Wednesday, January 03, 2007

أمة في فراش أبي لهب !!

بقلم : محمد أبوكريشةMabokraisha@yahoo.com
Mabokraisha@hotmail.com
لا أحب أن أذكر أسماء أصدقائي أو أقاربي من المحامين أو الأطباء أو رجال الأعمال أو المهندسين أو المدرسين أو غيرهم ممن يشاركونني أوجاعي وأنقل محاوراتي معهم في هذه المساحة وتبدو في آرائهم الحكمة وفصل الخطاب .. لا أحبذ ذكر أسمائهم حتي لا أقع في فخ الدعاية والإعلان المجاني وأفسد الهدف النبيل من الكتابة.. كما ان هؤلاء الأصدقاء يتحدثون معي وليس في ذهنهم ان انقل حديثهم اليكم.. ولو كان ذلك في حسبانهم مانقلت هذا الحديث .. لا أريد أن افسدهم لان الإعلام مفسدة فهو المسئول الأول عن افساد الأطباء والمحامين وغيرهم ممن شغلتهم الأضواء والأهواء عن شرف المهنة ونبل الرسالة. لدي دائماً والحمد لله شاهد أو أكثر من أهل كل مهنة يفتح لي دفتر أحوالها ومستودع اسرارها وكهوف ثعابينها وغابات سباعها.. وما أوتيت ذلك علي علم عندي.. وأنا ايضا شاهد معهم علي أهل مهنتي.. وليس من بيننا شاهد زور أو من يعاني "قصر الذيل" فهو "أزعر" لذلك ينفث سمه وحقده وضغائنه ويحترق قلبه حسدا للناجحين والنجوم. وصديقي المحامي الكبير يعشق دائما أن يتحدانا بألغاز قانونية طريفة ويحلها هو في النهاية وبعد ان "يغلب حمارنا" وتكون في العادة مدخلا لحوار مثمر.. فقد سألنا يوما: هل تعرفون الجريمة التي يعاقب المرء علي الشروع فيها ويحصل علي البراءة والنجومية اذا ارتكبها فعلا؟.. وبعد أن عجزنا قال: هي جريمة قلب نظام الحكم.. ينال الانسان عقابا يصل إلي الإعدام إذا حاول مجرد محاولة قلب نظام الحكم في أي دولة.. لكنه يحصل علي البراءة والنجومية والزعامة اذا قلب نظام الحكم فعلا ونجحت محاولته أو مؤامرته.. ما أجمل هذا اللغز.. وحله أجمل منه فقد فتح لي بابا كان مغلقا دوني واضحكني بقدر ما أبكاني.. فالمؤامرة لن يطلق عليها هذا الوصف أو الاسم إلا إذا فشلت.. ولكنها اذا مضت في طريقها المرسوم ونجحت تحمل اسما آخر رناناً وجميلاً.. فتصبح ثورة أو خطة أو منهجاً أو حركة مباركة أو حركة تصحيح.. أو ثورة انقاذ أو هبة الشعب في وجه الظلم والاستعباد والاستبداد والاستعمار.. واصحاب المؤامرة يسلكون طريقا من اثنين .. طريقا الي القصر اذا نجحوا .. أو طريقا إلي القبر إذا فشلوا. والتاريخ العربي كله بناء شاهق اساسه المؤامرة .. سواء فشلت واحتفظت باسمها أو نجحت فحملت اسم ثورة أو هبة أو حركة أو انتفاضة.. هناك دائما مؤامرة وراء كل حدث عربي.. والمؤامرة تحاك بليل واطرافها مجموعة صغيرة لدي افرادها هدف واحد اجتمعوا عليه.. وفي كل الاحوال لاتري أي تواجد للشعوب التي اعتادت ان تكون مع من غلب.. فإذا نجحت المؤامرة هتفت الشعوب للثورة والحركة والهبة واذا فشلت المؤامرة هتفت الشعوب ضد مدبريها من الخونة والعملاء والمأجورين والجواسيس.. واعلنت تأييدها ومبايعتها لنظام الحكم الذي أحبط المؤامرة وانقذ الوطن من المخطط الشيطاني والتدبير الجهنمي.. فالشعوب العربية منذ عصر الفتنة الكبري والي ان يقضي الله امرا كان مفعولا تبايع الغالب وتلتف حول الكرسي تحمل علي الاعناق من يجلس عليه سواء كان الجالس هو المتآمر الذي نجح أو كان الحاكم الذي أحبط المؤامرة وواصل بقاءه علي الكرسي الملعون. *** لا شرعية ولاقيمة لمن ترك الكرسي في نظر الشعوب سواء تركه بإرادته وهذا لم يحدث إلا قليلاً أو نادرا أو أجبر علي تركه بمؤامرة سميت بعد نجاحها ثورة أو حركة.. والشعوب تنافق وتداهن الكرسي نفسه فهو الصنم المعبود لديها والجالس عليه يتحول بقدرة قادر إلي إله يستحق السجود والركوع والسمع والطاعة وعندما يتركه ينزل فورا من سمائه ليصبح حشرة تدوسها النعال وعندما أراد معاوية بن أبي سفيان أخذ البيعة لابنه يزيد ليكون الخليفة الأموي الثاني تردد الناس لعلمهم بطيش يزيد وقلة خبرته.. وانبري المنافقون فورا لحسم الأمر.. ووقف أحدهم متقلدا سيفه وقال مشيرا إلي معاوية: أمير المؤمنين هذا.. فإن مات فهذا واشار الي يزيد. .. فمن أبي فهذا .. واشار الي سيفه.. فطرب معاوية لقوله وامتثل العرب كدأبهم دوما. وهناك اناس كثيرون صنفهم التاريخ العربي كأبطال .. وآخرون صنفهم كمتآمرين وخونة لاغراض وأمزجة وأهواء لايعلمها إلا الله وأراني الآن اشك كثيرا في هذا التقسيم الذي أحسب أنه مزاجي هوائي لاسند له.. فقد انهزم السلطان قنصوه الغوري في موقعة مرج دابق امام العثمانيين بسبب خيانة خاير بك وفشلت ثورة علي بك الكبير بسبب خيانة قائد جيوشه محمد بك أبي الذهب .. ولم يتحدث كثيرون عن فساد الغوري نفسه وضعفه كما لم يقل أحد ان ثورة علي بك الكبير كانت أيضا مؤامرة علي الخلافة العثمانية.. والخلاصة ان كل المسائل التاريخية العربية منذ عهد الفتنة الكبري فيها قولان.. ونحن دائما بين حدثين أو بين نارين نار المؤامرة ونار من يحبطها - والعرب كشعوب هم وقود المعركة بين المتآمر ومن يحبط مؤامرته.. هم دائما الضحايا ومن يتبق منهم علي قيد الحياة بعد نجاح أو فشل المؤامرة يهتف لمن غلب .. والعراقيون الذين يفجرون انفسهم في بعضهم الان لم يتقدم منهم أحد لتفجير نفسه في صدام حسين وهو في الحكم .. وانتظروا المؤامرة الأمريكية التي أصبحت بعد نجاحها تحريرا وديمقراطية ليهتفوا لها وليضحوا بصدام في العيد.. هتف العراقيون بحياة صدام وهتفوا لموته.. وقاموا بالثورة فوق دبابات أمريكا.. وحملت المؤامرة اسم الثورة.. وهكذا يجري استغضاب العرب فلا يغضبون.. ويجري استفزازهم واهانتهم فيشعرون بالفخر والزهو.. ويسفكون دماء بعضهم لحساب الاخر "الله يخرب بيت الاخر" ويستنسر البغاث في أرض العرب ويستأسد في أمتنا الفأر ويتنمر "الصرصار" وتتفيل الذبابة لأن أمتنا لم يعد فيها شعوب .. ولأن الأمة صارت "أمة" أي جارية تباع وتشتري في أي سوق نخاسة حتي اذا كانت سوقا اثيوبية حبشية.. فقد صارت اثيوبيا في أرض العرب قوة احتلال غاشمة وامبريالية حبشية تصفوية دموية اجتاحت الصومال الذي لايعلم كثيرون انه دولة عربية فقد كانت عروبة الصومال "وش الفقر والنحس عليه" ومنذ قرر الصومال الانضمام إلي الجامعة العربية اختفي من الخريطة لانه شرب سم العروبة.. وأظن ان الصوماليين الآن يلعنون اليوم الذي قرروا فيه ان يصبحوا عربا.. ونفس الفأل السييء والحظ النحس اصاب جيبوتي وجزر القمر حيث لم تنعما بلحظة استقرار منذ أصابتهما لعنة العروبة وانضمتا إلي الجامعة إياها!! *** وقد قيل ان اريتريا كانت تريد الانضمام إلي الجامعة إياها فرفض العرب.. وقيل أيضا ان اريتريا هي التي رفضت وفي كل الأحوال فإنني اهنيء اريتريا بنجاتها وسلامتها لأن كل العرب ومن ينضمون إلي زمرتهم يشربون الآن من الطلمبات الحبشية المسمومة وقد قيل أيضا أن إيران وإسرائيل عرضتا الانضام إلي الجامعة إياها ولكنني لا أظن أن الدولتين وصلتا إلي هذا الحد من البلاهة إلا إذا كان الهدف هو تغيير اسمها إلي الجامعة العبرية أو الفارسية وفي هذه الحالة قد يزول الشؤم ويبطل مفعول السحر الأسود. ولم تنجح السياسة العربية منذ عصر الفتنة الكبري في أن تكون شعبية إلا في جزئية واحدة هي جزئية المؤامرة.. فقد أفلح الرسميون العرب علي مر التاريخ في جعل المؤامرة فلكلوراً شعبياً راسخاً.. وساعدهم علي النجاح أن الشعوب أصيبت بالهشاشة والانهيار النفسي والعجز العقلي والجنسي وفقدان المناعة الفكرية والبيولوجية.. ودائما هناك سبب خارج الإرادة وراء الفشل العام أو الفشل الفردي.. فالرجل العاجز جنسيا الذي يفشل في معاشرة زوجته تعرض لمؤامرة الربط فصار مربوطا..وكل عربي يتعرض لمحنة أو مشكلة في عمله أو أسرته منظور ومحسود "ومضروب عين" وكل امرأة تفشل في بيتها ومع زوجها معمول لها عمل معلق في رجل نملة - فهناك مصطلحات شعبية فلكلورية للمؤامرة مثل المهموز والزمبة والزر والدبوس - ويقول العربي: "فلان فقعني زمبة أو اداني مهموز أو زر أو دبوس" وأنت لا تستطيع ابداء أي ملاحظة أو التحذير من خطأ في العمل أو غيره حتي لا يتهمك الناس بأنك "زمبجي أو موقعاتي أو بتاع مهاميز". نحن في كل شئون حياتنا محاطون بمتآمرين ودساسين وجواسيس ومراقبين يعدون أنفاسنا - دائما هناك مؤامرة - فالحسد مؤامرة والعمل مؤامرة والزنب والمهاميز مؤامرة.. وكلام الناس مؤامرة وأنا دائما في حالة من اثنتين طوال الوقت فإما إنني أتآمر أو أكون ضحية مؤامرة وهذا الاسراف الشعبي في إعلاء التفسير التآمري لكل حدث ولكل نظرة أو ابتسامة أو سلام أو كلام أو موعد أو لقاء يؤكد بما لا يدع أي مساحة لشك أننا منهارون ومصابون بهشاشة العظام والعقل والقلب.. يؤكد ضعفنا وخورنا.. كما يؤكد أننا فاسدون.. والفساد يؤدي إلي الخوف والفزع والمعوج في حياته الأسرية أو العملية هو الذي يصاب بخوف مرضي من التآمر والدسائس.. هناك أخطاء فادحة وفاضحة في سلوكنا تجعلنا مصابين بعقدة المؤامرة والدس والنميمة والوقيعة.. كما أن المناخ العربي كله ملوث وظلامي وليس فيه بصيص ضوء.. مناخ غائم ضبابي انعدمت فيه الرؤية تماما.. لذلك نسير ببطء شديد ونبالغ في الحذر والخوف.. ونعتمد علي التخمين والصدفة ونخبط في كل أمورنا خبط عشواء الليل كما قال الخليفة عبدالملك بن مروان للحجاج بن يوسف الثقفي. *** أنت لا تعرف لماذا تم تصعيد هذا واسقاط هذا.. لماذا تم تقريب فلان وإبعاد الآخر؟ لا نعرف القواعد والمعايير التي جعلت هذا يصعد وغيره يهبط.. لا نعرف الأسس التي علي أساسها تم اختيار زيد واستبعاد عمرو.. لماذا صار هذا نجما لامعا وصار زميله نكرة وخارج الأضواء؟ لا يوجد ما يقنعك بترقية فلان وتخطي فلان.. لا يوجد أي مبرر منطقي لحصولك علي الجائزة وحجبها عني.. لا توجد أي حجة مقنعة للدماء العربية التي تسفك بأيد عربية في فلسطين ولبنان والصومال والسودان والعراق.. لا توجد إجابة شافية للسؤال الأزلي: لماذا يتصارع العرب مع العرب في الوطن الواحد؟ أي شيء ثمن هذا الذي يتقاتلون عليه؟ وتنظر في كل اتجاه فلا تري إلا عظمة تافهة.. ثم يستقر في عقلك ان العرب كلاب.. فلا يتصارع علي العظمة والفضلات إلا الكلاب بشرط أن نكون كلابا ضالة وليست "كلاب لولو" مدللة. وعندما تغيب الشمس ويجن الليل حيث لا قمر ولا كهرباء تصبح العشوائية هي الحاكم وتصير سيدة الموقف وتنهار الجماعية وتسود الفردية ويفعل كل منا ما يحلو له ويرضيه هو.. ولا أحد يقرأ النتائج أو يقدر العواقب فلا عجب بعد ذلك كما يقول صديقي شريف الشناوي أن يلقي أحدهم جاموسة نافقة في النيل أو يصطاد السمك بالسم أو الديناميت.. لا يوجد سقف يجمعنا وكل منا له سقفه الخاص به أو كل منا يتصرف بلا سقف.. ولا عجب أن نعتمد علي المؤامرة في تفسير ما يجري حولنا لأننا لا نفهم.. لا عجب أن نقول أن فلانا صعد وصار نجما بالنفاق أو الفلوس أو الوساطة أو علي جثث الآخرين وأنه تآمر ودس ومارس لعبة المهاميز والوقيعة لإزاحة منافسيه الأكفاء.. لا عجب أن نلجأ للتفسير التآمري أو الغيبي أو العبثي لكل الأحداث لأنه لا يوجد أي منطق في كل ما يجري حولنا من المحيط إلي الخليج.. لأن كل ما يجري حولنا عبث ينتمي إلي مسرح اللامعقول.. وسيفشل كل من يحاول إعمال عقله في أي أمر عربي فردي أو جماعي.. فلا عمل للعقل في هذه الأمة.. بل لا عقل في هذه الأمة.. فقد فر العقل بجلده وقطع المنطق تذكرة ذهاب وغياب.. كل شيء وكل قرار في أمتنا هوائي مزاجي "مودي".. وكل تبرير للكوارث والمصائب في هذه الأمة منحاز وهوائي مثل تبرير صديقي محمد زكي بالفرقة الرابعة بكلية طب طنطا لجرائم الأطباء.. فهو لم يستطع التجرد في أحكامه وتحدث كطبيب لا كإنسان محايد وقال عجبا مثل أن الطبيب ينبغي أن يكون بلا عواطف ولا مشاعر ولا يعبأ بآلام المريض حتي يقوي علي حمل المشرط.. فقد خلط صديقي بين العواطف والانفعالات.. ونسي أن المريض في حاجة إلي مشاعر الطبيب وأخلاقه وإنسانيته اضعاف حاجته إلي العلاج الكيميائي أو المشرط وإلا لأعطينا المشرط لأي جزار يذبح الشاة بلا أي عواطف نحوها. وقال صديقي محمد زكي: لاعيب في أن يفكر الطبيب ويهتم بالفلوس.. وأترك لكم التعليق علي هذه المقولة حتي لا يأخذني غضبي منها إلي الخطأ.. ولكني مع صديقي محمد زكي في قوله إن تدهور حال الأطباء هو جزء من التدهور العام في كل مجال.. وأحيله إلي كلام صديقي الشاب أيمن القفاص الذي قال: كل جريمة الآن عندنا لها تبرير مثل تبرير قتل الطبيب للمريض بأن هذه أعمار وآجال وقضاء وقدر.. ومثل تبرير غباء الآباء في تربية ابنائهم بأنهم يريدون مصلحتهم. وأعود إلي المؤامرة لأؤكد لصديقي المهندس محمود أبوالعلا أن أحداً لا يتآمر علي العرب وان العرب لا يستحقون الآن عناء أو جهد التخطيط والتآمر عليهم.. فقد ماتت الشعوب سريرياً.. واللعب ضدنا أو معنا صار علي المكشوف وفي عز فرحة العيد.. وهناك رهان مضمون علينا بأننا لانغضب ولا نثور ولا ننفعل لأننا عقلاء ومتحضرون وقبلنا الآخر قبولا وقبلناه تقبيلا.. وتحقق فينا قول الشاعر الراحل نزار قباني: لا طفل يولد عندنا إلا وزارت أمه يومنا فراش أبي اللهب.. كل اللصوص من المحيط إلي الخليج يدخنون ويشربون علي حساب أبي لهب.. نحن العرب لم نعد حتي ظاهرة صوتية كما قيل عنا يوما.. بل صرنا ظاهرة جمادية جغرافية.. مكانية.. كل عربي صار سهلا أو هضبة أو تلا أو جبلا أو قطعة أرض.. مجرد مكان لايعترض علي من داسه بالنعال ولا يختار من سيسكنه ويقيم فيه.. العربي لم يعد يضاجع أحدا أو يضاجعه أحد فهو لا يستحق لكنه اصبح السرير الذي تقع فوقه جريمة المضاجعة الحرام.. العربي لم يعد حتي يترك ليشرب من البحر.. بل يتم اجباره علي أن يشرب ماء المجاري من الطلمبات الحبشية.. العربي لم يعد أحد يغتصبه بل صارت مواقعته برضاه.. وهكذا صارت الأمة كلها فراشا ممتدا من المحيط إلي الخليج لأبي لهب!! نظرة: كنت أصاب بالفزع عندما يقول لي أحد أصدقائي من دول الخليج مجيبا: الله يرحم والديك - لأن أبي وأمي علي قيد الحياة ولأن الدعاء بالرحمة ارتبط عندنا بالموت.. ويبدو ان حياتنا صارت عذاباً في عذاب حتي أننا لانري الرحمة إلا بالموت.. وعندما يموت ميتنا نقول: لقد استراح.. ونحن لاندري طبعاً إن كان موته بداية راحة أم بداية عذاب أبدي.. وفلكلور ارتباط الرحمة بالموت فقط اصبح متوارثاً واستقر في ذهن الاحفاد نقلا عن الاجداد.. والناس عندنا يحلفون برحمة أبيهم ورحمة أمهم.. فلا رحمة عندنا إلا لميت.. واذكر ان احد قراء القرآن الكريم أقام دعوي ضد الإذاعة لأن المذيع قال: نستمع الآن إلي تلاوة مباركة من تسجيلات المرحوم الشيخ فلان.. فالرجل رفض ان يكون مرحوما لأنه حي.. ومن يومها كفت الإذاعة عن ذكر لقب المرحوم قبل اسم الشيخ حتي إذا كان ميتاً.. وخرج كل قراء القرآن تماما من رحمة الإذاعة.. وأذكر أن صبيا كان يستمع إلي الآية القرآنية في سورة الاسراء: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا" وسمعته يقول عقب تلاوة الآية: بعد الشر.. ربنا يخلي بابا وماما!!

No comments: