Tuesday, December 26, 2006

عمار يا مصر بقلم:عدلي برسوم

تعود أناس كثيرون في آخر يوم من العام المنتهي أن يمزقوا كل الأوراق التي تجمعت في أدراج بيوتهم أو مكاتبهم. يتخلص الناس من أوراقهم القديمة عسي أن تحمل لهم الأيام الجديدة أوراقاً أفضل تجدد حياتهم بالأمل والستر وراحة البال. ولاشك أن هناك أناساً لا يملكون أوراقاً.. لأن حياتهم جافة أو باردة أو راكدة أو ليس فيها شروق أو غروب. والستر في قاموسنا المصري هي الورقة التي يرجوها غالبية المصريين مع مطلع كل عام جديد.. والستر مطلب شديد التواضع.. وهو أن يكون المرء في مصالحة يومية مع لقمة الخبز.. وهو المستوي الذي يتيح له أن يجد عشاء متواضعا لأولاده وأن يوفر لهم الملابس التي يذهبون بها إلي المدرسة الحكومية وأن يستطيع أن يعطيهم العيدية في العيد ولو قروشا قليلة! والباحثون عن الستر لا يمرون أمام واجهات المحلات التي تبيع العطور أو التي تفوح منها رائحة الحلوي الشهية.. أو التي تعرض الملابس الراقية التي يتخفي بداخلها اللصوص! الباحثون عن الستر هم المصريون الذين يفضلون الصلاة في خصوصية هادئة.. وهم الذين لا يحملون كروت الائتمان ولا يدخلون البنوك ولا يشاهدون القنوات الفضائية المشفرة.. وتقتلهم الحسرة حين يحول الاحتكار الفضائي بينهم وبين مشاهدة مباراة يلعبها الأهلي أو منتخب بلدهم.. ويعرفون شرم الشيخ من صور الصحف وأحياناً يتصورون أن القناطر الخيرية تبعد عنهم ألف ميل! وهؤلاء لا يملكون أوراقاً.. حتي أوراق الصحف التي تتجمع لديهم بالمصادفة يبيعونها لبقال الحارة مقابل قطعة صابون! وهؤلاء الباحثون عن الستر لا يملكون أبداً خطابات غرام لأن الفقر يسد أبواب الحب.. وليس في بيوتهم مستندات لأنهم بدون حقوق! كل ما لديهم من أوراق هي فواتير الكهرباء والغاز والتليفونات والمياه والصرف الصحي.. هذا إذا استطاعوا أن يخدعوا الحياة ويسكنوا خارج العشوائيات. وهي فواتير كثيراً ما تصيبهم بالصدمة لأن الحكومة ترفع أسعار الكهرباء والمياه سراً.. ربما لأنها تشعر بأن ما تفعله حرام وعيب وأنه لا يليق بحكومة أن "تخم" الناس. *** أوراق الغلابة هي الفواتير الشهرية التي تسبب لهم وجع القلب.. ولذلك لا يستطيعون التمييز بين عام يمضي وعام يأتي.. لأنهم في كل عام يدفعون مقابل الصرف الصحي الذي يخوضون في مياهه وهم يدخلون ويخرجون من بيوتهم.. وهم يدفعون مقابل النظافة وهو في الحقيقة مقابل ارتفاع أكوام القمامة. ومن عادة الباحثين عن الستر الاحتفاظ بهذه الأوراق أي الفواتير عاماً بعد عام خوفاً من أن تطالبهم الحكومة مرة أخري بما سبق أن دفعوه! لان لديهم شكوكا مزمنة ومخاوف مترسبة وفقدان ثقة وهي شكوك ومخاوف وانعدام ثقة تكبر مع الفقر والقهر! والشعوب التي تمزق أوراقها القديمة في مطلع كل عام جديد هي شعوب لديها قدر معقول من الأمل.. ولديها تفاؤل ولو بمقدار قيراط واحد. وكثيرون بين الباحثين عن الستر وجدوا أبواب الأمل مغلقة في وجوههم حين قيل لهم "أنتم فاشلون لا تصلحون حتي لجمع القمامة.. وسوف نأتي بأجنبي يعلمكم ذلك" وكان ذلك بمثابة تهديد فعلي بأن يستوردوا من الخارج من يعلمنا الأدب والنظام والإنجاب. ووجد طلبة الجامعات أن أبواب المستقبل قد لا تسمح لكثيرين منهم بالمرور إلي عام أفضل حين قبل للفقراء منهم لا يليق بكم سوي المناهج القديمة المتخلفة أما العلوم الحديثة والتكنولوجيا الراقية سوف ننشيء لها أقساما جديدة لا تقدرون علي مصروفاتها. قيل لهم ما معناه ستكونون خدماً وفراشين للصفوة التي تتعلم بفلوسها! ولم يعد هناك فرق بين عام تعيس يمضي وعام تعيس يأتي. ونفس الإحساس ينطبق علي الذين سمعوا وزير التجارة والصناعة يقول إن الإصلاح الاقتصادي سيكون له ضحايا كثيرون.. ومن منا لا يتوقع أن يصبح واحدا من هؤلاء الضحايا.. فكيف يكون الجديد أفضل من العام القديم؟ والذين لا يعنيهم لون الرغيف الذي يعيش عليه غالبية المصريين والذين لا تهمهم اضرابات عمال الاسمنت ولا تمسهم من قريب أو بعيد مشكلة البطالة.. والذين يسخرون من الذين يشكون من ارتفاع الأسعار.. والذين لا يقلق بالهم هبوط الغناء والسينما والمسرح وتناسق الالوان الجميلة.. هؤلاء هم الذين يرتدون الطراطير الملونة ويضعون الأقنعة علي وجوههم لانهم مطمئنون للعام الجديد كما اطمئنوا في العام القديم.. لانهم يملكون الخيوط التي تحرك السعادة لهم وحدهم. أما المعدمون والباحثون عن الستر والسهرانين في استقبال الفجر.. فإنهم يقفون علي أعتاب العام الجديد بدعاء واحد أن تخرج مصر كلها إلي النور. وكما يتمنون الستر لأنفسهم ولأولادهم فهم يتمنون الستر أكثر وأكثر لبلدهم فليس معقولا أن تنقسم الحكومة علي نفسها بشأن منطقة الضبعة.. رجال الاعمال يريدونها لأنفسهم لإقامة منتجعات سياحية بالغة الترف من أجل عيون الغارقين في النعيم وكأنه لا يكفيهم ما هو قائم لهم في شرم الشيخ والغردقة والمدن الجديدة القاصرة عليهم وحدهم. وعلي الجانب الآخر يريدها المصريون قاعدة للمحطة النووية التي سوف تعطي مصر امكانيات هائلة للتحديث وتوفر لها الطاقة الهائلة التي تحقق القوة والعزة. وتري من سوف ينتصر في العام الجديد؟ أولاد مصر أم الذين يرتدون الطراطير والأقنعة الزائفة في سهرات العام الجديد؟ ولعل بسطاء المصريين يحلمون مع العام الجديد أن يسمعوا رأياً واحداً بالنسبة للكادر الخاص للمعلمين مسئولون يقولون إنه للمعلمين فقط أي الذين يمسكون بالطباشيرة وآخرون يقولون إنه سيشمل أيضا الاخصائيين الاجتماعيين. ويسأل بسطاء المصريين لماذا لا يشمل الكادر هؤلاء وهؤلاء لتكون هذه الخطوة المتواضعة من حظ قطاع واسع من المشاركين في العملية التعليمية فلا أحد يعلم ما سوف يحمله العام الجديد من غلاء جديد! *** محمد حامد حسن .. وداعاً عندما تنطفيء شمعة بجوارك عندما يخلو مقعد من روحه الطيبة عندما يخبو النور في غرفة كانت دافئة بشبابها. عندما يسقط القلب لرحيل صديق وصمت قلم. إذن.. لا طعم لعام جديد.

Friday, December 22, 2006

رسوم أكثر زبالة أكثر

المساعى المشكورة لإكثار القمامة ودعم البعد الحضارى
مع أننا فى عصر الإلكترونات والقرية الذكية والحكومة الأكثر ذكاء وبالرغم من البيانات الفظيعة التى تتحدث عن قفزات التنمية ونطات التقدم الاقتصادى الذى يرفرف على ربوع الوطن، فإن مصر بكل تاريخها العريق وحكومتها العميقة وحزبها الوطنى الديموقراطى بفكره الجديد المقلم والكاروهات. كل هذه الهيلمانات ونعجز عن حل أزمة النظافة، أو جمع القمامة. الحكومة ومعها المحافظون بمجالسهم وجلساتهم، ابتكرت أحدث وسائل النشل لسرقة أموال المواطن أضافت رسوم النظافة على فواتير الكهرباء وإيصالات الإيجار وعوائد المحليات وتجمع الملايين والمليارات، والشوارع تزدحم بالزبالة والذباب والمجارى. وتتكوم القمامة لتقف هرما شاهدا على نظافة الحكومة وحزبها والحزب وحكومته والمجتمع والناس. ومازالت الزبالة تتحدى والمحافظون يحافظون على منسوب الزبالة. ويكثرونها، وكلما جمعت الأجهزة المعنية رسوما إضافية للقمامة، تضاعفت الأكوام، وكأن الأموال تستخدم فى إنتاج الزبالة وليس جمعها. ولا تخلو محافظة من محافظات مصر من تكدس للقمامة بكل أشكالها وأنواعها كدليل على البعد الحضارى للحكومة ومحافظيها، ولا يمر يوم دون أن يصرح محافظ الجيزة أو القاهرة بأنه فى طريقه لمواجهة الأزمة بكل صرامة، ويتم فرض مزيد من الرسوم دون أن تنخفض معدلات القمامة لدى الحكومة أو محافظيها. ولا أراكم الله مكروها فى قمامة لديكم

أعمق إجرامًا وأكثر فسادًا

الحزب الوطنى التوربينى فكر جديد نحو المستقبل
بسرعة تحول رمضان عبد الرحمن منصور الشهير بالتوربينى إلى شخصية شهيرة، تتفوق على كل نجوم الإعلام ووزراء الاستثمار وعمر أفندى، فالشاب اغتصب وقتل وألقى بالجثث من فوق القطارات ودفن بعضها ومثّل بالبعض الآخر، كثير من المعلقين أبدوا دهشتهم ورعبهم من ظاهرة التوربينى بالرغم من أنه وأمثاله متوفرون فى الأسواق والشوارع طوال الليل. لكن الدهشة الرئيسية هى أن التوربينى بالرغم من أنه أحد رواد الفكر الجديد لم يثبت حتى الآن أى علاقة له بالحزب الوطنى، الذى يضم بين جوانحه جميع ممثلى الفكر الجديد. ليس فى القتل ولكن فى الاحتكار والفساد والبطلان وغيرها من مفردات الفكر الجديد. ومن الصعب تصور أن التوربينى لم يمر يوما على الحزب الوطنى ولم يشارك فى وضع أى من برامج مؤتمراته العامة التى تنعقد عادة فوق قطار البلد.ومع أن التوربينى صاحب نظرية فى الإجرام. إلا أنه يتضاءل أمام عشرات التوربينى المنتشرين فوق قطارات البلد من كل جانب. وضحاياهم متناثرون فى الطرق وتحت الكبارى وفى المقابر وصناديق القمامة، فضلا عن قاع البحر الذى يحتضن ضحايا ممدوح التوربينى وأصدقاءه فى البرلمان أو الإعلام. وإذا كان التوربينى احتل الصورة وحده وانتزع لنفسه شخصية العام، بالرغم من أن كثيرا من زملائه وشهود قضيته لا يقلون عنه إجراما ولا عنفا. فإن الحزب الوطنى بسياساته ومؤتمراته وأعضائه، يستحق أن يكون الحزب التوربينى الأول ليس فى مصر ولا أفريقيا ولكن فى العالم جمعاء.

انظر فى نصف الكوب الفارغ الأول وتأمل

الإنجازات فى البعيد العاجل.. والمواطن سيحس بها
بمناسبة اقتراب الذكرى السنوية الأولى لتولى الدكتور أحمد نظيف رئاسة الحكومة الثانية، فإن الشعب المصرى يتذكر بكل الفخر والتباهى الإنجازات المهولة التى فعلتها الحكومة المذكورة فى مصر من ارتفاع الأسعار إلى تضاعف أرقام العاطلين والمتضخمين والمرضى. الأمر الذى يؤكد نجاح برنامج الدكتور أحمد ووزرائه من كبار أساطين الفكر الجديد الطالع من قاع المحيطات. وكل يوم يمر تتأكد الرؤية العميقة للحكومة وتتكشف الأغطية عن الإنجاز تلو الإنجاز، بشهادات مضروبة من مؤسسات دولية للتطعيم والايزو.وتعود الإنجازات المذكورة، إلى القراءة العميقة التى قامت بها حكومة الدكتور نظيف، لبرنامج الرئيس، وقد علمنا أن حكومته خصصت حصصا للقراءة والمطالعة، يقوم فيها الوزراء بتسميع برنامج الرئيس على رءوس المرضى، والعاطلين ليتم الشفاء والتوظيف بقدرة قادر. فالبرنامج مبرمج والنتائج التى تحققت تجاوزت المأمول ودخلت فى المعمول. وانداحت نحو التعاضد الانكماشى للإنجاز المهلك. وهناك أزمة بسيطة هى أن المواطن لا يشعر بهذه الإنجازات، على المدى القصير والحاضر، لكنه ربما يشعر بها بعد عمر طويل إن كان له عمر، مثلما أعلن أمين لجنة اللجان والسياسات بالحزب الوطنى الماضى المستمر. ولا يمكن للحزب أن يعترف بكون الفساد والفشل هما السبب فى أن المواطن لا يحس بأى إنجاز من تلك التى تتغنى بها فرقة التصريحات، ولا بالشهادات التى تجهد الجهات المعنية نفسها فى البحث عنها من مؤسسات دولية، تشيد بفداحة الإنجازات، وتبشر المواطن بحياة خضراء عليه وعلى أهله فى القريب البعيد غير العاجل. أو فى المشمش. فالحكومة وحزبها الوطنى يراهنان على الزمن، وأقرب الأجلين، للمواطن طبعا. ولا تجد قيادات الحزب الحاكم من أمثال الأستاذ جمال مبارك وزملائه فى حضانة المستقبل السياسى أى شبه بين ما يقولونه وما سبق أن أعلنه الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء السابق الذى كان يصرح ويتحدث ويعد مثلما يفعلون الآن ويقول إن الشهادات الدولية تشيد بسياساته والجهات العالمية تفرح بإنجازاته ولما رحل أعلنوا أنه كان يقود حكومة من الفاشلين مع أن نصف الحكومة الحالية من أعمال واكتشافات عبيد. والأمر حسب رؤية السيد أمين السياسات أن الحزب الحاكم وحكومته فشلا فى تحسيس المواطن بحجم الإنجازات، مع أنها ليست إنجازات سرية، أو تدور فى بلد آخر، ونتائجها الواضحة هى ارتفاع الأسعار وسوء الأحوال، والعجز والمرض والبطالة، وكلها إنجازات تستحق أى حكومة عليها جائزة الخراب المستعجل. لكن على كل الأحوال على المواطن ألا يشعر بالضيق أو العجز من ارتفاع الأسعار والبطالة وانخفاض العلاج وقيمة الجنيه، وعليه أن ينظر لنصف الكوب الفارغ الثانى، بدلا من النصف الفارغ الأول على اعتبار أن كلا النصفين فارغ وخال من السياسات. وعلى المواطن أن يعتصم بالنظرة الشاملة. وألا تستند إلى الرؤى المعارضة التى يعتبرها السيد جمال وأصدقاؤه من الماضى، بينما نحن نعرف أن نظامنا السياسى من الماضى منتهى الصلاحية، بأكثر من ربع قرن ويستمر ويتواصل بالرغم من أنه استنفد مرات الرسوب.

Wednesday, November 22, 2006

عن الدجاج الفاسد.. والأفكار الفاسدة

كما يرى القارئ فإننا ننشر رد الاستاذ توفيق عبد الحى ليس خوفا من قضايا وإنما هو حقه التام. ولا شك أن قراءة الرد يمكن أن تفيد الباحثين فى معرفة طريقة تفكير أحد الذين شغلوا الرأى العام لفترة طويلة ومازال اسمه مرتبطا بإحدى أخطر قضايا مصر. والتى ربما حسم القضاء بعضها، ومازال البعض الآخر بلا حسم. وكما نرى فإن الرد يكشف عن فكر عميق فى الاقتصاد والتنمية والاجتماع والعلوم والصحة. وقد أوضح لى ما كان غامضا من نشاطاتى فى خدمة المشروع الأمريكى، والصهيوني. مع أن هذا المشروع ليس فى حاجة إلى مجهودات أمثالى بعد أن قدم له كبارات رجال الانفتاح والأمن الغذائى كل ما يمكن تقديمه. لكنه نبهنى إلى أننى حتى وأنا نائم اخدم المشروع إياه، بينما الآخرون مثل الأستاذ توفيق يكافحون هذا المشروع بكل ضراوة من بلجيكا ودول أوروبا. بعد أن سافروا لم يهربوا لمواجهة المشروع فى عقر داره. وقد ذكرنى بأيام كلية العلوم التى افخر بكونى احد خريجيها، قبل دراسة القانون والفلسفة والتاريخ. الذى ينبئنا بأقل مما يجرى فى الواقع. يومها سقط بعض زملائى بفضل الفراخ الفاسدة التى تناولوها فى المدينة الجامعية، ونشرت الصحف يومها أنها من استيراد توفيق عبد الحي. وارتبط الأمر كله باسمه، لدرجة أن أى شحنة غذاء فاسد تعيد لأذهان الناس ذكرى عصر الاستيراد والتصدير، ورواد استيراد لحوم الجوارح وأفخاذ الديناصورات، وبولوبيف الثعابين ولانشون الفئران إلخ. بعد تفجر القضية سافر عبد الحى وهو ما جعله رائدا لكثيرين فى السفر من رجال المرحلة الحالية، الذين استعاروا مليارات من مليارات البنوك. ونقول استعارة حتى لا يتهمنا الأستاذ توفيق بأننا نخرب الاقتصاد والتنمية. ونساعد المشروع الأمريكي. الذى بدأ حسبما نعلم من أيام ثقافة التصدير والاستيراد. أو نتحدث عن الفساد الواضح للعين المجردة. الأستاذ توفيق أرسل لنا أحكاما قضائية ببراءته من سرقة أموال البنوك، لكن أحدا لم يقدم لنا شيئا عمن أدخل الغذاء الفاسد وأصاب المصريين بالفشل الكلوى والكبدى والسرطان.. إلخ. ويرى الأستاذ توفيق أن الحديث عن الفساد يخدم المشروع الأمريكى والصهيونى، وهو اكتشاف جديد لأن هناك تصورا لدى البعض انه لا يخرب البلاد أكثر من مشروع الإفساد المحلى، وإذا لم يكن هناك فساد فكيف تم نهب ما يتجاوز الألف مليار خلال ثلاثين عاما فقط. من المال العام. بعض السادة المنفتحين يراهن على الذاكرة الضعيفة، وأن الناس تنسى، والشعب المصرى طيب. وطالما لم يمت احد من الفراخ الفاسدة أو لحوم الحيوانات الجارحة، فلا ضرر، ولا ضرار من تكرار توريد الأفكار كما سبق توريد الفراخ. على اعتبار أن الأمن الغذائى والفكرى سواء، حسب مدرسة السبعينيات التى قامت على أكتاف أعداء المشروع إياه، مع أن الأفكار الفاسدة يمكن أن تصيب بالتلبك المعوى مثل الفراخ الفاسدة التى لا تزال حتى الآن تحمل اسما واحدا. وكلما أصيب شخص بالتلوث يتذكر فراخ الريادة الملوثة بالسلامونيلا. وهى القضية التى لن تضبط لهروب الجناة وضياع الأدلة. ومن حق الأستاذ توفيق أن يروج أفكاره الكثيرة عن الاقتصاد أو التنمية، والديمقراطية خاصة أن مدرسته لا تزال قائمة، أما أمثالنا من المخربين، ممن لا يعرفون قيمة الأفكار الغذائية ويخشون التسمم الفكري. ربما يمكنهم التعرف على أفكار الأمن الفكرى بعد تلقى التطعيم اللازم. صحيح أن الأستاذ توفيق حصل على براءة فى قضايا القروض، فإن قضية الفراخ والغذاء الفاسد لا تزال معلقة بل إن الصحف التى نشرت عن البراءة فى قضية القروض أشارت إليها بوصفها التى استخدمت فى تمويل صفقة الفراخ الفاسدة الشهيرة. ونحن نتمنى التوفيق للأستاذ توفيق، وكنا نتمنى أن يعود ليخوض معركته هنا ويكشف لنا عمن وراء الغذاء الفاسد، وأن يدخل مصر بجواز سفر مصرى وباسمه المعروف وليس بجواز بلجيكى وباسم مستعار كما جري. يومها ربما نعرف الفرق بين الدجاج الفاسد والأفكار الملوثة بالسلامونيلا.

توتة توتة.. المادة ستة وسبعين حلوة ولا ملتوتة

سوف يسجل التاريخ بنفسه وبدون وسطاء أن مصر سبقت دول العالم الأول والثانى الثالث.. وحتى العشرين، فى شكل وطريقة تعديل موادها الدستورية وليس فقط المادة السادسة والسبعين. ولن ينسى التاريخ أن مصر سبقت العالم بدرجاته وألوانه إلى اختراع مادة دستورية مطاطة، وقابلة للمد والثنى وصالحة للذهاب إلى الأوبرا أو السينما. ومن كثرة ما سوف يسجله فإن التاريخ سوف يشعر بالتعب ويجلس ليستريح من وعاء التعديل الدستورى غير المسبوق والمكون من كافة المواد الغذائية، وبفضل تعليمات السيد رئيس الجمهورية وجهود السادة أعضاء أمانات الحزب الوطنى بفكره الجديد والقديم والبنى والأسود والمقلم. ونراهن أن مصر سوف تحصل على تعديلات دستورية تكفى لإعادة تعويم الحياة السياسية، وتنقلها من الوقوف إلى الجلوس.نقول ذلك بمناسبة الجلسة التى سيعقدها مجلسا الشعب والشورى بمناسبة عودة الدورة البرلمانية التشريعية، والخطاب التاريخى الذى سوف يلقيه السيد رئيس الجمهورية اليوم الأحد، ليحدد فيه كما جرت العادة ملامح المرحلة المرتقبة، والتى يرتقب أن يقوم البرلمان بمراقبتها. ومع أننا لا نضرب الودع ولا نقرأ الطالع فإننا نتوقع الخطاب الذى سوف يلقيه الرئيس لأنه سيكون شبيها بكافة خطاباته السابقة والأسبق، وسيكون مثلها خطابا تاريخيا، وربما جغرافيا، وفراغيا وهندسة تحليلية، وكبدة ومخ. وسوف تكون المادة السادسة والسبعون موضوعا مهمًا لحديث الرئيس الذى سبق له وأعلن وطالب بتعديل المادة نفسها قبل عام وتم تعديلها بصورة عبقرية، يصعب هضمها أو شمها. وهو ما اكتشفه الرئيس، الذى يرأس الحزب والحكومة والجمهورية ويصدر التعليمات ويقر القرارات. والتعديل تم بعد إجراء الانتخابات بطريقة الاستفتاء، حيث نجح الرئيس وصار رئيسا، وأصبح الشعب شعبا، وهو اكتشاف يمكن أن يضاف إلى أهم الاكتشافات العلمية والسياسية التربيعية فى العالم الحديث، بعد الملف. ونتوقع أن تكون تعليمات الرئيس نبراسا للسادة التشريعيين والحكوميين والحزبوطنيين، ليرتعوا ويقضوا أوقاتا طيبة فى ذكر وأعاد تذكير الناس بأهمية تعليمات الرئيس وفكره الثاقب الذى سبق به عصره والعصور التى تليه. وسوف تسجل مصر هدفا جديدا فى مرمى التاريخ بفضل تعديل المادة التى سبق تعديلها لتصبح أكثر اتساعا وشمولا ووضوحا وتربيعا وتكعيبا. وهو ما ينفى الشائعات التى تتردد وتقول إن السادة خبراء القانون والدستور والسياسة عجزوا عن إنتاج مادة دستورية واحدة. المهم أنه بعد خطاب الرئيس سوف يتحرك رئيس مجلس الشعب واوركسترا القاهرة السيمفونى ليتحدثوا عن شجاعة الرئيس واتساع صدره وعمق نظرته العميقة فى الأساس كل هذا بفضل المادة الدستورية التى سوف يتم تعديل تعديلها السابق لتكون متسعة وقوية وكلها حنية. وبعد كل هذا اللت والعجن على المواطن أن يستريح ويضع فى بطنه بطيخ صيفى أو شتوى لأن تعليمات الرئيس خرجت بمصر من العصر الشمولى إلى عمر مكرم وأصبح من حق أى مواطن أن يرشح نفسه بين أكثر من مرشح لينجح الرئيس ومرشح الحزب الوطنى، وتعيش مصر فى تبات ونبات.

ألا ليت الوزارة تعود يوماً فأخبرها بما فعل الشلوت الرهيب!

في برنامج تليفزيوني أبت مقدمته إلا أن تجمع مجموعة من الوزراء وكم كنت أتمني من مقدمة البرنامج أن يكونوا من الحاليين ولكن وصفوا بالسابقين وراحت تمطرهم بوابل من الأسئلة صاروا أمامها من الحياري وادعوا أنهم من المضحين وما كانوا يوما للمنصب من الطالبين، وبتركه غير عابئين بل فرحوا لكونهم الآن من المتحللين وحقيقة الأمر أن لسان حالهم يقول شأن غيرهم من التاركين: ألا ليت المنصب يعود يوماً فأخبره بما فعل الفراغ الرهيب بمنصب الوزير وصاحب المعالي والهيلمان ومواكب تدعي أنها تحقق الأمان، وسيارات مصفحة ومنتجعات وشطآن، ومصالح ومنافع شخصية طوع البنان للأهل والأصدقاء والخلان، ورحلات مكوكية بالدرجة الأولي، وفي صفوف المقدمة قبل أي إنسان، وإعلام لا ينشر إلا ما يسر الخاطر ويطيب الوجدان، وتأمين للمستقبل الشخصي حتي الأحفاد والولدان وتعطل مصالح الجماهير من أجل موكب صاحب المعالي الذي يشار له بالبنان.
إذا بمقدمة البرنامج تسأل بالحرف وتقول لهم: لماذا الشعب يأخذ عنكم فكرة أنكم سيئو السمعة فلا تعيروه سمع يقظان، وأنتم أهل مارينا وفاخر الشواطئ والخلجان، والواحد منكم يدعي علي الشعب فضلاً وهو المنان، وما أنتم إلا إداريون وسكرتارية عند السلطان.
وإذا بأصحاب المعالي السابقين يقعون في حيص بيص وأسقط في أيديهم وزاغت منهم العينان وقال قائلهم لقد عملنا ما يسعد الإنسان وقال آخر كنت أقابل الشعب حتي الغلمان، ويخرج الكثيرون من لقائي وأنا لم أقض الحاجة ولكن الكل فرحان، يعني بكش وكذب علي المواطن الغلبان، وقال ثالث: كنت أتقاضي راتباً بضع مئات شهرياً تنفق علي أهل حراستي الفرسان، ولم يقل بالتالي كيف يعيش وهو يدعي أنه رائد الحرمان، وإذا بالضربة القاضية تقول لهم إن كنتم صادقين فلم تخلفت مصر وعمها الطغيان، ألا يرجع ذلك للحكومات المتعاقبة التي ما فتئت تقدم رجلاً وتؤخر عشراً بكل عنفوان، فاستشاط أصحاب المعالي السابقون غضبا وقالوا: يكفي أن المواطن اليوم عنده دش في العزب والبلدان وطبعاً لم يذكروا مياه الشرب المختلطة بمياه المجاري التي لا تليق حتي بالحيوان.
الحسين محمد حميد

Sunday, November 19, 2006

لأول مرة: رئيس سنغافورة يطير إلى القاهرة على طائرة ركاب عادية

ربما هو الحدث الأول من نوعه في تاريخ العالم، أن يسافر رئيس دولة إلى جانب مسافرين عاديين، على متن طائرة ركاب عادية، ويفاجأ مستقبليه، بأن "الرئيس" الذي أعد له استقبال رسمي، ينزل مع الركاب من دون "مظاهر رئاسية". وأثار الرئيس السنغافوري، أس. أر. ناثان، دهشة المصريين على الصعيدين الشعبي والرسمي بسبب الطريقة البسيطة التي تصرف بها خلال زيارته إلى مصر.
وأصر الرئيس السنغافوري طبقا لتقرير أعده الزميل أشرف الفقي ونشرته صحيفة "الوطن" السعودية الأحد 19-11-2006 على أن يكون ضمن الركاب المسافرين على إحدى الرحلات العادية ولم يستخدم في زيارته إلى مصر أية طائرة خاصة سواء لدى وصوله أو مغادرته لها إلى الأردن المحطة الثانية لجولته العربية التي بدأها بزيارة مصر.
وكانت مراسم رئاسة الجمهورية فوجئت برسالة من الرئيس السنغافوري يبلغهم فيها أنه سيصل إلى العاصمة المصرية على متن طائرة الخطوط الإماراتية، وهو الأمر الذي أصابهم بربكة حيث لم يعتادوا على استقبال رؤساء الدول على متن طائرات ركاب عادية وتم حل الأمر برمته بالسماح بهبوط الطائرة أمام الاستراحة الرئاسية المخصصة لرؤساء وزوار مصر من الشخصيات الكبيرة، وتم فرش البساط الأحمر من سلم الطائرة إلى مقر الاستقبال، فيما كان ركاب الطائرة يتابعون الاستقبال من نوافذها.
أما رحلة الرئيس السنغافوري إلى مدينة الأقصر السياحية المصرية في جنوب البلاد فتمت على رحلة عادية لمصر للطيران حيث تم حجز عدد من مقاعد الدرجة الأولى للرئيس والوفد المرافق له، وامتنع الرئيس عن تأجير طائرة خاصة رغم أن كلفتها لا تتعدى بضعة آلاف من الدولارات الأمريكية.
وقام مسؤولو مصر للطيران بتجهيز الطائرة وإركاب المسافرين إلى الأقصر على متنها ثم سحب الطائرة إلى مكان قريب من الاستراحة الرئاسية حتى يتسنى إجراء مراسم الوداع الرسمية للرئيس والوفد المرافق له.
وقال مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في تصريحات للصحيفة: "تصرف الرئيس السنغافوري هو من باب ترشيد الإنفاق في ضوء المخصصات المالية الممنوحة له، رغم أن دخل سنغافورة القومي يتجاوز العديد من الدخول القومية لعدد من الدول العربية مجتمعة".

Tuesday, October 10, 2006

يعيش البرنامج فى محاور النوازل

وعلى المقيمين داخلها الذهاب إلى خارجها
يعيش البرنامج فى محاور النوازل
تحت شعار إحنا اللى اخترعنا البرنامج وبفضل الجهود العبقرية لحكومة الدكتور أحمد نظيف الثانية، دخلت مصر مجال الانطلاق نحو المستقبل، وبفضل تفاعل مخصصات الحزب الوطنى مع محاور برنامج الحكومة، مضافا إليهما بقايا تشريعات مستهدفة، وجلسات تحضير أرواح، أصبحت مصر بالفعل، فى حزام الزلازل. الدكتور أحمد أعلن عقب توليه رئاسة الحكومة الأولى أن برنامج حكومته يقوم على ستة برامج تنقسم إلى عدة محاور. وبعد مرور شهور وسنوات ظلت المشاكل هى نفسها، وبقيت المحاور تتمحور حول البرامج.بقيت قضية البطالة، ومشكلات العلاج، والتعليم والإسكان. ولم يفكر الدكتور نظيف فى تعديل برامجه أو محاوره. بالنسبة لمشكلة البطالة فهى من القضايا المزمنة التى تحتاج إلى سنوات وربما إلى قرون، ولا أحد يتعجل الأمر، العاطلون ينتظرون، والحكومة تسير. أما أطرف ما قدمه الحزب الوطنى وحكومته لمواجهة البطالة هو الإعلان عن وظائف تم توفيرها بفضل مساعى الحكومة والحزب، يتم الإعلان عنها على موقع الحزب الوطنى، كل من سعى للسفر للخارج، هو ممن وفرت لهم الحكومة عملا، مع أنها لا تعرف عنه شيئا. وتعتمد الحكومة وحزبها على أن الناس لن تراجع ما يتم الإعلان عنه ضمن تصريحات المسئولين أو غير المسئولين. أما عن العلاج والمرض فحدث ولا حرج، المستشفيات العامة مقابر، والخاصة مقابر بفلوس، والمريض الذى يواجه الموت، يحتاج إلى قرار بالعلاج على نفقة الدولة، غالبا يصدر بعد الوفاة. لم تتزحزح الحكومة ببرامجها ومحاورها نحو قانون التأمين الصحى المجمد منذ دهور، والذى ورد الحديث عنه فى برنامج الرئيس الانتخابى، وبرنامج الحكومة غير الانتخابية، وبرنامج ساعة لقلبك من إذاعة الحزب الوطنى الحاكم. ولا يهم.. إذا كان المواطن يشعر بكثير من الغلاء، والفوضى، ولا إذا كانت البطالة بالملايين، وأن الأوضاع كما هى، فى الصحة والتموين، والإسكان والتعليم، ولا إذا كانت السحابة السوداء لا تزال سوداء، وأنفلونزا الطيور تعود، المهم أن ينعقد مؤتمر الحزب فى موعده، ولا نعرف إن كان الحزب الوطنى عضوا فى النادى السياسى أم أن الحكومة انضمت إلى هذا النادى فى وقت من الأوقات، لكن النتيجة أن كليهما الحزب وحكومته يصران على أن ما يجرى من إنجازات هائلة ورهيبة، هو أمر فظيع وغير مسبوق، وإذا تساءل مواطن عن التناقض بين التصريحات والأفعال، فسوف يخرج له قيادات الحزب ألسنتهم ليؤكدوا له ولكل من تسول له نفسه، أن الفكر الجديد فى الحزب القديم هو فى حد ذاته الإنجاز.. المدهش أن هناك من يندهش من مهاجمة الحكومة والحزب الوطنى، ويدعو بعض السادة أعضاء الحزب الوطنى الأصليين والمنتسبين والملحقين والمنتدبين، إلى عدم مهاجمة الحزب ومؤتمره، وقلبه وأفراحه، على اعتبار أن الحزب يقود قوافل التغيير، ويقدم عروضا مسلية، تتفوق على ساعة لقلبك، أو قدمك أو رأسك.

Thursday, October 05, 2006

يا أمة ضحكت من "وكستها" الأمم!

عندما قامت إسرائيل في عام ١٩٨٨ بإطلاق أول قمر صناعي لها في خطوة وصفت بأنها نقلة علمية عملاقة، لم تقف مصر مكتوفة الأيدي.. في الأسبوع ذاته تم إطلاق الرغيف الطباقي في الأسواق، وأذكر أن وزير التموين في ذلك الوقت أطل علي الناس من تليفزيون الريادة في مؤتمر صحفي حاشد، وتحدث ملياً عن الحدث الذي طال انتظاره، وبشّر الجماهير بأن الرغيف الطباقي زنة ٩٠ جراماً ليس آخر ابداعات وزارته، وإنما الخبراء في المخبز الآلي الجديد عاكفون علي تطوير أجيال جديدة من الرغيف، بعضها محمص و بعضها بدون ردة، وقد أجاب سيادته عن أسئلة الصحفيين وأعلن أن زمن التصاق وش الرغيف بقفاه قد ولّي بغير رجعة، وأن الأجيال الجديدة من الطباقي ستتميز بالدقة في المعايير والمكونات والمدي الذي تغطيه المخابز ،وإصابة الهدف الذي هو في النهاية ملء بطون أبناء مصر. ومع هذا فقد أحس المصريون وقتها بأن الرغيف الطباقي ربما يكون معجونا بالماء الثقيل «قبل تنقيته من المجاري» وتناولوا سيرته بسوء، كذلك حاول بعض الرعاع المشككين(الذين يأكلون شُكُك) أن يثيروا اللغط حول البرنامج الطباقي، وحاولوا أن يعقدوا مقارنة سخيفة بين القمر الصناعي الذي أطلقته إسرائيل بغرض التجسس علي البلاد العربية و بين برنامج مصر الطموح للعيش السُخن، و لكن كتيبة الصحفيين الذواقة الذين حصل بعضهم - في تمييز واضح - علي ألف عيش (ألف عيش بلغة الأفران تعني ٢٠ رغيفا) - أقول إنهم وقد أسكرتهم طعامة الرغيف مع الجبنة بقوطة «كان هذا قبل عصر البعرور والأوزي» - انطلقوا يدافعون عن فكر الحزب الوطني في صيانة الأمن القومي المصري وركيزته الأساسية «الرغيف» وقاموا بإفهام الجمهور الجاهل بأن مصر منذ أن اعتمدت السلام خياراً استراتيجياً لها ومنذ أن آمنت بأن حرب أكتوبر هي آخر الحروب، أصبحت تري أن رفاهية شعب مصر أهم من أقمار التجسس أو السلاح المتطور الذي يغري بالحروب، و لما تساءل البعض عن كيفية حماية الرغيف الطباقي من الوحش الذري الرابض علي الحدود، كان الرد المفحم: بالسلام وبمزيد من السلام!
وهكذا مضت المسيرة سنة وراء سنة حتي دخلت الدنيا في عصر القنوات التي تبثها أقمار صناعية مزروعة في الفضاء.. ومرة أخري تعلو أصوات المشاغبين وأهل «اللماضة» يطالبون بأن نشارك في تصنيع القمر الذي ننوي شراءه و أن نشترط علي الدولة الموردة أن يقوم المهندسون والفنيون المصريون بالاطلاع والمشاركة في كل مراحل تصنيع القمر حتي يكتسبوا الخبرة والمعرفة التقنية كما فعلت الهند.. لا أن نشتري قمراً جاهزاً «تسليم مفتاح» دون أن نتعلم شيئاً. لكن الحكماء كالعادة يتدخلون في الوقت المناسب لينزعوا فتيل الفتنة و يفسروا للبسطاء ما استعصي عليهم، ويتم استدعاء شيوخ الحزب الوطني الذين يقدمون تفسيراً لوذعياً للأمر، ويشرحون للناس أننا خير أمة أخرجت للناس، وأن الله كما سخر لنا الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لنا الأنعام، كذلك سخر لنا الخواجة الأجنبي الذي يسهر في معمله يفكر ويبتكر ويخترع ويصنع أدوات الحضارة من تليفزيون و تليفون و طائرة و سيارة وبلاي ستيشن، ثم نحصل عليها ونحن علي الشلت قعود دون بذل أي مجهود.. فهل نكفر بالنعمة ونقوم نحن بالتفكير والاختراع ونمنح الكفرة خلاصة عقولنا علي الجاهز؟!.
وتمر الأيام ويندثر المشروع القومي للرغيف الطباقي الذي أطلقه علماء الحزب الوطني كبديل آمن عن الأقمار والصواريخ، ويبقي الرغيف الخنفشاري قاسي الوجه والسمات، ويقال إن ضغوطا أمريكية كانت وراء إيقاف البرنامج!.
في الوقت نفسه، أسفرت فضائيات الريادة المنطلقة من أقمار الخواجة «المغفل» عن مواد وبرامج في أكثر من ثلاثين قناة، من فرط حلاوتها جعلت النفس «تجزع» فلم يعد يراها أحد.
وهكذا.. في كل مرة واجهنا تحديا يقتضي استنفاراً علمياً واحتشاداً ذهنياً ونفسياً كان الحزب الوطني يؤثر البعد عن وجع الرأس ويعتصم بالحكمة ويلوذ بالكسل اللذيذ لحمايتنا من التيارات الوافدة، ولم يجد الحزب الوطني أبدا في صفره الكبير ما يدعو للخجل، لأنه علي الأقل يدرأ عنا حسد الحاسدين.
فما الذي حدث يا تري وجعل حزبنا الطباقي يغير اتجاهاته العلمية وتقاليده الراسخة التي عودنا عليها، وينحو فجأة جهة المفاعلات النووية التي طالما خوّفنا منها لأنها قد تفعل بنا ما أحدثه مفاعل تشرنوبيل الشرير بأهل أوكرانيا؟!
لن أدع الحيرة تستبد بي، فأياً كانت الإجابة فالحزب الوطني دائما يعرف أكثر، ومن الحماقة عدم تصديق قياداته، ومن الحماقة أيضا تصديق أصحاب الغرض الآثمون من القلة الحاقدة والشرذمة المندسة وسط الجماهير الشريفة، تروج لمقولات فارغة، ما أنزل الله بها من سلطان، من عينة أن الحزب الوطني إذا قال قولة حق.. فابحث عن السبوبة!.
كلمة أخيرة:
قال الشاعر فؤاد قاعود: غابت مفاتيح الأمان.. وما أسعفتش الكهانه
ما عدت عارف حاطط راسي ع المخدة.. ولاّ مريحها علي دانه
الكارثة مش باينه ملامحها.. لكنها جيانا جيانا

Monday, September 25, 2006

المؤتمر يعوى والحزب يمشى.. والحياة لونها كحلى

ها هو الحزب الوطنى الديمقراطى فى مؤتمره الرابع، يجلس فوق تلها، ويعقد مؤتمره الرابع، نحو المستقبل، بعد أن قضى على الماضى والحاضر والاخضر واليابس. يتجلى فى عامه الثامن والعشرين، ليواصل الفشخرة والادعاء، ويقدم كشف حساب عن الفساد والاحتكار والدمار فى التعليم والصحة والاقتصاد، فى افضل عروض السيرك السياسى والاقتصادى. يقدم اوراق اعتماده كذبا علنيا، مصرا على ان ما يفعله فى الناس هو نوع من الإصلاح، جعل مصر فى ذيل قوائم التنمية والتربية والصحة والالعاب، بناء على تعليمات الرئيس وطبقا لبرنامج الحزب الوطنى، شرفت إخواتك الأربعة. بلا سبب ولا هدف انعقد المؤتمر الرابع للحزب الوطنى وانفض دون أن يعلم المواطن لماذا وكيف. الرابع هو نفسه الثالث، والثانى والاول، والفترة الخامسة هى الرابعة والثالثة.. نفس الكلمات والوعود، والقافلة التى تمشى وتعوى وتقدم أوراقاً. ولا يشعر الحزب الوطنى بالملل وهو يتحدث عن فكر جديد وتتحدث لجنة سياساته ورحلاته عن فكر جديد كاروهات بعد الجديد المقلم، الذى اصابه الترهل وضرب الفساد جذوره. جاء المؤتمر الرابع بعد الأرضى فى مناسبة مرور عام على استمرار الرئيس بين اكثر من مرشح، وفوز الحزب الوطنى بين اكثر من مزور، ليواصل انطلاقته نحو مزيد من التأخر. الحزب يقف فوق رقاب المواطنين منذ 28 عاما، ويقف مع تعليمات الرئيس منها ربع قرن كامل، ومازال ينوى الوقوف مع النفس، بعد أن طلع نفس المواطن من كثرة الفكر الجديد، ويبدو أن الحزب الوطنى أصيب بحالة من زيادة إفرازات الفكر الجديد، جعلته يغرق البلاد بالفكر والورق دون أن ينجز، نجح الفكر الجديد فى مضاعفة البطالة ونشر الفساد ودعم الاحتكار السياسى والاقتصادى، ومازال يصر على أن ذلك لا يدعو للفخر لانه ينوى توسيع دائرة الفساد إلى أقصى درجة، وبخليط من المكاشفة والمواجهة مضاف إليهما المهارشة والمكاسحة يصبح الحزب الحاكم مثيرا لمزيد من الجدل والاندهاش بإصراره العجيب على الاستمرار فى تجريف البلاد. اعترف الحزب وامينه وأمين سياساته وصندوقه يا محمد بنيته مواصلة معجزاته، وقال أمين سياسات حزب المعجزات الديمقراطى وحكومته بدأ جنى ثمار البرامج، وهو يقصد أن قيادات الحزب جنت ثمار البرامج، التى تم تخصيصها لهم، وعلى مقاسهم، فقد فاز قياديو الحزب ولجنة رحلاته بالمزيد من الصفقات، والمقاعد البرلمانية، وجمع بعضهم بين الحديد والتنظيم، والزرنيخ والبلاط، فى سيمفونية غير مسبوقة من الإنجاز الخاص. وحول برنامج المعالم، أو معالم البرامج، اتضح أن برنامج معالم الطريق هو برنامج معالم النهضة والإصلاح السياسى والميكانيكى، ومن حاصل طرح الفكر الجديد من الوطن العظيم. وبالتفاعل بين المتغيرات والتحديات.. طلع الفكر الجديد فى حراك المفاهيم.. بعديد من السياسات، وخليط من الإنجازات بعد تحديث الآليات.. وبرغبة عارمة من القيادات، خاض الحزب الانتخابات وبالأوراق والافتكاسات نجح الحزب ورئيسه فى الانتخابات، وانطلق نحو المنطلقات ثقافة ومقومات.. عاش الحزب الوطنى فى تبات ونبات. وفاز فى الانتخابات بمجهوده وبلا أى غش أو تزييف أو شراء أصوات، واعلن حرصه التام على الاستمرار فوق رقاب الجماهير حتى طلوع الروح. حيث انه من معالم الإصلاح السياسى والقفز الاقتصادى أن ظل رئيس البرلمان رئيسا، والنواب نواباً، والوزراء وزراء، فوق الإرادة الشعبية والمشروعية السياسية والدستورية. وجه الرئيس والأمين العام وامين السياسات تحياتهم الحارة لقيادات الحزب فى المراكز والأزمات، ووبالمرة وجه الشكر إلى حكومة الحزب والدكتور نظيف. كشف لنا مؤتمر الحزب الوطنى الرابع بعد الأرضى أن الحزب لديه عصارة، تقدم عصارة الفكر الجديد للمواطن، مع التحام جماهيرى.. وتخصص منهجى استراتيجى تكتيكى برمائى، يتوجه إلى الأعلى ويطلع إلى اسفل سافلين

Sunday, September 24, 2006

قراءة خاصة في خطاب الرئيس

¨´'تابعت باهتمام شديد خطاب الرئيس مبارك في ختام أعمال المؤتمر العام للحزب الوطني، والذي ألقاه مساء الخميس الماضي. ضاعف من هذا الاهتمام أمران، الأول: حساسية المرحلة التي تمر بها مصر هذه الأيام، حيث تشير دلائل عديدة إلي أن حقبة توشك أن تصل إلي نهايتها المحتومة دخلت بالفعل مرحلة الأفول بعد أن راحت تدب فيها مظاهر الشيب والشيخوخة والعجز، وأن حقبة جديدة مفتوحة علي كل الاحتمالات توشك أن تولد. ومن الطبيعي أن يؤدي القلق علي المولود الجديد في تلك المرحلة الحساسة من مراحل المخاض، إلي اهتمام الكثيرين بمتابعة الخطاب لعلهم يجدون فيه بعض ما يطمئنهم علي مستقبل هذا البلد الأمين.
الأمر الثاني: تزامن الحدث عقب زيارة قمت بها مؤخرا للصين ضمن وفد المجلس المصري للشؤون الخارجية. ومن الطبيعي أن يؤدي هذا التزامن إلي انشغال الذهن بالمقارنة بين تجربة «الإصلاح والانفتاح علي العالم الخارجي» في البلدين واللذين بدآ في نفس الوقت تقريبا. ولأنني لم أعثر في الخطاب علي ما يشعرني بأي قدر من الاطمئنان علي مستقبل هذا البلد الأمين، فقد رحت أعيد قراءة نص الخطاب مكتوبا بعد نشره في الصحف صبيحة اليوم التالي.
ورغم أن مشاعر القلق راحت تتزايد فإنها جعلتني أكثر اقتناعا بنتيجة سبق أن توصلت إليها، وهي أن الرئيس مبارك هو المسؤول الأول والوحيد عن الفشل الذي تعانيه مصر حاليا وأنه أهدر، ولا يزال مصرا علي إهدار، فرصة لم تتح لغيره لإعادة بناء هذا البلد الكبير وتحديثه. ولا أخفي سرا إذا قلت: إن ما دفعني للتوصل إلي هذه النتيجة هو شعور دفين، زاده الخطاب الأخير يقينا، بأن الرئيس مبارك لم يعد يشغله شيء آخر سوي إزالة كل العقبات التي قد تعترض طريق وصول نجله إلي سدة الحكم، حتي ولو كان الثمن هدم المعبد فوق رأس مصر كلها.. دليلي علي ذلك ما يلي:
١- تأكيد الرئيس مبارك في خطابه علي أن العام الماضي شهد، ولأول مرة في تاريخ مصر، انتخابات رئاسية تنافسية بين أكثر من مرشح، كما شهد انتخابات برلمانية لاحقة، وكلاهما أثبت أن الحزب الذي يقوده «يتمتع بثقة القاعدة العريضة من أبناء الوطن». وليس لهذا الكلام من معني سوي أن الرئيس يبدو راضيا تماما عما جري، ويرفض الاعتراف بحقيقة ساطعة تؤمن بها مصر العميقة من أقصاها إلي أقصاها، وهي أن انتخابات الرئاسة كانت شكلية ومطعوناً في مصداقيتها، لأنها لم تسمح لممثلي مصر الحقيقيين بخوضها، وأن نتائج الانتخابات البرلمانية لم تعكس إرادة مصر الحرة، بسبب عبث العابثين.
٢- تعمد الرئيس عدم الإشارة في خطابه إلي نيته في إعادة تعديل المادة ٧٦ من الدستور أو إدخال المادة ٧٧ ضمن المواد التي يرغب في طلب تعديلها مستقبلا، علي الرغم من تأكيده أن العام القادم سيكون عام التعديلات الدستورية. أكثر من ذلك فالرئيس يري في التعديل الذي تم إدخاله العام الماضي علي المادة ٧٦، والذي علي أساسه جرت الانتخابات الرئاسية، تأكيداً واضحاً علي «حاكمية الدستور ومرجعيته وترسيخاً للنظام الجمهوري». وليس هذا هو ما تراه مصر العميقة، والتي تجمع علي أنه لا معني لأي تعديلات دستورية لا تتضمن إعادة تعديل للمادة ٧٦ بما يسمح بانتخابات رئاسية حقيقية، وتعديلاً للمادة ٧٧ بما يسمح بعدم جواز شغل منصب الرئاسة لأكثر من فترتين متتاليتين، وتري في رفض الرئيس المساس بهاتين المادتين دليلا إضافيا علي أن النية باتت مبيتة، ليس فقط لقطع طريق الرئاسة أمام أي مرشح آخر غير جمال مبارك، وإنما منح هذا الأخير أيضا فرصة البقاء في السلطة مدي الحياة.
٣- الإصرار علي أن إجراء التعديلات الدستورية من خلال نفس الآليات المنصوص عليها في الدستور الحالي والتي تمكن الرئيس من أن يصبح المتحكم الوحيد في صياغاتها النهائية. صحيح أن الرئيس رحب في خطابه «بكل رأي وطني مخلص»، إلا أنه لم يوضح الآلية التي يمكن أن تعبر تلك الآراء الحرة عن نفسها من خلالها، مكتفيا بالإشارة إلي «مجالسنا النيابية» التي سيتم استطلاع رأي «نواب الشعب» في هذه التعديلات من خلالها. ولأن نواب الحزب الوطني هم الذين يسيطرون علي هذه المجالس، فمعني ذلك أن الرئيس الذي سيقترح التعديلات هو نفسه الذي سيتحكم في آليات إقرارها.
فإذا ما نحينا الأوضاع الداخلية جانبا، وألقينا نظرة علي ما ورد في خطاب الرئيس حول السياسة الخارجية وقضايا الأمن القومي فسوف نجد أنه مليء بالتناقضات، وينطوي علي محاولة مكشوفة للتنصل من المسؤولية عما صلت إليه عملية التسوية من مأزق وآلت إليه أوضاع المنطقة من تدهور. يقول الرئيس في خطابه: «خضت حروبا دامية، واتخذت - ولا أزال - قرارات صعبة وسط تحولات إقليمية ودولية تفرض تحديات عديدة في علاقاتنا بدول المنطقة وقوي العالم الكبري..
حافظت علي السلام وسط رياح عاتية وأزمات متتالية، فشهدت مصر أول فترة في تاريخها الحديث دون حرب ودون احتلال يمتهن سيادة الوطن وكرامته، وأكدت بمواقفنا وسياستنا مصداقية مصر، وكسبنا ثقة أشقائنا في العالم العربي وثقة شركائنا الدوليين، ونوظف علاقاتنا العربية والدولية لخدمة قضايا الداخل وبناء المجتمع المصري الذي نسعي إليه.. وكان عهدي لكم ولا يزال ألا أنجرف لمغامرات تقامر بمستقبل الوطن وموارده وأرواح أبنائه». ثم أنهي الرئيس خطابه بهذه العبارة الطنانة: «لم ولن أتخذ قرارا سعيا وراء شعبية جماهيرية وقتية، وعهد أجدده أمام الله وأمام الشعب أن أواصل تحمل مسؤولية الوطن بأمانة وشرف».
فهل يسمح لنا السيد الرئيس بأن نذكره بحقيقة لا مراء فيها وهي أنه لم يكن «في جميع الحروب التي خاضها» صانع قرار الحرب، اللهم إلا إذا كان يشير هنا إلي قراره بالمشاركة في «حرب تحرير الكويت»، التي كانت حربا أمريكية قبل أن تكون مصرية أو عربية، وبداية لمشروع «الشرق الأوسط الأمريكي الجديد» الذي يرفضه الرئيس الآن، ويحذر منه.
وكيف يستقيم تأكيد الرئيس علي أنه «حافظ علي السلام»، في نفس الوقت الذي يعترف فيه بـ «إخفاق عملية السلام وتوقفها» ومطالبة القوي الدولية «بالاعتراف بهذه الحقيقة»، أو تأكيده علي كسب ثقة الأشقاء في العالم العربي وثقة الشركاء الدوليين، بينما العدوان الإسرائيلي في فلسطين ولبنان والعدوان الأمريكي في العراق والأطماع الدولية التي تتجه نحو تقسيم السودان، خاصرة مصر الجنوبية، تزداد وحشية وضراوة. وكيف يستقيم تأكيد الرئيس علي نجاحه في توظيف علاقات مصر العربية والدولية «لخدمة قضايا الداخل»، في وقت تزداد فيه البطالة وتتدهور الخدمات ومستويات معيشة الغالبية الساحقة من الشعب المصري، وتبدو اختلالات هياكل الأجور والدخول بوضوح غير مسبوق في تاريخ مصر.
حين جاء الرئيس مبارك إلي الحكم في مصر كان من سبقوه قد مهدوا الطريق أمام انطلاقة كبري نحو التنمية والبناء ودفعوا الثمن غاليا. فالرئيس عبدالناصر خاض معركة الاستقلال والتحرر من الاستعمار قبل أن يدفع حياته ثمنا لهزيمة ٦٧، والرئيس السادات خاض معركة التسوية قبل أن يدفع حياته ثمنا لمعاهدة السلام التي أبرمها مع إسرائيل. ولأنه لم يكن مطلوبا من الرئيس مبارك أن يخوض أي مغامرات أو مقامرات، كما اضطر أسلافه، فقد كان يكفيه أن يبني علي ما أنجزوه وأن يتحاشي الوقوع فيما أخطأوا فيه، وأن يستغل مرحلة «السلام» الذي صنعه غيره لإعادة بناء مصر وتحديثها. ولو كان قد فعل لحقق لوطنه ما لم يحققه له أي من سلفه.
لكن تحوله المفاجئ إلي شخص آخر بعد سنوات قليلة من وصوله إلي السلطة، ولأسباب لا يعلمها إلا الله، حال دون تمكنه من القيام بهذا الدور. وليس أدل علي حدوث هذا التحول من إقدامه علي التصريح علنا بأن سبب عدم تعيين نائب له هو عدم عثوره علي من هو مؤهل لشغل هذا المنصب أو جدير به. ومن السهل علي رئيس يعتقد بأنه لا يوجد في بلد، تعداده أكثر من ٧٠ مليون نسمة، من هو مؤهل لشغل منصب نائب الرئيس أن يؤمن بالطبع أن ابنه هو الوحيد المؤهل لشغل منصب الرئيس.
وربما يكون هذا هو الفارق الرئيسي بيننا وبين الصين، والتي يستعد الرئيس مبارك الآن لزيارتها للمرة التاسعة في نوفمبر المقبل بمناسبة انعقاد القمة الصينية - الأفريقية. فهل يسمح لنا فخامة الرئيس أن نذكره بأنه تعاقب علي حكم الصين، التي يقودها حزب شيوعي يفترض أنه شمولي، ثلاثة رؤساء خلال فترة رئاسته، ليس من بينهم ابن رئيس سابق.
لقد كان انتصار التيار الإصلاحي والبراجماتي في حزب شمولي، هو الذي مكن الصين من تحقيق انطلاقتها الكبري. أما أحلام توريث السلطة، وبصرف النظر عن قدرات المرشح لها، فلا يمكن أن تحقق إلا الخراب.

Friday, September 22, 2006

المؤتمر الحزبى الوطنى و انطلاقة تانية؟

انه يسرنا نحن حكام و المتحكمين فى امور البلاد و العباد ان نقول انه قد نجح مؤتمرنا
و اوراقنا و همبكتنا و الحمدلله و نقول للشعب عليكم كلكم واحد؟؟؟
من داخل اروقة المؤتمر الطالع و الذى قد نجح فى جميع الانجازات؟والبدنجانات؟
و من طريقة اللف و الدوران بلا حدود ما العزبة عزبتنا بقى؟؟؟
دوخنا الصحفيين فلا توريث مع انه موجود و بيحصل؟؟
و اللى ابوه راجل يثبت علينا حاجة؟؟
و ابو بدرواى يقول جمال حبيبي جاى و جمال يقولك لا لا انا مش جاى؟؟؟
و الناس تقوله و النبى تيجي؟؟
يرد عليهم اصل انا بامشى جوه الجزمة الاول؟؟؟؟
و مبارك يقولك جايلكوا تعديلات اية و النبى لوز من على وش القفص؟؟
و بجنيه و نص وتعالى بص؟؟؟
و ان شاء الله المواطن محلول الدخل هيحس بالتغييرات بعد عشروميت سنة بس
و فات الكتير مش باقى غير فركة كعب عشرتاشر سنة بس؟؟؟
و احنا شعب قبيح بيتريق على الحكام؟
و نستاهل عشان نبطل تريقة؟؟
يالا عقبال انجالك يا عم جمال و نبقى لو عشنا نحارب توريثهم برضه و كل
سنة و احنا نايمين؟؟؟؟؟؟؟

Tuesday, September 19, 2006

فى مهرجان النظام التجريبى فكر جديد بالكلور والزهرة

الالتهاب الرابع للحزب الوطنى الفيروسى
نظام لا يتسرب إليه البلل وإرادة لا يؤثر فيها تصادم القطارات، او انفلونزا الطيور او سقوط المنازل وغرق العبارات يعقد الحزب الوطنى الديموقراطى مؤتمره الرابع، ليواصل جلوسه فوق اعناق الجماهير. وبعد انتخابات رئاسية استفتائية وانتخابات برلمانية افقية، وانجازات فظيعة لم تحدث فى السابق واللاحق يعود اليكم الحزب الوطنى الفيروسى بالتهاباته ليجدد البقاء، ويورث الاستمرار، تحت كوبرى الاستقرار. اعلن الحزب اصراره الرهيب على استكمال الانجازات الفظيعة، فى مؤتمر تجريبى، يواصل به تجاربه فى الشعب المصرى من خلال الفكر الجديد الذى ينتظر ان يعرض هذا العام فى عبوات اقتصادية مضاف اليها الكلور والزهرة، ليكون الإصلاح أكثر بياضا. وكما اعلن امين عام الحزب الفيروسى فإن الإصلاح الشامل قادم ومستمر. فى فكر الزعيم مبارك وقلب الحزب الوطنى وعقل أمانة السياسات. وكلى وكبد ومعدة وطحال امانة الامانات. ويقدم الحزب الوطنى عدة مفاجآت فى مؤتمره الرابع، اولها مواصلة الفكر الجديد بانطلاقة ثانية، فى منظور منشورى، يمهد لمزيد من الجديد السابق فى برلمان يضم أغلبية مزيفة، احتلت مقاعدها بشراء الاصوات ونظام انتخابى يتكون من ناخبين ومرشحين وإشراف قضائى وصناديق زجاجية وحبر فسفورى. كلها حبر على ورق حيث الحكومة تشرف على انتخابات الحزب، الذى تتبعه، فى نوع جديد من الاصلاح، رئيس الدولة والحكومة والحزب الوطنى يترشح لينجح فى منافسة مع نفسه. ليعود الحزب الذى يرأسه الرئيس ويدخل الانتخابات بمساندة حكومة الحزب. لنجد انفسنا امام نوع نادر وغير مسبوق من الاصلاح السياسى الاصلى والاحتياطى. وبعد انتخاب الرئيس مبارك لفترة خامسة، بين اكثر من مرشح لم ينجح منهم احد، يتوقع ان يستمر الحزب الوطنى فى مراجعة برنامج الرئيس، تمهيدا لعرض الحلقة الثانية منه فى شهر رمضان مع الفوازير والمسلسلات، امعانا فى تسلية المواطن وكيد العزال، وتعميم الكوارث بالاشتراك فى الارباح. وينطلق حزب الأغلبية من رؤى برامجية افقية، تقوم على رأسية الكلمات المتقاطعة، لتسير نحو اصلاح سياسى غير مسبوق يقوم على تثبيت الوجوزة والسياسات، والتصادمات فى القطارات والسيارات. لتتواصل هيمنة الحزب على كافة المقدرات السياسية والاقتصادية وتعميق الاحتكار الاقتصادى لأمين التنظيم ليتماشى مع احتكاراته الاقتصادية وصولا الى نظام احتكارى بفكر جديد هو نفسه الفكر القديم لتتقابل الاصالة مع المعاصرة، وممارسة الحقوق السياسية، مع ممارسة العملية الاقتصادية فى ممارسة متواصلة. ومن حسن الطالع أن المؤتمر الرابع للحزب الخامس، ينعقد متزامنا مع تصادم القطارات، وعودة انفلونزا الطيور، وكل الشواهد تشير الى ان المصريين اصابتهم عدوى بالحزب الوطنى الفيروسى، الذى لا يريد مغادرة حياتهم. وتختلف اعراض الحزب الوطنى لأنها اقسى واكثر استمرارا من اعراض الالتهابات الفيروسية الكبدية. والحزب الفيروسى عدواه اوسع انتشارا يمكن ان تغطى مساحات شاسعة من الارض، وتصل الى اعماق مصر. كما ان من اهم اعراضه الفساد والرشوة والمحسوبية، وزيادة افرازات الفكر الجديد الذى ليس له علاج كما انه قادر على تحوير نفسه ليقاوم العلاج. وقد اصيب المصريون بالتهاب الحزب الوطنى الفيروسى منذ سنوات طويلة، لم يخرج من اجسامهم، ويزداد اعراض الالتهاب الحزبوطنى اثناء الانتخابات والبرامج والمؤتمر العام. وانعقاد المؤتمر الرابع للحزب الوطنى الثلاثين متزامنا مع الذكرى الاولى للعام الاول من الانتخابات الرئاسية الاولى للرئيس مبارك والتى نجح فيها وحيدا وسقط منافسوه فى انتخابات دائرية، ليدخل الرئيس عامه الخامس والعشرين فى حكم البلاد. كل هذا متزامنا مع مهرجان المسرح التجريبى حيث الحزب التجريبى والانتخابات التجريبية.

Sunday, September 17, 2006

كل سنة وانتم طيبين .. واحنا لأ

كل سنة وانت طيب ، كلمة هتسمعها من دلوقتي لغاية بعد العيد الصغير ، يخلص العيد الصغير تلاقي العيد الكبير وراه ، صدفة غريبة ..انا بقول كده برضه ، كل سنة وانت طيب بقت كلمة تسمعها طول السنة في اشارات المرور والمطار ومع كل سواق تاكسي وكل حد حابب يقدم خدمة مفروض انها من طبيعة عمله ، ده غير اننا ممكن نسمعها حتى اوقات الموت ، الراجل بتاع المقابر ممكن ينسى ويقولها لك بحكم العادة يعني
لكن ليه الناس اللي محتاجين يسمعوا الكلمة دي فعلا محدش بيقولها لهم ؟ مش لازم تتقال بوقيقي يعني عشان يبقى اسمها اتقالت وخلاص، في الحقيقة في ناس بيتملكها الحزن والاسى من الكلمة دي بالذات ، ومن فرحة الناس بالاعياد والمواسم عموما ، لانهم مبيلاقوش حد يقولهم كل سنة وانتم طيبين من قلوبهم و بجد ، مبيسمعوش من حد كلمة تهنئة مصحوبة بحب وود مش بشفقة وعطف لمجرد القيام بواجب وخلاص ، عارف مين بيقول كل سنة وانتم طيبين واحنا لا؟
كل دول بيقولوها
كل اب وام ولادهم وبناتهم اتلهوا في حياتهم وقسوا عليهم وبيقولوها لهم لما يفتكروا بتليفون ووعد بالزيارة ، كل اب وام مسن ولاده كرموه ورموهم في شقة بدل دار المسنين عشان سمعة العيلة واكراما ليهم ! وبياخدوا لهم اكلة في رمضان ويروحوا ياكلوها ! ... كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ
كل طفل في ملجأ بيجيبله زوار من السنة للسنة لانه في دار مش مشهورة ولان الحياة بتاخد الواحد ، بيطبطبوا عليهم وشوية هدايا وشفقة وعطف .. ونشوفكم بعدين .. ويمشوا وميرجعوش الا بعدها بسنة في نفس الوقت ! .. كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ
كل طلاب ابتدائي اللي بيروحوا المدرسة ويشوفوا سندوتشات اصحابهم ويبقوا مكسوفين يطلعوا سندوتشاتهم بعيش الفرن ابو شلن عشان محدش يتريق عليهم .. بيفرحوا برمضان عشان هيعملوا صايمين وميطلعوش سندوتشاتهم ، اصحابهم يتكلموا عن الياميش وهم ميعرفوش الا التمر ! .. كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ
كل سواق اتوبيس عام بتيجي عليه ساعة الفطار وميقدرش يروح ياكل مع ولاده وشايف العربيات ادامه بتجري عشان تلحق ، والركاب واقفين وبيستعجلوه عشان يوصلوا ياكلوا مع ولادهم وهو لا ... كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ
كل فلسطيني بيتفرج على قناة مصرية او خليجية ويشوف الجنون الاستهلاكي ومظاهر الاحتفال وهو يدوب مستني يقبض راتب متاخر عشان يقدر يدفع مديونياته ويكفي بيته باقل الزاد .. كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ
كل معتقلي النظام اللي مبيبقوش على ترابيزة الأكل مع اهلهم في اول يوم رمضان... كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ
كل ضحايا عبارة السلام اللي لسه عايشين ومحدش عارف مكانهم .. كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ
كل بواب بيشيل اكياس مؤن رمضان عن السكان ويبقى مستنى بواقي الاكل.. كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ
كل المرضى في الدمرداش ومعهد الاورام ومستشفيات التأمين الصحي ... كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ
كل ست كبيرة مريضة مصممة تصوم اليوم اللي هتنزل فيه تقف في الطابور عشان تقبض المعاش ..سبعين جنيه ! كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ
كل الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي..كل معتقلي جوانتنامو .. كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ
كل فقير لا يسأل الناس إلحافاً ، قافل عليه بابه بهمومه واوجاعه وراضي بالفول البيتي وزبدية على الفطار.. وفي السحور.. في رمضان .. وطول السنة ! كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ
كل اطفال الشوارع اللي بيستنوا مائدة الرحمن عشان هياكلوا فيها اكل بني ادمين .. كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ
كل سنة وانتم طيبين... واحنا لأ

Thursday, September 14, 2006

«أبونضارة» يقرأ لكم مانشيتات «المصري اليوم» أول أبريل ٢٠٢٥

كعادتي كل صباح أتكأت علي العصا الخاصة بمساعدتي في المشي وصلت إلي بائع الصحف ألقيت بنظرة سريعة علي المعروض فوجئت ما شاء الله بإصدرات «المصري اليوم» للطباعة والنشر - الفن - اليوم - الرياضة اليوم - الطفل اليوم وغيرها، ولكن نظراً للغلاء الفاحش اكتفيت بإخراج قطعة من النقود المعدنية فئة الخمسين جنيهاً وأكتفيت بشراء جريدة «المصري اليوم»، بجانب إحدي الجرائد القومية، أعطاني البائع الباقي وكان ثلاثة قطع من المعدن أيضا فئة كل قطعة عشرة جنيهات.. عدت إلي المنزل وامسكت بالجريدة القومية واكتفيت بقراءة بعض العناوين البارزة في صدر الصفحة الأولي وكانت كالأتي.. العالم يشيد بخطاب الرئيس جمال مبارك.. جمال مبارك: الاحتلال الإسرائيلي لكل من لبنان والأردن وسوريا يعرقل مسيرة السلام.. بعد احتلال أمريكا الكامل للعراق تهديد أمريكا وإسرائيل بضرب الكويت والسعودية سيؤدي إلي زيادة الإرهاب في المنطقة. الذين يطالبون بعودة قانون الطوارئ وإلغاء قانون مكافحة الإرهاب عاوزين يولعوا في البلد حريقة بعد ترشيحي للمدة الرابعة أفكر بجدية في تعديل المادة ٧٦.. تركت الجريدة جانباً وأمسكت بجريدة «المصري اليوم» ولفت نظري بالداخل بعض الأخبار الخفيفة.. علي مسؤولية وزير البيئة أتعهد بالقضاء علي السحابة السوداء.. مستثمر أمريكي يتقدم لشراء مترو الأنفاق بجميع خطوطه بخمسين مليار جنيه.. ونائب مستقل يطالب بوقف البيع لعدم الشفافية ومعللاً أن المحطة الواحدة لا يقل ثمنها عن خمسة مليارات جنيه.
رئيس الوزراء من منطلق برنامج الرئيس جمال مبارك خطة للنهوض بالتعليم والصحة وبناء مليون مصنع لتوفير عشرة ملايين فرصة عمل للشباب، تغيير بعض رؤساء مجالس إدارات بعض الصحف القومية وهناك اتجاه قوي لتعيين الأستاذ «مقبول الفار» لقيادة مؤسسة كبري.. اتجهت بعد ذلك لصفحة الحوادث بدأت بخبر أسعد الجميع يقول الخبر: مصدر أمني رفيع المستوي صرح بمناسبة انتصارات أكتوبر العفو عن دفعة من الصحفيين من سجن وداي النطرون «٧» والمتهمين في قضية سب رئيس أمريكا.. ثم تلاه خبر بغلق ملف أكبر قضية فساد باستيراد ١٥٠ طن فياجرا تسببت في خصوبة الرجال.. وأخيراً براءة جميع المتهمين في حادث قطار كفر الشيخ والذي راح ضحيته ٧٠٠ راكب بعد أن ثبت أن المتهم هو الجزرة، وصلت إلي صفحة الرياضة وهي من الصفحات المميزة للمصري اليوم وكانت بعنوان «انباوي».
بثلاثة أهداف نظيفة فاز فريق الشرقية «للدخان» علي فريق «البن» الأثيوبي في نهائي بطولة رابطة أبطال الدوري لأفريقيا.. سجل الأهداف علي التوالي علي «فلتر» ونعيم «العقب» واللاعب المغربي المحترف جمال «غليون» وقد أشاد المدرب البلغاري لفريق الشرقية نيوكتين، بأداء الفريق وكفاحه حتي «النفس الأخير» وصرح رئيس النادي فرج «التبغ» أن صرف المكافآت سيتم بعد المباراة الفاصلة «للسوبر» مع «السكر» الكيني.
خبر آخر.. صدي هزيمة المنتخب القومي من فريق منتخب تشاد بخمسة أهداف نظيفة مازال قائماً.. هذا وقد صرح المدير الفني للمنتخب إبراهيم سعيد أن التجربة مفيدة وعلل بأن عدم إشراكه لبعض النجوم أمثال فلفل الحشاش.. ورضا بانجو جاء لإرساء قاعدة للأخلاق والقيم.
في الصفحة الفنية أول الحوار للسيدة روبي بعد اختيارها نقيبة للكليبات أصدرت فيه فرماناً بأن مطربة الكليب التي لم تلتزم بلبس قطعتين أثناء تأدية وصلتها ستتعرض لعقوبة شديدة.. ثم طالبت بإلغاء تشفير ملابس المطربات والعودة لزمن الفن الجميل لنانسي عجرم وهيفاء وسميرة وبالمناسبة اليوم يوافق ١ أبريل لعام ٢٠٢٥

Saturday, August 26, 2006

الريس والبتاع, ارحمنا يارب

kenooz احداث الحرب الجارية فى لبنان بين حزب الله والكيان الصهيونى
.. وكان استعراض قناة الجزيرة لتصريحات الرؤساء عبر تنقل سريع بين تصريح كل رئيس وآخر ..
أما تصريح السيد الرئيس محمد حسنى مبارك فقد جاء على هذا النحو :" دى خسارة كبيرة .. خسارة لاسرائيل .. وخسارة للبتاع ده " .
وقد توقف المحللون السياسيون كثيرا أمام هذا التصريح الخطير للسيد الرئيس الذى يعكس مدى الأزمة التى تعيشها المنطقة العربية والشرق الأوسط .. وإن كان المحللين الساسيين اختلفوا حول تفسير المقصود من " البتاع ده " .. فقد ذهب البعض إلى أنه يقصد " فلسطين " بينما ذهب آخرون إلى أنه يقصد " لبنان" .. و آخرون قالوا أنه يقصد " حزب الله " .. وقال آخر أنه يقصد " المنطقة العربية " .. بينما الغالبية استقرت على أنه يقصد " حاجة قلة أدب " .. وليس من المستغرب أن يتذكر السيد الرئيس جيدا اسم اسرائيل .. بينما يغيب عن ذهنه أسم لبنان أو حزب الله فيستعيض عنهم بكلمة " البتاع ده " .. وهذا أمر طبيعى طبقا لسياسة سيادته . إلا أن ما يهمنا بالطبع فى تصريح سيادته هو ما يعكسه من مواقف سياسية وتاريخية .. فى توقيت تمر فيه الأمة بلحظات فاصلة .. فقد جاء تصريح سيادته كما عودنا دائما طوال الخمسة وعشرون عاما الماضية .. ليس له معنى ولا لون ولا طعم .. مجرد أى كلام مع مزيد من التشويح باليد لاظهار مدى التأثر وصعوبة الموقف وصعوبة اتخاذ القرار علما بألأن سيادته لم ولن يتخذ قرار طوال حياته ولا حتى بعد مماته . استمعت الى تصريحات سياسية على مر حياتى من كل لون وطيف .. من زعماء ومن رؤساء ومن غير ذلك .. من مثقفين وغير مثقفين .. فى مؤتمرات وندوات ومظاهرات .. فى اعلام وصحافة وفضائيات .. لكننى لم أسمع فى حياتى تصريح سياسى ينتهى بكلمة " البتاع ده " ... فكلمات الرؤساء وتصريحاتهم منها ما يصبح ملازم لقائلها تاريخيا .. فمثلا عبد الناصر دائما ما تتذكر معه العبارة الشهيرة " تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس شركة مساهمة مصرية " .. والسادات تتذكر معه عبارة " سوف أذهب الى اخر العالم .. الى بيتهم .. الى الكنست ذاته " .. فهل تعتقد أننا سوف نتذكر مع حسنى مبارك العبارة الشهيرة " دى خسارة للبتاع ده " ؟؟؟كان الله فى عون مصر .. وشعب مصر .. والبتاع ده !!!!!و غطينى وصوتى يا أمه
!!!--------------------------------
ردود أفعال متباينة بين قادة العالم : أثارها تصريح السيد الرئيس حول البتاع ده
ففى مدافن رام الله صرح المرحوم ياسر عرفات قائلا : يا بتاع ما يهزك ريح .. هذا شعب المقهورين
بينما علق محمود عباس أبو مازن قائلا : لا يحق لمصر التدخل فى البتاع الفلسطينى
وعلق جاك شيراك قائلا : إن عدوان اسرائيل على لبنان يعرض عملية البتاع للخطر
.بينما صرح العاهل الأردنى بأن حزب الله يتحمل نتيجة البتاع الدائر فى المنطقة العربية
عمرو موسى الأمين العام لجامعة البتاع العربية صرح قائلا : أن الحديث عن البتاع مجرد أوهام .. فالبتاع مات ودفن منذ زمن
رئيس الوزراء الصهيونى أولمرت صرح قائلا : وقف اطلاق النار معلق على نزع البتاع ده بتاع حزب الله .
بينما جورج بوش صرح قائلا : لابد من محاسبة سوريا على البتاع ده
وزير خارجية الإمارات قال : لسنا مستعدين للحرب الآن .. ولا تحملوا البتاع ده اكثر مما يحتمل
الأخ العقيد معمر القذافى قال : اعلان قيام دولة اسراطين سوف ينهى مشكلة البتاع ده .
متحدث باسم حزب الله صرح قائلا : اذا لم تتوقف اسرائيل .. سوف نقصف حيفا بالبتاع ده .
كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية قالت : أن سوريا وايران يمدنا حزب الله بالبتاع ده .
مصدر سعودى حمل البتاع ده مسئولية ما جرى وقال : هذه مغامرات يتحمل نتيجتها شعوب البتاع ده .
ولازالت ردود الفعل تتوالى ....
وكما قال أحمد فؤاد نجم فى قصيدة البتاع :
يبقى البتاع فى البتاع والناس صايبها الذهول
وإن حد قال ده بتاع يقولوا .. مش معقول

Wednesday, August 23, 2006

الطلوع إلى النزول والخروج من الدخول

kenoozبرنامج ورقة المؤتمر الرابع للحزب السادس

الطلوع إلى النزول والخروج من الدخول

علينا أن نجهز أنفسنا ونرهن حاضرنا ومستقبلنا وننتظر أن يهل علينا الحزب الوطنى الديموقراطى المقلم بفكره الجديد الذى يغسل اكثر بياضا. وعلى كل مواطن أن يستعد ويجهز نفسه لاستقبال الفكر الجديد بشرط أن يكون الوعاء غير مثقوب.
ومن حسن طالعنا، ونازلنا أن قيض الله لنا حزبا كالوطني، قادراً على تغيير فكره عشر مرات فى اليوم، خصوصا ومن كل بد أن الحزب الميمون أعلن انه بصدد طرح رؤية واقعية لاستكمال برنامج مبارك، أما عن المكان والزمان فهو مؤتمر الحزب الرابع، بعد الأرضى والذى سوف ينعقد قريبا على مسرح السياسة. وقد جهز الحزب كعادته برنامجا حافلا بالمفاجآت، التى من شأنها أن تقلب الترابيزة، والأوضاع، ومن بين المفاجآت المزمعة، تجهيز ورقة العمل السياسية، التى تشبه الأوراق السابقة، والأسبق التى جهزها الحزب لتجعل الأداء السياسى أكثر مرونة والأداء الاقتصادى اشد سيولة، وتفرض مزيدا من الانطلاق نحو الآفاق، وصولا للخطوط المستعرضة، للأفكار المستطيلة، والدائرة شبه المنحرفة للقفزة السياسية الكبري، التى تطلع من عمر مكرم، على كورنيش النيل.
وأكد الأمين العام للحزب الوطنى بفكره الجديد السيد صفوت الشريف أن الورقة المزمعة، تحتوى على كافة البروتينات والنشويات والأملاح والفيتامينات، التى لو تناولها المواطن بانتظام فى صورة أقماع، من شأنها أن تسهل الانطلاق نحو الطلوع الطالع، وتدخل بنا إلى عصر مليء بالازدحام، المملوء بالبنزين.
ولم يكتف الحزب الوطنى بما فعله فى البلاد من إنجازات مهولة، لكنه حريص كل الحرص على مواصلة إنجازاته حتى آخر مواطن.
وواضح أن الحزب الوطنى لم يكتف بما فعله حتى الآن ويصر إلحاحا على مزيد من الإصلاح فى المكان والرجوع إلى الأمام وراء الخلف.
واكتشفنا أن الحزب له هيئة مكتب، والمكتب له هيئة حزب، والحزب لديه حكومة طالع له حزب، وبناء عليه فقد أقرت هيئة مكتب أمانة الحزب الموضوع الرئيسى المقرر طرحه على المؤتمر المزمع فى سبتمبر وهو البرنامج الانتخابى للرئيس. الذى تقدم به العام الماضى ولم يحقق منه شيئا حتى الآن وينوى الحزب الإعلان عن بدء الانطلاق نحو تنفيذ البرنامج، وتحويله إلى ورقة، تعرض على المؤتمر الخامس فالسادس، فالسابع وعليكم جميعا واحد. ومن يعترض يمكنه مقابلة الحزب، أو هيئة مكتبه. وقد اجتمعت الهيئة التى تضم كلاً من زكريا وجمال و مفيد و عز وعلي.. تحياتى إلى أمانة السياسات، ولجنة الأوراق اطمأنوا وطمأنونا. تحياتنا إلى كل من شرف بالحضور أو البرق أو الرعد، أو النوم والصحيان، وفى انتظار خطاباتكم وبرنامجكم الذى يبشر بمزيد من البرامج.
ويتوقع أن يغير الحزب رمزه من الجمل والهلال، على البرنامج والورقة، والحمار والبردعة، تأكيدا على روح الركوب التى تلبست الحزب خلال المرحلة القادمة. بالإضافة إلى شعار الحزب برنامجنا ضرب برنامجكم يعرف برنامجكم يضرب برنامجنا زى ما برنامجنا ضرب برنامجكم، وسوف يقسم الأغنية إلى محور المحاور، مع كورال تعليمات الرئيس، وأوركسترا البرامج السيمفوني. وسوف يتم عرض الشعار على الرئيس، ليوافق عليه، مع ورقة، حول الإصلاح السياسى الذى يقوم على البقاء على الأحوال، حتى يبان لها أصحاب.
أما عن جدول أعمال المؤتمر فيقوم على التوافق بين الحزب والحكومة، مع دعوة ممثلين من الداخل والخارج للفرجة على أحوالنا، وتعليمات الرئيس للحزب وحكومته، انتظارا لأتوبيس الإصلاح، الذى هو بلا فرامل.
ومن الوحدات الحزبية، إلى القاعدية، انطلاقا من النملية، والعبارة التى فى الدوبارة، نطلع إلى النزول، خروجا من الدخول، لان مبادرات الرئيس كما قال السيد الأمين العام حول التطور السياسى والاقتصادى فجرت الحاك السياسي، وفجرت المواطن نحو الانفجار، وسوف تفجر المواطن من الداخل والخارج وتخرجه من ملابسه نحو الديموقراطية العارية.
وفى انتظار أن يندمج الحزب الوطنى مع الجماهير ويلتحم فى قاطرة الانطلاق نحو الانبلاج. والتفاعل مع التكامل، والتفاضل مع حساب المثلثات والهندسة الفراغية. ليكون نواب الحزب امتدادا حقيقيا لنواب الوطني. وان تلعب الحكومة مع حزبها لعبة عسكر وحرامية. وهذه هى الموضوعية والشفافية فى القاهرة والقليوبية. باستحداث المجالس الشعبية و الإدارة المحلية لدعم اللامركزية و الوحدات الحزبية
.

Thursday, August 17, 2006

god bless him

مستجير.. الأديب والشاعر يرحل عن محراب العلم في الثانية والسبعين كتب محمد عبدالخالق مساهل
انتقل إلي رحمة الله تعالي الدكتور والعالم الشامل أحمد مستجير أمس، عن عمر يناهز «٧٢ عاماً»، إثر إنسداد في شرايين المخ.
داهمت الحالة المرضية الدكتور مستجير أثناء رحلته السنوية إلي النمسا، التي اعتاد العودة منها في منتصف أغسطس أو بداية سبتمبر.. وجري نقله إلي المستشفي بطائرة هليكوبتر، وأجريت له جراحتان علي مدار الأسبوعين الماضيين، ولكنه لم يستجب للعلاج، وظل في حالة الغيبوبة، بينما حاول الأطباء تنويمه حتي لا يشعر بالألم.
ويرافق ابنه طارق ـ الذي ذهب إليه قادما من جنوب أفريقياـ جثمان أبيه ويسعي إلي إنهاء الإجراءات لنقله إلي مصر، فيما سافرت أخته الدكتورة عايدة مستجير علي متن الطائرة التي أقلعت في الساعة الرابعة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة علي أخيها.
أحمد مستجير مصطفي، ولد عام ١٩٣٤ في الصلاحات دكرنس بمحافظة الدقهلية، وحصل علي بكالوريوس زراعة في جامعة القاهرة عام ١٩٥٤، وماجستير تربية الدواجن ١٩٥٨، ودبلوم وراثة الحيوان في جامعة أدنبرة ١٩٦١، ودكتوراه في وراثة العشائر في جامعة أدنبرة ١٩٦٣.
تدرج مستجير في وظائف هيئة التدريس بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، ثم عمل عميداً لكلية الزراعة في الفترة ما بين ٨٦ و١٩٩٥.
اهتم مستجير بكتب البيولوجيا منذ أن كان في المرحلة الثانوية، لأنه أحب مدرسها خليل أفندي الذي تخرج في كلية الزراعة، ومن ثم حذا مستجير حذوه وكان مفتوناً بأستاذه عبدالحليم الطوبجي المتخصص في علم الوراثة، وتوطدت العلاقة قوية بينهما، ويذكر عنه أن الطوبجي عندما كان يريد كتابة مذكرة للطلاب، ولم يكن وقته يسمح، كان يسند لمستجير كتابة المذكرة.
كان عاشقاً لبلده الذي نشأ فيه، قائلاً: أنحاز إلي الأرض الريفية، لأني ابنها، وربما كان تفوقي في كلية «الفلاحين» بسبب عشقي للزراعة واللون الأخضر، والريف هو عشقي الأبدي ومنبع الرومانسية المتأججة بداخلي.
وما يذكر عنه في ذلك أنه عمل مهندساً زراعياً لمدة ٥٥ يوماً فقط، تركت هذه الأيام أثراً كبيراً في حبه للأرض، وقد لفت نظره ذات مرة طفل صغير يجني القطن. واقتحمت موهبة مستجير الفذة في الشعر والأدب معاقل الأدباء والشعراء، واحتل بينهم مكاناً مرموقاً، ومن أبرز جهوده الأدبية ما كتبه في عروض الشعر، حيث وضع نظرية علمية رياضية لدراسة عروض الشعر العربي وإيقاعاته الموسيقية، أودعها في كتابه «مدخل رياضي إلي عروض الشعر العربي»، قدم فيها رؤية مختلفة في موسيقي الشعر، خرج بها عن الطريقة التقليدية التي تعتمد علي التفعيلات، التي تقوم علي الذوق
.

Sunday, August 13, 2006

mobark everywhere????

نشر في صحف أمس الآتي: وزير »محافظ القاهرة« يستجيب لنظيف »أطول رئيس وزراء في مصر« ويغير اسم ميناء القاهرة البري »جراج الترجمان« إلي »محطة مبارك العالمية«، ولان معظم المؤسسات والهيئات والمدارس والشوارع والمحطات والكباري والأزقة والطبالي، أصبحت جميعها باسم مبارك، أعتقد انه من الأسهل أن تقوم الحكومة بتغيير اسم مصر الرسمي الدولي، من جمهورية مصر العربية إلي جمهورية مبارك، هذا الحل سوف يريحنا ويريحكم، بدلا من أن تقوموا يوميا باطلاق اسم مبارك علي منشأة ما،وترفعوا لنا الضغط وتحرقوا دماءنا، ونعترض ونقول لكم كفاية »نفاق«، ونطالبكم بعودة الاسم لسيرته الأولي، وتتهموننا بالحقد، ونقول لكم لم يعد في البلد منشأة لم تطلقوا عليها اسم مبارك، فتصفونا بأصحاب النقد الهدام، فنطالب منظمات المجتمع المدني بالتدخل، ونخرج في مظاهرات، ونحمل لافتات تندد بمبارك، وتأمرون جحافل الأمن المركزي بالانقضاض علينا، واللعب في أجسادنا بعنف، وتتهموننا بالعمالة، وتلقي أموال من جهات أجنبية... لماذا كل هذا العناء؟، ليس هناك أفضل من الانفاق، بما انكم »وحيث ربما، وإذ ربما« تصرون بكل فخر علي اطلاق اسم مبارك علي كل ما يستجد في البلاد، أو كل ما تقومون -جزاكم الله كل الخير والعافية- بترميمه وصيانته، وكان لزاما علينا أن نقبل هذه التسمية، لان رفضها يعد كفراً بالنعمة التي وهبها الله لنا عز وجل، نحرر هذا الاتفاق بيننا، طرف أول »مبارك أو الحكومة والمنافقون«، طرف ثان »الشعب أو الحاقدون«، اتفق الطرفان علي اطلاق اسم مبارك علي كل ما هو متحرك وثابت، متكلم أو صامت في عموم البلاد، كما يتم تغيير اسم البلاد من »جمهورية مصر العربية«، إلي »جمهورية مبارك« يعتمد هذا الاتفاق، وينشر في الجريدة الرسمية.

good

واحد اتنين الجيش العربي فين..
الجيش العربي في سوريا، حالق ع الموضة كابوريا، وعلي طريقة فكتوريا، خلي الترماي بدورين
واحد اتنين الجيش العربي فين..
الجيش العربي الليبي، زي الفن التكعيبي، كله بتنجان يا حبيبي، الظاهر واخد عين
واحد اتنين الجيش العربي فين..
الجيش العربي خليجي، ما فيه حيل لا يروح ولا ييجي، هذا صمت استراتيجي، اش فيك يا غراب البين
واحد اتنين الجيش العربي فين..
الجيش العربي في تونس، أخضر مثل البقدونس، وعزيزه بتعشق يونس، يبقي الحروبات بعدين
واحد اتنين الجيش العربي فين..
الجيش العربي سوداني، سامع رنته بوداني، هو أنا ها هجم فرداني، يالا ارجع يا أبوحسين!!
واحد اتنين الجيش العربي فين
.

Wednesday, July 26, 2006

مبارك: مصر لن تدخل في حرب ضد إسرائيل من أجل لبنان

رأى أن مثل هذا السيناريو "مستحيل"مبارك: مصر لن تدخل في حرب ضد إسرائيل من أجل لبنان

القاهرة - اف ب
نقلت صحيفة "الجمهورية" الحكومية الأربعاء 26-7-2006 عن الرئيس المصري حسني مبارك، تأكيده أن مصر لن تدخل في حرب ضد إسرائيل للدفاع عن لبنان أو حزب الله اللبناني.
وقال مبارك للصحافيين على متن الطائرة التي أقلته الثلاثاء من السعودية في ختام قمة مع العاهل السعودي الملك عبد الله "إن من يطالبون بدخول مصر الحرب دفاعا عن لبنان أو حزب الله لا يدركون أن زمن المغامرات الخارجية قد انتهى".
ورأى أن مثل هذا السيناريو مستحيل في حين يحتاج 73 مليون مصري إلى التنمية والخدمات وفرص العمل. ونقلت صحيفة "الجمهورية" عن الرئيس المصري قوله إن "من يطالبون بدخول مصر الحرب سيجعلوننا نخسر كل هذا في لمح البصر"، مؤكدا أنه "غير مستعد لإنفاق ميزانية الشعب على حرب ليست حربه" وأن "إسرائيل لن تهاجم مصر تحت أي ظرف".
وتأتي هذه التصريحات بعد الدعوات التي وجهت خلال تظاهرات ونشرتها صحف المعارضة لتدخل الجيوش العربية في النزاع مع إسرائيل التي شنت هجوما على لبنان اثر خطف حزب الله جنديين إسرائيليين في 12 يوليو.
ودعا الرئيس مبارك مؤتمر روما الذي يعقد اليوم الأربعاء "للخروج بنتائج محددة يحيلها إلى مجلس الأمن لاتخاذ الموقف اللازم"، مشيرا إلى أن "النصاب القانوني للقمة العربية لم يكتمل وأننا في انتظار ما يسفر عنه اجتماع روما".

Tuesday, July 25, 2006

آخر تقاليع الصيف :

آخر تقاليع الصيف :المايوه ب4 آلاف جنيه والإكسسوار ب15 ألفا! إعداد : هبة عامر و وداد طلعت و ريهام مجدي
صيف هذا العام مختلف تماما عن كل الأعوام السابقة، والاحتفال به سيكون غير عادي.. فهو يشبه فترة الأربعينيات، حيث كان الأجانب المقيمون في مصر ينقلون أحدث خطوط الموضة في أوربا وآخر تقاليعها إلي شواطئ الاسكندرية ورأس البر ومرسي مطروح.تقاليع صيف 2006 لم تقتصر علي المصايف والشواطئ فقط، بل بدأت من محلات وسط البلد والمولات الكبري، وامتدت حتي العواصم الأوربية التي استورد منها المصطافون المايوهات البكيني وشباشب البحر والنظارات الشمسية وكريمات الشمس، بل والفرق الموسيقية التي ستحيي حفلات الشاطئ الصباحية، وتركوا حفلات الليل الصاخبة لنجوم الغناء العرب الذين سيحصلون علي آلاف الدولارات هذا العام من ليالي مارينا وماربيلا وشرم الشيخ وغيرها.. 'آخر ساعة' في هذا التحقيق عن صيف 2006 تصحب القاريء في جولة إلي أشهر المولات ومحلات الملابس ليتعرف علي أحدث موديلات المايوهات وأسعارها وحتي طريقة عرضها، وإلي شواطئ البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر ليري آخر تقاليع المصايف.مع بداية فصل الصيف، قام البعض برحلة خاطفة إلي أوربا لشراء مستلزمات المصيف من مايوهات وشباشب بحر ونظارات شمس وغيرها.. العديد من محلات الملابس في مصر أدركت هذه الحقيقة وبدأت في استيراد ملابس الصيف الساخنة من أوربا وتوفيرها للمصريين.وبعضهم بدأ في تصنيعها في مصر، بعد أن استفاد من خطوط الموضة الغربية، ولكن بشكل يناسب الأسر المصرية، فجاءت أكثر احتشاما وأقل ثمنا من مثيلاتها الفرنسية والإسبانية، خاصة أن ملابس البحر هذا العام ستدر مكاسب طائلة نظرا لارتفاع أسعارها وضمان وجود زبائنها.في أحد المحلات بمول شهير بمدينة نصر ابتكر القائمون عليه طريقة جديدة لجذب الزبائن، فتم تصميم المحل باستخدام الزجاج العاكس والفامية لحجب رؤية من بالداخل، أما الديكور فمستوحي من البحر والشواطئ فنجد علي الحوائط عوامات ونماذج مصغرة لقوارب وسفن فيما اكتست الأرضية بالرمال الصفراء.ملابس البحر والمايوهات لا تعرض في أرفف أو داخل فاترينات وإنما تم نشرها علي ما يشبه 'حبال الغسيل' أما البروفة فكانت عبارة عن فاصل زجاجي فقط أقرب 'لدش الاستحمام' في الشواطئ والبلاجات.
***ويشهد هذا الصيف وكما يعرض في أحد المحلات نوعا جديدا من المايوهات البكيني، يطلق عليه 'التكيني' ويتكون من قطعتين، القطعة العليا توب 'هاف ستوماك' والقطعة السفلي 'هوت شورت' ورغم كونه أكثر احتشاما من البكيني العادي إلا أن ألوانه الصاخبة وتطريزاته المبتكرة، تجعله أكثر سخونة، ويمكن شراء قطعة واحدة فقط من التكيني، حيث يبلغ سعر القطعة العليا 650 جنيها أما السفلي فسعرها 475 جنيها، ويؤكد صاحب المحل أن كثيرا من زبائنه يفضلون شراء قطعة واحدة من المايوه واختيار قطعة أخري تناسبها من مايوه آخر وهي موضة جديدة سيشهدها الصيف هذا العام.وكل مايوه يلزمه اكسسوارات، ومن أشهرها 'الكاش مايوه' غير أن أحدث كاش مايوه في صيف 2006 هو الفستان الشيفون ويصل سعره إلي 500 جنيه هذا إلي جانب أشكاله الأخري مثل 'الجيب' وسعرها 375 جنيها والايشارب وسعره 270 جنيها والذي يتم ربطه علي الخصر فقط.كما ظهر أيضا في ..2006 مايوه اللبناني، ومن الواضح أن الشعب اللبناني أصابه الملل من البكيني والتكيني والعري الزائد فقرروا التجديد، فابتكروا مايوهات أقرب لفستان تتصل فيه قطعتا البكيني بشيفون ويصل ثمنه إلي 650 جنيها.ومن ضمن الاكسسوارات أيضا شبشب البحر، ويجب أن يكون من نفس لون المايوه والكاش وسعره يتراوح من 350 إلي 650 جنيها، أما عن سلسلة البطن فتختلف في سعرها باختلاف نوعها فإذا كانت اكسسوارا عاديا فلن يتعدي سعرها 450 جنيها، خاصة أنها تتلف بسرعة وغالبا ما يملؤها الصدأ بعد فترة، أما أحدث سلسلة بطن فهي سلسلة سوليتير وطبعا ثمنها معروف جدا.أما عن طقم ما بعد نزول 'البيتش' فتحرص الفتيات علي أن يكون من أغلي الماركات وأشهرها ويصل ثمنه إلي 3500 جنيه للقطعة الواحدة.ولأننا الآن في القرن الواحد والعشرين، قرن الحرية والمساواة لم تنس محلات الملابس الصيفية تصميم ملابس بحر للأولاد والشباب، فيعرض محل بمول شهير يطل علي نهر النيل مجموعة من الشورتات والتي شيرتات يصل سعرها إلي 8 آلاف جنيه هذا غير 'الاسليبر' فثمنه حوالي .1500أما النظارة الشمسية والتي يجب أن تناسب ذوق المايوه فيختلف في شكلها عن النظارة العادية من حيث الألوان والأحجام وتتراوح أسعارها من 1000 إلي 4500 جنيه لأنها لازم تكون ماركة عالمية وبس للمصيف علي حد تعبير أحد الشباب الروشين.وطبعا البنات لا يذهبن إلي المصايف من غير ال'SunBIock' وهو كريم يوضع علي الجسم لحمايته من اشعتها الحارقة، بالإضافة إلي إقبال بعضهن علي ال'SunTen' وهو زيت لإكساب بشرتهن اللون البرونزي مثل 'جينفر لوبيز' و 'أناستازيا' ومن أشهر هذه الزيوت زيت 'TenoiP' وسعر الزجاجة الصغيرة منه حجم 25 مللي حوالي 290 جنيها، يا بلاش.أما أحدث الموديلات الخاصة بشنطة البحر 'TransPiront' فهي الشنطة الشفافة ويبلغ سعرها 750 جنيها.وفي محل شهير بحي الزمالك العريق يعرض طقم اكسسوارات بحر ب15 ألف جنيه وهو عبارة عن سلاسل وأساور مطلية بسلفر وبلاتين ومياه الذهب، فضلا عن أن أغلبها مرصع بالأحجار الكريمة. ديكور المحل من الخشب المحروق ومزين بستائر الأورجانزة الحمراء. أما ملابس البحر فتعرض في قوارب خشبية، وقد لفتت انتباهنا أن صاحبة المحل من نفس الطبقة الاجتماعية العالية، ومن الواضح أنها أرادت من الديكورات أن يشعر الزبائن أنهم في مارينا مثلا حتي أنها ترتدي في المحل ملابس تشبه ملابس البحر المعروضة.تحدثت إلينا قائلة: أن الأشياء المعروضة في المحل هنا كلها من أرقي بيوتات الأزياء العالمية وهي لماركات شهيرة جدا، مؤكدة أن سبب ارتفاع أسعار الموديلات يرجع إلي أن كل موديل معروض يوجد منه 'one piece' قطعة واحدة فقط. يعني مشي هتلاقي حد لابس زيك أبدا ويكفي أن يكون عليها تيكت لماركة عالمية مثل 'فيكتوريا بيكرت' فهذا يكفي ليصل سعرها إلي 10 و 15 ألف جنيه، وعموما أنا عندي 'gests' بتوعي وهم معتادون علي الشراء من المحل الخاص بي خصوصا أن أغلب معروضاته بتكون هاندمير وهو ما يجعل سعرها مرتفعا لقيمتها الكبيرة.وعن سبب إقبال شريحة معينة من المجتمع علي هذه النوعية من ملابس البحر 'swiming wear' رغم الارتفاع الجنوني في أسعارها، تقول سارة 18 سنة إنها تبحث عن أحدث الموديلات والماركات العالمية ذات الطابع الغربي وأضافت أنا لا أهتم بسعر المايوه أيا كان ثمنه فيكفيني أنني هاكون البنت الوحيدة علي البلاج اللي لابسه هذه الماركة لأنه مفيش غير قطعة واحدة فقط من الموديل، سارة أخبرتنا أنها اشترت مايوه بكيني سعره 4550 جنيها. وفي مول بضاحية المعادي وقفت سيدة في منتصف الاربعينات من عمرها في أحد المحلات تسأل عن كاش مايوه لبناني لكنها لم تجد طلبها فعرضت عليها البائعة كاش مايوه آخر سعره 250 جنيها فغضبت السيدة بشدة وطلبت من مدير المحل استيراد الماركة التي تحبها علي الرغم من أن الكاش مايوه من هذه الماركة يصل سعره إلي 750 جنيها. تقول السيدة أنا معتادة علي هذه الماركة فقد اشتهرت في وسط أصدقائي بماركتي. المفضلة فكيف ارتدي هذا الصيف ماركة أخري، ثم أن الكاش مايوه اللي بتعرضوه سعره رخيص جدا معني ذلك أنه أقل جودة.وفي محل آخر بالمهندسين خاص بملابس الشباب والأولاد والرجال كانت الصدمة الكبري، فمن المعروف أن الفتيات والسيدات هن أكثر الناس حرصا علي الاهتمام بأناقتهن وجمالهن، إلا أن الموديلات الرجالي المعروضة والخاصة بالبحر والمصايف بالإضافة إلي الاقبال الغريب من الشباب عليها يؤكد أن الموضة والروشنة ليست حكرا علي الجنس الناعم فقط، كل شاب يحاول أن يظهر علي البلاج بمظهر جذاب تماما مثل صديقته أو حبيبته فيهتم بجمال وتناسق عضلات جسمه 'بالبادي بيلدنج' إلي جانب شكل المايوه والكاب والنظارة الشمس.يقول 'أحمد...' 25عاما، 'ليس معني أني ولد أني اهمل في أناقتي وفي نفس الوقت لا يمكن أن ارتدي مايوه أي كلام أوحش ماركة لأن أصحابي البنات بيهتموا بالحاجات دي قوي فلا يهمني أن اشتري مايوه ثمنه 5آلاف جنيه رغم أنه قطعة واحدة لانه بصراحة ومن الآخر أنا بشتري 'تيكت ماركة' ليس أكثر.وبداخل نفس المحل كان 'عمر...' 17سنة يشتري تي شيرت كات سعره 1500جنيه سألناه عن سبب شرائه تي شيرت بهذا السعر فرد علي الفور 'أنا بحب اشتري ملابس من هذا المحل وهذه الماركة خاصة فمهما كان سعر التي شيرت سأشتريه لأنه يستاهل لأن 'Matrial' الخامة يعني جامدة جدا ومش موجودة في أي ماركة تانية'.خارج المحل لفت انتباهنا فتاة في أوائل العشرين تقف أمام 'الفاترينة' الخاصة بالمايوهات الرجالي وقد اخبرتنا أنها تبحث عن مايوه للBoy friend الخاص بها بمناسبة الصيف، وأضافت 'أحاول أن أجد نفس ماركة المايوه الخاص بي حتي نكون مثل بعضنا' وعندما سألناها عن ثمنه قالت 'مش غالي هيكون في حدود 3آلاف جنيه أصلي ما ينفعش اشتري له أي حاجة يعني'!!

انك لقوية يا مصر و لكن ماذا افدنا من قوتك؟

لا ادرى عن ماذا اكتب و لكنى اكتب فى هذه الظلمة
تذكرت موقفا من احدى كتابات نجيب محفوظ من رواية الحرافيش
حينما اوقف احد الحرافيش المظلومين من فتوات الحارة و غيرهم
و كان عاشور ذو قوة خرافية و جسد من فولاذ و لكنه اثر السلامة و ابتعد عن ظلم الناس و كان يقنع نفسه بقوله انا لا اؤذى احدا و اساعد بعيدا عن المشكلات
فقال له احدهم و هو يستوقفه يوما
انك لقوى يا عاشور و لكن ماذا افدنا من قوتك؟
و اتساءل اليس هذا هو حالنا ؟
اليست دولنا لها قوى عديدة و لكنها تؤثر السلامة؟
انك لقوية يا مصر و لكن ماذا افدنا من قوتك؟
انكم اقوياء يا دول الخليج و لكن ماذا افدنا من قوتكم؟
و جمعينا اقوياء و لكن ماذا افدنا من قوتنا؟
افلا ترون انا نؤكل من ضعفائنا؟
و لن تطول ايام حتى يطال الاقوياء؟
لكم الله يا شعوب

Tuesday, July 18, 2006

el destoor

كتب بلال فضلإنفراد خيالي : شادي جمال مبارك يخرج عن صمته !صمت السيد شادي جمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب المباركى التحتى سنين طويلة على كل حملات الهجوم الحاقدة التي شنها المعارضون ضده متهمين إياه بأنه يسعى لكرسي هو أكبر منه بكثير , ويستغل سلطات والده فخامة الرئيس جمال محمد حسنى مبارك الذي تولى حكم البلاد والعباد ثلاثين عاما وقام منذ تولى بحوالى عشر سنوات بتلميع ابنه بشكل ملحوظ لجميع المراقبين بعد أن ظل شادي لأكثر من عشر سنوات فى الخارج مشرفا على قسم الحلزونة فى مدينة ملاهي يورو ديزني .شادي تولى حملة الانتخابات الرئاسية للفترة السادسة لوالده والتى أسفرت عن فوزه باكتساح ساحق نظرا لأحجام أي منافسين عن خوض تجربة الانتخابات الرئاسية كعقدة تاريخية لما حدث فى انتخابات 2005 مع الرئيس الجد حسنى مبارك , وهى التجربة التي تكررت فى انتخابات الفترة الثانية للرئيس جمال مبارك مع عدد من المنافسين انتهت بإعلان صلة أحدهم بمذبحة بنى مزار التي حدثت قبل خمسة عشر عاما والقبض على الثاني فى حالة سكر غير بين وطلب اللجوء السياسي لبوروندي .فى السنوات الماضية حاول كثيرين أن يقنعوا شادي جمال مبارك بأن يتحدث لكنه صمت ورفض أن يتحدث إلا لنا فى مفاجأة هزت الأوساط السياسية التي سادها الحقد وعمها الحسد على انفرادنا بهذا الحوار الخطير الذي يجريه رئيس تحريرنا سيد الحاس .لن نطيل عليكم فالحديث مع الرجل الذي يعتبره الناس عقل مصر النابض وقلب مصر الراجح لا يحتاج إلى مقدمات , يحتاج إلى مؤخرات .· سيادة السيد شادي جمال مبارك .. هناك سؤال على لسان كل مصري أبقى راجل ( ... ) لومسألتوش لسيادتك .. لماذا تستكثر على الشعب المصري الأمل فى أن تصبح رئيسا له وتقول دائمآ إنك لم تتخذ القرار ؟ سؤالي الأول الجريء لماذا تترك القرار يحرمنا منك ؟أسمح لي يا أخ سيد أحييك على جرأتك الوقحة فى طرح السؤال , وهو ما يؤكد أن ما بذلناه أنا والسيد الوالد والسيد الجد حفظهما الله من أجل ترسيخ التجربة الديموقراطية لم يذهب هباء منثورا , لكنني برضه لن أريحك ,لأنني لا أريد الناس أن تنصرف عن المجهودات التي أبذلها فى لجنة السياسات أنا وأصدقائي هاني أحمد عز ورشيد محمد رشيد و بطرس يوسف بطرس غالى و بدار حسام بدراوى , هذه المجهودات هي الأهم, لكن بالنسبة للرئاسة أنا عمري ما نظرت لها لأنني أوريدى رئيس دلوقتى فمش هتفرق الشكليات دي .· سيادة السيد شادي .. أنا آسف فى المقاطعة لأنها ليست من آداب الحوار الصحفي لكن دعنى أسألك ألن يثير هذا التصريح غضب السيد والدكم ؟ .. والله يافندم ما بتوقع لكن أنا لا أريد أن تستغل الأقلام المغرضة هذا الكلام فرصة لضرب عجلة التنمية التي تركبها حضرتك منذ فترة .شوف يا أخ سيد أحنا فى عصر الشفافية .. ولا يوجد لدينا أي حساسيات أن نتحدث فى أي شيء .. الوالد فى الآخر هو أب مثل كل الآباء , وأنت لو كنت أبن حلال كنت هتعرف معنى إن الأب يدخل على أبنه بهدية والابن يصرخ من الفرحة قائلآ " هييه .. بابا جاب لي هدية " حتى لو كانت الهدية دي رولز رويس أو فيلا فى المنطقة 23455 بمارينا , فما بالك لو دخل عليك الأب بهدية وطن بحاله , بالتأكيد الفرحة هنخليك تصرخ " بابا جاب لي وطن " , هل باباك يزعل ساعتها ؟ بالعكس هيطمن إنك بدل ما أنت قاعد تعمل حاجات وحشة زى اللى بيعملوها الشباب فى السن ده , قاعد تشوف أملاك والدك وتحاسب نظار العزب اللى أقطعها لهم , وأنا بشوف نظرات الفخر والرضا فى عيون والدي وهو بيشوفنى وأنا باعمل ده .· الله يقطع لساني اللى هينطق بالسؤال ده يافندم بس مضطر : فيه كلام عن وجود أزمات صحية لدى السيد الوالد هي اللى دفعت بانطلاق حملة التلميع لحضرتك فى هذا الوقت وجزء منها التمثيلية اللى بنعملها دلوقتى سوا ؟بحمد الله كل الكلام ده كلام فارغ .. الوالد صحته بخير والحمد لله برغم طلباتنا جميعآ منه أن يرتاح لكنه يرفض , هو فقط فى الفترة الماضية أنشغل برعاية جدي حفظه الله الذى تعرض لنزلة برد بسيطة وأنا أريد أن أطمئن الشعب كله على ذلك .· الكلاب المعارضين الحاقدين يافندم بيقولوا دايمآ كل مدى بيتوسع الدور السياسي لحضرتك هل معقولة لايوجد أي كفاءات فى البلاد تصلح لأن تكون فى نفس المكان الذي أنت فيه , أنا طبعآ أقدر أقطع نفسي عليهم لكن مضطر بما إن ده آسف حوار إن حضرتك تجاوب ؟أولا أنا ضد إنك تصف المعارضين بأنهم كلاب , أنت مشكلتك إنك لحاس أكثر من اللازم وده شيء تشكر عليه , لكن خليني أقولك إنك غلطان بأنك تعطيهم هذا القدر من الاهتمام , لأننا تعلمنا من جدنا حفظه الله وصفته السحرية بأن تترك المعارض يعارض لحد ما ينقطع حيل معارضته ويطلع له حيل من كتر النقد وأنت تعمل اللى أنت عايزه . ثانيا بالنسبة لمسألة الكفاءة من حق أي حد يقول على نفسه إنه كفء , يعنى لو تذكر الفنان الزعيم محمد سعد كان فى شبابه يطلع فى أفلامه القديمة ويقول " أنا شاب كفاءة " ( يضحك فخامته بشكل يظهر ضرس العقل لديه وهو ما يكشف لنا أن حضرته مش بس وسط الناس بل أنه عامل اشتراك فى روتانا زمان ) , هل أنا أجيب اللمبى يقعد مكاني ؟ , الناس فاهمه الكفاءة غلط , إنها علم وتجربة سياسية وحياتية عريضة , لا طبعآ الكفاءة هي إنك تبقى أقرب الناس لصانع القرار علشان تؤثر عليه , طب بذمتك فيه حد أقرب منى لصانع القرار ؟ , يبقى أنا أستحق ما أنا عليه فعلا .· لكن أسمح لي سعادتك ويارب أتشل قبل ما أكمل السؤال الكلا.. قصدي المعارضين .. أنا آسف يافندم خليك ديموقراطي , علشان أنا مش قادر , لازم أقول عليهم كلاب , بيقولو إن حضرتك بقى لك فترة طويلة جنب صانع القرار كانت تكفى لأصلاح أحوال عشرة بلدان , وبرغم ذلك مازلنا موكوسين ده من وجهة نظرهم طبعآ ؟شوف يا أخ سيد .. هو شعبنا طيب وإحنا بنحبه وبنديله عنينا وعمرنا ضايع فى خدمته , لا عارفين ندخل سينمات ولا نشترى مولات ولا نتمتع بفلوسنا , وكل ده علشانه , وبرغم ذلك مشكلته أنه شعب متسربع بيموت فى الاستعجال عايز كل حاجه تتم بسرعة شديدة , وناسي إن البلد خرب فى ميت سنه , عايزنى أصلحها لك فى سنتين .· أنا آسف يافندم عشان أفهمك صح .. الميت سنه دي تبتدى من سنة كام بالظبط عشان لا يساء تفسير هذا الكلام ؟؟من أيام الخديوي إسماعيل طبعا . تقدر تقول أننا بدينا الإصلاح من أول فترة للجد حفظه الله , يعنى خلاص هانت كلها أربعين سنه والإصلاح يتم , وبعدين اللى أحنا عملناه في الفترة اللي فاتت , تغير رئيس مجلس الشعب ورئيس مجلس الشورى بعد أن توفاهم الله , إلغاء المجالس القومية المتخصصة لوفاة كل أعضائها وقمنا بإلغاء الحزب الوطني وتسلم المسيرة منه الحزب المباركى البنيوى التحتى , قمنا بافتتاح المرحلة الثمانية والسبعين من كبرى ستة أكتوبر , يعنى تقدر تخرج من بيتك فى التبين تنزل سيدي بشر فى ساعة ونصف بعد أن قضينا على مشكلة الزحمة والانفجار السكاني بسبب السياسات الغير منظورة التي قامت بها أسرتنا وأدت إلى قطع خلف المواطن , كل هذه الإنجازات لايمكن الاستهانة بها , وكلها تمت بالتدريج ولذلك لم يحس الناس بها أبدآ , ليس لأنهم عديمو الإحساس بل لأن فيه فرق أنك تغير لحد بالراحة وإنك تغير له بسرعة , يبرد على طول .· على فكرة يا فندم مش أنا اللى كاتب السؤال ده , تتقطع أيدي لو كنت كاتبه , أنا من شدة كراهيتي له كلفت صحفي إنه يكتبه لي وعندي بياناته وصورة ليه وهو بيكتبه لو حضرتك طلبتها , عموما أنا عديت على الداخلية وسبتها لهم قبل ما آجى لسعادتك , السؤال هو ليه عماليين تورثوها لبعض , ليه ما تعلنوهاش ملكية وترحمونا ؟والله سؤال لذيذ ويدل على نفس مريضة وكارهة للنجاح , لكن معلهش اللي يتحمل يشيل مسؤولية بلد بحاله لايمكن أن يقف أمام أسئلة مريضة كهذه بألم , أولا السؤال ده بينسى الحقوق الدستورية للمواطن شادي جمال مبارك .· خطفتها من على لساني يا باشا . أنا ماحبيتش أقولها عشان يبان شكلنا بنتحاور بجد .بص بصراحة إحنا لو شايفين إن فيه حد هيتعامل مع البلد دي بحكمة أكثر مننا , كنا سبناها له , الناس فاكره إن الحكم ده أمله وده مش حقيقي , ده شيء لا يطيقه بشر , لكن أحنا بندوس على نفسنا عشان حبنا لهذا البلد اللي أدانا كتير - كتير كتير يعنى – وبعدين النظام الملكي مع إنه مريح عائليا وبيخرس كل ألسنة المشككين وحزب أعداء النجاح , لكن فيه مشكلة كبيرة جدا إنه بيدي صلاحيات كبيرة لرئيس الوزراء , تقريبا هو اللى بيدير الدولة , وإحنا شعب ليه تقاليده وخصوصيته ولن نقبل فرض النظام الغربي , أحنا مع الخصوصية العربية التي تجعل الملك يحكم وهو مستريح نفسيا , مافيش عليه أستريس , برلمان وحكومة وكلام فارغ , الأستريس بيعطلنا كتير , واللي جاب البلد دي ورا هو الأستريس , ولذلك قررنا نعمل نظام خاض بينا , ملكية من غير أستريس , وده أنسب نظام لحكم هذه البلاد , ولعلمك فيه دول كتير بدأت تقتدي بتجربتنا وأدركت أن استقرار أي حكم يعتمد على تحكمه فى الأستريس وكفله حرية الأستك لجميع أفراد الشعب بحيث تجيء على المقاس الذي تفرضه اللحظة الراهنة .· الحقيقة يافندم أنا كدت أبكى من فرط الإعجاب وحضرتك بتتكلم لكنى تذكرت أنني ولدت من غير غدة دمعية , لذلك أسمح لي بأن أنبهر من غير دموع لكي لا تظن أنى قصرت .والله ما قصرت يا أخ سيد , طول عمرك بتعمل بلقمتك ومابتنكرش الجميل , ومصر محتاجة لمجهودات منهم أمثالك , وخليني هنا أسألك أنا على سؤال .· أنا متأكد سعادتك إن أمي عمرها ما دعت لي بس هي أكيد غلطت النهارده ودعيت لي عشان حضرتك تمنحني هذا الشرفتفتكر أنا ليه اخترت صحيفة فاشلة زى صحيفتك من بين كل صحف مصر عشان أدلى لك , كان ممكن أدلى لأي حد , ليه اخترتك أنت بس ؟· عشان أنا ماشى على العجين مبلخبطوش , وباعض اللي يدوس لك على طرف من غير ما حضرتك تطلب .اللي بيعضو كتير يا أخ لحاس , لكن عندهم مشكلة رهيبة أنهم بيعضوا وجواهم مش مقتنعين , بيلحسوا الأعتاب وهم مستنكفين ده بس بيعملوه غصبا عنهم , أنت بتعض بضمير وبتلحس بإيمان , ولذلك المؤمن الفاشل أحب ألينا من ضعيف الإيمان القوى الشاطر .· حضرتك منحتني حالا وسام الجمهورية الملكي من الطبقة الأولى , مش هاقولك غير إنك يارب تشوفنا رعايا ليك لما تبقى رئيسنا الملك , باقي سؤال وأخلع حالا , عشان زمان الزملاء جهزوا ردود الأفعال على الحوار مع الناس .ده أحنا لسه بنعمله , لحق يبقى له ردود أفعال .· معلهش يا باشا أسمح لي سعادتك ممكن تحكم , لكن تنافق لا , النفاق ده لعبتي . سؤالي الأخير ويتسد بلعومي لو كنت دست لخصوصية حضرتك على طرف , هل فيه مشروع زواج قريب ؟ يعنى الناس عايزه تفرح بيك .ببساطة مش هقولك غير .. أتجوز ليه وأنا مستمتع مع الشعب .. ؟؟!!

Saturday, May 06, 2006

Friday, May 05, 2006

الوفد

تصرف غير مسئول لوزير الاتصالات
بقـلم أحمد بكيريوم الخميس الماضي قبل عدد من الصحفيين دعوة وزارة الاتصالات لمرافقة وزيرها طارق كامل في زيارة لمحافظة سوهاج.. وياليتهم ما قبلوا الدعوة.. في هذا اليوم لم يجد الصحفيون مكاناً لهم في القاعة التي عقد فيها الوزير مؤتمراً.. وظلوا ساعتين واقفين خلف الوزير طوال ساعتين رغم عناء السفر يتابعون تصريحاته واحتج الصحفيون علي هذه المعاملة غير اللائقة لكن صغار الموظفين بالوزارة ظلوا يبررون ما حدث ويبعدون عن أنفسهم المسئولية.. ومرت الأزمة إلي أن جاء موعد الغداء فتقدم أحد رجال العلاقات العامة بسوهاج لدعوة الصحفيين للدخول الي مكان الغداء. فإذا بالعميد عصام سرور المسئول الأول عن العلاقات العامة والمراسم بالوزارة ومعه مريم فايز من موظفي الوزارة، يمنعان الصحفيين من الدخول رغم دعوتهم.. وتكهرب الجو لتبدأ أزمة جديدة، واحتج الصحفيون علي سوء المعاملة، واستقلوا الأتوبيس المخصص لنقلهم الي مطار أسيوط مضربين عن الطعام.. وفي وسط الصحراء وفي عز الظهر تجاوزهم ركب الوزير وتعطل الأتوبيس المتهالك الذي يسير بسرعة الحمار العجوز.. وتسرب الخوف الي السيدات، خاصة وأن الحديث قبلها كان حول خطورة السير في هذا الطريق والحوادث الكثيرة به. وقطاع الطرق الذين يسطون علي المارة... استوقف الصحفيون احدي السيارات لنقل السيدات الخائفات الي المطار.. وظلوا يحاولون الاتصال بالوزير ومساعده سرور حتي تم اخبارهما بما حدث.إلا أن معاليه لم يقدر الموقف وفضل العودة بالطائرة الي القاهرة ومعه رفاقه وسكرتاريته وحراسة. تاركاً الصحفيين يحاولون الاجتهاد للخروج من الورطة. فلم يجدوا أمامهم سوي سيارة نصف نقل صعب علي قائدها حالهم فتوقف عارضاً المساعدة وتطوع بأن ينقلهم الي القاهرة ان قبلوا.. ولم يكن أمامهم سوي القبول. ليعودوا من سوهاج علي ظهر السيارة نصف النقل المكشوفة.. وألهبت رؤوسهم الشمس المحرقة، وألهبت وجوههم رمال الصحراء التي تقذفها الرياح عليهم.. وقبل الوصول الي القاهرة تلقي الصحفيون اتصالاً من حاتم حلمي المستشار الاعلامي لوزارة الاتصالات، ورئاسة الوزراء، وجهاز الاتصالات وعدد من الهيئات، يخبرهم انه تم تدبير أتوبيس لنقلهم الي القاهرة وطالبهم بالعودة الي سوهاج لنقلهم.. لكن الوقت قد فات وأنوار القاهرة قد لاحت في الأفق..هذا ما حدث باختصار شديد.. والغريب ان الوزير رغم علمه بما حدث لم يؤجل سفره ولم يكلف نفسه بالاتصال تليفونياً بالصفحيين ليطمئن عليهم. انه تصرف غير مسئول جعلهم يترحمون علي أيام الوزراء الكبار.. والله يرحم أيام سليمان متولي.

العربى

وفاء حلمى تحاور العلامة المصرى فى الهندسة الواراثية
د. مستجير: أعشق الروايات البوليسية وأخجل من نشر أشعاري
مطلوب ثورة بعثات علمية مثلما حدث أيام عبد الناصر فى الستينيات
لدينا كمية من الباحثين دون إنتاج حقيقي.. وبينهم صراع على الماديات والمراكز..
المجلات العلمية المصرية تنشر أى كلام.. فتدهور المستوى العلمى للبحوث
وسائل الإعلام العربية تزيد من جهل الناس وتعمق الخرافة والدجل
دكتور أحمد مستجير يبهر الكثيرين بتعدد اهتماماته وإجادتها بشكل مذهل.. فهو بالأساس أستاذ لعلم الوراثة بكلية الزراعة جامعة القاهرة، وله اسهامات كثيرة فى أبحاث الهندسة الوراثية لدى الحيوان والنبات.. ود.مستجير يكتب فى مجال الثقافة العلمية بأسلوب سهل ممتنع.. وخاصة مقالاته المتميزة عن الجينوم أو المادة الوراثية الموجودة فى نواة خلايا الكائن الحي، وتحمل جينات الصفات الكائنات الحية.. د.مستجير عالم ومفكر وشاعر وباحث فى علم اللغة ومترجم.. وإضافة لذلك له ما يزيد على 57 كتابا بين مترجم ومؤلف، فى العلوم والفلسفة، والأدب.. أحدثها كتاب سلسلة أقرأ بعنوان علم اسمه الضحك وكتاب صدر أول أمس بعنوان الطريق إلى السوبر مان عن مؤسسة سطور.. د.أحمد مستجير هو أحد جهابذة العربية الأجلاء.. إضافة لامتلاكه ناصية الشعر له ديوانان عزف ناى قديم صدر عام 1980وهل ترجع أسراب البط صدر عام 1989. كذلك له كتاب شديد الأهمية فى علم العروض.. كتبه بقلم مستجير العالم، استخدم فيه المنهج الرياضى وتقنيات الكومبيوتر.. ود.مستجير عضو بمجمع اللغة العربية وعضو بالمجمع العلمي، فضلا عن مشاركاته الدائمة فى المؤتمرات والمحافل الثقافية والعلمية فى مصر والعالم العربي.. حصل عام 1997 على جائزة الدولة التقديرية باعتباره عالما بارزا متخصصا فى أبحاث الهندسة الوراثية.. كما حصل على وسام العلوم والفنون مرتين عام 1974 وعام 1996 كما حصل على جائزة مبارك للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة عام 2001 والحديث مع عالم ومفكر ومبدع بقامة د.مستجير مشوق لأى محاور لأن هناك عشرات المواضيع يمكن التطرق إليها.. من العلم إلى اللغة إلى المشاعر الإنسانية.. ولأن العصر هو عصر المعلومات والتفكير العلمى وتكنولوجيا الاتصال والهندسة الوراثية.. ولأننا لا نعرف بعد موقع أقدامنا من هذا العصر الذى تهب علينا رياحه بعنف تكتسح الأمم الخاملة.. لذلك بادرته قائلة: - د.مستجير أين نحن من الثورة العلمية الحديثة؟ -- العلم يتطور بشكل كبير ونحن نلوك ونكرر ما قلناه.. - ماذا تقصد؟! -- الثورة العلمية الآن هى ثورة الإلكترونات والجينات ونحن مازلنا بعيدين عن هذا المجال.. ومن دخلوا منا فيه قليلون جدا. - إذن كيف يمكن الدخول فى هذا المجال بشكل أوسع؟ -- هذه عملية صعبة جدا.. - وما صعوبتها إذا كان لدينا علماء أجلاء وأنت واحد منهم؟ -- الصعوبة تكمن فى أن علينا تغيير المجتمع.. لنعرف كيف نفكر بشكل علمى فى مشاكلنا.. خاصة أن مشاكل مصر أصبحت أعقد من أن تحل بالعلم التقليدي.. لهذا نحن بحاجة إلى جيل جديد من الباحثين. - إذن كيف يمكن نخرج مثل هذا الجيل من الباحثين؟ -- علينا عمل ثورة بعثات علمية مثلما حدث أيام عبد الناصر فى الستينات.. نبعث ثلاثة آلاف باحث لتعلم الجديد فى العلوم الحديثة.. لو خرج من بينهم خمسمائة عالم وباحث فسيغيرون الدنيا.. - ألا يوجد لدينا أبحاث علمية جيدة؟ -- حتى فترة قريبة كان البحث يسير بشكل جيد إلى أن زادت كمية الباحثين دون إنتاج حقيقي.. وأصبح بينهم صراع على الماديات والمراكز، وأصبح الكثيرون منهم لا يفكرون فى العلم بل فى مشاكلهم الخاصة.. ونتيجة لذلك كثرت المجلات العلمية، التى ينشر فيها أى كلام.. ومع الوقت يتصور أنها أبحاث، لهذا تدهور المستوى العلمى للبحوث المصرية.. - ألا ترى أن الدولة مسئولة عن هذا التدهور؟ -- طبعا الدولة مسئولة.. فتدهور المستوى العلمى للبحوث المصرية، بدأ منذ أن خرج للوجود قانون الجامعات.. وتم فتح باب الترقيات.. وأصبح الباحث يعمل بحثه من أجل الترقية، وليس من أجل النتيجة العلمية، إضافة إلى أن الباحث صار يرقى إلى درجة الأستاذية فى سن الأربعين.. وبعد ذلك يتوقف عن الأبحاث لأنه لم يعد بحاجة لترقية.. - إذن ما الحل.. هل نوقف مثل هذه الأبحاث أما ماذا؟ -- أرى أنه يجب إرسال أبحاثنا للخارج لنشرها فى المجلات والمراجع الأجنبية المشهورة.. بعد ذلك يمكن اعتمادها فى مصر.. - وماذا عن المجلات العلمية المصرية؟ -- تغلق.. - تغلق؟ -- نعم يجب أن نغلق جميع المجلات العلمية فى مصر، ولمدة خمس سنين.. إلى أن نصعد بمستوى الأبحاث.. - كنا فى بداية القرن فى طريقنا للتفكير العلمي.. الآن تراجع التفكير العلمي.. وسيطرت الخرافة فما السبب؟ -- هذا سؤال صعب جدا.. أتصور أن السبب هو عقلية الزحام التى تسيطر على تفكيرنا، إضافة إلى انحطاط مستوى التعليم بشكل مخيف.. فما معنى أن يحصل الطالب على 99% ويدخل إحدى كليات القمة ثم يخطيء فى الإملاء.. إضافة لذلك القيم التى تنقلها وسائل الإعلام تزيد من جهل الناس وتعمق الخرافة والدجل.. وأنا لا أفهم كيف يكون لدينا قناة ثقافية وليس فى مجلسها واحد له فى العلم! إنهم يتصورون أن الثقافة هى الأدب والفنون فقط!! - د.مستجير أنت سافرت عام 1960 إلى إدنبره فى أسكتلندا وفى عام 1961 حصلت على دبلوم وراثة الحيوان من معهد الوراثة جامعة إدنبره، ثم حصلت على دكتوراه فى نفس التخصص عام 1963، مما يؤكد تفوقك، بعض ممن يحصلون على مثل هذه الشهادات يظلون فى الخارج ألم تفكر فى ذلك؟ -- فعلا هم عرضوا على أن أظل هناك لكنى رفضت.. - لماذا رفضت؟ -- أنا من قرية اسمها الصلحات بجوار مدينة المنصورة، وحتى الثانوية كنت أعيش فى المنصورة ثم حضرت القاهرة بعد حصولى على الدكتوراه.. - وما علاقة المنصورة والصلحات بأن تظل فى أسكتلندا؟ -- أقصد أنى مرتبط بالأرض والوطن مانفعش.. لايمكن أتخيل نفسى فى مكان آخر غير مصر.. مصر دى بلدى ومكاني.. ولا فكاك من عشقها ولا أريد فكاكا! -هل هذا خيال الشعراء..؟ -- بل حب العلماء - وهل العلماء يحبون؟ -- غريب سؤالك.. أليسوا بشرا.. ثم إن الحب أساس العلم.. - د.مستجير.. دعنا ننحى الحب جانبا بعض الوقت لنعود له بعد قليل.. لكن الآن أنا مندهشة من جمعك بين تخصصك الدقيق فى العلم.. وبين الأدب وعلم اللغة! -- وما المدهش فى ذلك.. العلم والأدب ابداعات بشرية.. وأنا عاشق للعلم وأعمل فيه، أما الشعر فهو يمنحنى الراحة النفسية.. - أتذكر متى بدأت كتابة الشعر؟ -- كتبت الشعر فى فترة مبكرة.. لكن أول قصيدة مكتملة كتبتها كانت 25 أغسطس 1954 - أمازلت تذكر هذه القصيدة؟ -- نعم.. أذكرها كانت بعنوان غدا نلتقي.. - ألا يحدث بداخلك صراع بين عقل العالم وخيال الشاعر؟ -- لا أبدا لأن العلم أصله خيال.. ويجب أن يكون لدى العالم ملكة التخيل، ويجب أن تعرفى أن العالم لا يستطع أن يكون عالما جيدا، إلا لو كانت لدية هذه الملكة.. والشاعر بالضرورة عنده خيال لهذا فالاثنان مربوطان ببعضه.. ويجب أن يكون لدى العالم من صفات الشاعر.. القدرة على الخيال والقدرة على الحب.. أن يستطيع العالم أن يحب هذا موضوع مهم دائما أتكلم عنه.. لأنه لا يمكن أن يكون الإنسان عالما، وليس لديه قدرة على الحب.. يجب أن يحب الناس الذين حوله.. يحب بلده.. المهم أن يحب.. ويحب..ويحب.. - لماذا الخيال والحب بالتحديد ضرورى للعالم؟ -- الخيال يمنح العالم القدرة على تخيل النتائج.. والعالم المتميز هو الذى يحول خيالاته وأحلامه إلى علم.. أما الحب فهو دافع للبحث.. العلم يجب أن يكون غرضه إنسانيا.. يوجه لخدمة الإنسانية وإلا لن يكون له معني.. خاصة فى هذا الزمن.. فإذا لم يكن العالم يحب بلده.. ويحب الناس فلن يقدم شيئا مفيدا، ولن يكون عالم كويس.. لازم.. يملك.. الاثنين.. القدرة على الخيال والقدرة على الحب.. ليكون عالما جيدا.. وإلا سيكون عالما كالذين نتخبط فيهم فى الطريق، يعمل فى العلم لكنه ليس عالما.. ويعمل أبحاثا مثل فلان، لايمكن أن تخرج منها نظرية أو فكرة كبيرة.. - لكنى أفهم أن العلم بلا قلب.. والعالم يجب أن يكون صارما.. عقلانيا! -- من قال لك ذلك..!! الباحث فى المعمل يتعامل بالحقائق الجامدة، إنما هذه الحائق الجامدة يخرج منها ما يمكن أن يحل مشاكل الناس ويسعدهم.. - حبك للناس والوطن معروف.. فماذا عن حب المرأة؟ -- طبعا مررت بتجارب حب مندفع كأى شاب.. ثم علاقة الحب الناضجة كانت لزوجتي.. وهى نمساوية.. تركت بلادها الجميلة لتعيش فى مصر مع شخص فقير من العالم الثالث.. - وماذا عن أولادك وعن ابنتك التى حققت كشفا فى النمسا؟ -- مروة حاصلة على دكتوراه فى البيولوجيا الجزيئية فى الهندسة الوراثية.. وهى التى اكتشفت جين سرطان المثانة فى فينا.. وابنتى سلمى حاصلة على ماجستير فى اللغة الألمانية من جامعة فيينا أيضا.. وابنى الأكبر مهندس حاصل على ماجستر، ويعمل فى مجال الكومبيوتر.. - كيف بدأت علاقتك بالأدب؟ -- بدأت بقراءة مجلة آخر ساعة، وكانت تصدر يوم الأربعاء، وكانت كل أسبوع تقدم قصيدة يرسمها الفنان العظيم بيكار.. وكنت أحفظها.. - هل تذكر بعض هذه القصائد؟ -- نعم ما زلت أحفظ منها الكثير.. قصائد لناجى وأخرى لحافظ والكثير من أشعار شوقي.. وخاصة أجزاء من مسرحية شوقى مصرع كليوباترا.. كما أحببت شعراء المهجر وخاصة إيليا أبو ماضي، وفى كتبى العلمية كنت آخذ أبيات أشعار فى بداية كل فصل فى كتب الوراثة، كنت أكتب بيتا من أشعار إيليا أبو ماضي.. - ما أهم الأعمال الأدبية التى قرأتها وأثرت فيك؟ -- قرأت روايات مهولة.. وتربيت على روايات الجيب.. وكات فيها كل شيء بغض النظر عن أرسين لوبين، كانت تنشر لكل الأدباء العالميين، وروائع الأدب الغربى قرأتها فى روايات الجيب.. لكنى أفضل الروايات البوليسية.. فعندى جميع روايات أجاثا كريستى بالانجليزية لأن لها أسلوبا رائعا لا يترجم، ويجب قراءته بلغته. - لماذا تفضل هذا النوع من الروايات؟ -- لأن فيها علم.... تجمع البيانات، ونستخلص منها النتائج.. ليصل للقاتل.. هذا هو العلم.. وفيها أيضا شيء هام جدا.. وهو التأكيد على حرمة الحياة البشرية، الإنسان فى أعمالها له قيمته، من يقتل روح يجب أن يعاقب، هذا أهم ما فى الرويات البوليسية.. - هل تعجبك الروايات البوليسية العربية؟ -- لا.. لا.. هذه ناحية يفتقدها أدبنا تماما. - لماذا.. هل لأن الشخصية العربية شخصية مسالمة أم ماذا؟ -- لا لسبب آخر.. وهو أن عندنا كثيرًا ما نسمع عن جريمة قيدت ضد مجهول.. لكن فى الخارج لا يوجد شيء اسمه قيدت ضد مجهول.. من قتل لازم يعاقب، ونادرة جدا حكاية المجهول دي.. ثم إننا للأسف ليس لدينا كاتب بوليسي.. ربما لأننا نعتبر هذا النوع من الروايات أقل أهمية.. - هل تنصح الشباب بقراءة هذه النوعية من الروايات؟ -- بغض النظر عن هذه النوعية.. القراءة أساس لمعرفة ما يحدث فى العالم.. وأنا بشكل عام أنصح تلامذتى بأن يقرأوا.. أقول لهم اهم شيء أن تقرأ لغرض القراءة.. أن تدرب نفسك أن تجلس على قراءة كتاب 400 صفحة وتنتهى منه.. بغض النظر عن المضمون.. وهذا يجب أن يحدث فى الصغر.. - ولماذا فى الصغر؟ -- لأنه لو لم يقرأ الشخص فى الصغر، فإنه عندما يكبر لن يستطع القراءة.. فأنا أرى أستاذا فى تخصص معين يحضر كتابا عاما، يبحث فى الفصل الذى يضم المادة التى تخصه، ثم يترك الكتاب، لأنه لم يتعلم القراءة.. أما أنا فقد تعلمت من الصغر أن أقرأ.. - من علمك؟ -- والدى هو من علمني.. كان مدرس لغة عربية.. وكان يأتى لنا بكتب مصطفى صادق الرافعي، ولطفى المنفلوطي، وروايات جرجى زيدان عن العرب.. كلها كانت فى البيت ونحن أطفال، وكنت أجد والدى يقرأ فأقرأ مثله.. بعد ذلك قرأت كل أعمال يوسف إدريس، ونجيب محفوظ.. - والآن هل مازلت تقرأ ابداعا؟ -- الآن لا أقرأ رواية إلا إذا قرأت فى الجرائد أن هناك عملا جيدا.. - ما أحدث كتاب أدبى قرأته؟ -- اشتريت منذ أيام مجموعة يوسف إدريس لغة الأى أي. - ما الذى ذكرك به؟ -- ذكرنى به كتاب عن الألم أكتبه الآن.. ودائما أحب أن أطعم كتبى بمقاطع أدبية.. - هل مازلت تكتب الأدب؟ -- لم أعد أكتب أدبًا الآن.. لأن هناك الجيد فى العلم كل يوم يحتاج إلى متابعة مستمرة، والأدب يحتاج إلى تفرغ وروقان.. - هل نشرت فى ديوانيك كل ما كتبته من أشعار؟ -- لا.. لدى الكثير مما خجلت من نشره.. - ولماذا خجلت من نشره؟ -- لأنى كتبته لنفسي.. لا من أجل النشر.. - متى تكتب لنفسك؟ -- عندما يكون بداخلى مشاعر ما أرغب فى إخراجها لأستريح. - لك كتاب فى علم العروض.. استخدمت فيه نظرية جديدة فما دافعك وراء تأليف هذا الكتاب؟ -- نشأت الفكرة فى البداية من علاقتى مع الكومبيوتر لأنى كنت أريد أن أجد نظاما رياضيا لبحور الشعر يستطع أن يتعامل الكومبيوتر معه، ثم اكتشفت أن هذه الطريقة تلغى الكثير من مشاكل علم العروض، وتبسط أمره لكل من يود معرفته. - ما رأيك نختم الحديث بقصيدة من أشعارك؟ سأقول بضعة أبيات من قصيدة طويلة بعنوان:كتابات على ظهر مقعد فى الحديقة المظلمة.. تغربت ياما تغربت يا ظالمة.. تغربت من أجل حبك.. ومن أجل عينيك يا قاسية.. غريبا كما كنت.. ها قد رجعت إليك.. فلابد لى أن أعود.. واسندت رأسى على ركبتيك.. وأجهشت يافتنتى بالضحك.. - من هى فتنتك هذه؟ -- تبدو قصيدة رومانسية جدا لكنها عن مصر.. - أنا لا أصدق ذلك!!.. لكن ليس هناك مانع أن نمشيها مصر.. -- أحب أنا أقول لك إن الحب شعور جميل يغلف كل شيء.. وأنا أدعو الجميع لأن يحبوا
..

المصرى اليوم

الدوبلير.. «واجهة» يجوز استبدالها ويستحيل عقابها
< لماذا المماطلة والتسويف في صرف التعويضات لضحايا العبّارة؟١ـ استعباطًا في الأرض!٢ـ لأن المساواة في الظلم عدل.. وهل صرف ضحايا (قطار الصعيد والسلام ٩٠، ٩٥ وسالم إكسبريس والطائرة بوينج وحريق بني سويف.. وغيرهم) أي تعويضات ـ حتي يطالب هؤلاء بالتعويض؟!.
٣ـ حتي يتم تشكيل لجان رئيسية لدراسة الموضوع ولجان فرعية لفحصه، ومحورية لبحثه، ومتفرعة لتمحيصه، ومتشعبة لتحميصه حتي يطالب الضحايا أنفسهم بإنهاء التحقيقات ومكافأة المسؤولين!.
< ما سر احتكار أفراد بعينهم عددًا من الصناعات والخدمات (النقل البحري والحديد علي سبيل المثال)؟.
١ـ لأنهم ليسوا سوي واجهة لأصحاب النفوذ.٢ـ لصلاتهم بأولي الأمر والنهي وحرصهم علي دفع النسب المقررة بانتظام.٣ـ حتي لا يتفرق دم الأرباح بين القبائل!.< لماذا لم يتم رفع الحصانة عن ممدوح إسماعيل ومحاكمته قبل هروبه، في الوقت نفسه الذي تم رفعها فورًا عن ثلاثة من كبار القضاة اعترضوا علي التزوير وطالبوا باستقلال القضاء؟.١ـ لأن علي رأسه ريشة!.
٢ـ لإسهامه في حل أزمة الزيادة السكانية من خلال قضائه علي أكثر من ١٤٠٠ مصري بضربة بحرية واحدة!.٣ـ لإتقانه الشديد لعمله من خلال (شراء عبّارات بضائع متهالكة وتشغيلها بعد انتهاء عمرها الافتراضي بـ ٢١ سنة ـ عدم وضع سترات نجاة صالحة وعدم جود قوارب إنقاذ كافية وعدم وجود أجهزة إنذار أو اتصالات أو إطفاء حريق أو تصريف مياه ـ تجاهله بلاغ الجهات المعنية بالحادث ـ إصراره علي عدم عودة العبارة لميناء ضبا بعد الحريق وعلي عدم تدخل السفينة سانت كاترين لإنقاذ الضحايا).
فإذا كانت المهمة هي إغراق هذا العدد من الضحايا فقد أدي الرجل ـ والحق يقال ـ مهمته بإخلاص وإتقان، نفتقدهما في كثير من المواقع علي أرض المحروسة.. لذا أقترح منحه جائزة بنما التقديرية ووسام الإغراق من الطبقة الأولي!.
محمد حسني حسن عمرو ـ مهندس كيميائي ـ كفر الشيخ ـ بلطيم

كفاية

مرثية على ضريح وطن.. كان جميلاً.
( كفايه فساد )
أرسله kefaya يوم سبت, 22/04/2006 - 12:12.
بقلم:خالد منتصر
جسم المقال:
تفككت السبيكة الإسلامومسيحية بمعاول فساد كرسته عمامة وحمته بندقية:مرثية على ضريح وطن.. كان جميلاً.

*مجتمعنا هو الذى أصيب بالخلل العقلى وليس الشاب القاتل. *تستطيع الآن أن تميز بين المرأة المسلمة والمسيحية بالحجاب، وبين الرجل المسلم والمسيحي بالدبلة الفضة ووشم الصليب. *الدين تحول إلى مجرد طقوس وخلاص فردي، يصلى البقال جماعة ويسرقك فى الميزان، ويصوم الطبيب ولايعقم أدواته الجراحية، ويسمع السائق شريط عذاب القبر ويسب لك الدين! *الوطن مهووس دينياً ومهووس جنسياً، يضخ مدخراته في ماسورة رحلات العمرة وشنط الفياجرا، يحلم بجنة الحور العين ولايحلم بجنة الديمقراطية!. *العالم من حولنا مشغول بتحليل الدى إن إيه ونحن مشغولون بتحليل التصوير والنحت! *الشباب العاطل يتظاهر من أجل سى دى محرم بك ولايتظاهر من أجل البطالة و إنتهاكات قسم المنتزه.
أبريل أقسى الشهور.. مقطع شعرى للشاعر الأمريكى ت. س. إليوت من قصيدة الأرض الخراب
أراه مجسداً لحال مصر الآن، فبالفعل مر علينا هذا الشهر الكئيب بكل قسوته فترك على أرواحنا وقلوبنا وعقولنا جروحاً لاتندمل مليئة بالقيح والصديد والأنسجة المهترئة والغرغرينا التى لايجدى معها إلا البتر، وعنوان القصيدة للأسف أصبح عنوان أرض كانت محروسة فصارت خراباً، أرض كانت تنبت التسامح والود واللون الأخضر ومواويل العشق ونقوش الخلود وعطر الياسمين، فأصبحت أحراشاً لنباتات شيطانية وصبارات عشوائية لاتعرف إلا الحقد الأسود المدمر وندابات الموت وعدودات الحزن وتجهم الصحراء ورائحة العفن.
هبط طائر الرخ الأبريلي على ضفاف الأسكندرية، تمنينا أن تكون كذبة أبريل ولكن للأسف خدعنا فقد كانت الكذبة صادقة وحادة كنصل السكين، كشف المختل السكندري الذى يزوره الخلل العقلى في كل أبريل عن جبل الجليد المختفى تحت قمة المجتمع المزيف، كشف عن الغليان المحتقن تحت سطح الرماد الميت، كشف عن الصراخ والردح وفرش الملاءة تحت قشرة الصمت الساكن، تفككت السبيكة الإسلامومسيحية بمعاول الفساد الذى كرسته العمامة وحمته البندقية، هل تحولت الأسكندرية من أيقونة تسامح إلى مسرح تعصب فجأة؟، هل تخلت مصر عن زهرة اللوتس إلى أشواك الصبار بلامقدمات؟.
بالطبع لا، ولنكن صرحاء فمجتمعنا هو الذى أصيب بالخلل العقلى وليس الشاب القاتل، فهو مجرد ضحية وكبش فداء على مذبح وطن يرقص رقصة زار مجنونة على أشلاء أبنائه، حمل محمود صلاح الدين السكين هاتفاً "إلا رسول الله.. فداك يارسول الله" بعد أن شحنه المجتمع المدروش المغيب الذى جعل من دينه هويته وداس على فكرة المواطنة بالحذاء، فإختلطت عليه الصورة وتملكته الضلالات والهلاوس وتحول المسيحى المصرى إلى رسام دنماركى، وتجسدت لافتات وملصقات العربات التى تجوب مصر والتى تحمل نفس هتافه رسوماً كاريكاتيرية مسيئة تشتعل من صلبان الكنائس، فكانت ضربة السكين مجرد آخر نقطة مياه فتحت هويس الهوس والكراهية والثأر.
* "حقاً إننى أعيش فى زمن أسود.. والذى لازال يضحك لم يسمع بعد بالنبأ الرهيب!" (الشاعر الألمانى بريخت)
حقاً الذى مازال يضحك فى مصر لم يحس بالكارثة بعد، قديماً قال اللورد كرومر "لاأعرف المصرى المسيحى من المسلم إلا إذا دخل الأول إلى الكنيسة والثانى إلى المسجد"، ولكنك الآن وبكل سهولة تستطيع فى شارع الفرز الطائفى المصرى أن تعرف السيدة المسلمة من الحجاب أو النقاب أو الإسدال والسيدة المسيحية من شعرها المكشوف، أما الرجل المسلم فهناك الدبلة الفضة والذقن والشارب الحليق والجلباب القصير أما المسيحى فدبلة زواجه ذهبية!.
الأول إبنه إسمه حمزة يعلق فى رقبته مصحفاً وإبن الثانى هو مرقس ويحمل على ذراعه وشم الصليب، الأول يلبس فى حمامات السباحة الشورت الشرعى ويشاهد قناة إقرأ والمجد ويضع مدخراته فى البنك الإسلامى ويحمل موبايل فنلندى يسميه موبايل إسلامى لأن عليه رنات سامى يوسف وتذهب زوجته إلى الكوافير الإسلامى وتخسس نفسها بالريجيم الإسلامى وتنوى أن تدخل إبنتها بعد تخرجها من المدرسة الإسلامية مركز صالح كامل فى الأزهر لدراسة الإقتصاد الإسلامى، وعندما يمرض ويحتاج إلى زراعة كبد في المستوصف الإسلامي لن يسأل فيه أحد لأن وطنه لايعترف بالموت الإكلينيكي الذى يخالف الموت الإسلامي، أما حين يختلف مع زوجته فى الفراش فإنهما يذهبان إلى د. هبة قطب أخصائية الجنس الإسلامي!.
الثانى يشاهد الأب زكريا على قناة الحياة ويدخل غرف المسيحيين في شات البالتوك ويشحن موبايله برنات الترانيم ويوصل إبنته مدرسة قبطية ويستبدل الكنيسة بالوطن، فيها يمارس نشاطه الإجتماعي ويعالج مرضه ويأخذ دروسه ويتظاهر.. الخ، الأول يؤكد على أن هناك شجرة كتب على أوراقها محمد، والثانى على يقين بأن العذراء ظهرت فى الكنيسة، كل منهما يحتمى بسور الدين العظيم، وفجأة تحول رجال الدين إلى أصحاب بيوت خبرة وبوتيكات لبيع قطع غيار الفتاوى والبركات، وليذهب الوطن إلى الجحيم.
* "هذه بلاد الضجيج والشائعات.. حيث الصم ذوى السماعات هم المحكمون فى مسابقات الموسيقى، والذين تمتلئ أرواحهم بالحجارة هم نقاد الشعر، حيث تفوز فى السباق الأرجل الخشبية، وحراب الدفاع فى أيد يلفها الجبس، حيث القادة هم الذين يتاجرون فى الأرواح مثل الأسهم فى البورصة.. وحيث يأتى الناس إلى الأضرحة لا لكى يتلقوا طعام الآلهة وإنما ليأكلوا الفاكهة المحرمة فى الحدائق الخلفية!" (الشاعر بوبى شيركان _ نيبال)
ضريح الوطن يحتاج نقشاً على جداره، ولوحة رخامية شاهداً عليه، ومرثية دامعة تثير الشجن فى زمن الحزن البلاستيكى ال DISPOSABLE، وباقة ورد تبعث رائحة الحياة فى جفاف الموت، عندما تسقط الإسكندرية فإن الوطن كله سقط، فهذه المدينة هى آخر ورقة توت فى شجرة التسامح، مدينة كوزموبوليتان عاش اليونانى فيها إلى جانب الإيطالى والمسيحى بجانب المسلم بجوار اليهودى فى بوتقة تفاهم حضارى راق، ولكن ماجدوى مكتبة الإسكندرية برفوفها الضخمة وسقوفها الشاهقة وكمبيوتراتها المتقدمة وبجانبها باعة السواك وكتب الجان وعذاب القبر، أرجو عمل إحصائية بعدد من يدخلون مكتبة الإسكندرية ليقرأوا ويطلعوا ويسمعوا الموسيقى الكلاسيك، ومقابلهم عدد قراء كتب الأرصفة الصفراء ومدمنى سماع أشرطة فقهاء الصحراء، النسبة ستكون مفزعة وشاهدناها بشكل أدق وأكثر حسماً فى معرض الكتاب حيث كتب نساء أسفل جهنم وأفكار القرون الوسطى والثعبان الأقرع فى الأيدى بالأطنان، أما كتب التنوير فترقد خجلانة فى يد البعض بالجرامات!.
ماجدوى الجامعة إذا كان أساتذة الطب فيها يؤمنون بالحجامة ويضطهدون طبيبة ويرفضون تعيينها لمجرد إختلاف عقائدى، وطن يكره الآخر بقسوة بداية من الراعى الذى يسخر من الشيعة وإنتهاء بصديقى الذى يرفض شرب القهوة من يد الساعى المسيحى!، وطن يبحث أفراده عن الخلاص الدينى الفردى لا الخلاص الجماعى فيختزلون الدين إلى طقوس شكلية، يسارع البقال بغلق دكانه ليخطف ركعة فى المسجد ثم يعود لغشك فى الميزان وبيع معلبات منتهية الصلاحية، يفطر الطبيب بعد صيامه على التمر ليفتح عيادته ويجرى جراحة بأدوات غير معقمة، يضع سائق التاكسى المصحف أمامه ويدير شريط عذاب القبر فى الكاسيت ولايكسر البنديرة ويحاسبك بأضعاف قيمة العداد ويسب لك الدين بعد نزولك لأنك زبون رذل وعايز تحاسبه مضبوط!، لم نعد نسمع عبارة كان يرددها جدى وجدك وهى الدين المعاملة، فقد أصبح الدين الحجاب.. الدين الذقن.. الدين الجلباب.. الدين السواك.. الخ.
لم يعد الدين هو الضمير، تدفع المليارات من أجل العمرة حتى تفلت دينياً بجلدك أما عند دفع الملاليم للمدارس والمستشفيات فهنا تكون الكارثة، وطن مهووس دينياً ومهووس جنسياً، يضخ مدخراته فى ماسورة رحلات العمرة وشنط الفياجرا!، يحلم بجنة الحور العين ويطرد كابوس جنة الديمقراطية، يتظاهر من أجل سى دى مسرحية دينية أو صورة كاهن أو هروب زوجة قسيس أو شيكارتين أسمنت فى كنيسة، ولايتظاهر من أجل إنتهاكات الشرطة –جدير بالذكر أن قسم المنتزه فى الأسكندرية جرت به حادثة تعذيب قاتلة لم يحرك لها أهل الأسكندرية ساكناً -، لايتظاهرون من أجل الديمقراطية أو البطالة – جدير بالذكر أن الأسكندرية بها أكبر تجمع نواب إخوان مسلمين فى مجلس الشعب وبها أكبر نسبة بطالة حيث كان جميع المتظاهرين هناك بدون عمل ولكنهم تحركوا فقط عند النداء الدينى فكسروا وخربوا وإستباحوا وسرقوا محلات الذهب لأن أصحابها مختلفو الديانة فى نفس الوقت الذى يحمون فيه دكاكين مصاصى الدماء من سماسرة قوت الغلابة لأنهم ينتمون إلى نفس المعسكر العقائدى- ولايتظاهرون من أجل حرية أكثر أو رخاء أكثر أو سكن أكثر أو شغل أكثر ولكنهم يتظاهرون من أجل تغييب أكثر وتجهيل أكثر ودماء أكثر وحقد أكثر.
"فى الهند يقولون: إن الثعبان كان أول ماظهر من مخلوقات الله، ويقول سكان الجبال: لا إن الله أول ماخلق.. خلق النسر المحلق! وأنا لست مع الهنود ولا مع سكان الجبال.. فأنا أعتقد أن أول ماخلق الله.. خلق البشر، ولكن البعض.. إرتفع وحلق مع النسور، والبعض هبط وزحف مع الثعابين!" (الشاعر رسول حمزاتوف –داغستان)
تحولت العلاقة بين المسلم والمسيحي فى مصر إلى مباراة ملاكمة لابد من هزيمة أحد طرفيها بالضربة القاضية، وبالطبع لابد أن تكون الاغلبية هى المسئولة لأن الحل بأيديها، فنحن نوافق على أن الفتنة صناعة مشتركة، ولكن عندما تتحلى الأغلبية بالعقل فإن الأقلية يسكنها الأمان، فالأغلبية دائماً فعل والأقلية رد فعل، فالأغلبية هى التى تضع الدستور، وهى التى تضع مناهج التعليم التى تهمش الأقباط وتاريخهم، وهي التى تبني الآف المدارس الأزهرية التى تنفي الآخر بفقه متخلف يعتبر الآخر كافراً برغم أن الدين الذى يدعي هذا الفقه أنه يمثله دين عقلاني مستنير تعايش مع الأديان الأخرى بمنتهى التسامح الآف السنين، الأغلبية هى التي تصنع الأحزاب وتسن القوانين السياسية وتجري الإنتخابات التى تهمش الأقلية فيها جميعاً، برغم أن نفس الأغلبية في عصر ماقبل الثورة ترأس مجلس وزرائها مسيحي بل وتولى الوزارة فيها يهودي، الآن الأغلبية تشعل نيران اللعبة الدينية بنواب الإخوان ومرشدهم مدرس الألعاب الداعي إلى الأممية الإسلامية والرئيس الماليزي الحاكم لمصر ويرفع شعار طظ فى مصر واللي جابوا مصر، الآن الأغلبية تروج لمفتي يحرم التماثيل في القرن الحادى والعشرين، الآن الأغلبية تخترع إسلاماً جديداً منذ سبعينات القرن الماضي وكأن كل من عاشوا قبل هذا الزمن كفرة!.
الآن الأغلبية تتخيل نفسها خير أمة أخرجت للناس ويكفي أن لديها الإعجاز العلمي، وتظل تتشدق بالإعجاز وهى تأكل التوم الصيني وتلبس الجلاليب الصيني وتشرح الجثث الصيني بل وتتعبد بالسبح والسجاجيد والطواقي الصيني، لايعرفون أنهم وطن يحتضر، ميت إكلينيكياً، يعيش بأجهزة تنفس صناعي، العالم من حوله مشغول بالعلم والتقدم والرخاء، بالهندسة الوراثية وعلوم الكمبيوتر وغزو الفضاء، وهو مازال يسأل عن حرمة دخول الحمام بالقدم اليسرى ووجوب غمس جناح الذبابة فى الطعام.. إلى آخر قائمة فقه الحيض والنفاس!!، هم يسألون عن تحليل الدي إن إيه ونحن نسأل عن تحليل الأكل بالملعقة وإقتناء التماثيل.. الخ.
وأرجوكم صدقوا نبوءة صلاح عبد الصبور التي قال فيها: رعب أكبر من هذا سوف يجئ لن ينجيكم أن تعتصموا منه بأعالي جبال الصمت.. أو ببطون الغابات أن تختبئوا في حجراتكم أو تحت وسائدكم.. أو في بالوعات الحمامات.. صدقونى رعب أكبر من هذا سوف يجئ..
khmontasser2001@yahoo. com