Wednesday, November 22, 2006
عن الدجاج الفاسد.. والأفكار الفاسدة
كما يرى القارئ فإننا ننشر رد الاستاذ توفيق عبد الحى ليس خوفا من قضايا وإنما هو حقه التام. ولا شك أن قراءة الرد يمكن أن تفيد الباحثين فى معرفة طريقة تفكير أحد الذين شغلوا الرأى العام لفترة طويلة ومازال اسمه مرتبطا بإحدى أخطر قضايا مصر. والتى ربما حسم القضاء بعضها، ومازال البعض الآخر بلا حسم. وكما نرى فإن الرد يكشف عن فكر عميق فى الاقتصاد والتنمية والاجتماع والعلوم والصحة. وقد أوضح لى ما كان غامضا من نشاطاتى فى خدمة المشروع الأمريكى، والصهيوني. مع أن هذا المشروع ليس فى حاجة إلى مجهودات أمثالى بعد أن قدم له كبارات رجال الانفتاح والأمن الغذائى كل ما يمكن تقديمه. لكنه نبهنى إلى أننى حتى وأنا نائم اخدم المشروع إياه، بينما الآخرون مثل الأستاذ توفيق يكافحون هذا المشروع بكل ضراوة من بلجيكا ودول أوروبا. بعد أن سافروا لم يهربوا لمواجهة المشروع فى عقر داره. وقد ذكرنى بأيام كلية العلوم التى افخر بكونى احد خريجيها، قبل دراسة القانون والفلسفة والتاريخ. الذى ينبئنا بأقل مما يجرى فى الواقع. يومها سقط بعض زملائى بفضل الفراخ الفاسدة التى تناولوها فى المدينة الجامعية، ونشرت الصحف يومها أنها من استيراد توفيق عبد الحي. وارتبط الأمر كله باسمه، لدرجة أن أى شحنة غذاء فاسد تعيد لأذهان الناس ذكرى عصر الاستيراد والتصدير، ورواد استيراد لحوم الجوارح وأفخاذ الديناصورات، وبولوبيف الثعابين ولانشون الفئران إلخ. بعد تفجر القضية سافر عبد الحى وهو ما جعله رائدا لكثيرين فى السفر من رجال المرحلة الحالية، الذين استعاروا مليارات من مليارات البنوك. ونقول استعارة حتى لا يتهمنا الأستاذ توفيق بأننا نخرب الاقتصاد والتنمية. ونساعد المشروع الأمريكي. الذى بدأ حسبما نعلم من أيام ثقافة التصدير والاستيراد. أو نتحدث عن الفساد الواضح للعين المجردة. الأستاذ توفيق أرسل لنا أحكاما قضائية ببراءته من سرقة أموال البنوك، لكن أحدا لم يقدم لنا شيئا عمن أدخل الغذاء الفاسد وأصاب المصريين بالفشل الكلوى والكبدى والسرطان.. إلخ. ويرى الأستاذ توفيق أن الحديث عن الفساد يخدم المشروع الأمريكى والصهيونى، وهو اكتشاف جديد لأن هناك تصورا لدى البعض انه لا يخرب البلاد أكثر من مشروع الإفساد المحلى، وإذا لم يكن هناك فساد فكيف تم نهب ما يتجاوز الألف مليار خلال ثلاثين عاما فقط. من المال العام. بعض السادة المنفتحين يراهن على الذاكرة الضعيفة، وأن الناس تنسى، والشعب المصرى طيب. وطالما لم يمت احد من الفراخ الفاسدة أو لحوم الحيوانات الجارحة، فلا ضرر، ولا ضرار من تكرار توريد الأفكار كما سبق توريد الفراخ. على اعتبار أن الأمن الغذائى والفكرى سواء، حسب مدرسة السبعينيات التى قامت على أكتاف أعداء المشروع إياه، مع أن الأفكار الفاسدة يمكن أن تصيب بالتلبك المعوى مثل الفراخ الفاسدة التى لا تزال حتى الآن تحمل اسما واحدا. وكلما أصيب شخص بالتلوث يتذكر فراخ الريادة الملوثة بالسلامونيلا. وهى القضية التى لن تضبط لهروب الجناة وضياع الأدلة. ومن حق الأستاذ توفيق أن يروج أفكاره الكثيرة عن الاقتصاد أو التنمية، والديمقراطية خاصة أن مدرسته لا تزال قائمة، أما أمثالنا من المخربين، ممن لا يعرفون قيمة الأفكار الغذائية ويخشون التسمم الفكري. ربما يمكنهم التعرف على أفكار الأمن الفكرى بعد تلقى التطعيم اللازم. صحيح أن الأستاذ توفيق حصل على براءة فى قضايا القروض، فإن قضية الفراخ والغذاء الفاسد لا تزال معلقة بل إن الصحف التى نشرت عن البراءة فى قضية القروض أشارت إليها بوصفها التى استخدمت فى تمويل صفقة الفراخ الفاسدة الشهيرة. ونحن نتمنى التوفيق للأستاذ توفيق، وكنا نتمنى أن يعود ليخوض معركته هنا ويكشف لنا عمن وراء الغذاء الفاسد، وأن يدخل مصر بجواز سفر مصرى وباسمه المعروف وليس بجواز بلجيكى وباسم مستعار كما جري. يومها ربما نعرف الفرق بين الدجاج الفاسد والأفكار الملوثة بالسلامونيلا.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment