elالدكتور محمد أبو الغار:
* مناهج الجامعات الخاصة "فارغة" و"نظرية" لتتماشي مع رغبات طلابها
* خريجو الجامعات الخاصة بلا تأهيل حقيقي
* وزارة التعليم العالي تراقبها «علي الورق».. وفشلت في وضع حد أدني للقبول بها!
ابتسام تعلب
ظل للدكتور محمد أبو الغار الطبيب والعالم المعروف والأستاذ بكلية طب القاهرة ومؤسس حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات رأيه الواضح والرافض لوجود الجامعات الخاصة في مصر...
> ما هو تقييمك للتجربة بعد مرور خمسة عشر عاما علي وجودها؟
>> أولا : أنا واثق أن الجامعات الخاصة في مصر يتم استخدامها من باب أنها مشروع استثماري لا هدف له سوي الربح المادي وهي لدينا تختلف كثيرا عن الجامعات الخاصة في كل دول العالم، لأنها في الخارج تسمي بالجامعات الأهلية .. يساهم فيها رجال الأعمال بتبرعات لا ينتظرون مكسبا من ورائها، والطلبة يدفعون لها مصاريف قد تكون قليلة أو كثيرة .. لا يهم، لأن الهدف الاساسي منها ليس الربح، وجميع إيراداتها تذهب علي تطويرها وزيادة جودتها من خلال تدريب الأساتذة والتزويد بالأجهزة العلمية وغيره من الوسائل التي تحتاجها لتطوير إمكانياتها سواء البشرية أو المادية من أجهزة ومعامل.
> هذا عن تحقيق الربح، ماذا عن المنظومة التعليمية؟
>> الفكرة واحدة، فلأنها مجرد جامعات للربح فقط تلجأ لتسيير أمورها بسلق المناهج وإنجاح الطلبة وإعطائهم ما يحتاجونه من مناهج وتدريب وغيره بشكل نظري عام، حتي لو كانوا في كليات مثل الطب والصيدلة والهندسة التي تحتاج إلي التدريب العملي أكثر من المناهج النظرية، وهو ما يخالف أهم شروط إنشاء الجامعات المحترمة التي تهتم بالدراسات العليا والأبحاث العلمية كي تخرج كوادر خاصة بها وتروج لأبحاثها العلمية وتساعد المتميزين من الطلبة البارزين بها، ما حدث أن كل الجامعات الخاصة في مصر ليس لديها أي مشاركة بحثية، فهي لا تهتم بعمل دراسات عليا، ولا في نيتها إقامة أبحاث. ببساطة لان الدراسات العليا مكلفة ولا تدر أي مكاسب إلي جانب أن مؤهلاتها العلمية غير موجودة أصلا لعمل دراسات علمية وأبحاث وغيره.
> إذن من أين جاءت بكل هذا النجاح؟
>> هذه الجامعات أخذت أكثر من حقها وشجعها الإعلام الحكومي وأعطاها بريقا وأعلي من قيمتها، وذلك في مقابل مادي طبعا وفي الخلفية تشجيع من الحكومة للتخلص من عبء الطلبة الذين لم يحصلوا علي درجات عليا ويريدون دخول كليات قمة. وأعطتهم هذه الجامعات فرصة الحصول علي شهادات طب وهندسة بأقل مجهود، فالمهم لديها هو المقابل المادي، وقدمت لهم منهجا علميا فارغا من اي قيمة تعليمية لدرجة أنها تغير في المناهج وتسهلها كي تتماشي مع مستويات الطلبة لديها.
ومن وجهة نظري الجامعة الأهلية الوحيدة الناجحة في مصر هي الجامعة الأمريكية لأنها تقدم تعليما خاصا راقيا ومتطورا له مصاريفه العالية لكنه يخرج عقولا متميزة أو يعطيها تعليما جادا.
> بماذا تفسر نزوح الأساتذة بشكل كبير للجامعات الخاصة؟
>> لديهم عذرهم، فرواتبهم قليلة لا تناسب احتياجاتهم وظروف مجتمعهم وبدلا من أن يسافر الدكتور إلي الدول العربية أو الأجنبية جاءته الأموال دون تحمل أعباء السفر والاغتراب، وأصبحت أمامه الفرصة ليتقاضي أعلي الرواتب بأقل مجهود، وهو ما استغلته هذه الجامعات. فالتدريج أصبح الأستاذ الجامعي يفضل العمل في هذه الجامعات علي حساب الجامعة الحكومية التي ينتمي لها في الأساس.
> برأيك لماذا لا توجد دراسات عليا وأبحاث علمية في هذه الجامعات؟
>> السبب واضح جدا فالأبحاث والدراسات العلمية تحتاج إلي قدر مالي كبير ولا تعود بأي ربح، وهذه الجامعات لا تريد أن تنفق مليما واحدا لا يعود عليها بفائدة لذا فضلت أن ترسل من يرغب في عمل دراسات وأبحاث إلي الكليات الحكومية، واعتقد أن هذه الجامعات بعد عشرين عاما ستظل كما هي ولن تنفق في سبيل إنشاء معامل وشراء أجهزة أو حتي تدريب أساتذة لأن هدفها الأساسي هو الربح .
> أين دور وزارة التعليم العالي في الرقابة عليها؟
>> المادة قادرة علي التحكم في اي شيء في مصر والمفترض أن كل جامعة خاصة بها مستشار للوزير يحرر تقارير ويتابع الأداء بها وما إلي ذلك، لكن كل هذا يتم علي الورق والموجود فعلا أمر مختلف .. لأنه لا يوجد من يقدر علي مواجهة رأس المال. أبرز دليل علي انعدام دور وزارة التعليم العالي كرقابة معدوم تماما فشلها في الرقابة علي أعداد المقبولين أو وضع الحد الأدني للمجموع للالتحاق بهذه الكليات وساوت بين الحاصل علي 60 % والحاصل علي 90 %.
> ماهو تأثير الجامعات الخاصة علي التعليم العالي في مصر؟
>> الجامعات الخاصة لديها 3 % فقط من طلبة مصر وبالتالي تأثيرها ليس قويا بشكل عام، فتأثيرها الاساسي أنها ُتخرج طبيبا أو مهندسا أو صيدليا لا يمتلك مؤهلات علمية أو عقلية كي يعمل بها في المستقبل. أكرر.. هي مشروع استثماري وليس علمياً وبالتالي لا يهمها العلم ولا الارتقاء بمستوي الطلاب ولا إعطاؤهم ولو قدر قليل مما يأخذه أقرانهم في الجامعات الحكومية لان كل هذا يتكلف ما لا يريدون إنفاقه وهدفهم النهائي إعطاء الشهادات التي يريدها من يملك ما يشتريها بها
No comments:
Post a Comment