Wednesday, November 22, 2006
توتة توتة.. المادة ستة وسبعين حلوة ولا ملتوتة
سوف يسجل التاريخ بنفسه وبدون وسطاء أن مصر سبقت دول العالم الأول والثانى الثالث.. وحتى العشرين، فى شكل وطريقة تعديل موادها الدستورية وليس فقط المادة السادسة والسبعين. ولن ينسى التاريخ أن مصر سبقت العالم بدرجاته وألوانه إلى اختراع مادة دستورية مطاطة، وقابلة للمد والثنى وصالحة للذهاب إلى الأوبرا أو السينما. ومن كثرة ما سوف يسجله فإن التاريخ سوف يشعر بالتعب ويجلس ليستريح من وعاء التعديل الدستورى غير المسبوق والمكون من كافة المواد الغذائية، وبفضل تعليمات السيد رئيس الجمهورية وجهود السادة أعضاء أمانات الحزب الوطنى بفكره الجديد والقديم والبنى والأسود والمقلم. ونراهن أن مصر سوف تحصل على تعديلات دستورية تكفى لإعادة تعويم الحياة السياسية، وتنقلها من الوقوف إلى الجلوس.نقول ذلك بمناسبة الجلسة التى سيعقدها مجلسا الشعب والشورى بمناسبة عودة الدورة البرلمانية التشريعية، والخطاب التاريخى الذى سوف يلقيه السيد رئيس الجمهورية اليوم الأحد، ليحدد فيه كما جرت العادة ملامح المرحلة المرتقبة، والتى يرتقب أن يقوم البرلمان بمراقبتها. ومع أننا لا نضرب الودع ولا نقرأ الطالع فإننا نتوقع الخطاب الذى سوف يلقيه الرئيس لأنه سيكون شبيها بكافة خطاباته السابقة والأسبق، وسيكون مثلها خطابا تاريخيا، وربما جغرافيا، وفراغيا وهندسة تحليلية، وكبدة ومخ. وسوف تكون المادة السادسة والسبعون موضوعا مهمًا لحديث الرئيس الذى سبق له وأعلن وطالب بتعديل المادة نفسها قبل عام وتم تعديلها بصورة عبقرية، يصعب هضمها أو شمها. وهو ما اكتشفه الرئيس، الذى يرأس الحزب والحكومة والجمهورية ويصدر التعليمات ويقر القرارات. والتعديل تم بعد إجراء الانتخابات بطريقة الاستفتاء، حيث نجح الرئيس وصار رئيسا، وأصبح الشعب شعبا، وهو اكتشاف يمكن أن يضاف إلى أهم الاكتشافات العلمية والسياسية التربيعية فى العالم الحديث، بعد الملف. ونتوقع أن تكون تعليمات الرئيس نبراسا للسادة التشريعيين والحكوميين والحزبوطنيين، ليرتعوا ويقضوا أوقاتا طيبة فى ذكر وأعاد تذكير الناس بأهمية تعليمات الرئيس وفكره الثاقب الذى سبق به عصره والعصور التى تليه. وسوف تسجل مصر هدفا جديدا فى مرمى التاريخ بفضل تعديل المادة التى سبق تعديلها لتصبح أكثر اتساعا وشمولا ووضوحا وتربيعا وتكعيبا. وهو ما ينفى الشائعات التى تتردد وتقول إن السادة خبراء القانون والدستور والسياسة عجزوا عن إنتاج مادة دستورية واحدة. المهم أنه بعد خطاب الرئيس سوف يتحرك رئيس مجلس الشعب واوركسترا القاهرة السيمفونى ليتحدثوا عن شجاعة الرئيس واتساع صدره وعمق نظرته العميقة فى الأساس كل هذا بفضل المادة الدستورية التى سوف يتم تعديل تعديلها السابق لتكون متسعة وقوية وكلها حنية. وبعد كل هذا اللت والعجن على المواطن أن يستريح ويضع فى بطنه بطيخ صيفى أو شتوى لأن تعليمات الرئيس خرجت بمصر من العصر الشمولى إلى عمر مكرم وأصبح من حق أى مواطن أن يرشح نفسه بين أكثر من مرشح لينجح الرئيس ومرشح الحزب الوطنى، وتعيش مصر فى تبات ونبات.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment