في برنامج تليفزيوني أبت مقدمته إلا أن تجمع مجموعة من الوزراء وكم كنت أتمني من مقدمة البرنامج أن يكونوا من الحاليين ولكن وصفوا بالسابقين وراحت تمطرهم بوابل من الأسئلة صاروا أمامها من الحياري وادعوا أنهم من المضحين وما كانوا يوما للمنصب من الطالبين، وبتركه غير عابئين بل فرحوا لكونهم الآن من المتحللين وحقيقة الأمر أن لسان حالهم يقول شأن غيرهم من التاركين: ألا ليت المنصب يعود يوماً فأخبره بما فعل الفراغ الرهيب بمنصب الوزير وصاحب المعالي والهيلمان ومواكب تدعي أنها تحقق الأمان، وسيارات مصفحة ومنتجعات وشطآن، ومصالح ومنافع شخصية طوع البنان للأهل والأصدقاء والخلان، ورحلات مكوكية بالدرجة الأولي، وفي صفوف المقدمة قبل أي إنسان، وإعلام لا ينشر إلا ما يسر الخاطر ويطيب الوجدان، وتأمين للمستقبل الشخصي حتي الأحفاد والولدان وتعطل مصالح الجماهير من أجل موكب صاحب المعالي الذي يشار له بالبنان.
إذا بمقدمة البرنامج تسأل بالحرف وتقول لهم: لماذا الشعب يأخذ عنكم فكرة أنكم سيئو السمعة فلا تعيروه سمع يقظان، وأنتم أهل مارينا وفاخر الشواطئ والخلجان، والواحد منكم يدعي علي الشعب فضلاً وهو المنان، وما أنتم إلا إداريون وسكرتارية عند السلطان.
وإذا بأصحاب المعالي السابقين يقعون في حيص بيص وأسقط في أيديهم وزاغت منهم العينان وقال قائلهم لقد عملنا ما يسعد الإنسان وقال آخر كنت أقابل الشعب حتي الغلمان، ويخرج الكثيرون من لقائي وأنا لم أقض الحاجة ولكن الكل فرحان، يعني بكش وكذب علي المواطن الغلبان، وقال ثالث: كنت أتقاضي راتباً بضع مئات شهرياً تنفق علي أهل حراستي الفرسان، ولم يقل بالتالي كيف يعيش وهو يدعي أنه رائد الحرمان، وإذا بالضربة القاضية تقول لهم إن كنتم صادقين فلم تخلفت مصر وعمها الطغيان، ألا يرجع ذلك للحكومات المتعاقبة التي ما فتئت تقدم رجلاً وتؤخر عشراً بكل عنفوان، فاستشاط أصحاب المعالي السابقون غضبا وقالوا: يكفي أن المواطن اليوم عنده دش في العزب والبلدان وطبعاً لم يذكروا مياه الشرب المختلطة بمياه المجاري التي لا تليق حتي بالحيوان.
الحسين محمد حميد
No comments:
Post a Comment