رصدت كريستيان ساينس مونتور في تقرير مطول أمس الجمعة لمراسلها في القاهرة جويل كارليت أحوال الأطفال المشردين في القاهرة بعد أن وصل إليها بعد منتصف احد الليالي قادما من الأقصر بقطار الدرجة الثالثة الذي اكتظ بفقراء العمال من جنوب الوادي الذين قدموا للقاهرة بحثا عن لقمة العيش في القاهرة . وقد أعطى مراسل الكريستيان ساينس مونتور تقريره عنوانا يقول " في هذه الرحلة إلى مصر الشحاذون هم الذين أعطوا " . في البداية يصف كيف انه انحشر في احد عربات قطار الدرجة الثالثة يجلس القرفصاء يسند ذقنه على قدميه ومن حوله المئات يصارعون من اجل أن يجدوا لهم مكانا وقوفا , بينما يسير القطار نحو القاهرة , وعندما يصل القاهرة كانت الساعة الواحدة صباحا , فتوجة الى ميدان التحرير قاصدا إحدى محلات الوجبات الجاهزة , وبينما يهم بفتح باب المطعم يهجم علية طفلان مشردان من أطفال الشوارع بالقاهرة طالبين أن يشترى لهما سندوتشا . وعندما سألهما جويل عن أخر وجبة تناولوها قالا له انهنا لم يتناولا طعاما منذ 16 ساعة, ويقول المراسل انه بسبب كثافة السيارات المتوقفة والضوضاء ما كان له أن يلاحظهما , ولكن بعد أن قدما إليه يطلبان الطعام ليسدا به رمقهما صار لا يرى في ميدان التحرير إلا هما فقط , ويضف جويل قائلا" رغم انه عاش في مصر لمدة عام و طلب منه المئات من الشحاذين نقودا إلا انه لم يتحرك ولم يستجب لهم كما استجاب لهذين الطفلين , حيث بدا مطلبهما للطعام صادقا ويعبر عن ضعف إنساني حقيقى" . ويطلب جويل من الطفلين الانتظار لحين شراء بعض ساندويتشات الهامبورجر لهما, وفى نفس الوقت بدا يتذكر اياما مرت به كان لا يتناول بعض الوجبات لأن ميزانيته لم تكن تسمح بذلك . قدم جويل للطفلين سندوتشين من الهامبورجر , وكما يقول " تغلبت على بخلى واشتريت لهما كيسا من رقائق الشيوكولاته ليقسماه على بعضهما , وقال لقد رفض الطفلان دعوتى لهما أن يدخلا المطعم الأنيق ليأكلا معى على نفس الطاولة , بكى الطفلان وقالا لم نتعودا أن ندخل مثل هذه الأماكن الأنيقة لنأكل , وأصرا أن أعطيهما السندوتشين ليأكلا خارج المحل رغم برودة الجو حيث كان الوقت هو شهر يناير. ويقول جويل أن الطفلين بمجرد أن امسكا بالسندويتشات أمطرانى بالدعاء أن يباركني الرب ويحفظني لمدة نصف دقيقه كاملة . وعندما حاول جويل أن يعطيهما رقائق الشيوكولاته رفضاها أكثر من 6 مرات لا لأنهما لا يحبانها وإنما قالا إن هذا أكثر من اللازم . جويل جلس بجانبهما على الأرض ونظر فى عيونهما وقال عجبا لطفلين معدمين لا يطلبان أكثر من حاجتهم فقط . إنها القناعة , وقال جلست ارجوهما أن يأخذا الشيكولاتة , وأخيرا قبلا طلبي . ويقول رغم أنى رأيت الأهرامات ومعبد الكرنك والكثير من عجائب مصر , فلم انبهر كما انبهرت من سلوك طفلين معدمين امتلأت نفسيهما بالقناعة وقاوما رغبتيهما فى تناول قطعه شيكولاتة لا لشى الا لعزة فى نفسيهما وخجل وإحساس أنهما لو أخذاها فإنهما يكونا بذلك قد أخذا أكثر مما يستحقا . ويقول جويل إن هذين الطفلين المعدمين علماه درسا وهو الرجل الغنى الذي جاء من الغرب , وانه كثيرا ما يتذكر الطفلين وتلك الليلة. ويقول جويل رغم مرور 5 سنوات على تلك ألليله إلا انه مازال يدعو الله لهذين الطفلين أن يباركهما , لأنهما ورغم أنهما لم يكونا يملكان شيئا فإنهما أعطياه ما هو أعظم فلقد اغنيا خواءه الروحى وأعطياه قلبا طيبا |
1 comment:
انت متأكد يا محمد ان الاطفال دول كانوا فى القاهره
امال اللى بيقابلونى لما بنزل وسط البلد او اى مكان عامة مش بيكونوا كدا ليه انا بحسده بصراحة جويل ده على الطفلين القنوعيين اللى قابلهم
.........
نيجى للجد
مش ذنبهم انهم مشردين
اساسا الاطفال دول لكنا حننسال عليهم عليهم الحكومة واحنا كمان
Post a Comment