Tuesday, October 16, 2007

قميص نوم للوطن

وفي الدستور كتب إبراهيم عيسى تحت عنوان "حفريات صحفية" منتقدا خرافة ما يسمى بالصحافة المحايدة ووصفها بأنها أوهام الصحفاة القديمة ..وقال عيسى أنه لا حياد في مواجهة الفساد والاستبداد ...نقرأ: (الصحافة المحايدة هي من أوهام الصحافة القديمة ، وانه لا حياد ولا جريدة محايدة ، فالحياد انعدام رؤية أو رؤية غائمة، لا حياد بين الحق والباطل ، بين الفساد والمنهوبين ، بين ا الاستبداد والمقهورين المقعومين، بين التعذيب والمعذبين ، الصحافة في كل أنحاء العالم الآن وحسب مقتضى التطور التاريخي والسياسي والوجداني والمعرفي، صحافة خاصة غير
خاضعة لملكية الدولة ، وهى كذلك صحافة منحازة ، هناك صحف محسوبة على اليمين وأخري على اليسار، وثالثة منحازة للمحافظين الجدد، ورابعة منحازة لليبرالية الجديدة والطريق الثالث لكل صحيفة رؤية وموقف وانحياز أخلاقي وفكري وسياسي، والصحيفة التي لا تتمتع بموقف لا تتمتع بأدبيات المهنة ولوازمها، الضابط الوحيد للانحياز هو نشر المعلومات والأخبار الصحيفية وليس التضليل بالكذب والدعائية ، في كل المعارك هناك إنحيازات ، في معركة حزب الله مع إسرائيل هل من المفروض أن يكون هناك جورنال محايد، ربما جورنال سويدى، لكن جورنالا مصريا عربيا، هذا غريب . فالحياد هنا
إنحياز للمعتدى المغتصب ، في أزمة قطار تصادم السكة الحديد: هل هناك حياد بين تقصير وإهمال ومسئولية حكم وحكومة ووزير وبين الضحايا وعائلاتهم ؟ ، يبقى أن الصحف
حرة في أن تنحاز لمن تريد أن تنحاز له ، ولا احد يجرؤ على محاسبتها إلا قارئها، يقبل عليها أو ينفض عنها أو يفضها سيرة ، ومن حق أي صحيفة أن تنحاز للدولة ، للحزب الحاكم حسني مبارك ، أو تنحاز للمياعة والسلبية ، هي حرة تماما بشرط أن تكون ملكيتها خاصة وليست للشعب كله ، فكيف للجرائد التي يملكها المصريون جميعا - مسلمين وأقباطا إخوانا وشيوعيين ، مثقفين وجهلة أن تعبر فقط عن وجهة نظر الحزب الحاكم وزعيمه وابن زعيمه ، مش موجودة دي بقى في أى مكان في العالم .. خلاص خلصت ، الصحافة المصرية مؤممة منذ 1960 ، أى من سبع وأربعين سنة ولكن لا يجب أن ينسينا هذا أن اصل كل هذه الصحف المؤممة والحكومية والتي تقول عن نفسها قومية والتي تزعم أنها رائدة (ما يذكرك بريادة الإعلام المصري إياها التي ودتنا ورا) هى صحف خاصة في
الأصل والفصل ، إذا كانت "الأهرام" منذ 47عاما صحيفة مملوكة للدولة فقد عاشت قبل ذلك أكثر من خمسة وتسعين عاما ملكا لعائلة ، و"أخبار اليوم" منذ 1944كانت ملكا
للأخوين مصطفى وعلى أمين ، و"دروزاليوسف" منذ 1928 وحتى 1960صحيفة السيدة فاطمة اليوسف وابنها إحسان ، فجاءت الدولة وسطت على هذه الصحف . والعجيب أنها تملك من الجسارة أن تتآمر على الصحف الخاصة التي هي أصل وتاريخ ومستقبل الصحافة بعيدا عن الحفريات الصحفية التي تتمسك بهذه الصيغة التي تتعامل مع الصحف باعتبارها مدرعات امن مركزي للنظام الحزب الوطني وجمال مبارك ورجالته الذين يردون خصخصة وبيع حتى قمصان نوم الوطن

1 comment:

فارس عبدالفتاح said...

السلام عليكم يا استاذ كنوز

احب اعلق على موضوع ( ناصري ولا ساداتي ) انا لست ناصرياً ولكني قومي عربي ) واكره السادات سياسات السادات المتواطئة مع الغرب والاسرائيليون بصفه عامة ..


اما عن موضوع قمصان النوم


ده فيه قمصان وسلبات وكلتات وسنتيلات وواقي ذكري كمان عشان متحملش ..

لكن اذا اردنا ان نخرج من هذا المصير المحتوم لنا فالشعب هو المسئول الاول والاخير عن كل هذا ..

والشعوب العربية ايضا هى المسئولة مثلها مثل الشعب المصري ..

اما الخليجيون فهم حفنه من المغفلين الضالين ولا يحسنون شيئ غير الاكل والنوم والنسوان والموبيلات والسيارات الفاخرة والسفر الى الفلبين والصين وكل كرخانة فى شتئ انحاء العالم ..

وفى الاخر يقولون نحن اصحاب الشهامة والكرامة والشجاعة مع اني لم اقرأ فى التاريخ عن اي موقف فيه شهامة ولا شجاعة ولا كرم من هؤلاء المغفلين ..


المهم الشعب المصري لابد له ان يتحرك وان يكون معه الاحزاب والاعلام المحترم الذي ليس موجود فى الشارع وبجديه واصرار ولا يتراجع حتى ينقذ نفسه وابنائه والاجيال القادمة

الوطن العربي الكبير ،، الكبير فقط على الخريطة ..


الشعب الشعب الشعب واخيراً الشعب

ليس هناك حل غير ذلك فقط