وعلى المقيمين داخلها الذهاب إلى خارجها
يعيش البرنامج فى محاور النوازل
تحت شعار إحنا اللى اخترعنا البرنامج وبفضل الجهود العبقرية لحكومة الدكتور أحمد نظيف الثانية، دخلت مصر مجال الانطلاق نحو المستقبل، وبفضل تفاعل مخصصات الحزب الوطنى مع محاور برنامج الحكومة، مضافا إليهما بقايا تشريعات مستهدفة، وجلسات تحضير أرواح، أصبحت مصر بالفعل، فى حزام الزلازل. الدكتور أحمد أعلن عقب توليه رئاسة الحكومة الأولى أن برنامج حكومته يقوم على ستة برامج تنقسم إلى عدة محاور. وبعد مرور شهور وسنوات ظلت المشاكل هى نفسها، وبقيت المحاور تتمحور حول البرامج.بقيت قضية البطالة، ومشكلات العلاج، والتعليم والإسكان. ولم يفكر الدكتور نظيف فى تعديل برامجه أو محاوره. بالنسبة لمشكلة البطالة فهى من القضايا المزمنة التى تحتاج إلى سنوات وربما إلى قرون، ولا أحد يتعجل الأمر، العاطلون ينتظرون، والحكومة تسير. أما أطرف ما قدمه الحزب الوطنى وحكومته لمواجهة البطالة هو الإعلان عن وظائف تم توفيرها بفضل مساعى الحكومة والحزب، يتم الإعلان عنها على موقع الحزب الوطنى، كل من سعى للسفر للخارج، هو ممن وفرت لهم الحكومة عملا، مع أنها لا تعرف عنه شيئا. وتعتمد الحكومة وحزبها على أن الناس لن تراجع ما يتم الإعلان عنه ضمن تصريحات المسئولين أو غير المسئولين. أما عن العلاج والمرض فحدث ولا حرج، المستشفيات العامة مقابر، والخاصة مقابر بفلوس، والمريض الذى يواجه الموت، يحتاج إلى قرار بالعلاج على نفقة الدولة، غالبا يصدر بعد الوفاة. لم تتزحزح الحكومة ببرامجها ومحاورها نحو قانون التأمين الصحى المجمد منذ دهور، والذى ورد الحديث عنه فى برنامج الرئيس الانتخابى، وبرنامج الحكومة غير الانتخابية، وبرنامج ساعة لقلبك من إذاعة الحزب الوطنى الحاكم. ولا يهم.. إذا كان المواطن يشعر بكثير من الغلاء، والفوضى، ولا إذا كانت البطالة بالملايين، وأن الأوضاع كما هى، فى الصحة والتموين، والإسكان والتعليم، ولا إذا كانت السحابة السوداء لا تزال سوداء، وأنفلونزا الطيور تعود، المهم أن ينعقد مؤتمر الحزب فى موعده، ولا نعرف إن كان الحزب الوطنى عضوا فى النادى السياسى أم أن الحكومة انضمت إلى هذا النادى فى وقت من الأوقات، لكن النتيجة أن كليهما الحزب وحكومته يصران على أن ما يجرى من إنجازات هائلة ورهيبة، هو أمر فظيع وغير مسبوق، وإذا تساءل مواطن عن التناقض بين التصريحات والأفعال، فسوف يخرج له قيادات الحزب ألسنتهم ليؤكدوا له ولكل من تسول له نفسه، أن الفكر الجديد فى الحزب القديم هو فى حد ذاته الإنجاز.. المدهش أن هناك من يندهش من مهاجمة الحكومة والحزب الوطنى، ويدعو بعض السادة أعضاء الحزب الوطنى الأصليين والمنتسبين والملحقين والمنتدبين، إلى عدم مهاجمة الحزب ومؤتمره، وقلبه وأفراحه، على اعتبار أن الحزب يقود قوافل التغيير، ويقدم عروضا مسلية، تتفوق على ساعة لقلبك، أو قدمك أو رأسك.
No comments:
Post a Comment