الالتهاب الرابع للحزب الوطنى الفيروسى
نظام لا يتسرب إليه البلل وإرادة لا يؤثر فيها تصادم القطارات، او انفلونزا الطيور او سقوط المنازل وغرق العبارات يعقد الحزب الوطنى الديموقراطى مؤتمره الرابع، ليواصل جلوسه فوق اعناق الجماهير. وبعد انتخابات رئاسية استفتائية وانتخابات برلمانية افقية، وانجازات فظيعة لم تحدث فى السابق واللاحق يعود اليكم الحزب الوطنى الفيروسى بالتهاباته ليجدد البقاء، ويورث الاستمرار، تحت كوبرى الاستقرار. اعلن الحزب اصراره الرهيب على استكمال الانجازات الفظيعة، فى مؤتمر تجريبى، يواصل به تجاربه فى الشعب المصرى من خلال الفكر الجديد الذى ينتظر ان يعرض هذا العام فى عبوات اقتصادية مضاف اليها الكلور والزهرة، ليكون الإصلاح أكثر بياضا. وكما اعلن امين عام الحزب الفيروسى فإن الإصلاح الشامل قادم ومستمر. فى فكر الزعيم مبارك وقلب الحزب الوطنى وعقل أمانة السياسات. وكلى وكبد ومعدة وطحال امانة الامانات. ويقدم الحزب الوطنى عدة مفاجآت فى مؤتمره الرابع، اولها مواصلة الفكر الجديد بانطلاقة ثانية، فى منظور منشورى، يمهد لمزيد من الجديد السابق فى برلمان يضم أغلبية مزيفة، احتلت مقاعدها بشراء الاصوات ونظام انتخابى يتكون من ناخبين ومرشحين وإشراف قضائى وصناديق زجاجية وحبر فسفورى. كلها حبر على ورق حيث الحكومة تشرف على انتخابات الحزب، الذى تتبعه، فى نوع جديد من الاصلاح، رئيس الدولة والحكومة والحزب الوطنى يترشح لينجح فى منافسة مع نفسه. ليعود الحزب الذى يرأسه الرئيس ويدخل الانتخابات بمساندة حكومة الحزب. لنجد انفسنا امام نوع نادر وغير مسبوق من الاصلاح السياسى الاصلى والاحتياطى. وبعد انتخاب الرئيس مبارك لفترة خامسة، بين اكثر من مرشح لم ينجح منهم احد، يتوقع ان يستمر الحزب الوطنى فى مراجعة برنامج الرئيس، تمهيدا لعرض الحلقة الثانية منه فى شهر رمضان مع الفوازير والمسلسلات، امعانا فى تسلية المواطن وكيد العزال، وتعميم الكوارث بالاشتراك فى الارباح. وينطلق حزب الأغلبية من رؤى برامجية افقية، تقوم على رأسية الكلمات المتقاطعة، لتسير نحو اصلاح سياسى غير مسبوق يقوم على تثبيت الوجوزة والسياسات، والتصادمات فى القطارات والسيارات. لتتواصل هيمنة الحزب على كافة المقدرات السياسية والاقتصادية وتعميق الاحتكار الاقتصادى لأمين التنظيم ليتماشى مع احتكاراته الاقتصادية وصولا الى نظام احتكارى بفكر جديد هو نفسه الفكر القديم لتتقابل الاصالة مع المعاصرة، وممارسة الحقوق السياسية، مع ممارسة العملية الاقتصادية فى ممارسة متواصلة. ومن حسن الطالع أن المؤتمر الرابع للحزب الخامس، ينعقد متزامنا مع تصادم القطارات، وعودة انفلونزا الطيور، وكل الشواهد تشير الى ان المصريين اصابتهم عدوى بالحزب الوطنى الفيروسى، الذى لا يريد مغادرة حياتهم. وتختلف اعراض الحزب الوطنى لأنها اقسى واكثر استمرارا من اعراض الالتهابات الفيروسية الكبدية. والحزب الفيروسى عدواه اوسع انتشارا يمكن ان تغطى مساحات شاسعة من الارض، وتصل الى اعماق مصر. كما ان من اهم اعراضه الفساد والرشوة والمحسوبية، وزيادة افرازات الفكر الجديد الذى ليس له علاج كما انه قادر على تحوير نفسه ليقاوم العلاج. وقد اصيب المصريون بالتهاب الحزب الوطنى الفيروسى منذ سنوات طويلة، لم يخرج من اجسامهم، ويزداد اعراض الالتهاب الحزبوطنى اثناء الانتخابات والبرامج والمؤتمر العام. وانعقاد المؤتمر الرابع للحزب الوطنى الثلاثين متزامنا مع الذكرى الاولى للعام الاول من الانتخابات الرئاسية الاولى للرئيس مبارك والتى نجح فيها وحيدا وسقط منافسوه فى انتخابات دائرية، ليدخل الرئيس عامه الخامس والعشرين فى حكم البلاد. كل هذا متزامنا مع مهرجان المسرح التجريبى حيث الحزب التجريبى والانتخابات التجريبية.
No comments:
Post a Comment