بالركض في المكان.

من المؤكد أن مصر بعد هذه الشائعة الكاشفة لما يموج داخل النظام من صراعات، دلت بصورة لا تقبل الهزل، أننا بحاجة إلي إصلاح حقيقي ومتدرج من داخل النظام، يضع أسس انطلاقة جديدة قبل فوات الآوان، نظام يشعر بالغيرة مما جري في تركيا، أو ماليزيا وكوريا، أو أمريكا اللاتينية، أو حتي السنغال وموريتانيا، يشعر بالألم علي التعذيب الذي يجري بحق مواطنين أبرياء وليسوا مجرمين أو إرهابيين،

ومن انتشار الأمراض المسرطنة التي ابتلي بها الشعب، ونأي عنها حكامه، لأنهم لا يأكلون من طعامه، ومن الانهيار الذي أصاب مؤسسات دولته، ومن القاهرة التي لم يوجد فيها حي واحد إلا وتعرض للتشويه، وعاني من العشوائية، فالمطلوب هو عودة الروح للنظام، وإخراجه من التبلد الذي أصابه، وذلك بكسر معادلة الجمود والتوريث، وأن يتوافق الجميع علي أن مصر لن يحكمها بعد الآن رئيس لأكثر من مدتين

good

شارع هياتم

 
بقلم  أسامة غريب    ٦/٩/٢٠٠٧

كنت بالإسكندرية الأسبوع الماضي، عندما قرأت بصحيفة الدستور بتاريخ ٣١ أغسطس خبراً يقول: حي شرق الإسكندرية يطلق اسم الراقصة هياتم علي شارع بجوار كوبري استانلي. وقد نقلت الجريدة استنكار رموز الشارع السكندري لهذا الإجراء، علي أساس أن الراقصة و الممثلة هياتم ليست سكندرية المنشأ، بالإضافة الي أنها لم تسهم في أي دور «سياسياً كان أو اجتماعياً» في الحياة السكندرية. فكيف يتم وضع اسمها علي الشارع؟.

كان الأمر سهلاً بالنسبة لي للتحقق من صحة الخبر، فأخذت سيارتي و انطلقت في اتجاه الكورنيش ووصلت للمنطقة، وشاهدت الشارع تزينه اللافتة كما نشرت الدستور صورتها تماماً. وعلي عكس ما قد يتصور البعض، فإنني لم أشعر بأي انزعاج أو استنكار لإطلاق اسم هياتم علي الشارع، فمدينة الإسكندرية تعج بأسماء شوارع لم يكن صاحب أي منها سكندري الأصل أو المنشأ، مثل "صريع الغواني" الذي لم يذهب للإسكندرية أبداً حتي صرعته الغواني فتم تخليده علي يد المجلس المحلي.

علاوة علي هذا فإن شوارعنا في الإسكندرية و في غيرها من المدن تمتلئ حتي الثمالة بأسماء طغاة و أسماء جبابرة ورجال حكم و ساسة من كل صنف ونوع، بعضهم كان في أحسن الأحوال شخصية تافهة لا تمتلك أي ميزة سوي شغل مقعد وزاري في غفلة من الأيام، وبعضهم ارتكب جرائم ضد الإنسانية وكان أشد عداء للمصريين من الهكسوس!.

 ومن يتابع أسماء الشوارع بنظرة متعمقة لابد سيدرك أن أسماء الشخصيات التي تقترن في أذهان المصريين بالحب والاحترام هي قليلة للغاية، فضلا عن أن الفانتازيا كانت دوما ملمحاً مميزاً لأسماء شوارعنا، فشارع باسم «العيش والملح» لا يعني سوي رضي المصريين التاريخي بالفقر، أما شارع «السكر والليمون» فإنه لا يمثل سوي مكونات عجينة لنزع الشعر!.

لهذا كله فإن إطلاق اسم هياتم الراقصة علي شارع بالإسكندرية لا يعد اختياراً كارثياً، فالاسم لا يستدعي للذهن أي ذكريات أليمة كأسماء رموز الاحتلال الإنجليزي والفرنسي وأسماء عملائهم من المصريين، أو أسماء المماليك القدامي و الجدد.

غير أن سؤالاً خطر ببالي وأنا أناقش مع نفسي موضوع شارع هياتم وهو ما الذي جعل الناس تتصور أن هياتم تلك هي نفسها هياتم الراقصة؟ من أدراهم أنها قد تكون نوعاً آخر من الهياتم؟ وعندما قمت باستعراض تاريخ الإسكندرية ورائدات العمل العام بها، ممن حملن اسم هياتم، لم أجد سوي اثنتين فقط سمعت عنهما ولم أتشرف باللقاء المباشر. الأولي هي "هياتم الهبو" وكانت من أكبر تجار الصنف بالمدينة، و يعرفها كل عشاق الثغر ممن اغتووا بالأمر المحال و هو الحصول علي قطعة غير مضروبة،

وقد اكتسبت الست هياتم سمعتها الطيبة من كونها لم تغش أبداً، ولم تفعل مثل غيرها الذين كانوا يخلطون البضاعة بالحنّاء واللبان الدكر، وأذكر أنني أيام الدراسة قد ذهبت بصحبة صديق سكندري من الغاوين، وصعدت معه علي جبل من الزبالة خلف السكة الحديد بالعصافرة، وشاهدت الزبائن يقفون في طابور، أقسم أنني لم أشهد لانتظامه مثيلاً في مصر طوال حياتي،

 وكان ينتهي عند كوة في الجدار تمتد منها يد نسائية تتدلي منها الغوايش الذهبية، و كانت تأخذ الفلوس من الزبائن وتمنحهم طلباتهم في ورق «سولوفان» وصك سمعي للمرة الأولي مصطلحات مثل غُبارة، وبيروت، وزيت.. وهي أسماء أفضل الأنواع في ذلك الوقت. فهل يا تري «هياتم الهبو» هي صاحبة الشارع المذكور؟ و هل يا تري لايزال حي شرق يذكر أفضالها وأمانتها في التجارة ونثر الهبو علي شواطئ المدينة؟.. لا أدري؟.

أما هياتم الأخري فهي «هياتم الديناري» سيدة الأعمال السفلية، نجمة المجتمع السكندري لسنوات طويلة، وصاحبة أفخم موائد الرحمن.. وقد كان اسمها الأصلي هو «هياتم شنتوح» وأبوها كان شنتوح القواد الذي ورث المهنة عن والده شنتوح الكبير. قامت هياتم بتطوير الأداء وصعدت لفوق مع زبائنها الكبار، وتخلصت من لقب شنتوح الذي لازمها منذ خرجت للحياة في جبل ناعسة، ونسبت نفسها للديناري باشا صاحب محالج الأقطان الشهير.. ويزعم بعض زبائنها القدامي أن لقب الديناري قد التصق بها عندما كانت لا تقبل التعامل سوي بالدينار.. والدينار وحده.

ويذكرون أيضاً أن أحد الزبائن المتذاكين قد دفع لها يوماً بالدينار التونسي، فما كان منها إلا أن جعلته عبرة للمستظرفين، وأعلنت أن دينار جنوب المتوسط سواء الجزائري أو التونسي غير مقبول لديها، وأن الدينار المعتمد هو دينار غرب المحيط الهندي وبحر العرب الذي يتم فكه بعشرين!.

فهل يا تري هياتم هانم الديناري ابنة الريس شنتوح هي المقصودة بشارع هياتم؟ أعتقد أن الإجابة عند المسؤولين بمحافظة الإسكندرية، الذين عليهم أن يتحلوا بالشجاعة ويعلنوا أن الفنانة هياتم هي صاحبة الشارع، حتي لا يظن الناس أن «هياتم الهبو» أو «هياتم شنتوح» هي المقصودة،

وعليهم أيضاً أن يعلنوا برنامجهم للمرحلة المقبلة، والذي قد يعيد الاعتبار للفن كقيمة في حياتنا خاصة إذا تضمن البرنامج أسماء مثل قطقوطة و نيللي مظلوم وسوزي خيري، وصولا حتي دينا التي أمتعتنا العام قبل الماضي بالكليبات المصورة، التي ارتفعت فيها بالأداء إلي ذري غير مسبوقة، لهذا فقد شاهدها العالم كله، حتي أن نسخة قد وصلتني حيث كنت أعيش بالقطب الشمالي في كندا

maokef

هل يجوز إهمال العمل بحجة الصلاة؟

 
بقلم  د. كمال مغيث    ٦/٩/٢٠٠٧

لقد كرم القرآن الكريم العمل والعمال في عشرات المواضع من

آياته المقدسات. كما كرمته أيضا السنة النبوية الشريفة، فقد فضل رسول الله - صلي الله عليه وسلم - الأخ العامل عن أخيه المنقطع للعباده بقوله: «أخيه أعبد منه». كما قبل اليد التي تصور صاحبها أن خشونتها من العمل الشاق قد تؤذي الرسول ورفعها إلي أعلي وهو يقول : «هذه اليد يحبها الله ورسوله». وقيل في الأثر إن العمل عبادة. ويروي عن الإمام مالك قوله لتلميذه الذي قام عن الدرس إلي الصلاة: «ما الذي قمت إليه بأحق من الذي قمت عنه !»..

ويعلم المهتمون بالفقه الإسلامي أن هناك أبوابا لا تحصي من التيسير علي عباد الله في عباداتهم. فيجب التيمم إذا ندر الماء، ونفطر رمضان إذا كنا نعاني الضعف أو المرض أو الشيخوخة، ونأكل ونشرب ماحرم الله إذا خشينا علي أنفسنا الهلاك، ونعفي من فريضة الحج إذا كان لدينا بنات أو أبناء في حاجة إلي أموالنا، كما يجوز تقديم الصلوات أو جمعها أو قصرها، إذا كنا في سفر.

كما يجوز جمع الصلوات بعضها إلي بعض إذا كأن ذلك لضرورة وقد أرست مبادئ أصول الفقه القواعد لذلك. فالضرورات تبيح المحظورات.

وحسم الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ موقف المسلمين من إتيان تلك الرخص بحديثه الشريف «إن الله يحب أن تؤتي رخصه، كما تؤتي فرائضه». أو عزائمه ـ في قول آخر.

فلماذا راح المسلمون يتركون العمل إلي الصلاة، رغم ما منحهم الله من رخص، ونشاهد ونسمع في ذلك الأعاجيب. فالحلاق يترك صديقي الزبون بعد أن قص له نصف شعره ليلحق صلاة الجماعة، وسائق التاكسي يترك زوجتي وامها وهما في طريقهما إلي الطبيب بداخل التاكسي للصلاة، وأصبحت معظم المؤتمرات وورش العمل تتعطل للصلاة، وتحولت طرقات الوزارات والمصالح الحكومية إلي مصلات تؤدي فيها صلاة الظهر والعصر حاضرا.

ولعلنا نذكر المشهد الرائع بين عادل إمام وأحمد عقل في فيلم «الإرهاب والكباب»، وفي زيارة لإحدي الوزارات اضطررت للجلوس علي السلم أنا وبعض الضيوف لأن المصلين لم يتركوا ولو ممرا صغيرا للمرور من خلفهم، وبينما أيقظتني ابنتي فجرا علي مغص كلوي حاد يمزق أحشاءها فتوجهت بها إلي مستشفي قصر العيني الفرنساوي ونضطر للوقوف علي الباب لأن موظف الطوارئ في الصلاة،

 بينما صرخات الفتاة تمزق سكون الليل، وقد شهدت بنفسي كيف تحولت الحديقة الفسيحة بجوار مبني الوزير في إحدي الوزارات المهمة بالمبتديان إلي ساحة يتجمع فيها مئات الموظفين للصلاة ظهر كل يوم وكأنهم في صلاة الجمعة أو صلاة العيد، غير أن مايدعو للأسي ماذكره صديقي الدكتور أسامة عبد الحي وهو أستاذ تخدير فيقول إنه في غرفة العمليات بينما تتوقف حياة الإنسان علي نفس يخرج فلايعود، يفاجئ بالأطباء يتركون المريض علي طاولة الجراحة مفتوح القلب أو الصدر والبطن نازفا ومعلقا بالأجهزة ليلحقوا الجماعة.

 وأنا أعرف فضل صلاة الجماعة ولكن إذا كان لصلاة الجماعة كل هذا الفضل فلماذا كانت الرخص التي أشرنا إليها ؟ وكيف لا يجد كل هؤلاء في التضحية بمصالح المرضي والأيتام وذوي الحاجات منهم ما يغضب الله ؟

خاصة وقد تحولت مصلات المصالح إلي أماكن مناسبة للهروب من واجبات الوظيفة ومقتضياتها حتي لمن لا يؤدي الصلاة وهو في بيته بلا عمل.

إن العمل في العصر الحديث ليس هو التجارة أو الزراعة أو الرعي الذي عرفه المسلمون الأوائل وإنما هو عمل مؤسسي حديث علي أسس مختلفة، وأساسه التعاقد بين المؤسسة والعامل أو الموظف علي اداء عمل معين لساعات معينة.

 حتي ولو لم ينص في التعاقد أو قرار التعيين علي ذلك - وفي الدول التي تحترم العمل والقانون وهيبة الدولة يضطر العامل للضغط علي زر حين يهم بترك مكتبه أو الآلة التي يعمل عليها مؤذنا بغيابه لأي طارئ أو لتدخين سيجارة أو حتي للذهاب لقضاء الحاجة، حتي يمكن حساب الدفائق التي غابها الموظف وخصمها من أجره المستحق في نهاية الشهر.

ويعلم الجميع كيف ينتظر شبابنا فرصة التوظف في القطاع الخاص أو المؤسسات الخاصة لعشرات السنين مقابل بضع عشرات من الجنيهات في ظروف عمل لاترحم حيث يحاسبون بكل قسوة علي دقائق غابوها لسبب أو لآخر.

إنني اعتقد والحال كذلك أن في ترك العمل للصلاة مظهراً من مظاهر التسيب والإهمال وغياب الإنضباط والمحاسبة والقانون وغيرها من سمات الدولة الرخوة، وهو أيضا مظهر من مظاهر الانتهازية، فالعبادة هنا اقتطع وقتها من حق الناس والدولة، فضلا عن كونه مظهرا للكسل والإهمال، وتدمير هيبة الدولة والخروج علي القأنون. بالإضافة إلي كونه مظهراً من مظاهر الهيمنة السياسية والسيطرة علي المصالح والمؤسسات لتيار الإسلام السياسي.

وهو كذلك من تجليات الفقه المتشدد والبدائي ـ فقه الوهابية ـ وبلاد الريع والرزق بلا مجهود وليس بلاد العمل والجهد والدأب والنظام، مثله في ذلك مثل فقه النقاب والهوس بالجنس والتفتيش في ضمائر الناس، والتمييز بين المواطنين علي أساس الدين. وهذا الفقه كله لم تعرفه بلادنا قبل ربع القرن الاخير حين كانت لدينا دولة وقانون ونظام.

وفي النهاية فإنني أتقدم بعنوان هذا المقال كسؤال إلي فضيلة مفتي الجمهورية وشيخ الازهر وأعضاء مجمع البحوث الاسلامية، وأعتقد أن الاجتهاد في هذا أفضل عند الله من مطاردة الشعراء، وبعث الغريب والشاذ من مأثورنا الديني

Wednesday, September 05, 2007

El masry el youm

ليست المشكلة هي خانة الديانة.. المشكلة هي الجهالة والتعصب

 
بقلم  جمال البنا    ٥/٩/٢٠٠٧

يعتزم المجلس القومي لحقوق الإنسان عقد ورشة عمل عن «خانة الديانة ببطاقة الرقم القومي» تقام ١٠ سبتمبر سنة ٢٠٠٧، وكان المجلس قد عقد جلسات سابقة لهذه القضية تفاوتت فيها الآراء.


ونحن نقول إن المشكلة ليست في خانة الديانة، لأنه إذا كان الاطلاع عليها ومعرفة أن حاملها قبطي وليس مسلماً فإنه يؤدي لتحامل أو تحيز، فمن الواضح لذوي الألباب أن المشكلة الحقيقية هي في وجود تحامل يقوم علي الدين، وهي صفة إذا دلت علي شيء فهو التعصب والجهالة.


فعدونا هو التعصب والجهالة ولا يجوز أن نتجاهله أو نتجاوزه، لأن المناسبات التي ستؤدي لمعرفة أن فرداً ما مسلم أو مسيحي عديدة جداً في مجتمعنا، ولأننا لا نريد حماية بالتجاهل أو فراراً من المشكلة، ولكن مجابهتها.


المشكلة هي أنه إذا تنصر شاب مسلم، لأنه يريد الذهاب لكندا أو لضمان عمل، وإذا أسلمت فتاة مسيحية لأنها تحب شاباً مسلماً، عندئذ تقوم القيامة كأن الإسلام قد اعتدي عليه أو أن المسيحية انتهكت، ويعتصم أهله بالكنيسة إذا كان مسيحياً، ويستنجدون بالأزهر إذا كان مسلماً.


هل هناك جهالة وتخلف أكثر من هذا؟
ماذا يفعل لهم الأزهر؟
ماذا تفعل لهم الكنيسة؟
ماذا تفعل أي قوة خارجية لهذا؟
المثل يقول «إنك تستطيع أن تجر الحصان إلي النهر، ولكنك لا تستطيع أن تجعل الحصان يشرب من النهر».


الشاب المسلم الذي أراد باختياره، ولمأرب دنيوي، أن يتنصر، والفتاة المسيحية التي أرادت باختيارها أن تسلم لسبب عاطفي، لم يمسا المسيحية أو الإسلام وإنما تصرفا تصرفاً لا يمس إلا نفسيهما، وهما أدري به، وأدري بمصلحتهما.
المسيحية لن تخسر بنقص واحدة، والإسلام لن يزيد بذلك، والعكس صحيح لأن المسلمين والمسيحيين بالمليارات. والأديان في حقيقتها قيم، والقيم لا تتأثر بتغيير بعض الناس أديانهم، فتظل مبادئ الحب والخير والمساواة والعدل والحرية علي ما هي عليه، مهما يفعل المسلمون والمسيحيون.


وسواء كان تغيير الدين من مسيحية إلي إسلام أو من إسلام إلي مسيحية، فإنه لا يغير من حقيقة أن هذين التغييرين كانا من الله إلي الله نفسه، لأن من الطبيعي أن الله تعالي لا يخص المسلمين وحدهم ولا المسيحيين وحدهم، ولا مصر أو أوروبا، ولكن الله هو إله الناس جميعاً، والكون بأسره، فلا مفر من الله، إلا إليه.


لو كان لدينا ذرة من الإيمان بالحرية، لآمنا بأن تصرف الإنسان البالغ في هذا الأمر إنما هو ممارسة لحقه في حرية الاعتقاد، وهو من أول حقوق الإنسان، وقد كفله القرآن والرسول قبل إعلان حقوق الإنسان بأكثر من ألف عام، حتي إن ذهب فقهاء السلطان إلي غير ذلك.. ونحن بعد هذا سبعون مليوناً، ولا تؤثر علينا حالات فردية حتي لو كانت حمقاء، أو طائشة، ففي هذا العدد الكبير لابد أن يوجد مثل هذه الآحاد، ولا يؤثر هذا علي السلام الاجتماعي في شيء.


***

الحقيقة التي لابد أن نعترف بها أن لدي عامة المسيحيين والمسلمين في مصر قدراً كبيراً من الجهالة والتعصب، وأنهم جميعاً لا يؤمنون بحرية الفكر ولا بحرية الاعتقاد، وعلينا أن نفهمهم أن هذا عار وتعصب وتخلف عما يؤمن به العالم كله.


ولأنه تأثر وجهالة فإنه يقوم علي غير أساس فليس هناك مشكلة حقيقية فليس في مصر اضطهاد ديني ينصب علي العقيدة.


وأقترح علي الإخوة الأقباط أن يركزوا عنايتهم علي ناحيتين لهما فيهما حق:
الأولي: حرية إقامة كنيسة في كل مكان يوجد به مائة قبطي مثلاً، وأن يكون هذا أمراً مقرراً لا حاجة فيه لإجراءات معقدة تيسيراً لحق حرية العبادة المقدس.


والثانية: البحث عن طريق لتمثيل الأقباط في مجلس الشعب، لأن حقيقة كون الأقباط موزعين علي بقاع الجمهورية جعل عددهم في كل دائرة انتخابية قلة، وبالتالي فلا ينجح مرشحهم، خاصة أن عوامل معينة أدت إلي تسميم آبار المحبة التي كانت شائعة ما بين المسلمين والأقباط، وهذه واقعة «هيكلية» لا يمكن معالجتها إلا عندما تنحسم الحساسيات الدينية أو يظهر الأقباط مثل مكرم عبيد وسينوت حنا ونظمي لوقا والأب سرجيوس الذي قال: «إذا كان الإنجليز يتمسكون ببقائهم في مصر لحماية الأقباط، فليمت الأقباط ولتحيا مصر حرة»، أو عندما كانت صحيفة مصر يوم ٢٧ أبريل سنة ١٩١٩ تنشر مانشيت «ليس للأقباط مطالب»، وهذا عهد خسره الأقباط.
وقد اقترحت في كتابي «إخواني الأقباط» أن يمثل الأقباط في مجلس الشعب بعدد يبدأ من ثلاثين فصاعداً.


***

باستثناء هذين فلا أري نوعاً من الاضطهاد أو التفرقة، سيقولون الوظائف فأذكرهم بأن السفارات والشركات الأجنبية كلها تؤثر توظيف القبطي علي المسلم، وأن الوظيفة ليست هي الأهم، لأن الاقتصاد مفتوح، والعلوم مفتوحة، والفنون مفتوحة، ونسبة الأقباط في هذه المجالات تجاوز نسبتهم العددية بكثير، فهناك ثلاثة أسماء قبطية تذكر بين أغني أغنياء العالم.


ولا أريد أن أذكر الأقباط بأن الفتح الإسلامي هو الذي أنقذ الأقباط من الاضطهاد البيزنطي الشنيع، وهو الذي أعاد البابا، وهو الذي سمح بالوجود المشروع للكنيسة.


ولست في حاجة لأن أذكر العلاقة الوثيقة بين الإسلام ومصر، من هاجر المصرية حتي ماريا القبطية.
ولا أن أذكرهم بأن ما قاله القرآن عن المسيح يقارب ما يقولون «وكلمته ألقاها إلي مريم وروح منه»، «وأيدناه بروح القدس».


إن نصاري نجران الذين ذهبوا لمباهلة الرسول عندما سمعوا هذا قالوا «هذا حسبنا»، وقفلوا راجعين.
أريد أن أقول للأقباط ألا ينخدعوا بدعايات مغرضة تريد الفتنة والفرقة ترسلها الصهيونية الأمريكية لتفعل في مصر كما تفعل في كل دولة تدخلها توجد حريقة حتي يهب الناس فيها يضرب بعضهم بعضاً بينما تنسل هي.


وأخيراً فهل أذكر الأقباط بما جاء في إنجيل لوقا عن «السامري الطيب»:
فقد أتي إليه ذات يوم أحد علماء الشريعة، وقال له، بقصد أن يجربه: «يا معلم، ماذا علي أن أعمل لأرث الحياة الأبدية؟»، فقال له: «ماذا كُتب في الناموس؟ ماذ تقرأ فيه؟»، فأجاب، وقال: «أحبب الرب إلهك بكل قلبك، وكل نفسك، وكل قدرتك، وكل ذهنك، وقريبك كنفسك»، فقال له يسوع: «بالصواب أجبت، افعل هذا فتحيا»، أما هو فأراد أن يزكي نفسه، فقال ليسوع: «ومن قريبي؟» (لوقا ١٠: ٢٥ ـ ٢٩).


لم يجب يسوع مباشرة عن سؤاله، بل ضرب له مثلاً: «كان إنسان منحدراً من أورشليم إلي أريحا، فوقع بين لصوص، فعروه وأوسعوه ضرباً، ومضوا وقد تركوه بين حي وميت» (لوقا: ١٠ ـ ٣٠).


مر بالجريح كاهن يهودي وأبصره علي تلك الحال، ولكنه تابع طريقه وكأن شيئاً لم يكن، ثم مر لاوي من هناك، وهو أحد مساعدي الكهنة في الهيكل، فسلك السلوك عينه، وإذا بسامري يعبر في تلك الطريق الموحشة الخطرة (وكان السامريون قوماً من أصل أجنبي، يخالفون اليهود في معتقدهم الديني ويمزجون في دينهم بين اليهودية والوثنية، وكان بين الطرفين عداء قديم ومستحكم، ولم يكن اليهودي ينظر إلي السامري، الغريب عنه بالجنس والدين نظرته إلي «قريب» ينبغي أن يحب)، وإذا بيسوع، في المثل الذي ضربه، يروي أن السامري المسافر تحنن وحده علي اليهودي الجريح، وفعل به ما لم يفعله بنو قومه ورجال دينه.


«فدنا إليه وضمد جروحه، صب عليها زيتاً وخمراً، ثم حمله علي دابته، وأتي به الفندق واعتني به، وفي الغد أخرج دينارين وأعطاهما لصاحب الفندق، وقال: «اعتن به، ومهما تنفق فوق هذا فأنا أدفعه لك عند عودتي» (لوقا ١٠: ٣٤ ـ ٤٥).


أريد من الأقباط أن يقرأوا ما قاله مار بولس: «لتخضع كل نفس لسلاطين العالية فإنه لا سلطان إلا من الله، والسلاطين الكائنة إنما رتبها الله، فمن يعاند ترتيب الله، والمعاندون يجلبون دينونة علي أنفسهم، فلذلك يلزم الخضوع لسلطان».


وشرح هذا النص المونسنيور باسيليوس موسي وكيل الأقباط الكاثوليك سنة ١٩٢٠م، فقال: «إن هذا النص لا يحتاج إلي تأويل، لأن معناه واضح، وهو أنه يتحتم علي المسيحي ـ من باب الذمة وتبعاً لأوامر الضمير ـ أن يخضع للسلطة المدنية الشرعية، وقد جاءت هذه الآية في رسالة مار بولس الموجهة إلي المسيحيين الرومانيين الذين كان يحكمهم في ذلك العهد نيرون عدو النصاري والنصرانية، والذي طوح به الجنون إلي أن يحرق روما لينسب هذه الجريمة إلي المسيحيين حتي يهيج عليهم الرأي العام ويفتك بهم، فكأن بولس إذن يقول: «ليس لكم يا مسيحيي روما عدو ألد من نيرون،

ولكن بما أنه صاحب السلطة الشرعية فيلزمكم من باب الذمة والضمير أن تخضعوا له، وقد أمر مار بولس الأسقف (طيطي) أن يذكر الشعب بوجوب الخضوع للرئاسات والسلاطين».


وما علمه بولس فقد علمه بطرس رأس الحواريين، إذ قال: «فاخضعوا إذن لكل خليفة لها عليكم سلطة شرعية، وأما للملك فكالأعلي (أي مثل الأعلي)، وأما للولاة فكالمرسلين من قبله، للانتقام من فاعلي الشر وللثناء علي فاعلي الخير».


ويستطرد المؤلف:
«فهل يوجد شك بعد كل هذه البراهين الجلية والأدلة القطعية في أن حقيقة التمييز بين الدين والوطن هي من أصول المسيحية؟».


وقد علم الرسل أنه يلزم الولاء الكلي للسلطة المدنية، وأمر بولس الرسول «أن تقام تضرعات وصلوات وتوسلات وتشكرات من أجل جميع الناس، من أجل الملوك وكل ذي منصب لنقضي حياة مطمئنة ذات دعة في كل تقوي وعفاف، فإن هذا حسن ومقبول لدي الله مخلصنا».


لن يكون المسلمون وهم الأغلبية الساحقة لكم أسوأ من السامري الذي نبه المسيح إنه «القريب»، ولا أسوأ من «نيرون» الذي أمر بولس المسيحيين بالخضوع له، فاعلموا دينكم، وارضوا بقدركم واحمدوا ربكم.