فجأة انظر إلي عيني أي شخص, فسوف تجد حزنا عميقا, فإذا صارحته بذلك, فسوف تجد في عينه قسوة وعنفا.. صدقني.. انني أجرب هذه اللعبة كثيرا.
وقد أدهشني ذلك أول الأمر, ولكنني اعتدت متابعة هذه القسوة في عيون الناس, حتي الأطفال الصغار الذين لم يتعلموا الكذب والغش والطمع والحسد والشعور بنهاية العالم, فيهم هذه القسوة.. إنها الشعور الاحتياطي الجاهز الذي يمكن استدعاؤه في أي وقت!
أما أن هناك قرفا قوميا فطبيعي, فالحياة قاسية والناس يدوس بعضهم البعض, فلديهم شعور بالخيبة, لأنهم لم يحصلوا علي كل الذي يريدون, وليس كل مايجدون يعجبهم, ولا كل ما يعجبهم يريحهم, ولا كل مايريحهم هو بالضبط مايريدون.
فالقاعدة التي يتبعها الناس هي: إذا لم تجد ماتحبه, فلابد أن تحب ماتجده.
مثلا: ما الذي يجعل أي أحد من الناس إذا رآك تفجر بالسعادة, لاشيء طبعا, لا أنت هكذا تبعث علي السعادة, ولا أنت مصدر الخير في هذه الدنيا.
أما القسوة فهي حصيلة كل هذه الأفعال وردود الأفعال التي يرغمك الناس عليها, وترغمهم أيضا, فكل واحد عنده إحساس بأنك تهدده.. بأنك خطر عليه.. بأنك برغم مايبدو عليك, شخص آخر, فإذا أعطيت لك الفرصة فأنت حيوان مفترس.. فكل الناس في حالة تربص, فإذا أتيحت لهم الفرصة خطفوا اللقمة من يدك والمقعد من تحتك, ولا لوم عليهم, فأنت كذلك!!
هناك مثل أوروبي يقول: اهرش الألماني يظهر لك التيو توني.. اهرش الروسي يظهر لك التتاري.. أي: اهرش الإنسان يظهر لك الحيوان!
فجرب مرة أخري وسوف تجد مايجعلك تندم علي حسن ظنك بالناس, وسوء ظنك بالحيوان.. جرب بسرعة لكي تندم علي مهل
Tuesday, September 25, 2007
انيس منصور مواقف
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment