ربما هو الحدث الأول من نوعه في تاريخ العالم، أن يسافر رئيس دولة إلى جانب مسافرين عاديين، على متن طائرة ركاب عادية، ويفاجأ مستقبليه، بأن "الرئيس" الذي أعد له استقبال رسمي، ينزل مع الركاب من دون "مظاهر رئاسية". وأثار الرئيس السنغافوري، أس. أر. ناثان، دهشة المصريين على الصعيدين الشعبي والرسمي بسبب الطريقة البسيطة التي تصرف بها خلال زيارته إلى مصر.
وأصر الرئيس السنغافوري طبقا لتقرير أعده الزميل أشرف الفقي ونشرته صحيفة "الوطن" السعودية الأحد 19-11-2006 على أن يكون ضمن الركاب المسافرين على إحدى الرحلات العادية ولم يستخدم في زيارته إلى مصر أية طائرة خاصة سواء لدى وصوله أو مغادرته لها إلى الأردن المحطة الثانية لجولته العربية التي بدأها بزيارة مصر.
وكانت مراسم رئاسة الجمهورية فوجئت برسالة من الرئيس السنغافوري يبلغهم فيها أنه سيصل إلى العاصمة المصرية على متن طائرة الخطوط الإماراتية، وهو الأمر الذي أصابهم بربكة حيث لم يعتادوا على استقبال رؤساء الدول على متن طائرات ركاب عادية وتم حل الأمر برمته بالسماح بهبوط الطائرة أمام الاستراحة الرئاسية المخصصة لرؤساء وزوار مصر من الشخصيات الكبيرة، وتم فرش البساط الأحمر من سلم الطائرة إلى مقر الاستقبال، فيما كان ركاب الطائرة يتابعون الاستقبال من نوافذها.
أما رحلة الرئيس السنغافوري إلى مدينة الأقصر السياحية المصرية في جنوب البلاد فتمت على رحلة عادية لمصر للطيران حيث تم حجز عدد من مقاعد الدرجة الأولى للرئيس والوفد المرافق له، وامتنع الرئيس عن تأجير طائرة خاصة رغم أن كلفتها لا تتعدى بضعة آلاف من الدولارات الأمريكية.
وقام مسؤولو مصر للطيران بتجهيز الطائرة وإركاب المسافرين إلى الأقصر على متنها ثم سحب الطائرة إلى مكان قريب من الاستراحة الرئاسية حتى يتسنى إجراء مراسم الوداع الرسمية للرئيس والوفد المرافق له.
وقال مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في تصريحات للصحيفة: "تصرف الرئيس السنغافوري هو من باب ترشيد الإنفاق في ضوء المخصصات المالية الممنوحة له، رغم أن دخل سنغافورة القومي يتجاوز العديد من الدخول القومية لعدد من الدول العربية مجتمعة".
No comments:
Post a Comment