الجركن |
يجد المواطن المصري نفسه دائما مضطرا للتعامل مع أشياء لم يكن يتوقع أن تكون وحدها سببا في نجاته أو ستصبح وسيلته للعيش حتي في أضيق حدوده. نحن نعيش الآن عصر «الجركن» الذي صار فجأة من ضرورات الحياة، ومهما جدا بقدر أهمية الماء والهواء والغذاء. موسم «الجراكن» بدأ في البلاد من شرقها إلي غربها، ورفع كل مواطن «جركنه» عاليا محتجا تارة معبرا عن سخطه وغضبه وفقره، أو مهللا سعيدا حامدا ربه شاكرا حكومته لأنه وجد ماء يملأ به «جركنه» ليشرب ويطبخ ويستحم تارة أخري. هكذا هرع الناس لشراء الجراكن وتخزينها بعدما نفعت «الجراكن» البيضاء في الأيام السوداء، وبعدما أبدي المفرطون في «جراكنهم» أشد الندم. نعم صار «الجركن» من ضرورات الحياة ولوازمها، ولم نكن ندري أو نتوقع أو نتخيل أن الأمر سيكون كذلك، تماما كما حدث من قبل مع أشياء أخري كنا لا نعتقد مدي أهميتها، ألم يعد ضروريا لكل من يركب عبارة أن يحتاط لنفسه ويرتدي سترة نجاة؟ ويفكر بعضنا حين يركب قطارا أن يرتدي ملابس لاعبي الرجبي الأمريكي ذات الدروع والخوذات علها تنجيه أخطاء السيمافورات وذوبان القضبان والفلنكات و«هلكان» العربات والجرارات؟ كم واحدا منا بعد حريق مسرح بني سويف فكر قبل أن يدخل مسرحا آخر أن يشتري مع بطاقة الدخول ملابس رجال المطافئ، ربما تقيه حريقا قد يندلع يزيد ناره نارا غلق أبواب المسرح بمفتاح يضعه البواب في جيبه ويغيب؟ ألم يدرس البعض فكرة كتابة وصيته قبل أن يستقل سيارته ويذهب إلي عمله عن طريق محور ٢٦ يوليو أو الطريق الدائري، فربما تسحقه تريلا عابرة أو يطيح به مطب طبيعي أو صناعي؟ هل نسينا كيف اندفع الناس لشراء أحزمة الأمان حين عدل قانون المرور وفرض علي قائدي السيارات تحزيم أنفسهم، فأثري بعض تجار كماليات السيارات، في حين بقي المتحزمون قابعين في سياراتهم القابعة بدورها في طرق معطلة، وشوارع مغلقة، وإشارات مرور مصابة بعمي ألوان، لا فرق لديها بين أحمر وأخضر؟ أخيراً تحققت العدالة الاجتماعية لا فرق الآن بين غني وفقير، بين برلس وتجمع خامس، بين سوهاج أو مدينة نصر. فالكل في «الچركن» سواء. في زمن القرية الذكية صار توفير چركن لكل مواطن أمراً حتمياً يملأه مياهاً عجزت تلك البنية الأساسية المهولة، التي ظل يسمع عنها لسنوات أن توفرها له. بعض أهالينا صاروا يبحثون عن «الچركن»، كما يلهثون وراء رغيف خبز صالح للاستهلاك الآدمي. أما رجال الأعمال ففتحت أمامهم أبواب رزق من وسع. فصناعة «الچراكن» ستزدهر بعدما تأكد أن محطات المياه تأخذ وقتاً طويلاً، حتي تكرر المياه وتعقمها وتخلطها بالكلور، وبعد أن ثبت أن المواسير لا تمد إلا بعد أمد طويل، لتحمل المياه من النيل إلي المحطات، ومن المحطات إلي البيوت، بكل ما يسبح فيها من طحالب وفيروسات وعكارة، وإذا احتكم الأمر سيصبح «الچركن» ضمن جهاز العروسين، وستطرح منه أشكال وأنواع ستيل ومودرن بعضها بفتحات ضيقة، تملأ من الحنفيات العامة، وأخري ذات فتحات واسعة بوسع الطلمبات الحبشية. لا تستبعدوا أن تسود في المرحلة المقبلة ثقافة «الچركن»، وأن تنظم معارض لـ«الچركن» ومسابقات لأفضل چركن، وسيخرج علينا مطرب شعبي يغنينا «الچركن الچركن»، وستتلوي راقصة في فيديو كليب أمام وخلف وتحت وفوق «چركن» يخطف الأبصار، ويذهب العقل من فرط جماله ودقة صنعته، وسيتصارع مرشحو الانتخابات المقبلة علي رمز «الچركن»، ليضمن المرشح حب الناس، وتقديرهم واحترامهم، وبالتالي أصواتهم، ولأن وعد الحر دين عليه، فإن نواب المستقبل سيتعظون من أخطاء نواب الحاضر والماضي، الذين تعهدوا للناس بتوفير المياه، وعجزوا عن الوفاء بعهودهم، ولذلك فإن وعود المرشحين ستركز علي توفير «الچركن» للمواطنين مدعومة أو بالتقسيط المريح جداً، وستنشئ الجامعات الخاصة أقساماً لتدريس صناعة «الچركن» وصيانتها وطرق ملئها وحملها وتفريغها. لن يتحدث المسؤولون مستقبلاً عن بنية أساسية، وإنما عن «چراكن» أساسية، ولن يطالب الناس بإصلاح سياسي أو تعديل دستوري أو مزيد من الحريات، أو حتي بطاقة تموين، وسيكون أقصي طموح كل مواطن فقط: «چركن ميلامين جامد ومتين». |
Thursday, July 12, 2007
الجركن يا جدعان
Wednesday, July 11, 2007
شعر حلو بس مش عارف صاحبه لسه
ياشعبي حبيبي ياروحي يابيبي ياحاطك في جيبي يابن الحلال
ياشعبي ياشاطر ياجابر خواطر ياساكن مقابر وصابر وعال
ياواكل سمومك يابايع هدومك ياحامل همومك وشايل جبال
ياشعبي اللي نايم وسارح وهايم وفي الفقر عايم وحاله ده حال
احبك محشش مفرفش مطنش ودايخ مدروخ واخر انسطال
احبك مكبر دماغك مخدر ممشي امورك كده باتكال
واحب اللي ينصب واحب اللي يكدب واحب اللي ينهب ويسرق تلال
واحب اللي شايف وعارف وخايف وبالع لسانه وكاتم ماقال
واحب اللي قافل عيونه المغفل واحب البهايم واحب البغال
واحب اللي راضي واحب اللي فاضي واحب اللي عايز يربي العيال
واحب اللي يائس واحب اللي بائس واحب اللي محبط وشايف محال
واحبك تسافر وتبعد تهاجر وتبعت فلوسك دولار او ريال
واحبك تطبل تهلل تهبل عشان ماطش كوره وفيلم ومقال
واحبك تأيد تعضض تمجد توافق تنافق وتلحس نعال
تحضر نشادر تجمع كوادر تلمع تقمع تظبط مجال
لكن لو تفكر تخطط تقرر تشغلي مخك وتفتح جدال
وتبدأ تشاكل وتعمل مشاكل وتنكش مسائل وتسأل سؤال
وعايز تنور وعايز تطور وتعمللي روحك مفرد رجال
ساعتها حجيبك لايمكن اسيبك وراح تبقى عبره وتصبح مثال
حبهدل جنابك واذل اللي جابك وحيكون عذابك ده فوق الاحتمال
وامرمط سعادتك واهزأ سيادتك واخلي كرامتك في حالة هزال
وتلبس قضيه وتصبح رزيه وباقي حياتك تعيش في انعزال
حتقبل ححبك حترفض حلبك حتطلع حتنزل حجيبلك جماااال
المصري اليوم برضه
كان نفسي!! |
كان نفسي أطلع حاجة تانية.. أريح دماغي من «صداع» المشاكل والهموم.. وأبيع القارئ وأشتري «رضا النظام».. كان نفسي أطلع بتاع الحكومة والنظام والأمن.. أتربي من أولي جامعة علي كتابة التقارير الأمنية عن زملائي.. أتدرج في الرتبة من «متعاون» مع أمن الدولة إلي «متفرغ» لخدمة «أمن الدولة».. إلي «محترف» تجسس لـ«أمن الدولة».. إلي رتبة غير رسمية في «أمن الدولة». كان نفسي أبقي «مفتح» وعارف مصلحتي.. كان زماني حاجة كبيرة جداً في صحافة الحكومة.. أسافر في معية السيد الوزير.. أهرول خلفه في المطارات، وأنا أحمل حقيبة سيادته.. أنتفض غضباً وأرفع «المطواة»، إذا عكر أحدهم مزاج سيادته.. ترتفع حرارتي حين يعطس.. وأصاب بالتهاب رئوي حاد، إذا سعل أو «شِرِق».. وأخلع ملابسي وأقف في ميدان عام، مهاجماً كل من يدوس لسيادته علي طرف. كان نفسي أطلع سجادة يدوس عليها مسؤول كبير.. أو أعمل إيدي طفاية لسجاير سيادته.. كان نفسي الرضا يزيد ويزيد، فأصبح «حذاءً» في قدمه وليس سجادة.. ثم يزيد الرضا فأصبح «نفس دخان» يخرج من فمه الكريم. كان نفسي أعيش في جيب النظام الحاكم.. أتمرمغ في نعيمه وخيره.. كان زماني «متختخ» مش مسلوع.. كان زمان عندي «لُغد كبير».. أمشي منتفخاً بين الناس، رغم الذل والمهانة التي ألقاها في المكاتب المغلقة.. كان نفسي أطلع «مذيع بارز» مثلاً.. أقف لألقي علي المشاهدين الرؤي والأفكار «المجعلصة».. بينما أتلقي التعليمات والأوامر من «ولي نعمتي»، الذي يضعني في خانة «الأدوات القذرة» لإدارة اللعبة. كان نفسي أطلع «منافق» وعيني جامدة «يندب فيها ألف رصاصة».. كان نفسي ربنا يديني «جلد تخين»، لا يشعر بوخز الضمير، حين أبيع ٧٦ مليون مصري، من أجل إرضاء شخص واحد.. أو من أجل منصب و«شوية فلوس كتيرة».. كان نفسي ربنا يديني «جوز عيون» تري احتقار الناس إعجاباً وإشادة، وتحيل «البصقات» إلي قبلات، وتنظر لكل الرجال المحترمين باعتبارهم «أعداء الوطن»، الذين يريدون له الخراب والدمار. كان نفسي أرجع لأبنائي في المساء بفيض من الفخر والاعتزاز، لأن السيد الرئيس وضع يده علي كتفي.. أو عرفني بالاسم.. أو حتي نظر إلي الاتجاه، الذي أقف فيه، انتظاراً لنظرة رضا، أو حتي نظرة محايدة.. كان نفسي ربنا يديني «برايفت نامبر» يتلقي اتصالاً من سكرتارية الوزير، يحمل عبارة فيها موسيقي الدنيا كلها «الباشا راضي عليك.. الباشا مبسوط منك».. حتي لو انتهت المكالمة بإغلاق الهاتف سريعاً. كان نفسي أركب مرسيدس من «فلوس الحكومة».. فأحلي ما في مصر أن تركب «فلوس الحكومة».. ثم يمتلئ حسابك في البنك بفلوس الحكومة.. تسافر بـ«فلوس الحكومة».. تشتري وتأكل وتشرب بـ«فلوس الحكومة».. كان نفسي أعيش «سفلأة» علي «قفا الحكومة».. وفي المقابل سوف أفعل ما تريده الحكومة، حتي لو طلبت مني أن أولي وجهي نحو مجلس الوزراء صباحاً.. ونحو «أمن الدولة» مساءً.. وأن أسبح بحمد «الرئاسة» آناء الليل وأطراف النهار. كان نفسي أطلع «سافل» بالفطرة.. خاين لأهلي وناسي.. أري الفساد طهارة وشرفاً.. وأنظر للقمع باعتباره منتهي الحرية.. وأدعو لسحل كل من ينطق بكلمة. .. باختصار.. كان نفسي أطلع «خدام للنظام الحاكم».. وحين يرحل «النظام» أصب غضبي عليه.. وأبدأ مرحلة جديدة مع «نظام جديد».. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه! |
من المصريون
ومن عدد السبت لجريدة الدستور اليومية نقرأ لبلال فضل حول التناقض الصارخ واللاإنساني بين شرم الشيخ الرئاسية .. وكفر الشيخ التي تموت عطشا.. هي قصة مصر .. بين قلة لديها كل شيء .. وأغلبية مطحونة لا تجد حتى ماء للشرب .. نقرأ : (فى مصر اليوم شيخان ، تتجلى فى صورتيهما الواقع الملتبس الذي تعيشه مصر. شيخ شرم البلاد والعباد بتخبطه وعشوائية سياساته التي يتبع فيها منهج عبد الحليم حافظ ه جئت لا اعلم من أين ولكني أتيت .. ولماذا لست أدرى.. لست أدرى». وشيخ كفر من الفقر والقهر والغلب من حياته التي تسير طبقا لمنهج فيروز "عشرون عاما وأنا احترف الحزن والانتظار.. انتظر الآتي ولا يأتي".شرر الشيخ البلاد باسطوانات الاستقرار والبنية الأساسية والإصلاح التدريجي والريادة والدور المحوري والتوازن الخارجي، اسطوانات ظلت دائرة كما يدور كأس الموت على العباد، حتى كفر الشيخ الذي رأى ركودا لا استقرارا ولم يفهم لماذا لا يكون الإصلاح شاملا كالفساد ولم يشهد ريادة إلا فى التخلف والقمع والفرص الضائعة ولم يعش الدور المحوري إلا فى طوابير العيش بعد أن عز الغموس ولوينشغل بالتوازن الخارجي كثيرا بسبب دوار رأسه من الاختلال الداخلي.شرم الشيخ وكفر الشيخ . انحاز نظام مبارك للأولى فثارت عليه الثانية لم تكن تلك مصادفة بقدر ما كانت رسالة تبعث عن قارئ حصيف يعي ويدرك . منذ أسابيع قالها الرئيس وهو يرفض مشروع الجسر الحيوي بين مصر والسعودية إنه لن يسمح لأحد بأن يعبث بشرم الشيخ ، تصريح ربما لم يسمعه الذين ثاروا فى كفر الشيخ ، ربما لأنهم ناموا قبل نشرة تسعة لأن أجسادهم كانت منهكة من البعث عن المياه طيلة اليوم ، ربما فضلوا أن يبحثوا فى الوصلة عن ماتش أو تمثيلية أو كليب عاري لكي يبلوا ريقهم الذي نشفه الفقر الجديد، وربما فضلوا أن يكتفوا بمشاهدة قناة «الناس » دون غيرها لأن باقي القنوات قد تستثير شهواتهم فتدفعهم إلى حميم البحث عن ماء الحموم ، وربما شاهدوا
التصريح عمدا أو صدفة فأجج فيهم السخط على ذلك الانحياز السافر إلى شرم الشيخ ، فقضوا ليلهم يسألون عن الذي يجعل العبث بشرم الشيخ حراما ويجعل العبث بكفر الشيخ جائزا أن لم يكن مستحبا .دعك من كل هذه "الربماهات" فالمؤكد الذي نعلمه جميعا هو أن سيدنا أبو ذر الغفاري ظهر أخيرا فى كفر الشيخ . عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه ، وأهل البرلس فى كفر الشيخ لم يجدوا ماء يومهم ولا أسبوعهم ولا شهورهم فخرجوا على الطريق الساحلي شاهرين جرادلهم العطشى ومراكبهم المرهقة وفقرهم المدقع فى وجوههم الشاحبة وأجسادهم المنهكة من فرط الإنجازات . هل هي مصادفة أن يحدث ذلك فى محافظة يحكمها رئيس مباحث امن الدولة السابق الذي رأى فيما فعله الناس إساءة لسمعة المحافظة لكنه لم ير فى سفهم التراب وتمنيهم الحموم إساءة لكرامة الإنسان . هل هي مصادفة أن يسوق القدر إلى موقع ثورة العطاشى مطرب الرئيس المفضل محمد ثروت دون غيره ، هي رسائل القدر لا ريب ولكن من يقرأ. تتابع التفاصيل المتاحة عن الخروج الكبير في كفر الشيخ وتسأل نفسك هل يصح أن يفرح المرء بخروج كهذا ؟ تكون كاذبا لو قلت نعم على إطلاقها، من بالله عليكم يفرح أنه يعيش فى غابة ؟ لكن هل العيب على من قرر يأخذ حقوقه غلابا، أم على من منع نيل المطالب وقبله منع التمني؟.)
ـ ومن نفس عدد الدستور نقرأ لفهمي هويدي في سياق مشابه.. هو أن الوجود الرئاسي في مكان يمثل كارثة من زاوية ما.. لا نحتاج لتفسير أكثر من ذلك .. فعند فهمي هويدي الشرح الوافي ونقرأ : (لا أستبعد الخبر الذي نشر عن صدور قرار من الأمن بإخلاء 460 شقة
بمحاذاة الشاطئ فى برج العرب ومنع إشغالها ، لأنها قريبة من استراحة الرئيس التي يقضى فيها بضعة أسابيع فقط كل عام . فقد اعتدنا هذا الإسراف الشديد فى الاحتياطيات الأمنية ، الذي عادة ما يصيب القاهرة بالارتباك والشلل كلما ذهب الرئيس مبارك أو أحد أفراد أسرته إلى أي مكان بالمدينة ، لكن هذه الواقعة بالذات ذكرتني بقصة حدثت أثناء زيارة المستشار الألماني الأسبق «هيلموت كول » لمصر فى منتصف التسعينيات – ذلك أن الرجل أبدى رغبة فى زيارة أسوان يبدو أنها لم تكن مدرجة فى البرنامج ، فتم ترتيب الأمر على وجه السرعة ، واستقر الرأي على حجز طابقين له وللوفد المرافق له فى فندق "كتراكت" الشهير هناك ، وإزاء ذلك اضطرت غدارة الفندق إلى إخلاء الطابقين والاعتذار للسياح الذين كانوا يشغلون حجراتهما، بعدما تم حجز غرف بديلة لهم فى فنادق أخرى، وشاءت المقادير أن يكون بين أولئك السياح سيدة ألمانية تكدرت حين طلب منها الفندق إخلاء
غرفتها، ألا أنه لم يكن أمامها سوى أن تمتثل للقرار، وفى أثناء خروجها مع غيرها من السياح من الفندق ، كان موكب المستشار الألماني قد وصل ، فانتظرته حتى ترجل ، وخاطبته قائلة : إنه تسبب فى إزعاجها وإفساد رحلتها لأنهم بسببه اضطروها إلى ترك غرفتها ومغادرة الفندق الذي اعتادت أن تقيم فيه كل شتاء، وبسبب ذلك فإنها لن تعطيه صوتها فى الانتخابات الألمانية المقبلة ، أنصت إليها "هيلموت كول" حتى روت له قصتها ، وبعد أن تفكر لحظة ، استدعى احد مرافقيه وطلب منه أن يبلغ إدارة الفندق بأن السيدة ستنضم إلى الوفد الألماني الزائر، وأنها ستعود إلى ذات الغرفة التي كانت تشغلها فى ذات الطابق الذي خصص للوفد الرسمي.مازلت أذكر هذه القصة ، التي عبرت عن مدى حساسية المستشار الألماني وحرصه على ألا يخسر صوت مواطنة ألمانية أو يفسد عليها سياحتها، ولا أظن أن السيد كول اصطنع هذا الموقف لإبهار السائحين الآخرين الذين وقفوا مدهوشين وصفقوا طويلا للرجل ، كما أنني لا أظن أنه أراد أن تصل الرسالة إلى الصحافة الألمانية لكي تشيد بتسامح السيد المستشار وسعة صدره ولمسته الإنسانية التي تمثلت فى حنوه على أبناء شعبه ، إلى غير ذلك من الأصداء التي قد تخطر على بالنا ويطنطن بها إعلامنا نحن الذين يصعب علينا تصديق الحقيقة فى الأمر، وهي أن الرجل تصرف على ذلك النحو لأنه يعلم أن الشعب الألماني هو الذي اختاره ، وان شرعيته الحقيقية مستمدة من رضاء الشعب عنه ، وهذه السيدة واحدة من أبناء ذلك الشعب الذي يتعين عليه أن يسعى باستمرار لكسب تأييده ورضاه . )
ابراهيم اصلان الاهرام
جارنا الأسطي محمود رجل عجوز جدا. وهو يعيش مع زوجته البدينة, التي تتحرك بصعوبة, وتصغره قليلا.
الأسطي محمود إذن رجل ضامر الوجه ونحيل, وفي كلوة يده اليمني ورم جانبي بارز, ويقول إن تحته شظية صغيرة موجودة من حرب فلسطين, وهو يلمع حذاءه جيدا ويرتدي القميص المكوي والبنطلون. وعندما يعود من الخارج يفرد البنطلون وينظفه بالفرشاة وهو واقف بالفانلة واللباس ويعلقه علي الشماعة ويضعه داخل الدولاب, وزمان كنت أجلس معه في ركن الصالة أمام الطاولة وهو يصمم موديلا لحذاء رجالي أو حريمي أو صندلا للأطفال علي فرخ من الجلد المدبوغ ويقصه, ثم يأتي بلوح رقيق من الزنك ويضع عليه هذه التصاميم الجلدية في مقاساتها المختلفة, ويقص الصاج بالمقص الحديدي القاتم إلي قطع تمثل وجه الحذاء وكعبه وجوانبه, ويذهب بمجموعة المقاسات تلك إلي الورش التي كانت تتعامل معه.
في ذلك الوقت كنت صغيرا وكان هو شابا وزوجته جميلة وبيضاء ولا تجلس مع الضيوف في الصالة, ولكنها تعبر من الحجرة الداخلية إلي المطبخ, وهو توقف عن هذا العمل منذ سنوات طويلة بسبب شيوع الأحذية الجاهزة وعدم حاجة أصحاب الورش إلي تصميماته, وعندما أزوره الآن بعدما خلت مقدمة رأسه من الشعر وانحني وصار وحيدا, أري في ركن الصالة التي كنا نجلس فيها لفة متربة من الجلد مازالت باقية, وكذلك الطاولة التي كان يعمل عليها خالية من أي شيء إلا المقص الحديدي الأسود والمسطرة المعدنية, لأنه يرفض استخدامها في غرض أو آخر.
وهو لم ينس عمله القديم, لأنه كثيرا ما كان يتطلع إلي قدمي ونحن نجلس معا ويطلب مني أن أخلع فردة الحذاء.. كان يقلب فيها جيدا ويعطيني إياها.. أحيانا يشير بإصبعه ويقول لو أن هذه المقدمة كانت أعرض أو أن هذه الفتحة كانت أطول لأصبح مريحا أكثر.. وفي بعض الأحيان كان يهز رأسه, بعد التأمل, وتدمع عيناه ولا يعلق بشيء, وأحيانا كنت أراه وقد فك ريش المروحة ذات القاعدة وجلس علي الكنبة شبه عار وهو ينظفها من التراب ويمسحها بفانلة قديمة منزوعة الأكمام ويخبرني أنها مروحة أصيلة لأنها تلم الغبار الذي في الحجرة وتنقي الهواء, لذلك يقوم بتنظيفها كل شهر أو ستة أشهر, وأنا من ناحيتي لم أكن أخبره أن كل المراوح تلم التراب في ريشها ليس بقصد تنقية الهواء ولكنها تفعل ذلك وحدها وبشكل طبيعي جدا.
وهو رجل صموت وطيب رغم جهامته, ويدخن المعسل, يشعل الفحم في الموقد الصغير ويضعه علي درجة السلم عند الممر بين شقته وشقتنا, وبعد أن تستوي النار يأخذها ويدخل, يعد الشيشة ويرفعها عاليا بيده اليمني ويمسك خرطومها باليد الأخري ويعبر الصالة وهو ينقل قدميه بحذر حتي يدخل المرحاض يقضي حاجته وهو يدخن.. وعندما كانت الحكومة تغير الساعة في التوقيت الصيفي والشتوي, لم يكن يغير ساعته, ويقول إن هذا موضوع يخص الحكومة ولا يخصه في شيء.. وهو يعيش الآن علي المبلغ الزهيد الذي تصرفه له النقابة وعلي المعونة الشهرية التي يقدمها له ابنه الكبير.
وفي أيام الوفرة كان قد أصر علي تعليم أبنائه تعليما عاليا.. البنت متزوجة من ممدوح المحامي الأحول ولديها أبناء, والولد الكبير مهندس ناجح وبدين قليلا وفي عينيه الواسعتين حزن عميق, وعندما تنكسر نظارة الأسطي الطبية, وهو كان يكسرها كل شهرين أو ثلاثة, كان يذهب لزيارته ويجلس يشرب الشاي ثم يتناول نظارة هذا الابن الطبية من المكان الذي يجدها فيه ويرتديها ويترك المكسورة مكانها.. وعندما يقول الولد:
ــ بابا لازم تعمل كشف, لأن النظارات دي لها مقاسات.
كان يضبطها علي وجهه وينظر إلي التليفزيون في الناحية الأخري من الصالة ويحرك رأسه من أعلي إلي أسفل ويأخذها وينصرف
المصري اليوم هاهاهاها
ما أشد فرحة الإنسان حين يلتقي علي غير توقع بصديق قديم فرقته عنه الأيام. هذا ما أحسست به حين لمحت وجهه وسط الزحام في أحد المولات الشهيرة بالقاهرة..هو هو، لم تتغيرملامحه و كأنما سنوات طويلة لم تنقض منذ افترقنا بعد التخرج من مدرسة غمرة الإعدادية. ارتفع صوتي بالنداء: حامد، التفت نحوي و أدهشني أنه تعرف علي فوراً.
جلسنا نحتسي القهوة و تبادلنا الذكريات.. الذكريات الجميلة المحفورة في ذاكرة كل منا عن تلك الأيام تجعل صورة الرفاق حاضرة بكل الحب و المودة، و عندما استعدت مع صديقي حامد أيام زمان حضرت أمامي و معها مشاعري عن تلك الفترة فأحسست بشعور غامر بالحب نحو هذا الصديق الذي لم أره منذ ثلاثين عاماً أو يزيد.
طالت جلستي مع صديقي حامد، و لما استأذنت في الانصراف بسبب موعد مع العمال الذين سألتقيهم للاتفاق علي القيام بأعمال التشطيب لشقتي الجديدة، عرض بأريحية ليست غريبة عليه أن يأتي معي نظراً لخبرته العريضة في هذه الأشياء. سألته عن سر هذه الخبرة فأخبرني أنه بعد تخرجه من كلية الهندسة لم يرتح للعمل في الحكومة فأنشأ شركة مقاولات تتولي أعمالاً في طول البلاد و عرضها. ذهب معي للقاء الصنايعية و فوجئت به يخبرهم بأنني قررت أن أرجئ أعمال التشطيب في الوقت الحالي و يصرفهم بمنتهي الهدوء. برر لي الأمر بأنه أدرك أنني لا أملك أي خبرة أو دراية بهذه الأمور و بالتالي من السهل علي هؤلاء العمال أن يمنحوني أردأ شغل بأغلي الأسعار.
قلت له و أنا في منتهي السعادة أن كل تجاربي من هذا النوع كانت شديدة المرارة حيث أنني لا أطيق المناقشات و الجدال مع الحرفيين، و دائماً ما يغلبونني لدي أي تعامل معهم. بشرني بأنه سيحضر عماله ابتداء من الأسبوع القادم، وأنه سيقوم بالإشراف عليهم بنفسه.
في اليوم التالي كان يجلس معي علي الغداء ببيتي بعد أن عرفته علي أسرتي و حكيت لأولادي عن صديقي الخجول الذي كان يجلس بجانبي في الفصل و كيف كان هدوؤه و أدبه يجلبان علي المتاعب حيث كان المدرسون يعدّونني وقحاً بالنظر إلي دماثته ورقة حاشيته. و كان في وجوده معنا بالبيت فرصة لأن يقوم كل فرد من أفراد الأسرة بأخذ رأيه في الأشياء التي يتمناها في غرفته كنوع الديكور و شكل الشبابيك و لون الدهان.
و الحق أن أفكاره و اقتراحاته كانت تدهشنا، و من الواضح أن سنوات خبرته في المقاولات كانت مثمرة. في المساء ذهبنا إلي السينما وعرجنا في طريق عودتنا علي فيلته بمدينة نصر حيث كان يجري بها بعض التجديدات، و لهذا فقد أرسل أفراد أسرته إلي الاسكندرية لحين انتهاء العمل في البيت. و قد أحسست بعميق الامتنان لهذا الصديق الوفي عندما أخبرني أنه سيوقف العمل في فيلته حتي يتفرغ العمال تماماً لتشطيب شقتي، و حاولت أن أثنيه ، غير أنه أصر علي الرفض.
تلقيت مكالمة منه عصر اليوم التالي و طلب مني الذهاب إلي شقتي للاطمئنان علي سير العمل بها. و قد أخذتني الدهشة حيث وجدت العمال يعملون بكل همة في السباكة و الكهرباء و المحارة و النجارة، و زادت دهشتي لأنني لم أدفع لصديقي أي مبالغ ليبدأ بها العمل..يا سبحان الله علي هذه الدنيا العجيبة التي ساقت لي هذا الصديق في هذا الوقت بالذات ليعيد لي ثقتي بالحياة بعد أن اهتزت بشدة من كثرة صدمات التعامل مع الناس.
اتصلت به و قابلته في المساء و أبديت له سعادتي بكرمه الزائد و طلبت معرفة التكلفة حيث أننا لم نتحدث في هذا الأمر من قبل. قال لي إن تشطيب الشقق لا يدخل ضمن عمله و أنه يقوم بهذا الأمر إكراماً لخاطري و طلب مني اعتبار الأمر برمته هدية منه إلي صديق عزيز. لم أقبل موضوع الهدية و شكرته، فقال إنه سيأخذ فقط أجرة العمال و ثمن المواد و قدّرها في حدود عشرين ألف جنيه. دفعت له المبلغ و أنا أعلم أن التكلفة لولاه كانت ستتضاعف.
بعد عدة أيام طلبته فكان تليفونه خارج الخدمة و استمر هكذا طوال اليوم، قلقت عليه فذهبت للشقة لأسأل العمال عنه فلم أجد أحداً ووجدت الشقة خاوية علي عروشها و العمل الذي كان قد بدأ توقف. ذهبت إلي فيلته فاكتشفت أنها لا تخصه و أن كل ما حكاه لي بشأنها كان غير حقيقي. عندما فشلت في العثور عليه أبلغت البوليس فعرفت أن صديقي القديم ليس مهندساً و لا يعمل بالمقاولات و أنه مسجل نصب و سجله متخم بالقضايا.
و الآن هل يصدقني أحد لو قلت له أن فجيعتي فيه هي أشد من فجيعتي في الفلوس بكثير؟ و قد كنت أتمني أن تضيع الفلوس و يظل هو حلماً جميلاً أقبل علي مبعوثاً من الزمن الجميل!
من مدونة محمد حلمى هلال تانى
الموت فى مصر نقدا ، والعيشه بالتقسيط ، اذا لم تكن غنيا لتدفع فواتير علاجك فى الخارج ، فأنت مقضى عليك لامحالة ، تدخل الى اى مستشفى بعينين سليمتين تخرج منها اعمى او بعين واحده ، لك اذنين تسمع بهما اغنيات المطرب شعبان عبد الحميد ، تخرج اصما لاتسمع حتى عمرو موسى ، تكون متأكدا لحظة دخولك ان لك كليتيتن تكتشف وانت خارج – ان خرجت - انهم خطفوا احدى كليتيك ، وسرقوا قطعة من كبدك ، وحوالى طبق من نخاع عظامك ، ولو كان لك قلب عند دخولك المستشفى مثل بعض الناس ، سيتم استبدالة بفرخه مجمده من النوع المحلى وليس المستورد من البرازيل ، الشئ الوحيد الذى ربما سيتركونه لك هو المراره ، تماما كما يفعل الحزب الوطنى ، لى تجارب يشيب لها رأس الاقرع مع المستشفيات ، تدخل الى المستشفى فى مصر كائنا تخرج منها كائن اخر ، اعرف زميلا لى دخل الى احدى المستشفيات الخاصة انسانا عاديا جدا وخرج منها صرصارا ، لدرجة اننى لم استطع التعرف عليه الا بعد ان نادى على باسمى الثلاثى ، المستشفيات فى مصر مقبرة جماعية ، عالم كامل من التوحش والبدائية والطمع والجهل وانعدام الانسانية ، والاخطر من ذلك ان المستشفيات اصبحت اقذر من الحوارى ، واكثر تلوثا من مياة المجارى التى تتبختر الان فى كل شوارع القاهرة ، كل من يرافق مريضا الى اى مستشفى سيخرج مصابا بعدوى ، او سيمتنع عن الكلام دون سبب واضح لمدة شهر كامل ، استقبال اى مستشفى فى مصر لايختلف كثيرا عن الاستقبال فى اى قسم للشرطه ، تخرج من المستشفى – ان حدث - كأنك خارج للتو من المعتقل ، مذهول ، مجروح ، مصاب ، مهان ، مدمر ، تدخل المستشفى عاقلا او هكذا تعتقد فتخرج منها – ان حدث - اهطلا ، اهبلا ، تلطم على وجهك ، وتصرخ : يطلع يطلع حسنى مبارك ، كانت مصر حتى بداية التسعينات ملاذا للمرضى من كافة انحاء العالم العربى ، اصبحت الان مقبرة للمرضى والاصحاء على السواء ، تشعر وانت تتعامل مع الطبيب انه سوف يلكمك فى انفك ، سيبصق فى وجهك اذا لم تدفع له مايطلبه ، بعض الاطباء فى مصر على درجة من الجشع والنهم والطمع تذكرك بالكواسر والكائنات المفترسه التى كانت تعيش قبل الطوفان ، وحشية ليس لها مثيل ، ناهيك عن الجهل وانعدام الخبره والعلم والمعرفه ، ورغم انهم لايقدمون لك مقابلا لما تدفعه ، الا ان خلاصك منهم يعتبر نعمة من الله ، يكتب الله لك عمرا جديدا حين تخرج من بين ايديهم على الاقل كما دخلت اليهم فى المرة الاولى
Monday, July 09, 2007
المصري اليوم
مقتطفات من صحف ٢٠٣٠.. طبعاً الحالة كرب والوضع طين |
.. أخبار فنية: يقام اليوم بدار الأوبرا المصرية حفل تحييه كوكب الشرق ٢ «روبي» وموسيقار الأجيال ٢ «سعد الصغير»، أعرب القمتان عن أسفهما لانحدار الوسط الفني وظهور كليبات غاية في السفه والانحطاط، وضعف فرص الموهوبين من أمثالهما لالتزامهما بالفن الراقي، يذكر أن سعد سيطربنا برائعتيه الجديدتين «بحبك يا بغل» و«بحبك يا عجل» في إطار استكمال سلسلة أغانيه المتعلقة بحب الحيوانات، والتي بدأها قبل أكثر من ٢٠ عاماً برائعته «بحبك يا حمار» وتتغني روبي بخالدتها «طب ليه بيداري كده» لترضي عشاقها من الجيل القديم. ..بورصة الأفلام: تصدر فيلم «ديل الكلب» قائمة الإيرادات لأفلام هذا الموسم برصيد «٣٥١٢٣٥٤٨» جنيها، وهو الجزء الأخير من سلسلة أفلام «راس الكلب» و«وسط الكلب» وجميعها من بطولة النجم «سامح الجرو» والنجمة «سيدة هوهو»، تلاه فيلم «بيت الراحة» برصيد «٣١٥٠٠٣٤٥» جنيها بنجاح أقل كثيرا من جزئه الأول «بيت الأدب» بطولة النجم «سيد النتن» والنجمة «روايح». وفي المركز الثالث فيلم «مراحيض عمومية» برصيد «٢٦٣٣٠٥٢٠» جنيها، وذلك لتشابهه الشديد في الشكل والمضمون والريحة مع الفيلم السابق مما سبب إحباطاً شديداً لنجمه «عبده تواليت» الذي «عاني» كثيرا «ليخرج» هذا الفيلم للنور، وفي المركز الرابع فيلم «العربجي» برصيد «٢٠٨٢٠٣٢٥» بطولة الوجه الجديد «محسن كارو» والنجمة «سنية رفسه»، و«يتذيل» القائمة فيلم «المصري» برصيد «١٥» جنيها فقط وقد تم رفعه من جميع دور العرض. .. أخبار سياسية: ـ يجري الآن في مجلس الشعب مناقشة التعديلات الخاصة بالمادتين ٧٦، ٧٧ وبقية أخواتها من المواد، تعد هذه هي المحاولة الخامسة والعشرين لتعديل نفس المواد بعد فشل جميع المحاولات السابقة للتأييف «عفوا للتعديل» علي مدار الخمسة وعشرين عاما المنصرمة. ـ اعتقال ٥٠٠ نفر بتهمة الانتماء للجماعة «اللي بالي بالكم» أنا مش باهزر ده بقي اسمها بدل المحظورة. ـ الحكومة تؤكد: لا زيادة في الأسعار.. ومسؤول كبير لصحيفتنا «ورحمة أمي مفيش زيادة». ـ ارتفاع أسعار السلع الأساسية بنسبة تتراوح بين ٢٠ و٢٥%. .. أخبار رياضية: الأهلي يتوج بطلا للدوري والكأس وبطولة أفريقيا وبطولة العالم للأندية ويلعب باسم مصر في كأس العالم، وبيع نادي الزمالك بالمزاد العلني إذا لم يستجب أولاده ويتولوا إنقاذه. مهندس: أحمد عبدالغني |
محمد حلمي هلال
هناك فرق بين جمهورية الموز وجمهورية البطيخ ، جمهوريات الموز فى امريكا اللاتينية ، اما بلاد البطيخ فهى تنقسم الى جمهوريات وممالك وتقع كلها فى منطقة الشرق الأوسط ، يطلق عليها البعض اسم العالم العربى ، جمهوريات الموز تنتخب رؤساءها اما جمهورية البطيخ فيمكنها ان تتحول من جمهورية الى ملكية أو العكس ، بل من الممكن تحويل الجمهورية الى سلطانية ، ميزة اخرى من ميزات جمهورية البطيخ ان الدستور ، بطيخه ، مثله مثل المواطنين ، الدستورمملوك بالكامل لصاحب الجمهورية ، يمكنه العمل به او تعطيلة – الدستور وليس الرعية - تغييرة او تعديلة ، تقصيرة او تطويلة ، يمكنة تفصيل اى مادة دستورية تمنحة مايشاء من سلطات هو وزوجته واولادة ، وتعتبر جمهورية مصر العربية المشهوره باسم ياحبيبتى يامصر يامصر ، واحدة من أكبر جمهوريات البطيخ فى العالم ، شعب من البطيخ وحكام من البطيخ فى الستينات خيرت الشعوب الغربية بين الحضارة وبين الحرية فاختارت الحرية وثارت من اجلها واعتبرتها الشرط الاساسى للتحضر والتقدم والانجاز ، كانت حقبة الستينات حقبة الثائرين من اجل الحرية اما فى جمهورية البطيخ وفى بداية القرن الواحد والعشرين فإن الشعب المصرى يخير بين صاحب الفخامه وبين ابنه ، بين رفض الظلم او الاذعان التاريخى له ، بين العيش بكرامة وبين أكل العيش والسلام ، ولان الثقافة السائدة فى اغلب جمهوريات البطيخ هى ثقافة الخضوع والخنوع والقهر ، فقد عزف رعايا الجمهورية عن الذهاب الى الانتخابات ، تركوها لرجال الاعمال وزبانية الفساد وعائلات الريف المصرى ، وسواء حكم الرئيس ام كتب البلد فى الشهر العقارى باسم ابنه فسوف تظل مصر كما هى ، واحدة من اكبر جمهوريات البطيخ فى العالم ، نظام همجى وحشى بدائى النزعة ، تتأسس شرعيته الوحيدة على الاستبداد والغباء والعنف والبطش والبلطجة والارهاب لقد اصبح المصريون فى ظل هذا النظام شحاذون ، مذلون ، مهانون ، مخصيون ، فاسدون ، ان افساد الناس بالرشوة فى مواسم الانتخابات هو اشراك علنى فى الجريمة ، جريمة نهب الوطن ان البلطجة هى القانون السائد بل هى المصدر الاساسى لشرعية الحكم وهى التى تحمى نظاما متاكلا منهارا بلغ احط مراحلة على الاطلاق ، لن تستعيد البلاد مانهب منها طوال الربع قرنا الماضى ، ولن تكون هناك فى القريب العاجل فرصة عمل مناسبة او مجزية لملايين العاطلين ، او لقمة عيش كريمه ، او مأوى ، او سرير للعلاج او حتى للنوم العادى ، لن تكون فى القريب العاجل وفى ظل شرعية البلطجة والفساد مدرسة حديثة تصلح لتعليم الاطفال ، بل ستسفر الايام القادمة عن مخاض مؤلم ينتظر هذا الوطن يهدف الى التأسيس لشرعية العنف والبلطجة ، ان العنف والاستبداد والبلطجة والتنكيل بالمعارضين هو منهج الفترة القادمة فى مصر وهو بكل تأكيد نوع من الضعف العقلى والبلاهة والتردى والانحطاط ، ان انهيارا مفزعا يلوح من بعيد ..
Sunday, March 18, 2007
مدونة وشوشات
خدي عندك
- اللبن النيدو المصري مضاف اليه دقيق- عن تجربة عملية - خصوصا البتاع الصغير بتاعو ابو جنيه وربع.- عصير المانجو اللي ف محلات العصير 70% منه مش ليه علاقه بالمانجو اصلا..ده قرع عسلي - بمرأي العين -وسلامي للحاج فرغلي-اللانشون والبسطرمة (اللي المفروض مكتوب عليها لحم بقي خالص حلال) - مفيهاش ريحة اللحمة اصلا دي سقط حيوانات مدبوحه مفروم مع بهارات وتوابل وجيلاتين وعضم فراخ وبالسم الهاري - تحياتي للحاج صلاح والمعلم عبفتاح-..
- انواع الهامبورجر المنتشره ف السوق(عدا نوعين تلاته) كوكتيل من البهارات وماده جيلاتينيه بتبقي مبطنة لجلد الحيوانات بعد الذبح وبتتباع من المسلخ الطن منها ب250 جنيه تقريبا ..
الطن منها بيستخدم (بعد الغلي في قدور كبيرة مقززة في مناطق لاادمية باستخدام عصاية شبه المجداف كده للتقليب) وبيعمل حوالي 500 عبوة (زنة 1 كيلو برجر) بتتباع ب10 جنيه
الصحة تقفل المصنع ( او بير السلم) وصاحبه يلبس قضية غش تجاري محترم ياخد ف الاخر حكم غرامة ب10 الاف جنيه او حبس سنه ..وغالبا بيدفع الغرامة ويخرج يأجر بير سلم تاني وتبدأ عجلة العمل من جديد.
- علب الزيت ال1 كيلو بتاع القلي ام 2 جنيه وربع و3 جنيه دي- اللي لونه غامق قوي ومش شفاف دي - اصلا زيت مستخدم من محلات الفول والطعمية بيعاد تجميعه ف عربيات بتنك زي بتاعه اللبن كده وبتتفلتر بادوات بدائية جدا عشان تشيل بواقي القلي اللي فيها ويعاد تعبيتها ف زجاجات - مستعملة مسبقا ومجموعه من الزبالين ومعاد غسلها بالمية والصابون- وبتعبي يدويا بقمع بلاستيك وتتبرشم بمكنه برشمه تمنها 3 الاف جنيه .. وبيع يامعلم
الزجاجة البلاستيك من الزبالين .. الدسته بجنيه .. طن زيت مستخدم الكيلو بيتاخد من المطعم ب25 قرش .. قمع بلاستيك قولي 10 = 5 جنيه .. وماكينة برشمه ب3 الاف بالكتير
تكسبي في الطن 2000 جنيه مستريح جدا.. ويتحرق اللي بيشترو بجاز - مش نضيف زي الزيت اللي اشتروه-
- الحلاوة الطحينية الي ف المحلات .. عليه اكسيد تيتانيوم عشان تاخد اللون بتاعها
وبعضها مفيهوش ريحة السمسم اصلا .. عليها دقيق وفورمالين عشان تمسك نفسها اصل الدولار بقي غالي فالسمسم غالي والزبون المصري عاوز الارخص مش الانضف
- فلاتر ميه الشرب..بتفلتر الطعم (عبر ازاله الكلور) والريحة (عن طريق الفلتر الكربوني) لكن المعادن التقيله اغلبها مبيتفلترش اصلا الا في الفلاتر الاكتر من 3 مراحل-سلام كبير اوي لفلاتر تانك-
-سمك المزارع السمكية..بياكل دم ومخلفات عمليات الذبح عشان يكبر بسرعه
-فراخ المزارع..من كتكوت عمره يوم لفرخه كاملة وزنها كيلو علي الاقل الي كيلو و200 جرام بياخد 19 يوم..حقن هرمونات في الاكل وميه الشرب.. علما ان الفرخة الطبيعه عاوزه 4 شهور عشان تقرب من الحجم ده
ده غير مزرعه فراخ امريكانا اللي ف برج العرب اللي بتورد الفراخ لمطاعمهم ..اول مره ف حياتي اشوف فرخه وزنها 4كيلو ونص كان هناك..ومش بتعرف تمشي.. وعندها حاجه من الجنب كده بالتدقيق اكتشفت انها (مشروع جناح)
-طلمبة البنزين ال92 وال95 في البنزينات دلوقتي..الطلمبتين بياخدو من خزان ارضي بنزين واحد ..مهي اصل الطلمبة ذكية ..بتميز ال92 من ال95
- محلات الحلويات الي بتبيع الحلويات للشرقية بالسمن البلدي .. ولابلدي ولانيله دي معموله بسمنه صناعي وعليها مكسبات طعم زي اللي بيستخدموها ف المصانع
-الجبنة الرومي القديمة.. مش قديمة ولانيله هم يعني هيعتقوها عشان حضرتك تستمعي ويركنها ف المخزن 6 شهور؟
بيضيفو هيدروكلوريد اسيد تركيز 30 % ..عشره لتر لكل طن جبنه وتتكتم في قبو قديم معفن 24 ساعه وتطلع قديمة وطالع عين امها كمان ..- اكياس البلاستيك : اكياس البلاستيك اي لون (غير الشفافة المفروض انها بتتصنع من رولات بولي ايثيلين خام)
الواقع ان اغلبها عبوات بلاستيك (ميه وبيبسي) مجموعه من الزبالين بردو وبيتم تسيحهم في افران وسحبهم علي شكل رولات تاني .. ودي ارحم من الاكياس البلاستيك السوداء اللي مصدرها مخلفات المستشفيات والمراكز الطبية(حقن - سرنجات - كانيولا - فلاتر - اكياس دم مستعمله - قساطر بوليه مستعمله ..)- عبوات مياه معدنية اكوافينا (انتاج مصانع بيبسي) عن مصدر مقرب الميه دي لابئر جوفي ولانيله - حتي مفيش عنوان للمصدر علي عبوات القزايز-
دي بخار الميه الناتج عن التكثيف في خطوط انتاج البيبسي .. بدل ماتتهدر وهم بيفعو عليها فلوس لمصلحة المياه قررو يجمعوها ف تانكات ويعبوها ف قزايز ويستغلو شبكة التوزيع الضخمة بتاعتهم توزع ميه مع البيبسي وبسعر ارخص من سوق المياه المعدنيه باكتر من 50 قرش ق الزجاجه..(محدش خد بالو من طعم البيبسي في الميه دي؟)
- صابون غسيل الوجة وكريمات البشرة والشعر المنتشره في السوق(من غير الانواع المعروفة) ياريت حد يبقي يحللها يمكن نعرف نوصل للمركبات اللاارضية اللي بيستخدموها فيها
السادة بقي ضريبة المخدرات (طالما بنتكلم عن الغش التجاريباعتبارهم مستهلكين هم كمان):
- الحشيش..مش حشيش ولاحاجه ده عجينة من الحنا واللبان الدكر ونسبه بسيطه لاتتجاوز .,4 من الكميه والزيت اللي ع الحشيش ده مش زيت دخ ماكستون فورت ..
في الاخر .. كلها اعشاب طبيعيه
- البانجو..في الاغلب مش بانجو..نعناع وبذر طماطم مجروشين وعليهم شويه شاي محروق(عشان الريحة بس) ..اهي كلها نباتات
- البودرة..مش بودرة بردو..دي اقراص ريفو مطحونة ..كل 10 اقراص عليهم قرص رهبانول وبيتحطو في ورقه فويل وتتسخن تحتها ولاعه (عشان ياخد اللون البيج بتاع الهورايين) وقسم وبيع تذاكر يامعلم .. كلها ادوية صداع
انتهي كلامه أثابه الله و انتهى معه كل ثقة لي في اي حاحة في البلد دي.. اي حاجة اي حاجة.. حتى في نفسي